الفصل الثالث والعشرون

4.3K 362 49
                                    

الفصل الثالث والعشرون

قراءة ممتعة
....................................
كيف لكل شيء حولها يصبح جميل فجأة، تشعر أن الشمس مددت فترة اقامتها في السماء، وأن الورود تتفتح أكثر من المعتاد.. النسيم صار رياح رقيقة تداعب من حولها.. والسماء صافية حوار الشمس ومُضيئة رغم ظلمتها في الليل.

هل لوجود نُصير معها أثر على كل شيء حولها !
أم أنها صارت ترى الدنيا بألوانها الطبيعية الزاهية دون كآبة الرمادي !
لقد التزم بوعده لها ولم يغادر لعمله بعد.
وسار على الخطة التي وضعها معها.. فقد ذهبا للطبيب في المدينة لتحرر ساقها من الجبيرة وأجرت فحص شامل على جسدها ليقيموا الاصابات ومدى تعافيها.
وحينما تأكد زوجها أنها في أتم العافية، قرر أن يصطحبها في حولة لمتاجر المدينة كي تشتري ملابس جديدة بدلا من الأخرى المريعة التي في خزانتها.

قضمت ثغرها بحماس مكتوم وهي تسير جواره في الشارع الطويل المزدحم بالمارة، وعيناه تتفحص الحوانيت كي يختار المتجر المناسب كي يبدأ رحلة اختيار ملابسها الجديدة معها... أما هي فأنزلت نظراتها لكفيهما  المتعانقتين، كانت أصابعه تتخلل بين أصابعها في قبضة رقيقة وحميمة.

كانت سعادتها في هذه اللحظة لا توصف، ونبضات قلبها ترسل طرقات لذيذة في وجدانها، وتخبرها أن طعم الحياة الآن حُلو كالعسل، ولونها زهري كما لون الورود الذي ابتاعها لها قبل دقائق وها هي الآن تعانقها إلى صدرها بكفها الأخر.
أخيرًا اختبرت شعور جميل منذ أن استفاقت من الحادثة
أخيرًا بات زوجها الوسيم معها دون أن يتحجج بأسباب للمغادرة والابتعاد عنها، أخيرًا تتنفس الصعداء أنها تنتمي لأحدهم.. أخيرًا لها نصير في وجه الدنيا وخواء ذكرياتها
أخيرًا هي على قيد الحب والحياة

ها هو يسير جوارها، يعانق كفها، يحاوطها بوجوده معها
أيوجد أفضل أو أسعد منها في هذه اللحظة !!

قرنت سؤالها وهي تنظر للوجوه حولها، تتطلع في المارين علها ترى سعادتها في أعينهم، كانت تنظر لأي رجل وامرأة تشك انهما زوجان.. ولكنها كانت ترى وجوه عادية لا تحمل حماسها الحالي.. تارة تنظر لزوجين يتحدثان، وآخرين يسيران بملامح مقتضبة، اخران يضحكان، وآخرين غريبان.
لكل ثنائي حالة خاصة تعزلهما عن الجميع
وكانت مثلهم، معزولة في شعورها الخاص عن الجميع.

انتبهت على كف نُصير الذي شدد على كفها قائلا بفضول وهو يتأمل احد الحوانيت...
-(أظن ان هذا سيكون مناسب)

تطلعت نحو ما أشار له بعينيه، فرأت متجر يعرض في واجهته الملابس النسائية الراقية.. بألوان مبهجة تناسب أجواء الربيع ومطلع الصيف
وقبل أن نتفوه بحرف، جذبها ودلف المتجر وبدأ يسير معها في جوانبه ويتأمل الملابس المعروضة باهتمام
وجذبهما أكثر من قطعة تحمل ألوان رقيقة وقصات عصرية.

(غصونك تُزهر عشقًا) Where stories live. Discover now