الفصل السادس والتسعون: ... ألم يطغى.

2.1K 262 552
                                    

"ألن ندعو لاوريز لتساعد قليلا؟"، تحدّث السمين مقترحا. حقيقة أنه المُكلّف بالجلوس عند رأس يوداليت وتثبيت ذراعيه تزعجه، ولم يجد الحروف المناسبة للتعبير عن انزعاجه إلا بذاك السؤال.

فتلقى في الحين جوابا صارما من جارم، "ولماذا تسأل عنها؟! لاوريز ليست معتادة على مثل هذه المناظر، اتركها في حالها! إنه مجرد طفل صغير وعددنا نحن يكفي!"

اشتعال الخطيب دفاعا عن خطيبته لم يرق السمين، لكنه لم يقل شيئا حيال ذلك وفضل إغلاق الموضوع. ثم نظر إلى أريس الجالس على مقربة يعد قوارير الكحول بجانبه ويرتدي القفازات... لم يبدو مهتما بما يحصل بينهما، ولم يبدو داعما لفكرة حضور لاوريز للمساعدة أيضا. ثم نظر حيث الشاب ابن صاحب النزل واقف، عند الطاولة كان منشغلا بمهمّة من نوع آخر.

التطور في مملكة نيوسايبورغ ما فتئ يبهر السمين، شعب هذه المملكة أتيحت له كل التقنيات التي تضمن الراحة وحفظ الجهد، فما كان على الطاولة أمام الشاب موقد صغير كهربائي، بعد الاتصال بسطح المكتب تفعّل الموقد تلقائيا وعُرِضت على الشاب شاشة وهمية بقائمة اختيارات عديدة.

رآه السمين يضغط هنا وهناك، ثم اشتعل الموقد نيرانا زرقاء كاملة الاحتراق. ببصمة أصابعه على الشاشة الوهمية فقط؛ استطاع الشاب التحكم في قوة وشدّة اللهيب، وعندما عدّله بالكيفية التي أرادها، أخذ سكينا صغيرة ووضع نصلها وسط النار.

"أكاد أنتهي..."، تحدّث الشاب بنبرة غائمة بعض الشيء. فنادى أريس جارم الواقف يدخن عند النافذة، "سنبدأ، خذ مكانك".

قوطع جارم عن التدخين، وبدل الاستماع لتذمراته والتحديق به قادما، فضّل السّمينُ النظر لمن أمامه... ثوب أكمام سترة يوداليت يفصله عن لمس بشرته بشكل مباشر، لكنه بإمساكه فقط يشعر بحرارة ملتهبة صادرة منه.

نظر لوجهه الشاحب المغطى عرقا، ثم انتبه لكم التنفس عسير عليه، فزحف شعور بالضيق إلى صدره وتخيَل اختناقه فلم يتحمّل! فإذا به في لحظة تَسَرُّع يقترح على أريس، "اسمع، لمَ لا ننزع اللاصق؟ هو هكذا ولا يستطيع التنفّس، فتخيّل كيف سيُصبح أثناء علاجك لجرحه؟ قد يختنق!"

أريس توّه انتهى من ارتداء قفازاته، وعندما كان موشكا على الاقتراب من يوداليت أوقفه كلام السمين. جارم ضحك على الاقتراح الذي سمعه، لكن أريس شرح على مهل أسبابه، "لو لم يتوصُّل دماغه بكفايته من الأوكسجين؛ فقد يغيِّبه ذلك عن الوعي... هذا أرحم له بألف درجة مما اقترَحتَه أنت، خصوصا أننا عاجزون عن تخديره".

اقتنع السمين في الحين، عكس جارم الذي جلس بساقه فوق فخذاي يوداليت مانعا إياه عن أبسط حركة؛ ومتجاهلا جفول جسد الفتى من الألم المفاجئ، "اخرس يا هذا، لو كنتَ تريد له الرحمة حقا لانتَظَرتَ طبيبا حقيقيا يأتي ليُعالجه".

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن