الفصل الرابع والعشرون (عُقِدَ قِرانهم)

20.6K 1.7K 570
                                    

متنسوش الفوت (⭐) فضلًا يا قمرات♥
الفصل دا إهداء لشموسة بمناسبة يوم مولدها، كل سنة وأنتِ طيبة يا قلبي♥♥♥♥🦋

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسوء ما في المعاصي هي العقوبات الغير ظاهرة،
كانعدام الطمأنينة في الصلاة، والتهاون في أوقاتها، وعدم تدبر القرآن، وأن يُحال بينك وبين ربك في قيام الليل، وعدم التأثر بموت الغير، وعدم التأثر بالمواعظ.

- صالح علي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الرابع والعشرون)
•(أبـنـاء هـارون)
•(عُقِدَ قِرانهم)

ماذا إن تحول صدى حُلمك الجميل إلى هسيسٍ مُرعب وظلال مُدورة وقصيرة؟ ماذا إن تعالت صوت الصرخات من حَولك ولا يوجد سواك مَن يسمعها؟ أمرٌ مُميز أليس كذلك؟ لا.. ففي تلك الأثناء يتحول التميُز إلى نقمة، أنتَ لستَ مُميزًا بالطريقة التي تتوقعها أنت، بل بالطريقة التي اختارونها هُم.

هُنا.. الجميع يشعرون بالعجز، خاصةً عندما تتعالى صرخات "بدور" داخل غرفتها بطريقة مُخيفة بثت في قلوب البعض الرُعب، صوتها كان غليظًا وطريقتها هجومية صارخة، وقف "هارون" أمام "يعقوب" وأمره بصرامة:

_خُد الكل وطلعهم على فوق وانزلي عشان عايزك.

وإلى هذا الحد لم يحتمل "حمزة" الذي صرخ بدون وعي نتج عن خوفه على شقيقته:
_هو إيه اللي نطلع فوق يا بابا؟! أنا مش ماشي من هنا غير ما أتطمن على أختي.

ضرب "هارون" بكفه على الباب الخشبي بكل قوته وهو يصرخ به:
_قولت كله هيطلع فوق ومش عايز نَفَس.

وبعنادٍ ممزوج بالغضب هتف "حمزة":
_وأنا قولتلك مش هطلع من غير أختي.

لحظة أخرى وكان "هارون" سيفقد زمام تحكمه ويدفع بعلاقته هو وابنه إلى الهاوية، لولا تَدخُل "عمران" الذي أمسك بذراع "حمزة" تحت صياحه الغاضب الذي لم يُمهله أي اهتمام:
_سيب إيدي يا "عمران" بدل ما أتغابي عليك، بقــــولك سيبني.

هتف بجُملته الأخيرة بصراخٍ جعل "عمران" يقف فجأة ويُسدد له لكمة قوية عرفت الطريق إلى وجهه، حينئذٍ صمت الآخر وطالعه بعينين يتصاعد منهما الشرر، وتفاقم غضبه عندما جذبه "عمران" للخارج، وحينما ابتعدا عن الجميع، أمسكه من تلابيب ثيابه يهزه بعنفٍ وهو يهمس بهسيسٍ غاضب:

_أنت شايف إن أبوك متحمل عنادك وتخلفك دا؟!

ولم يكد "حمزة" أن يُجيبه، حتى قاطعه "عمران" مرة أخرى وهو يدفع به من صدره ويؤنبه بحديثه الذي يهبط فوق جسده كالسياط لتدرعه عن عناده:
_أبوك تكة وهيجراله حاجة، أديك شايفه مش قادر يتلم على أعصابه وخوفه باين عليه، بس الأستاذ بهيم مبيفهمش.

أبناء هارونWo Geschichten leben. Entdecke jetzt