الفصل السابع (طلقة مُميتة)

17.6K 1.5K 696
                                    

من قال حين يأوي إلى فراشِه : ( لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمده، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ )؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه ولو كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الفصل السابع)
•(أبـنـاء هارون)
•(طـلقة مُميتة)

مُحاولاتك للهرب من سجنٍ يُحيطه أبواب نارية من حديد؛ ستبوء جميعها بالفشل، أنت وَسط دائرة مليئة بالسموم يَصُعب الفكاك منها، ولتبتعد تمامًا؛ عليك تنظيف نفسك أولًا من المُستنقع الموجود داخلك.

كان "حمزة" غير واعي تمامًا للحالة التي عليها، لا يشعر بأي شيء حوله، حتى مُحاولتها للإفلات والمقاومة، غرضه كان واضحًا وهو الإعتداء عليها قِصرًا، وهي تبكي وتُقاوم بكل ذرَّة داخلها، حاولت الصراخ لكنه يُكمم فاهها، لقد استحوذ عليها كُليًا بالفعل!!

شعر "حمزة" بمن يجذبه من كتفه من الخلف، تبعه هبوط لكمة قوية على وجهه وصوت أخيه "بدران" الغاضب يصرخ به باهتياج:
_أنت بتعمل إيه يا حيـــوان؟!!

طالعه "حمزة" بأعين مُشوشة وجسدٍ غير مُتوازن، حاول دفعه للخلف بقوته الواهية وهو يقول:
_سيبني.. سيبني أبوسها.

لكمة أخرىٰ هبطت على وجهه من أخيه الذي يشعر بغضبه يتزايد بشكل مُخيف، وقع "حمزة" على الأرض من ضعفه ونظرات "بدران" تتبعه بغِل، استدار نحو "رضوىٰ" القابعة بين أحضان "زهراء" التي تُحاول تهدأتها، لكن الأخرىٰ تلبستها حالة من الإنهيار والصراخ الهستيري.

أرجع "بدران" خصلاته بغضبٍ هائل أثناء مُحاولته لاستيعاب فِعلة "حمزة" المقيتة تلك، فلولا وقوفه هو و"زهراء" على سَطح المنزل وعِناد الأخرىٰ على القدوم؛ لكان فعل ما سيفعله وانتهى، ترك أخيه مُتسطحًا على الأرض ثم اتجه نحوهما وتحدث بغضبٍ مكتوم:

_خديها على بيتكوا يا "زهراء" لحد ما تفوق وحاسبي حد يشوفكوا.

أومأت له "زهراء" المُحتضنة لجسدِ تلك الباكية، وبصعوبة بالغة أوقفتها بعد عدة دقائق حتى استعادت بعضًا من وعيها، نظرت "رضوىٰ" حولها بتيهة ودموعها تهبط بقوة، فوقعت عيناها على "حمزة" الذي يُحاول الوقوف من مكانه، وبصوت ناعس اقترب منهم وهو يقول بعناد:

_هبوسها يعني هبوسها.

توقف "بدران" أمامه بجسده ليُحيل بينهما وهو يجز على أسنانه بغضب، فيما ابتعدت "زهراء" عن الأخرىٰ ثم تقدمت منه وتحدثت بصوتٍ مكتومٍ غاضب تُعنفه:
_أنت إيه اللي جرا لمُخك يا "حمزة"؟!! من إمتى وأنت بتشرب؟! من إمتى وأنت كدا؟!

أبناء هارونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن