٢٥

418 35 0
                                    

"قل لي فقط أنك صدقت كلامه!"
قالت السيدة نوال بغضب وهي تكسر كل شيء أمام ناظريها ..

بينما يجلس السيد كامل على أريكته الجلدية وهو يشعل غيلونه وينفخ الدخان بكل هدوء ..
"ولما لا أصدقه ..صوفيا قد تغيرت كثيرا في الآونة الأخيرة .."

صرخت حتى برزت عنقها من القهر
.."هذا لأنه قد غسل دماغها ! لاتنس أنها الوريثة الوحيدة لهذه الأموال!"

نفى برأسه كلامها وقال بنبرة فخر ..
"أدهم ليس كما تظنين ..قد عرضت عليه مالا طائلا مقابل هذه القضية ولكنه رفض أخذه واختار البقاء مع ابنتي!"

وقفت بغضب وهي تسند يديها على خاصرتها ..
"لقد كان يمهد للأمر ويخطط منذ مدة هؤلاء الرجال ذوي اللحى الطويلة ذو دهاء عال كما تعلم لقد أباد أمثاله الكثير من الأمم باسم الدين.!"

زفر الهواء من رئتيه بهدوء ثم سحب غيلونه مرة أخرى وكأنما يحدث نفسه غير مكترث بكلام زوجته ..
"لقد أحببت هذا الرجل فعلا لم أر أنظف من قلبه "
ولم يسمع خلالها إلا قرعات الكعب العالي وهو يتقدم نحوه .. وقفت أمامه بتغطرس وقالت بنبرة من التهديد .
"يستحيل أن أترك ابنتي تحت يده أكثر من هذه المدة !'

ابتسم غير مكترث لتهديدها ..
"يعود القرار لصوفيا إن رضيت به رحلت معه وإن أبت تبقى معنا في الفيلا"!

.."حسنا سنرى بشأن هذا الأمر!"

_____________

كانت صوفيا في هذه الأثناء في حال من الإرتباك ، فبعدما دخل عليها زوجها بخبر زيارة أهلها مساءا شعرت بغبطة في قلبها .. كأنها تريد أن تصرخ فيه أنها لاتود الذهاب وتبتعد عنه .. فمنذ أن وطأت قدمها حياته أحبتها كثيرا بمن فيها وأصبحت من شخصية قوية متغطرسة إلى إمرأة حساسة تود الحماية تحت كنف رجل صالح مثله ..
إنها وهذه المرة قد عشقت من جوفها هي قوية تستطيع أن ترمم جميع جروح العالم .. إلا جرحها هذه المرة ، إن فارقت هذه العائلة الهادئة الطيبة فسوف تتآكل من شدة الإكتئاب والمرض النفسي .

..
ارتدت عباءتها والدموع تنهمر من خديها تودع كل إنش في حجرتها الصغيرة .. تقبل وسادة أدهم الذي قد علقت فيها رائحة مسكه الطيب .. تستنشقها كأنها آخر مرة .
استرجعت كل ذكرى عاشتها معه ورغم أنهما لم يكونا زوجين حقيقين ولكنها كانا كالأصدقاء يعيشان تحت سقف واحد ..

قاطع حبل ذكرياتها صوت رجولي تهز له جوارحها وقلبها ..
"هل انتهيت من تجهيز نفسك لقد تأخرنا كثيرا على أبويك!"

لم تجب هي هذه المرة . أجابت بدل ذلك تلك الدموع الصارخة التي تحاول ان تبرهن لأدهم أنها لاتود الرحيل ولكنه لم يأبه ...

حبيبي المتديّن!♡Où les histoires vivent. Découvrez maintenant