الفصل الواحد والثلاثون (يا ليتها وردة!)

18.2K 1.5K 519
                                    

متنسوش الفوت وتفاعلكم على الفصل فضلًا يا قمرات💖

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
"الإبتِلاَء يُحْيِّي قَلب المُؤمِن، لِـ يَسْتَقِيم ."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الواحد والثلاثون)
•(يا ليتها زهرة!)
•(أبناء هارون)

الحقد يعمي بصيرة الإنسان، فيُحوله من شخصٍ مُتساوٍ إلى آخر مُمتليء بالكُره، كسحابةٍ بيضاء لُوِثت فباتت رمادية مُحملة بالأثقال.

وقف "حازم" أمام أبيه يتحداه بعُنفوان، عيناه تطلقان شررًا قادرًا على حرق المكان من حوله، وقبضته تشتد حتى ابيضت مفاصله، ولأول مرة يرى "خيري" ابنه في مثل تلك الحالة من التمرد والعصيان، لكن لن يجعله يُفلت بعملته الحقيرة مع ابنة شقيقه، والذي يمتلك نصف أسهم الشركة، وإن خسره؛ سيخسر أموالًا طائلة ليس لها أول من آخر، لذلك تقدم من "حازم" خطوتين حتى بات على مسافة قريبة منه للغاية وتمتم بفحيح:

_قول اللي أنت عايزه كدا تاني!

وبإصرارٍ أشد هتف "حازم" بعنادٍ مُماثل لأبيه:
_بقول مش هتجوز "تالين" و...

صفعة قوية هبطت على وجنته كانت السبب في مُقاطعته، تعالىٰ صداها في أركان الغرفة كما ترددت داخل الأفئدة المكنونة، اهتز "حازم" في مكانه للحظاتٍ ورمق أبيه بعدم تصديق، ليس لأنه قام بصفعه من أجل الزواج من "تالين"، وإنما صفعه من أجل الأموال! ابتلع تلك الغصة التي استحكمت عليه وتكونت طبقة رقيقة من الدموع داخل مقلتيه أبت بالهطول، كان داخله مذبحوًا، لكن شفتيه قد ابتسمتا في نقيضٍ لما يشعر به تمامًا، وبعدها أردف بتساؤل مرير:

_كل دا عشان متخسرش فلوسك؟! عشان رفاهيتك؟! عايز تدمرني!

لم يأبه "خيري" بتفاهاته تلك _كما يقول_، وإنما اقترب منه أكثر ليُمسك به من تلابيبه ويهزه بعنف وهو يصرخ به:
_أنت اللي دمرت نفسك لما روحت عملت علاقة قذرة مع بنت عمك، رغم إنك عارف ومتأكد إن لو حصلها حاجة أبوها مش هيسكت ووارد جدًا يلغي الشراكة اللي ما بينا.

دفع "حازم" يده عنه بعنفٍ صارخًا به باهتياج:
_طــــــالعلك.. كل حاجة أنا بعملها دلوقتي أنت اللي معلمهالـــي.. الوساخة اللي أنا فيها دي بسببك أنت مش بسبب حد تاني، تفكيرك المستمر في الفلوس والشركات والثروة وصلوك إنك تعلمنا إزاي نبيع وندوس على أي حد مقابل فلوس أكتر.. حتى أخوك مسلمش من شرك.. خدت منه كل حاجة عشان تكبر في السوق أكتر.. بس تعرف حاجة!! أنا مش زعلان عليه عشان هو يستاهل، أنا بس زعلان على حاجة واحدة بس، إني معرفتش أحافظ على الإنسانة الوحيدة اللي حبتني وكانت ممكن تغيرني للأحسن، كانت ممكن تبعدني عنك ووقتها ماكنتش هلومها، حتى أنت لما حسيت إن "جنة" بقت ليها سيطرة عليا حاولت تبعدني عنها وللأسف نجحت، عارف ليه؟! عشان أنا غبي.. غبــــي عشان ضيعتها، وغبي عشان سمعت كلامك، غبي عشان مشيت وراك، غبي عشان بعد كل السنين دي كلها اكتشفت إني لوحدي منبوذ ومليش حد يحبني زي ما بتمنى.

أبناء هارونKde žijí příběhy. Začni objevovat