اقتباس من وحي الأحداث

10.5K 246 13
                                    

اقتباس من الرواية الجديدة " #غصونك_تُزهر_عشقًا "

تنويه
لا أحلل نقل الرواية أو تداولها في أي مكان لحين انتهاء مدة الحصري.. ولا يجوز نقلها أو نسخها في أي وقتٍ لاحق دون إذن من الكاتبة #وسام_اسامة.

الرواية ستكون حصرية لجروب  روايات الكاتبة (وسام اسامة) للبنات فقط

🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑


ارتعشت أناملها وخفق قلبها رعبًا، لم تكن رعدة جسدها خجلًا كما اعتقدت، بل كانت أكبر بكثير وأسوء من خيالاتها  كانت رعبًا خالصًا حتى بدأ جسدها في وصلة ارتعاش لا تنتهي.. جحظت عينيها وهي تتأمله وشيء ما في خاطرها يصرخ فيها فزعًا:
" اهربي حالًا هذا الرجل بئر أسود وسيبتلعك، اهربي قبل أن يُكبلك فيه وتتحولي لمسخ دميم.. لا تنظري لملاحح وجهه، لا تأسرك مساحة صدره.. ولا تهابي هالته الخادعة
سيقتُل روحك ببطئ، اهربي.. اهربي. "

أشاحت وجهها عنه وابتعلت ريقها بصعوبة وشعرت بالبرودة تجتاح جسدها وكأنها أُلقيت في بقعة ماء مُثلجة جمدت أطرافها؛ لذا حاوطت ذراعيها سريعًا لتبعث في جسدها الدفئ، أو ربما الأمان الذي افتقدته منذ أن حضر ذاك الرجل وانتزعها من عالمها فجأة دون أن يترك لها فرصة لاستيعاب التغيرات التي طرأت على حياتها هي وصغيرها.
  شيء ما في داخلها يقشعر خوفًا من هذا الرجل ونظراته الغريبة، هيئته تبعث فيها ارتعاش لا يهدأ حدسها يخبرها أنها غير مأمونة في كنف هذا الرجل، بل وفي وسط تلك العائلة الغريبة كليًا، منذ أن وطأت شقته وقلبها يخبرها أن الأسوء بانتظارها.

ولم تكن تدري أن الأسوء يقف أمامها مباشرة ويحدق في وجهها بعينين هادئتين تحملان نظرة مجهولة لا ينبض منها سوى تحذير يتقدم عاصفة هوجاء، عاصفة ستقتلعها من أرضها وتُلقيها في قلب الجحيم كما تستحق هي.

زحفت ابتسامة كسولة لشفتيه الغليظتين قبل أن يخرج صوته خشنًا لا يتماشى مع نعومة كلماته الكاذبة:
-تبدين كدجاجة مذعورة تُساق للذبح، اهدأي يا مرام أنا لا أحب الدجاج، كوني آمنة تمامًا طالما لم أُبدي ما يفزعك.

كلماته لم تبعث الأمان لقلبها، بل زادت رجفتها وفزعها، فجمعت شفتيها كي لا ترتعش أمامه وكتمت زفير مذعور كاد ينفلت منها، وهي تحدق فيه بعينين حذرتين لمع فيهما خوفها الغير مبرر، خاصة حينما اقترب منها خطوة ومال عليها فانقبض قلبها لاقترابه وضخامته أمامها فلفحتها أنفاسه الحارة حينما همس:
-الأن دعي جسدكِ ينتعش بالماء بالساخن واذهبي لسريرك كما فعلتي مع طفلك، وأجلي أي فزع للغد، فهناك وليمة ستُقام على شرفك، فعائلة الغانم تنتظرك على أحر من الجمر.

الجمر؟!!
لمَ تشعر أن الجمر هو ما سيتكون في احشائها وسط تلك العائلة المرعبة، كانت تهابهم من مجرد حكايات مختصرة تسمعها من فايز، كان يردد لها دائمًا أن عائلته تخلو من العواطف والرفق بخلاف عائلتها الدافئة المترابطة
كانت تظنه يبالغ في الأمر أو أن عدم التفاهم بينه وبينهم هو من أوصل له شعوره ذاك، ولكن ما أن علمت بالقضية التي أقاموها ضدها لأخذ طفلها من أحضانها ومحاولاتهم الناجحة في طردها من عملها ووضعها في حالة بؤس تحولهم بالفوز بالقضية حينها أدركت أنه لم يكن يُبالغ في وصفهم، هم أُناس نُزعت الرحمة من قلوبهم نزعًا.

والأن هي تواجه أكثرهم سطوة وقوة وكراهية رغم أنه لم يُبدي أي من تلك الصفات باستثناء نظراته المستهينة وتعليقاته الساخرة التي تحمل أكثر من معنى لإرهابها، إلا أن لهجته الناعمة وابتسامته المتربصة جعلتها تدرك الحقيقة المُره حتى وإن لم يتفوه بها صريحة، ولكنها تُدرك ما ينتظرها، أو ربما تظن هذا ولكن الأكيد أنها وقعت في شِباك أل غانم والسكاكين تتربص بها لسببٍ لا تعلمه وانتهى الأمر .

والأن هي تواجه أكثرهم سطوة وقوة وكراهية رغم أنه لم يُبدي أي من تلك الصفات باستثناء نظراته المستهينة وتعليقاته الساخرة التي تحمل أكثر من معنى لإرهابها، إلا أن لهجته الناعمة وابتسامته المتربصة جعلتها تدرك الحقيقة المُره حتى وإن لم يتفوه بها صريحة، و...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
(غصونك تُزهر عشقًا) Where stories live. Discover now