الفصل الواحد والتسعون: مشروع نهاية السنة.

2.8K 270 626
                                    

من حمامات المدرسة، خرج يوداليت بعدما غيّر إلى زيّه الشتوي. إنهم في بداية فصل الربيع، أغلب الطلاب ما يزالون يرتدون أزياءهم الشتوية، وهو من الأقلية التي كانت قد انتقلت للصيفية باكرا رغم أن درجة الحرارة أحيانا كانت تنخفض بشدة.

إقناع ماريا لم يكن سهلا، فكان عليه تنحية زيه الشتوي من الطريق أولا حتى لا تُجبره على ارتدائه، فوضعه في خزانته المدرسية. لكن المطاف انتهى به يرتدي لا هذا ولا ذاك بسبب غيابه المستمر عن المدرسة.

"يودالي!"

لقد وضع قدمه في الممر توا، لكن الناس بدأت بالتعرف عليه سريعا. وهو من كان يأمل الدخول والخروج دون الحديث لأحد غير سينا كره ذلك. ورغما عن أنفه اضطر لتزييف ابتسامة والالتفات، فرأى فتيان قادمان من نهاية الممر.

أحدهما أصهب الشعر، الابتسامة المشرقة تشق وجهه من أذن لأذن سعادةً. كان هو الشخص الذي نادى عليه، بدى أنه يعرفه، لكن يوداليت تصنّم لأنه لم يستطع إيجاد شخص يشبهه في ذكرياته.

وكما العادة كان ليلجأ لسماع ألحان الحياة، لكن هذا الطالب سبقه، "أنا جاي ! في حالة ما إذا نسيت وجهي كما اعتدت~"

زميله السابق من أولدروين! لا عجب أن يوداليت لم يتذكّره، فقد نسي وجود هؤلاء الرفاق على وجه الأرض أصلا. وقد اضطر ليزيّف ابتسامة ويرحّب أيضا، "مرحبا جاي! ماذا تفعل هنا؟ ألست من طلاب المدرسة الشرقية؟ ظننتكم عدتم لمدرستكم أخيرا بعد انتهاء أعمال الترميم وإعادة البناء".

سأل يوداليت بصفر اهتمام حول الموضوع، والحقيقة أن الشيء الوحيد الذي اهتم بأمره هو معرفة جاي عن مشكلته المتعلقة بتذكر الوجوه، 'فقط... كم شخصا ثرثرتُ له عن هذا الموضوع عندما كنتُ طفلا؟'

كم شخصا في العالم يعلم أنه لا يستطيع تذكر الوجوه... متأخرا جدا استوعب أنه كان يعطي معلومة من السهل استغلالها لإيذائه.

"جئتُ أنا وليليث لأخذ رسالة توصية من مديركم! أطمح لأنضم لحراس الليل بعد تخرجي هذه السنة، لأجل ذلك أحصل على رسائل التوصية من أساتذتي السابقين والمدراء. ملف ترشيحي سيكون الأكثر إبهارا ولفتا للنظر!"

يوداليت لا يأبه، وذلك مرسوم على وجهه رغم أنه يحاول الابتسام. لكن جاي كان أكثر اندماجا في تخيلاته واشتعالا بحماسه على أن ينتبه لذلك.. ومنه نقل يوداليت نظراته نحو الذي يقف بجانبه.

زيّه كان مشابها لزيّ يوداليت، حتى أنهما كانا من نفس المستوى لامتلاكهما طرزة باللون الأخضر فوق سترتهما. احتمال أنهما زميلان يرتفع، خصوصا أن يوداليت متأكد أنه صادف من قبل طالبا ذا عيون عنبرية وشعر أكحل، لكن وكما جرت العادة، لديه مشكلة في تذكّر أين... لأجل ذلك حاول سماع لحن حياته، ويا ليته ما فعل.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن