الثالث عشر 2

3.5K 311 26
                                    

تكبر كبر فمهما يكن من جفاك
ستبقى بعيني ولحني ملاك

تكبر تكبر فمهما يكن من جفاك
وتبقى كما شاء حبنا أن يراك

نسيمك عنبر وأرضك سُكر
وإني أحبك آااه أكثر
                                ***
-(انتـهى التـصـوير)
انطلقت هذه الجملة بصوتٍ عال من مساعد المُخرج وهو يتثأب كحال كل من في موقع التصوير، خاصة فاتن التي كانت قد أنهت المشهد الخاص بها توًا بعد خمس مرات إعادة.. واستمر التصوير من الرابعة فجرًا للساعة الحادية عشر صباحًا...
ولم يكن ارهاق فاتن من التصوير والعمل فقط، بل ومن المجهود الخرافي الذي فعلته لتقنع والدها أن يتركها تبيت في موقع التصوير كي تنهي المشهد المطلوب
حينها لم يكف والدها عن الاعتراض والصراخ عاليًا والتهديد بمنعها من السفر والتمثيل مره أخرى كي تكف عن " المسخرة" التي تتمسك بها هذه

ولم تستطع إقناعه سوى بعد معاناة، ولكنه اشترط شيء تعجيزي، تقبلنه مجبرة وغاضبة، ولكن لا حيلة لها سوى الموافقة على مضض لتكمل عملها وكي لا تضيع فرصتها الذهبية.
تنهدت بثقل وهي تنظر بطرف عينيها لشقيقتها مروة وزوجها سعيد
اللذان جاءا معها لموقع التصوير وانتظروا انتهائها منه بناءًا على أمر والدها
كانا نائمان على الأريكة الجلدية الموضوعة في زاوية الموقع..وصوت شخير زوج شقيقتها يعم المكان منذ ساعات مما سبب لها إحراج لا يحتمل

تنهدت بثقل وهي تمسح جبينها بتعب وضيق، وكادت تتحرك إيقاظهم ولكن حديث الواقف جوارها قاطع رغبتها وهو يقول بتفكير وينظر لشقيقتها وزوجها مليًا...
-(لو جاءا معكِ في كل مشهد في ساعة متأخرة، ستنتهي مسيرتك الفنية قبل أن تبدأ حتى)

نظرت فاتن لتميم مليًا قبل أن تشيح وجهها عنه وتتنفس بثقل قائلة بصوتٍ غزاه التعب والاكتئاب مما تراه...
-(أعلم)

ربت تميم على كتفها وتحدث ناعسًا قبل أن يغادر ...
-(على كلٍ أحسنتِ يا فاتن بداية موفقة)

تبسمت فاتن ابتسامة مصطنعة لو تصل لعينيها
ثم تحركت بخطوات سريعة لشقيقتها توقظها بنبرة بدى فيها ارهاقها المضني..
-(مروة استيقظي، سعيد كف عن شخيرك هذا، كادت الجدران تسقط فوق رؤوسنا استيقظ)

تململ سعيد في نومته، ونظر حوله بغرابة قبل أن يقول يوحهٍ منكمش وصوتٍ خشن محشرح من أثر النوم..
-(كم الساعة الان ؟!)

رفعت معصمها تنظر للساعة الرقيقة للحظات قبل أن تجيبه بضيقٍ واضح، بدى على قسمات وجهها المتعب...
-(الساعة العاشرة صباحًا)

وقف متمطًأ وفرد ذراعيه بقوة وهو يتثاءب بناعسٍ مرهق قبل أن يزفر قائلا بحنق...
-(أخيرًا انتهى هذا الهراء)

اندفعت الدماء لوجه فاتن ونظرت حولها سريعًا خشية أن يكون أحد سمع كلماته المفتقرة للذوق، فخرجت كلماتها مكتومة حادة تحمل ما يكفي من غضبها وضيق صدرها النابع من حرجها..
-(سعيد كف عن التقليل من عملي)

(غصونك تُزهر عشقًا) Onde as histórias ganham vida. Descobre agora