جزء من ٢٥

3.8K 261 15
                                    

جزء من الحلقة الي بيتم تجهيزها
مجرد ما تنتهي هنزلها فورًا.. اعذروني على التأخير دا على ما أكمل الأحداث واجيب كل الثنائيات ♥️

كانت فيدرا تجلس على الأريكة وهي تنظر لأرجاء الشقة بذهول وغرابة، تتأمل الجدران الباهتة والأثاث القديم
كل شيء حولها متواضع أكثر من اللازم، تواضعه لا يليق مع شقيقتها فلك التي لا تطمح سوى لكل شيء مثالي ومنظم وفاخر ؟!
ولكن الشقة التي تسكنها هي وعنان بعيدة كل البعد عن المثالية او الذوق الراقي، ولذلك لم تمنع نفسها من التساؤل بفضول لفلك التي خرجت من المطبخ تحمل كوب عصير طازج وتمده لها بإبتسامة....
-(لازلت لا استوعب سكنك في هذه البناية القديمة، ستصاب أمي بذبحة صدرية لو رأت الشقة يا فلك)

تغضن جبين فلك بضيق وهي تستذكر والدتها القاسية
تلك التي لم تتسأل عنها ولو لمره واحدة منذ أشهر
ألقتها بطول ذراعها وكأنها لم تأتي من أحشائها، لازلت تصدق انها فاجرة أحنت رؤوسهم في الرمال، لم يصدقها العالم ولم تصدقها والدتها التي تحفظ اخلاقها عن ظهر قلب !!
أجابت بنبرة جافة وملامح رخامية لا تظهر مرارة الألم والخيبة اللذان لم يبرحا قلبها...
-(أسكن مع زوجي وإن كانت السُكنة في الصحراء)

ارتشفت فيدرا بضع رشفات من كوبها قبل أن تبتسم ابتسامة عريضة لرد شقيقتها الغير مألوف، والخالي من الصلف أو الغرور كعادتها، فتمتمت بنبرة مرحة خجولة...
-(هل كسر عنان شوكتك يا فلك هانم)

-(أنا من كسره يا فيدرا)
كتمت الهمس المُر الذي صدح في نفسها، هي من كسرت عنان وكسرت كل شيء قد يجمعهما مستقبلا.. قطعت كل حبال الوصل، أحرقت السُفن بلا رجعة.. هي المذنبة الوحيدة بينهم.
اختلطت نظراتها الحزينة ببسمتها المتحسرة، تأملت أن تخفي تعاستها عن فيدرا والتمثيل انها زوجة سعيدة
ولكن توأمتها التقطت تلك النظرة الحزينة بكل سهولة
فما كان منها إلا أن وضعت الكوب بعناية أعلى الطاولة ثم أولت جل اهتمامها بفلك قبل أن تقول بتردد...
-(فلك، أنا لا أشعر انكِ بخير.. حتى مكالمتنا الهاتفية لا تبدين فيها سعيدة.. والآن نظراتك وهيأتك متغيرة لدرجة تزيد القلق في نفسي، أخبريني هل يعاملك عنان بسوء ؟!)

ترتق الدمع في مقاليها وهي تشيح وجهها عن شقيقتها
كانت عاجزة عن اخفاء المزيد، لن تستطيع كبت ما تشعر به من ذنب وتعاسة، تمسكت بطرف ردائها وهي تحدق فيه تخفي لمعان الدمع....
-(لا يعاملني من الأساس يا فيدرا)

تغضن جبين الأخرى بتفهم وربتت على فخذها مواسية بنبرة حنونة تلازم شخصها الرقيقة بخلاف قوة شخصية شقيقتها...
-(لا بأس يا عزيزتي جميع صديقاتي المتزوجات يتشاجرن مع أزواجهن..ويتصالحن وهكذا تسير الأمور، ثم أن عنان يحبك بجنون ولن يطول خصامه، قلبه لن يطاوعه)

شدت قبضتها على الرداء قبل أن تهطل أو دمعاتها وتمسحها خفية قبل أن تجيب على شقيقتها بخشونة مُره...
-(لا صُلح سيأتي يا فيدرا، في الأساس كان سيطلقني هذا الاسبوع لولا مجيئك.. على كل حال، ادخلي هذه الغرفة وضعي حقيبتك وارتاحي إلى أن أحضر الغداء، لن اتأخر)

(غصونك تُزهر عشقًا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن