الفصل الثاني والثلاثون (صدمات مُتتالية)

17.2K 1.4K 737
                                    

متنسوش تفاعلكم وبعتذر عن التأخير♥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأني أخافُ أن أكون قد أتيتُ بذنب أحسبهُ هيناً وهو عندك عظيم،
اللهُم إني أستغفِرك وأتوبُ إليك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الثاني والثلاثون)
•(صدمات مُتتالية)
•(أبناء هارون)

لم يكن الفراق من قبل هينًا، والحُزن بدوره لم يكون طفيف، إن جاء قلبي للسؤالِ عن عاشقٍ، بكىٰ مسلوبًا بالشوقِ العنيف، وحال عيني كحالِ قلبي تنفطرُ، خسارةٌ ووداعٌ للحبِ العفيف.

شهران مرا كدهران، يتصنع الثبات وهو في الحقيقة حُطام، يُتابع يومه بابتسامة زائفة وفي جوف الليل يسمح لذاته بالإنهيار، منذ ذلك اليوم الذي استمع به عن خطبتها لابن عمها وهو يكادُ أن يُجَن، يالسخرية القدر! تذهب لِمَن دمَّر حياتها لتتزوجه؟! وهو! هو؟ سؤالٌ ساخر مُحمَّل بالمرارة تسائل به عقله المُشوش بصورتها، يبدو أنه كان موهومًا بحُبها، وهي اسهمت في دماره باستمتاع!

رمى "يعقوب" ما بيده وارتمى على المقعد الموجود في محل جزارته، عيناه تُتابعان العُمال لكن عقله ثابتًا لا يتحرك، خانته نظراته واتجهت إلى محلِ "ذكرى" المفتوح، لا يظهر منه شيء سوى ورودها التي اهتمت بهم في الفترة الأخيرة وڤاترينة المخبوزات التي صنعتهم للتو، تنهد بإرهاق وهو يرفع رأسه للأعلى حيث السماء التي بدأت بالتدمُع، لا يعلم أهذه طبيعتها الشتوية أم إنها تبكي مع فؤاده!

وقف من مكانه ونظر للعاملين بالمحل قائلًا بصوتٍ آجش:
_يلا كفاية لحد كدا يا رجالة، روحوا بيوتكم قبل ما المطرة تزيد.

_الله يباركلك يا معلم "يعقوب".

قالها أحد العاملين وبالفعل بدأ الجميع بلم حاجياتهم للذهاب إلى منازلهم، بينما هو ظل يُتابعهم بعينيه الثاقبة حتى رحلوا جميعًا ولم يتبقى سوى واحد، ناداه بهدوء قبل أن تخط قدماه أعتاب المحل، فالتفت له الأخير يقول بلهفة مُغلفة بالتوتر:
_اؤمر يا معلم؟!

رد عليه "يعقوب" مُتسائلًا بنبرة هادئة لم تخلو من الصرامة:
_الأمر لله يا "ياسر"، أنا بس كنت عايز أسألك عن حاجة كدا بما إنك آخر واحد يخرج من المحل إمبارح، محدش دخل المحل بعدي إمبارح؟!

ابتلع المدعو "ياسر" ريقه بتوتر بالغ ظهر على معالم وجهه، وبتلعثم أجاب:
_لـ.. لأ يا معلم، ليه خير فيه حاجة؟!

_أصل فيه ألفين جنيه ناقصين من الفلوس فقولت إما أسألك يمكن شوفت حد خدهم ولا حاجة!

هز الأخير رأسه مُتهربًا بعينيه المُتوترتين منه، حتى أن أنفاسه قد تعالت خشية من كشف أمره، فوجد "يعقوب" يُربت على كتفه بودٍ ويقول بابتسامة هادئة:
_تمام يا "ياسر" روَّح أنت لمراتك وعيالك وسلملي على "سيد" ابنك، مش صحته بقت أحسن دلوقتي!

أبناء هارونWhere stories live. Discover now