الرابع والعشرون الجزء٣

5.6K 345 42
                                    

الفصل الرابع والعشرون الجزء الثالث💗🌚
لايك وكومنت قبل القراءة عشان ننزل الجزء الرابع من الفصل في أسرع وقت🦋🌧️
                              ***
كانت علامات الأسى والوجوم يغطيان ملامحه الخشنة
كفه المنقبض على العصا الغليظة التي يحملها أينما ذهب لتُكمل صورة هيبته في أعين الجميع.
ولكن في هذه اللحظة لم يكن لهيبته وجود.. كانت عينه الواحدة تكسوها المرارة والوحده، كان انكسار مدفون في أعماقه لا يستطيع البوح عنه أمام أي شخص.
انكسار لم شعر به سوى مره واحدة فقط حينما فقد عينه وتحول شكله في ليلة وضحاها إلى مسخ بعين واحدة
يُرهب من حوله بأقل مجهود ممكن.
ولكن حينها انهمرت دموعه قهرًا على كتف خليله، لقد احتواه نُصير وظل يربت على كتفه ويبكي هو الأخر
كان يتألم وكأنه هو الذي فقد عينه.. كما كانا قريبان، وكم أصبحا غريبان ؟!

غص حلقه وهو يقبض على عصاه والدمع يلمع في عينه القاسية المتوحشة.. كان هذا وصف عينه الذي يراه في العيون الفزعة.. ولو تأملوها الآن لوجدوها عين منكسرة حزينة لا تقدر حتى على ذرف الدموع !!

كظم تنهيدة عميقة كادت تنفلت منه حينما اقتحمت والدته خلوته، ونشرت حوله طاقتها العدائية، ولباسها الأسود يُزيد من بؤس يومه.
قبض على عصاه ولازالت نظراته متسمرة على نقطة وهمية أمامه، بعيدة كل البعد عن مرمى والدته التي جاورته في جلسته على الأريكة....
-(خيرًا يا أم فراس ؟!)

كانت أميرة تنظر لجانب وجهه بحدة وأناملها تمرر حبات المسبحة واحدة تلو أخرى بسرعة وانقباض يدلان على سوء مزاجها، وعدائيتها التي عادت واستيقظت من جديد بعد شهور من الصمت...فصدح صوتها غاضب ولكن منخفض متزمت في حضرة ولدها البكر...
-(ومن أين يأتي الخير يا ولدي.. لن يضع الخير ساقه في منزلنا وأنت لازلت على شراكتك مع الملعون نُصير
متى ستطرده من المصنع !؟)

زفرة غاضبة انفلتت من فمه وانقبض أنامله على عصاه بقوة، عادت والدته مره أخرى تزيد من وساوس الشيطان حوله.. عادت تلح على شن حرب طاحنة بينه وبين نُصير
كي يقتلعه من المصنع والشركة وكل تجارة تجمعهما
وفي كل مره يكرر لها الحديث ذاته أنه لا يملك سلطة ليفعل هذا.. وحتى لو يملكها لن يفعلها لأجل الدماء التي تجري في عروقه، فنصير يكون إبن عمه وابن خالته في الوقت نفسه، ولن يستطيع الجور على حقه مهما حدث، في كل مره يخبرها بهدوء ويشرح لها الوضع بحزم.. ولكن الآن لم يستطع كبح حدته وهو يلتفت لها صارخًا بحدة...
-(كم مره سأخبركِ أنه شريكي هو واخوته.. لا يحق لي سلب ميراثهم، ليس فراس الغانم بسارق ليفعل هذا
كفى حديث عن هذا الأمر)

زاد وجهها احمرار وكأنها بركان يغلي ويأكل في نفسه من شدة غضبه وثائرته.. فاندفعت كلماتها كحممٍ بركانية نابعة عن حقدٍ كاد أن يبتلعها من شدته...
-(وهل هو أيضًا شريك في ولد فايز !! لقد تزوج تلك الساقطة ليمنعك من أخذ الطفل.. يضع الشوكة في خاصرتك كي تضع الحذاء في فمك وتصمت كعادتك)

(غصونك تُزهر عشقًا) जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें