حبيبي المتديّن!♡

٥

كانت تلك العشرينية تضم وسادتها بقوة
تغرز أظافرها حتى تكاد تمزقها ..
تتبلل عينيها بالدموع مع أنين يكاد يكون مسموعا في أرجاء الفيلا الفارغة..
شحب لونها وظهر اسوداد تحت عينيها يشير الى كثرة بكائها .. تقف لتشعر بدوار شديد وصداع يؤلمها لقلة غذائها هذه الأيام
تشعر باكتئاب شديد ..بعدما أدركت أن والدتها كانت تحاول التخلص منها وهي جنين في رحممها .. هل هي عبئ ثقيل الى هذا الحد! . أيمكن أن يكون هذا سبب بغض أمها لها وعدم الاهتمام بها؟ ماذا عن والدها الذي لم يبد ردة فعل قوية تشفي غليل قلبها الذي قد غرز فيه خنجر من أقرب الناس اليها " أمها" ..
دفنت وجهها في الوسادة لتخفي الحزن الذي قضم ملامحها القوية تشعر بيد الخادمة وهي تلمس شعرها الطويل حاملة لها صينية بعض الأكل فلم يهن عليها أن تبقى ممتنعة كل هذا الوقت ..

قالت "صوفيا" بصوت منكسر
.."إرحلي"..

لتجيبها الخادمة بلغة مكسورة ..
"إن لم تتغذي جيدا فسيغضب مني والداك وبالتالي ستنقصين علي أجرتي"

رفعت صوفيا حاجبها الأيسر وقالت بعدم مبالاة. ..
"أجل خشيتي على راتبك ليس على صحتي"..

ضحكت الخادمة وهي تمسح كفها على خدها الناعم ..
"غير صحيح . أخشى عليك كثيرا فقد كنت مسؤولة عن رعايتك منذ ولادتك"
..
هطلت دموع متمردة من صوفيا لتشهق بألم ..
والخادمة تحاول تهدئتها قائلة ..
"لاتبكي ..البكاء ينقص من جمالك.."
ابتسمت لها بلطف وأردفت. ..

"رغم أنني قاسية معك إلا أن معاملتك معي أحسن من معاملة المرأة التي أنجبتني"..

طأطأت الخادمة رأسها بحزن...

"إني أخدم هذه الفيلا منذ حوالي تسعة وعشرون سنة ولم يكن يطاق العيش فيها إلا بعد ولادتك.. "

مسحت صوفيا دموعها وقالت باهتمام.
"ك..كيف؟"

تنهدت لتزيد من فضول صوفيا..

..."لقد كانت السيدة نوال سيدة من سيدات المجتمع ذوي الطبقة الغنية ،إمرأة شديدة الغرور لديها الكثير من الواجبات الاجتماعية كما تسميها هي ، مهووسة بالجمال والرشاقة والموضة ثم..."

صوفيا بإرتباك..
..."ثم ماذا؟'

..."ثم في أحد الأيام نسيت أن تأخذ احتياطها من الدواء الذي يمنع الإنجاب ، حتى كبر بطنها لتتفاجئ أنها حامل بك" 
..
وسعت صوفيا مقلتيها من الدهشة وهي تنصت بكل جوارحها لحديث الخادمة
.."ثم ماذا فعلت أمي؟"

..."ركضت من طبيب لآخر محاولة إجهاضك ،  لكنها فشلت في ذلك لأن القانون يعتبره جريمة قتل لأي طبيب يجهض جنينا قد تجاوز الأربعين يوما .."