الفصل الرابع و الأربعون : الرحلة المدرسية (ويليام ضد يوداليت -2-)

2.7K 284 567
                                    

بعد نصف ساعة تقريباً من المشي، تراءت لهم البحيرة أخيرا خلف صف من الشجيرات الصغيرة.  فأشار لهم أوسكار بالابطاء و الانتباه ، "الوحوش قد تتواجد عند ضفاف منابع المياه فخذوا حذركم! "


و كم تملكه غيظ شديد عندما تحدث ويليام مباشرة خلفه متدخلا ، "جميعا توقفوا أماكنكم، أنا و أوسكار و روزوالد سنتأكد من أن المكان آمن أولا! "

روزوالد لم يعترض أو يتردد في اللحاق بويليام، بينما أوسكار زفر بقوة و لحق به مرغما أيضا،  تاركين خلفهم الباقين ينتظرون.


"...و لما لم يعرض علي أنا أيضا القدوم؟"، أسفل أنفاسه تمتم ريجي، فإذا بلوكا تضحك ساخرة، "و كيف تريده أن يطلب منك مرافقته بعد المهزلة التي أقدمتَ عليها؟"


استفزّته و ود لو يردّ عليها من غضبه. لكن انتباهه لنظرات ابنته المؤنّبة نحوه جعله يزمّ شفتاه و يقصد شجرة للوقف خلفها، منتظرا عودة الآخرين دون التورّط في شجار آخر.


كان يظن أن فتاته الصغيرة تخشى منه الدّخول في شجار ثم أذيّة سمعتها بطريقة ما من جديد،  و لم يكن يدري عن أنها في الحقيقة كانت تنتظر منه الدخول في شجار و الفوز به ! انسحابه الذي ظن الأب ان ابنته أرادته، كان في الواقع فعلا ذليلا و مخيِّباً جدا بالنسبة لها!

على أسنانها صكّت و رمت نظراتها بعيدا غاضبة، 'إنه حقا عديم الفائدة! '

صحيح أنها لم تنطق هذه العبارة إلا في أفكارها، لكنّ وقعها كان قاسٍ لدرجة أن ضميرها أنّبها في الحين و اللحظة ، حتى أنها عبست بوضوح و برز الحزن على ملامح وجهها..

"لا أقصد التدخّل فيما لا يعنني لكنه يبقى والدك... مهما فعل أنتما عائلة و الذّكريات بحلاوتها و مرراتها تجمعكما معا، كلاكما تبدوان مُحبطين، و هذا محزن جدا... "

متفاجِئة التفتت ايليز نحو سينا، ساحرة الماء التي كانت واقفة بقربها و تنظر للبحيرة في الأفق بنظرات حزينة، "أظن أنه من الجميل جدا أن نأخذ بأيدي أفراد عائلتنا عندما يحرجون أنفسهم بدل الاستياء منهم، أن نساندهم فيما يواجههم من محن و أن ندعمهم دائما و ندافع عنهم، لو ارتكبوا غلطا نقف إلى صفهم في الملأ، لكن عند خلُوِّنا معا نؤنّبهم ثم نرشدهم... أظن العلاقات من هذا النوع جميلة جداً ..."


غيّرت سينا منحى نظراتها نحو إيليز، فإذا بها تتفاجأ بالفتاة تنهال عليها بحضن قوي.  تسمّرت ساحرة الماء مكانها، و حالما استشعرت اهتزاز جسد إيليز زاد ارتباكها!  الفتاة كانت تبكي و تنتحب بصوت منخفض، "آسفة جدا سينا.. آسفة جدا على كل ما نطقت به من كلمات مؤذية، أعتذر و يمكنك ألا تسامحني لو أردتِ... لكنني لازلت سأبقى آسفة و نادمة طوال عمري على ما نطقت به... لقد أخطأت، أخطأت كثيرا في حقك و حقه... "

أيها السحرة! احذروا الفرسانWhere stories live. Discover now