١١

485 34 2
                                    


‏"ثق بأن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ وإن التهذيب يهزم الوقاحه وإن التواضع يحطم الغرور."
قالها أدهم لسكرتير مدير الشركة المتغطرس.
ليجيبه بغيض
.."ولكن لماذا عدت !لقد سمعت أنك كنت تريد الإستقالة لم مازلت هنا!"
..
هز أدهم حاجبيه واعتلته ابتسامة خبيثة
.."أرى أنك تبحث في أمري وتهتم بشؤوني"

فتح السكرتير عينيه على مصرعيهما وقال بلغة حادة
.."أهتم لإرهابي مثلك! مستحيل فأنا لا أطيق وجودك في الشركة وانتظر بفارغ الصبر رحيلك من هنا"

أفرغ "أدهم" الهواء من رئتيه وقال بصوت هادئ..
"لا أفهم سبب كرهك الشديد اتجاهي"
  ...
"هذا لأنك إرهابي ..متشدد. ملتحي متخلف!!!"..

ليأتي صوت الإجابة من خلف ظهره
.."لمن توجه كل هذا الكلام الغير اللائق ايها السكرتير!"
..
"السي س.. سيد كمال أنا .. أنا كنت أتحدث عن أحدهم"لم يستطع ان يجمع كلماته في جملة واحدة وبدأ يتصبب عرقا 
..
رفع أدهم أحد حاجبيه وعانق السكرتير امام السيد "كمال" مدير الشركة وقال ..
"ياسيد كمال لا أحد يحبني أكثر من السكرتير الخاص بك اليس كذلك أيها الرجل؟"
طأطأ برأسه وقد احمر وجهه من شدة الغضب.

...'سيد أدهم احتاجك في مكتبي "
.."حسنا انا قادم"
..وما ان غادر السيد كمال الى مكتبه حتى رمق ادهم نظراته نحو الرجل "أدين لك بكوب قهوة"واصطحب جملته بغمزة ثم رحل.

____

كانت السيدة "انطويت" والدة "جورجيت" تتحدث بهمس مع زوجها" مرقس " وقد بدى السرور واضحا على وجهها..
"هل تقول عريس! سيتقدم لابنتنا عريس!"
..
"نعم ولقد سألت عنه فقد قيل أنه شاب خلوق حسن الطباع"..
..
:"إذن لابد أنه إبن بابا الكنيسة فقد كنت أرى الإعجاب في عينيه لابنتي"
..
"في الواقع هو ليس من ديانتنا"
..
"ماذا!!. هل تريد تزويج ابنتك لشاب غير مسيحي"
.."نعم وما الضرر مادام صاحب أخلاق عالية "
.."ولكن يا مرقس.."

.." لاتجادلي فابنتي لن تتزوج الا من أرضى منه خلقا ورجولة!"
..
"ومن أي الديانات هو!"
..
"هو مسلم على دين محمد"
..
"وماذا إن لم توافق جورجيت بذلك"

غضب الأب واشتعلت عيناه شرارا..وتعالت صرخته
"وهل في عائلتنا وسلالتنا كلها فتاة ترفض رجلا قد اختاره أباها! إنه لجرم عظيم يا امرأة!!-
..
"حسنا حسنا فلتهدأ كان مجرد سؤال بسيط"..
'.
"فالتخبري جورجيت اذا ليأتي الرجل لرؤيتها"..
كانت تلك الحجرة شديدة البرودة كأنها منفصلة عن المنزل ..
كانت تتربع تلك الحسناء على الأرض تحمل الإنجيل بين كفيها تقرأه وما ان اقتحمت والدتها خلوتها حتى التفت اليها كي ينزلق خمارها عن شعرها الحريري الناعم فلا ترى بعده مايسيء العين من قبح او ضر.
..
جلست على حافة السرير بقلق وهي تفرك كفيها ببعضهما البعض..
نظرت اليها جورجيت بقلق لتقترب منها وتضع رأسها على حجرها ..
"ماخطبك يا أمي هل هناك شيء يزعجك"
..
" والدك..-!
. "أجابت بفزع..هل أصابه مكروه!"
..
"لالا هو بخير ولكن..- هناك رجل قد طلب يدك من أبيك "..
وضعت جورجيت يدها على قلبها تحاول تهدئته..
زفرت الهواء وقالت بصوت خافت
..'من ؟-
..
'"لم يخبرني عن اسمه او شخصيته لقد قال انه رجل صالح فقط"
...
اغمضت جورجيت عينها بفزغ تحاول ايقاف يديها المرتعشتين فهي تعلم أنه لامجال للنقاش مادام الرجل قد اعجب به والدها ..
"هل .. هل هو مسيحي يا أمي"
..
" للأسف .. لا .. هو مسلم من دين محمد"
..
عادت الدماء تسري في عروقها وذهبت تلك العبرة التي كادت ان تخنقها وكأنها التمست بصيصا من الأمل في معشوقها الوحيد ..
"حسنا يا أمي أشكرك على اخباري .."
..
"لاتنزعجي ي ابنتي فوالدك لايريد لك الا الأفضل.."
..وغادرت تاركة ابنتها في شرودها ..
وسرعان ما بدأ قلبها بالخفقان..وهي تردد على شفتيها."مسلم..- أيعقل أن يكون هو-"
تسطحت على فراشها تعانق وسادتها بشدة وغفت على أجمل أمل قد تحلم به في حياتها
.....
____

كان الحفل الصاخب على متن اليخت مليئا بالمجون .، كانت الخمور في كل مكان والعري والرقص مع تلك الأضواء التي تكاد لاترى شيئا منها ،أقبلت "صوفيا" بغضب وانزعاج تحاول المغادرة إلا أن "محمد" كان يمنعها كل مرة ويمسك ذراعها بقوة ويصرخ كي تستطيع سماعه من شدة صخب الموسيقى ..
"ابقي قليلا سنبدأ الألعاب "

سحبت ذراعها بقوة وقالت بغضب
"هذا ليس حفلا هذا أشبه بالملاهي الليلية وأنا لست من هذا المستوى إطلاقا"

أحاطت ذراعه خصرها وامسكها بقوة تعجز فيها عن الحراك بقيت تضربه بكلتا يديها ، حتى شعرت بوخز إبرة على عنقها لتفقدها الوعي بين يديه.،لقد حقنت بشيء أشبه بالمخدرات.
قهقه محمد وهو في حالة من السكر الرهيبة ورفع ذراعه الثانية للسماء صارخا.
"الآن بدأ الإحتفال"
لتعلو اصوات الهتفات فأصبح الجميع يشربون بطريقة مبالغة.

____
كان عصام في حال من التوتر ،ينظر الى ساعة يده بقلق ثم يجيء ذهابا وإيابا حتى ظهرت سيارة صديقه
.."اين كنت يا أدهم لقد تأخرنا.."
..
"كنت أصلي الجمعة ياهذا مالذي دهاك ألا تعلم أن خطيب المسجد القريب من بيتي دائما يطيل الصلاة!"
..
"حسنا حسنا هل أحظرت الورد وعلبة الحلوى؟"

.." لم احضر شيئا ظننتك أحضرت"
ضرب عصام يده على جبينه بقلق ..
"حسنا دعنا ننطلق فوالد العروس ينتظرنا"
..
كانت جورجيت قد ارتدت تنورة سوداء طويلة الى أسفل الكاحلين مع إشال أزرق قد غطى نصف شعرها بينما طوله بارز على كتفيها ..
وعلقت صليبا  من ذهب على نحرها لتبدو وكأنها راهبة مسيحية
كانت تحضر صينية المشروبات والكعك وقلبها يخفق بشدة تنتظر اللحظة الحاسمة التي يتأكد فيها قلبها أن خاطبها هو نفس الرجل الذي أحبته طوال هذه السنوات.
كانت تطل على النافذة المطلة على الحي لعلها تلمح خاطبها قبل دخوله بيتهم ..
وماهي لحظات حتى لمحت أدهم يحمل باقة من الورد وعلبة من الحلوى  ... شهقت  وكأن قلبها توقف لبرهة من الزمن .. إنه معشوقها الملتحي.
..
"عصام يجب أن تحمل أنت باقة الورد والعلبة فأنت الخاطب ولست أنا!"..

"سأحملها حين نصل فأنا أشعر بالتوتر!"

"حسنا لقد وصلنا هيا امسك عني أغراضك!"

"انتظر قليلا دعني أعدل لباسي ، هل شعري مرتب؟"

كان ينتظرها كلما ابتسم الشفق الأحمر في السماء .. ورسمت تباشير السرور في قلب "عصام" الذي تتسارع دقات قلبه كل ثانية قبل ظهورها المنتظر من خلف ازار الستر .. كان مهووسا بجمالها لحد الجنون ،ولاتسألوني عن سبب الهوس ،فهذا معروف إنها "جورجيت" إذ أنه مع ذكر اسمها تتبعه صفات الإبداع والتألق والأناقة والرقي والهدوء وأشياء أخرى كثيرة مخفية تحت جسدها الممشوق.

حبيبي المتديّن!♡Where stories live. Discover now