الواحد والعشرون

Start from the beginning
                                    

أشارت لها الموظفة إلى ممر أخر ووصفت لها المكتب
فتبعت فاتن ارشاداتها إلى أن توقفت أمام مكتب يحجبه الزجاج وتجلس به موظفة أنيقة تضرب على الجهاز المحمول أمامها.
كادت تتأفأف بحنق من المتاهة التي سلكتها لتصل لمكتبه.. ولكن تحاملت على نفسها وطرقت الباب الزجاجي قبل أن تدلف المكتب المُكيف وتقول بهدوء..

-(المعذرة.. أين مكتب الاستاذ عبدالعزيز !)

رفعت الموظفة رأسها منتبهة للفتاة الواقفة أمامها
قبل أن تقول بصوت عملي بارد...
-(هل لكِ ميعاد مسبق معه !)

قضبت جبينها بضيق وهي تفكر حانقة
ميعاد مُسبق !!
هل تحتاج إلى موعد لتقابله.. هل هو بهذه الأهمية في عمله.. ولمَ تسألها هذه المرأة.. هل هي زميلته أم أنها مساعدته أم محامية متدربة !!
تمتمت على مضض حينما لاحظت نظرات الموظفة التي ترمقها ببرود مستفز غير مُرحب..

-(لا ولكن أخبريه أن فاتن تنتظره في الخارج)

نظرت المرأة لجهازها مره أخرى وكأن لا اهمية لفاتن وصدحت لهجتها العملية الباردة من جديد...

-(المحام لا يستقبل عملاء إلا بموعد رسمي.. وبما أنكِ لا تملكين وقت محدد معه فالرجاء اخباري باسمك ثلاثي والمجيئ حينما أخبرك بالموعد المناسب)

الآن فقط انتفخت أوداجها بغضب حقيقي
هل تمنعها من الدخول حقًا.. هل تعاملها بتعالٍ بارد
كيف تجرؤ ؟!
رفعت فاتن هاتفها من جيب سترتها الرياضية
وطلبت رقم المعنِي وسبب زيارتها لهذا المكان المُربك
إلى أن جائها إجابته تحت نظرات الموظفة الباردة...
-(أنا في الخارج يا عبدالعزيز، وهناك امرأة ذات أنف معقوف تمنعني من الدخول لك)

توسعت عيون الموظفة بحدة تزامنًا مع السؤال المندهش الذي صدر من عبدالعزيز..
-(في الخارج !!)

رمقت الموظفة بنظرة نارية غيورة قبل أن تهتف بحنق لا تستخدمه معه في العادة، ولكنها أرادت أن تُظهر للعاملة مدى تقاربهما..
-(نعم أنا أمام مكتبك.. هل سأدخل لك أم أغادر !!)

لحظات قبل أن يخرج عبدالعزيز من المكتب وهو ينظر لفاتن ببعض الغرابة والقلق ويغمغم...
-(ما الأمر يا فاتن)

كانت هيئتها الغاضبة دليل على مزاجها الناري
ورغم ذلك اقتربت منه سريعًا وهي ترتفع على رؤوس أصابعها كي تطبع قبلة سريعة على وجنته وهي تغمغم بنبرة ممطوطة تحمل أكثر من معنى...
-(مرحبًا يا عزيزي كيف حالك)

دُهش عبدالعزيز من تصرفها الجريئه ولكن من خلال نظرتها الحادة لعِزة مساعدته الشخصية
أدرك أن الأمر يحمل غيرة نسائية مُشتعلة
ورغم ضيقه من المشهد الغريب التي افتعلته أمام مساعدته المتزمتة التي كانت تطالعهم ببرود شديد
إلا أنه لم يستطع إلا مجاراة فاتن في ما تفعله
فدفع كتفها نحو مكتبه برقة قبل أن يوجه كلماته لمساعدته...
-(من فضلك يا عِزة أجلي مواعيدي هذه الساعة
ولا تحولي أي اتصالات)

(غصونك تُزهر عشقًا) Where stories live. Discover now