الرابع والعشرون 4

ابدأ من البداية
                                    

كان يستند على مرفقه وينظر لوجهها مطولا.. رأت نظرة ندم وأخرى غاضبة وأخرى تحمل شوقًا لا يخفى
كان مجموعة من المشاعر المتناقضة.. وأتم تناقضه حينما همس لها بصوتٍ أجش منفعل...
-(ما أنتِ سوى امرأة مذهلة تثير جنوني
وما أنا سوى رجل ناكث لوعوده وضعيف أمامك
لربما كنت حقير ولكني سأكون لعين لو تركتك يا مرام.)

كادت تسأله مندهشة عن قصده.. ولكنها في خلال لحظات كانت تتعلق بعنقه بعدما شن هجومًا عاطفيا جديد
فضحكت ثملة دون أن ترى ردة فعله العاطفية هز الأخر
ولكن ما أن يستفيقا تراه شاردًا متباعدًا.. فتقترب منه تلمس كفه وكأنها تشعل فتيلا جديدًا للحب
فيعود عاشقًا وتغرق ثملة في حبه.. وكلما حاول تجنبها ترنوا إليه ببسمة ولمسة، فيعود ويعود ويعود
حتى بات مدمنًا على امرأة خُلقت من العسل.

مسح على ورود وجنتيها قبل أن يرفرف بثغره على وجهها الندي، وكعادتها تخور عظامها فورًا وكأنها تقف على فوهة بركان وتُصهرها حمم مشاعره وأنفاسه الحارة.
استكانت على صدره تعطيه وجهها بكل رحب وحُب إلى أن وصلت همساته المرتبكة لها بين ضباب مشاعرها...
-(هل تسامحينني يا مرام !!)

فتحت عيناها المغبرة بدمع الشوق والتوق، وتركت أناملها ترسم خطوط صدره وتطوف على كتفيه بمشاعر تفشل في كبحها أمامه.. وصوتها الخافت يخرج مثقلا بشوقها..
-(علامَ أسامحك يا حبيبي..)

تأوه على لفظها لكلمة "حبيبي" كيف بالله يخبرها بما يقتلها وهي تُحييه بحُبها كيف !!
فاشتدت أنامله حول وجهها يصغط على عظامها الرقيقة دون قصد.. فكتمت تأوه متوجع وهي تسمع كلماته الضائعة، وعينيه ترجوها الغفران...
-(الكثير يا مرام.. لقد فعلت الكثير.. وحان وقت الوضوح.. ولكن أولا يجب أن تعرفي أنني لا أفرط بكِ.. لا أتحمل أن تكرهيني و...)

قاطعته بحزم وهي تضع كفها على فمه تمنعه من المزيد
كانت تُسكته عنوة وبكل هدوء تُسيطر على انفعاله الغير منطقي بالنسبة لها قائلة بحنانٍ حاسم...
-(كيف أكرهك وأنا لا أُجيد سوى حبك.. أنا أحبك بكل ما في من حياة.. أتسمعني يا نُصير أنا أُحبك، لا أدري ما الذي حدث في الماضي، ولكني أسامحك عليه، إلا إذا إن كنت قد خُنتني أو تزوجت أخرى أو..)

قاطعها وهو يجذب كفها من على فمه ويحتفظ به بين أنامله يحتويه بقوة وهو يردد بصبرٍ نافذ وانفعال واضح..
-(لم أخونك ولو مره واحدة.. منذ تزوجتك ولم أنظر لامرأة سواكِ، لم أكن أريد امرأة كما أردتكِ.. وهذا هو خطأي الذي أريد أن تغفريه لي)

كان عنفه وهو يلقي كلماته عليها مُذهل.. كلماته الجميلة ومعانيها الرائعة تتنافر مع طريقته العنيفة في قولها.. رقة عيناه تتعارض مع خشونة كفوفه عليها
بدت الحيرة واضحة في عيناها وقد تشتت انتباهها وبدأ ألم رأسها يضع بصمته في الوقت الحالي...
-(أنا لا أفهم يا نُصير، كيف حبك لي يكون خطأ يجب أن اسامحك عليه)

(غصونك تُزهر عشقًا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن