الفصل السابع والخمسون: الوداع.

3.3K 302 536
                                    

أشرقت شمس اليوم الموالي على حاجز من الغيوم صدّ أشعتها عن بلوغ العاصمة. ذلك منح الجو طعما من الكآبة، و ويليام الذي كان يحدّق عبر النافذة ازداد تعكُّر مزاجه.


"كان من الأفضل أن تبقى في المستشفى، ليلة واحدة من العلاج ليست كافية"


أمام مكتب الأمير كانت تقف الفتاة الآلية، شيولين.  كلاهما كانا بالغرفة الإدارية بمنزل ويليام، الغرفة التي يُمنع على الجميع دخولها دون إذن إلا كلاي وشيولين.


رغم ملامحها الباردة ونبرتها الثابتة إلا أن شيولين كانت قلقة على الأمير، هو قدّر ذلك لكنه لم يستطع موافقتها على اقتراحها، "لا بأس، السّم نُزِع وهذا ما يهم، سأتماثل للشفاء وحدي... على كل حال أطلعيني عن المستجدّات"

إن لم يكن راغبا بأخذ استراحة فلا يمكنها إجباره، لذلك استأنفت عملها المتمثّل في مساعدته فقط، "لازال الجميع في المستشفى، الأميرة وابن القبطان بخير، ابنة الدوق كذلك...أما بالنسبة لمرافق الأميرة فلازال الأطبّاء ينتظرون استيقاظه لأخذ رأيه في ما يخص عملية الزراعة"


تنهد ويليام تنهيدة متحسّرة، قبل أن يسأل من جديد، "ماذا عن باقي الطلاب... وكلاي؟"


"الطلاب جميعا في المستشفى، تمّ السماح لآبائهم بالزيارة ومُنِعت الصحافة من التطفّل على ما يحصل بداخل المستشفى. لا أحد منهم يعاني من إصابات خطيرة، جميع من دخلوا المستشفى مستعدون لمغادرته في أي وقت... أما بالنسبة لكلاي فهو لازال بجناح العناية الخاصة تحت إشراف براين، أظنه بخير... جسديا بالطبع"

"..."، صمت ويليام لوهلة، قبل أن يسأل سؤالا جعل شيولين متفاجئة، "أما من طريقة للعودة بالزمن للوراء؟"


إنه القهر من دفعه ليسأل سؤالا كذاك، إنه شعوره بالضيق بعدما بلغ طريقا مظلمة وخانقة. ما عاد يرى ضوء أمل وسط كل هذه الفوضى التي علق بها... لكنه مضطر للتماسك، مضطر للضغط على نفسه والاستمرار عساه يستطيع إصلاح شيء ما.


شيولين استوعبت ما يمر به فحاولت إبهاجه بأية طريقة، و وسط كل أحداث البارحة البائسة تذكّرت أمرا واحدا أقل بؤسا، "الشخص الوحيد الذي رفض الفحص أو المكوث في المستشفى هو يوداليت"


" ما ال؟!  إنه مغطى من رأسه حتى أخمص قدمه بالدماء! "، استنكر ويليام تصرّف الأصغر، لكن شيولين هزّت كتفيها دون مبالاة، "لو سألتني فسأخبرك أنه بدى بخير... البارحة كان يحتجُّ ليسمح الأطباء له بالخروج، كان يجر معه أثناء ذلك ضحية... أظن اسمه كان شيلينغ؟  على كل حال ركلهما براين خارجا وبفضل ذلك استطعت أنا والآنسة ماريا لقاءهما"

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن