الواحد والعشرون

4.5K 369 47
                                    

الفصل الواحد والعشرون

سارت بخطواتٍ محتارة بعدما هبطت من سيارة الأجرة التي توقفت أمام المبنى وأخبرها سائقها أنه العنوان المنشود.
ارتفعت نظراتها بحيرة حقيقية وهي تتأمل المبنى الأنيق والذي يحمل لافتة تعريف عنه
( A R G )

هذه هي الوكالة القانونية التي يعمل بها عبدالعزيز
ولكن لم تكن تظن أنها وكالة رفيعة المستوى، لدرجة أن سائق الأجرة ظنها من أهل الحي الراقي الذي تقع فيه الوكالة وطلب منها أجرة مرتفعة لا تتوافق مع المسافة... ولكنها اعطتها له دون أن تفهم السبب.
ولكن بالنظر للحي الراقي حولها.. وللمبنى الأنيق..فهمت لما دفعت هذا المبلغ..

حركت كتفيها قبل أن تسير لداخل الوكالة، وتمر على حراس الأمن.. والذي أخبرها أحدهم أن تضع حقيبتها في جهاز التفتيش قبل أن تمر للوكالة
عقدت جبينها دهشة وهي تحمل حقيبتها الصغيرة من جديد وتسير لداخل الوكالة حيث موظفة الاستعلام التي تجلس خلف سور رخامي سميك وتجيب على الاتصالات التي تصدح مره بعد أخرى.

نظرت فاتن حولها بحيرة وضياع.. تتأمل الثريا الكبير التي تدلى من سقف صالة الاستعلام.. كانت مُبرهة ولامعة، كما الجدران حولها كانت مطليه بلون جمع الأبيض الباهت والفضي اللامع.. كان تصميم الوكالة يوحي بالفخامة والقوة
هل حبيبها يبلي حسنًا في هذه الوكالة !!
انتبهت على صوت موظفة الاستقبال التي حادثتها بابتسامة لبقة...

-(تفضلي يا استاذة، هل استطيع مساعدتك!)

انتبهت لها فاتن أخيرًا.. وخرجت من ضياعها المؤقت وهي تغمغم بصوت متردد...

-(اه نعم.. أريد مقابلة عبدالعزيز )

جعدت الموظفة جبينها للحظات وكأنها لم تسمع طلب الشابة بسيطة الهيئة.. فتحدثت متسائلة..
-(عفوا !!)

انتبهت فاتن لاسم عبدالعزيز الذي خرج خاليًا دون ألقاب.. فتبسمت مره أخرى تقاوم ارتباكها الذي سببه الرُقي والحداثة التي تحيطها...

-(أريد مقابلة المحامي عبدالعزيز رفال)

همهمت الموظفة بإيجاب وابتسامة متفهمة قبل أن تشير لممر جانبي يحوي مصعد فضي بأبوابٍ واسعة وهي تقول بتهذيب عملي...

-(تجدين المكتب في الطابق الثالث)

شكرتها فاتن وتابعت سيرها حتى استقلت المصعد مع اثنين من أحد موظفي الوكالة على ما يبدو
فكانا يناقشان أمر قضية هامة جدًا وقد أخذها المحامي "هاشم" وقد توقعوا فوزه بها بكل بساطة
ولكن انتفخ صدرها بفخر حينما سمعت احد الرجلين يقول بهدوء...
-(لا أقلق من الخسارة حينما يأخذ القضية الاستاذ هاشم أو الاستاذ عبدالعزيز، لا منافس لهما في الساحة)

كادت تضحك بإعتزاز وتخبرهم أن عبدالعزيز يكون حبيبها شخصيًا.. ولكن توقف المصعد منعها من التنفيذ
خرجت خلفهما لتجد مكاتب عديدة موزعة على جوانب الردهة الواسعة، ذات الأرضية البورسلين اللامع.. سارت إلى أن اوقفت أحد الموظفات تسألها بلهفة...
-(المعذرة، أريد مكتب الأستاذ عبدالعزيز)

(غصونك تُزهر عشقًا) Where stories live. Discover now