حل وقت الظهيرة .. والشمس في كبد السماء خرج الملتحي لأدآء فرض الصلاة .. وأثناء عودته فتح صندوق البريد ليجد فيه رسالة واحدة فقط .. ظرف يحتوي على اسم عصام .. " عصام الذي قاطعه منذ عدة أشهر.. لقد تغير صديقه.. فرغم أنه حاول أن يصلح الأمر معه ولكنه في كل مرة كان يتصرف معه بعنف شديد.. انفجرت أساسير وجهه وتبسم مستبشرا بعودة صديقه الى رشده أخيرا وأنه أبعد عنه أصابع الإتهام في مقتل "جورجيت".
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
وفوق ظرف تلك الرسالة .. وضع عنوانا لمقهى كانوا يلتقون فيه كثيرا منذ أيام صباهم وكتب تحتها .."أنا آتي الى المقهى كل يوم وانتظر فيه قدومك بفارغ الصبر.." ..فقرر الذهاب للقاءه هناك بعد مدة طويلة من الإنقطاع ...
دخل أدهم المقهى والذي كان مكتضا بالناس على غير العادة .. كان يتجول بأنظاره حول ملامح الناس حتى وجد عصام الذي لوح له بيده من بعيد .. ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه وهو يقترب منه مهرولا والقى السلام عليه ..،كان يجلس على طاولة مستديرة صغيرة في ركن المقهى وعلى خشبتها فنجانين من القهوة . جلس على الكرسي المقابل له ، لقد بدى عليه الشحوب والمرض ، تلك الهالات السوداء التي تكاد تأكل ماتبقى من وجنتيه .. أما عظام وجهه البارزة التي تؤكد حتما أنه لم يتغذى لأسابيع طويلة .. رائحة التراب المنبثقة منه تثير الريبة .. جسده النحيف .. شعره الطويل ولحيته المهملة ..وثيابه المتسخة
نظر اليه أدهم بأسف وهو يحاول فتح أي موضوع معه ولكن دون جدوى فقد كان عصام يكتفي بالصمت والإبتسام فقط
.."لقد قرأت رسالتك.." .. طأطأ عصام برأسه وهو يخرج من جيبه ورقة أخرى .. قربها من صديقه أدهم وهو يشير اليه برأسه أن يفتحها ... وما إن قام بفتحها حتى بدأت علامات الريبة والقلق تظهر على وجهه.. القى نظرة خاطفة على وجه عصام الذي بقي مبتسما على حاله ..
تنفس الصعداء وهو يقول مبررا.. "الأمر ليس كما تظن يا عصام ..، أقسم أني لست من قتلها كما اتهمتني سابقا!"
اعتدل عصام في جلسته وهو يشبك أصابع يديه فوق الطاولة ..
وقال بصوت مبحوح .."حسنا .. أخبرني إذا ماعلاقة هذه الرسالة بمقتلها. "
