٢٤

434 36 1
                                    

كانت ورشة السيارات مزدحمة بالزبائن لطول فترة غياب صاحبها فقد كانت هناك الكثير من المواعيد التي تراكمت على كاهله ..
استعان ببعض العمال لمساعدته في إنهاء جلها اليوم ..
و

بعد أن بدأ قرص الشمس الأحمر بالإنحناء ليترك مجالا للقمر
ركنت سيارة سوداء أمام الورشة التي خلت من الناس والعمال ..
خرج منها رجل يرتدي بذلة أنيقة سوداء يمشي بخط مستقيم اتجاهه وينزع النظارة السوداء التي حجبت ناظره ليسأله بتهجم .
.."هل أنت هو السيد عصام؟"

رمى عصام سجارته ودعس عليها بقدمه وقال بنبره هادئة .."ومن أنت!"

أجاب الرجل الغريب كأنه آلة مبرمجة
وأعاد نفس السؤال عليه
.."نعم عصام يتحدث معك من أنت"!

أخرج ظرفا من جيبه ووجهه لعصام الذي حمله بين أطراف أصابعه المليئة بالشحوم وزيوت السيارات
"ماهذا؟"

لم يجب الرجل ورحل مدبرا الى سيارته دون أن يجيب شيئا من تساؤلات عصام .

________

استيقظت صوفيا باكرا على غير عادتها من النشاط . وأعدت بعض الفطائر المحلاة وجهزت طاولة الإفطار المتواضعة أول مرة في حياتها .
استيقظت ريحانة على صوت الضجيج الذي يعم في المطبخ لترى زوجة أخيها كسندريلا ترقص وتغني .
ابتسمت وهي تعانقها بشدة ..فأقبلت على مكانها في المائدة وبدآ بالتهام الفطائر .. كان قد عاد أدهم من صلاة الفجر ليتعجب هو الآخر من نشاط صوفيا الغير معتاد .. تبسم معهما بينما توجه لغرفته ،
انضمت اليهما السيدة أمينة وهي ترتشف من كوب الشاي ..
"ماسر هذا النشاط يا صوفيا هل له علاقة بأصوات الضحك الصاخبة التي خرجت من حجرتكما أمس؟"
وأضافت على كلامها غمزة جعلت الخجل يتسلل الى قلبها ..
.."اعتذر إن كنت قد سببت بعض الإزعاج لكما"
ضحكت أم أدهم وربتت على كتفها ..
"بالعكس لقد كنت أضحك معكما دون أن أعلم مالذي يضحككما!"
ضحكت صوفيا لحديثها ثم انضم اليهما أدهم وتناول إفطاره على عجالة من أمره وخرج مسرعا .

______.._____

كانت الشركة خالية من الموظفين على غير العادة فقط القليل منهم يجول في قاعات العمل والبعض الآخر قد طمر رأسه في حاسوبه الخاص  .. كان يمشي أدهم متوجها الى مكتب المدير دون أن يلتفت لأحد لولا استوقفه صوت صديقه خالد وهو يدور بكرسيه الدوار اتجاهه ..
"أدهم!"
رفع أدهم ذراعه ملقيا السلام على صديقه
.."سأعود اليك بعد قليل .."

.."حسنا قهوتك بالانتظااار"

وصل الى الروااق الطويل الذي ينتهي بباب أسود من الجلد على جانبه الأيسر مكتب صغير يجلس فيه السكرتير المتغطرس ..
لم ينتبه لوجوده ولكنه سرعان ماوقف صادا الباب عنه ودفعه من صدره

حبيبي المتديّن!♡Där berättelser lever. Upptäck nu