الفصل السابع عشر : تدريب بمخفر الشرطة/صباح سيء

2.1K 313 223
                                    

ظلال الليل خيمت على مملكة نيوسايبورغ ، فقلّت الحركة بالشوارع و أُوصِدت أبواب المنازل. خمس ساعات كانت تفصلهم عن منتصف الليل، لكن خوفا من ظهور وحش فجأة، انتشر الرجال الآليون يجوبون المدينة، مجبرين من بقي خارجا من المواطنين على العودة إلى منازلهم.

في منزل أمير المملكة، و القابع في حي نبيل هادئ، بعيد عن ضجة و صخب الروبوتات و صافرات الشرطة، حيث كل الخدم منشغلون بما عليهم من أعمال، و الباقون من سكان المنزل في غرفهم يستعدون للنزول و تناول وجبة العشاء.

في غرفة مالك هذا المنزل، أمير المملكة و ولي العهد، كانت تقف شيولين في صمت، تنصت لويليام الذي كان يحدثها.

الفتى على طرف سريره كان جالسا، ارتداؤه لملابس نومه دليل على رغبته في تخطي وجبة العشاء القريبة، و ملامحه المنهَكة تعكس تعبه الشديد.

لقد قضى صباح اليوم برفقة براين في المستشفى، و كما توقع ذاك الطبيب، فبجسد ويليام كانت ما تزال بقايا من السم قابعة. إزالتها أخذت وقتا طويلا و أتعبته، لكن حسب براين، فستتحسن حالته صباح الغد.

"على كل حال، كيف كان يومكما؟ "

تهجم وجه شيولين، بعدما تذكرت أمر يوداليت انقلبت ملامحها للإنزعاج "إنه كسول كبير، لقد ترك مدرسته و فضل قضاء الوقت بالتسكع مع زميلة له! "

"أرى أنه لازال يفضل تخطي صفوفه" قهقه ويليام، "إذن، أهذا كل شيء؟ "

هزت الفتاة برأسها نافية "لا، لقد احتك بابن 'دي لاجينور'، كاد يتعرض للحرق من طرف ساحرته حتى. من حسن الحظ أنني تدخلت في الوقت المناسب."

صحيح أن ويليام حافظ على هدوئه، لكن شيولين انتبهت لتغير نظراته و هالته، إذ صارت أكثر حدة و إرعابا... لقد كان غاضبا جدا.

"لماذا؟ " بنبرة كالصقيع البارد سأل. و لو كانت بشرية لاقشعر جسدها و لتوترت، لكنها آلية، لا تملك ردات فعل كالبشر، كما أنها اعتادت على الأمير و على كل أطواره المختلفة، فبعد كل شيء لقد كانت بجانبه لسنوات.

"لا أعلم، لم يوضح لي يوداليت ما حدث و لا أظن أن سليل 'دي لاجينور' قد يحب إخباري عن نوع المشكلة بينهما. لكنني بينت له و بكل وضوح أن العبث مع يوداليت يعني العبث معك. "

على ردها كان ويليام راضيا، فقلَّ غضبه و حاول السيطرة على أعصابه بتنهيدة خافتة "أحسنتِ عملا، أعلم أنني أستطيع الاعتماد عليكِ."

أومأت شيولين برأسها متقبلة المديح، بينما هو نهض قاصدا خزانته، خلال ذلك كان يحدثِّها "قريبا سيأتي إلينا زوار، سيعيشون معنا مؤقتا هنا... عددهم أربعة، بينهم أميرة كالتريس السابعة، و الابن الأصغر لقبطان الأسطول البحري"

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن