الفصل الخامس

ابدأ من البداية
                                    

أغضمت عيناها وأخذت تهز رأسها بأسى وعقبت:
-ماحدش فاهمني.. أو فاهمين بس عايزين تعملوا مش فاهمين وإنه عادي.

صمتت كل منهن..حورية تشعر بالضياع وكذلك فوزية ومعهم جنات التي كان همها همان خصوصاً وأن رنا منذ سافرت لم تستطع الاطمئنان عليها و هاتفها مغلق دوماً تسأل هل لا يوجد شبكة إتصال في مكان عملها أم لا...لكن قلب الأم يخبرها أن الأمور ليست على ما يرام.
في الشرفة.

أسبل زيدان عيناه بأسف على حالها وحاله أيضاً، هو أيضاً يسأل نفسه ماذا يفعل وكيف سيتعاملا معاً، وضعهما مربك حقيقي.

سحق سيجاره في سور الشرفة ثم دلف للصالة وجلس بصمت تام متعب .

_________________________

جلست أنچا منكبة على أوراق مالية تخص الحرملك تتابعها بنفسها تسأل إحدى المسؤولات عن أحد البنود وفيما أنفقت.

وبينما هي كذلك دلفت خادمتها مهروله لعندها ثم وقفت بريبة.

تطلعت لها أنچا ومن نظرة واحدة فطنت أن هناك أخبار بحوزتها فأشارت لها أن تقترب لعندها.

بالفعل اقتربت الخادمة ومالت على أذنها توسوس لها بما علمت وكلما تحدثت أستعرت النيران في عينا أنچا بغل تام وهمست:
-هل وصلت الأمور لهنا؟؟ حمام غرفة الملك الخاص؟؟!

لم تكف الخادمة ومالت على أذنها تكمل فتحدثت أنچا من بين أنيابها:
-ماذا؟!! سماها ماذا؟!!

طبقت جفناها بغضب تحاول استدعاء بعض الهدوء، التصرف مع تلك الدخيلة يحتاج لحنكة و تروي و من أهل لكل ذلك أكثر من السيدة أنچا؟

سحبت نفس عميق ثم اشارات لخادمتها أن تنصرف وبدأت هي تفكر بهدوء تام.

في غرفة الملك راموس

رفرفت رنا برموشها تجاهد كي تفتح عيناها، حاولت أن تفعل بسبب تسلط الضوء عليهما.

أنت بوهن:
- أه.

انتبهت أنكي عليها وتقدمت لعندها سريعاً تردد:
- وأخيراً أستيقظتي...

فتحت رنا عيناها لترى بوضوح، تطلعت لسقف العرفة المطلي بالذهب الخالص ومظاهر الثراء التي شملت الغرفة ثم حادت بعينها تنظر لتلك السيدة السوداء.

هنا أيقنت أنها لم تخرج من الكابوس الذي ظنت أنها تعيشه وستفوق منه حتماً ما أن ينتهي نومها.

أغمضت عيناها بأنيهار تام وأخذت تهز رأسها يميناً ويساراً مرددة:
-لأ... لأ.. ماهو لازم يكون كابوس وهيخلص وأنا هفوق منه .. أنا مش هعيش كده.

تقدمت منها السيدة أنكي وسألت:
-ماذا تقولين...لم أفهم عليكي؟

فتحت رنا عيناها تنظر لأنكي... أي كلام سيقال..هي تشعر بالعجز تام... شعور قبيح لا يوصف.

فراشة في جزيرة الذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن