الفصل الخامس عشر

5K 334 47
                                    

انهت تصويرها الذي استغرق وقت طويل
وصعدت الكرڤان كي تستريح وتستعد بعده للمشهد التالي
هكذا هي حياة شهيرة، عمل دائم واستراحات قصيرة
ضريبة نجاح وشهرة، لم تذق طعم الراحة بعدهما
رغم سعادتها بهذا النجاح أحيانًا.. إلا أنها تتمنى لو تقضي أوقات عادي ممتعة، تجعلها تنفصل عن عملها ولو لأيامٍ قليلة.
نظرت لانعكاسها في المرآة، تحدق في وجهها مليًا
هي جميلة جدًا كما يقول الجميع.. ملامحها الأروبية المختلطة بلمسات شرقية كانت جذابة جدًا
خصلاتها التي تراقصت بين العسلي والأصفر الطبيعي
عيناها اللتان حملتا فتنة وإغراء لا يد لها فيهما.
جسدها الذي كان مطمع وهدف مثير لأغلب الرجال حولها.

تنهدت وهي تخلع اكسسورات المشهد وتضعها في صندوق الزينة، قبل أن تنظر لعلبة الهدايا الموضوعة على المنضدة أمامها.. عقدت حاجبيها للحظات، واقتربت أناملها من الصندوق تفتح الشريط الحريري الذي يغلفها
ثم تعقبه بغطاء العلبة.

انطلقت من حلقها صرخة عالية، وقد انتفض جسدها من على المقعد وكادت تتعثر أرضًا.
وعلى أثر صرختها، جائت مساعدتها سريعًا تساعدها على الوقوف وهي تتحدث قلقة...

-(ما الذي حدث سيدتي، ما الأمر؟!)

أشارت للعلبة وهي تتأوهة خائفة، مصدومة، باكية مما رأت.. كان الرعب محفور على وجهها
لحظات قليلة وانطلقت صرخة مذعور من مساعدتها وهي تصفع وجهها بكفيها في رعب يشابه رعب سيدتها..
وخرجت نبرتها مرتجفة من شفتيها الشاحبتان وهي تنظر لشهيرة قائلة...

-(أيمكن أن يكون هو مره أخرى ؟!)

شهقت شهيرة برعبٍ حقيقي وهي تضع أناملها على وجهها ، وترتجف بلا هوادة، لقد عاد المهووس من جديد
عاد ولن يتركها مره أخرى، وسيقتحم حياتها بلا أي مقدمات، سيبعث الرعب في قلبها أكثر،ويسرق النوم من جفونها.. عادت للعذاب مره أخرى!؟
تحدثت مساعدتها الشخصية بصوتٍ خائف مذعور وهي تمسك الهاتف قائلة...

-(لقد اتصلت بالمخرج أن يحادث أمن المكان، وسيأتي بهم في الحال، لا تخافي يا سيدتي)

لا تخاف ؟!
أهذا شيء غير مطروح في هذه اللحظة؟!
كيف لا تخاف من معجب مهووس، يلاحقها في كل مكان، ويُطلق رجاله حولها ليراقبونها!؟
كيف لا تخاف وقد استيقظت في أحد المرات ورأته فوق رأسها في فراشها يحدق فيها بنظراتٍ مهووسة مدلهة.

بلغت الشرطة، وقدمت أكثر من بلاغ
حادثت مسؤولين كبار في الدولة
تعاقدت مع شركة حراسة خاصة
لم تترك أحد إلا وطلبت مساعدته في الخلاص من ذاك الرعب... ولكن المعجب المهووس، كان يستطع الإفلات من كل هذا والوصول إليها.. إلى أن قابلت نُصير وتحدثت معه راجية أن يساعدها.

كان متعاطف مع حالتها ولكن مذهول من طلبها المساعدة منه، فهو شريك في شركة انتاج سينمائي، وليس رجل شرطة، أو رجل عصابات !!
ولكنه وافق أخيرًا وقد أخبرها انه سيأتي لها بطاقم حراسات خاصة، يحرسونها من بعيد، دون أن يقتربوا منها ويثيروا البلبلة حولها.

(غصونك تُزهر عشقًا) Where stories live. Discover now