الفصل الخامس عشر : مهرجان حرق الأمنيات - حكاية ويليام

3.4K 318 578
                                    

في قاعة الرياضة المغطاة، الواقعة شمال بناء المدرسة، و التي يستعملها المدير و أساتذته و طلابه كقاعة عامة للإعلانات أو الإجتماعات.

في صمت مطبق الجميع كان حاضرا، كل الطلاب واقفون ينتظرون كلمة من مديرهم. جميعا يحدقون بأعلى خشبة المسرح، حيث يقف هناك المدير، قربه كلاي، بيمينه وزير الملك، و عند الطرف الأقصى يقف ويليام.

الأساتذة لم يكونوا متواجدين هناك، و من عمل على تنظيم الطلاب كان أعضاء مجلس الطلبة بقيادة آرسيل و زين.

"ألم يكن الوقت المتفق عليه هو نهاية هذا الشهر؟ لما جاء جنود بيانكوسيغلا مبكرا؟! هل يعقل أنهم يعلمون عن خطتنا؟؟ " مستغربا سأل كلاي الوزير الواقف بقربه في همس شديد.

الوزير كان رجلا في الأربعينات، ذو نظارات مستطيلة، لحية بنية صغيرة على ذقنه، و لعينيه الخضراوتان لون الطحالب. ذو جسم هزيل نسبيا و قامة قصيرة ، على وجهه النحيف انعكاس لدفئ قلبه و إحساسه النبيل، فدائما ما عُرف الوزير برغبته الصادقة في النفع و الإرشاد، و هذا ما جعل كلاي يعتمد عليه و يثق به.

"لقد كنت أحرس الملك و العاملين بالقصر طوال هذا الأسبوع، حتى أنني أرسلت أتباعي للتجسس على باقي الوزراء. و صدقني لا أحد أرسل رسالة لبيانكوسيغلا و لا أحد علم عن قدومك أيها الفارس العظيم. فلمعلوماتك، الملك كذلك تفاجأ و كثيرا، عندما وصلته أخبار رسو سفن بيانكوسيغلا في مينائنا. " رد الوزير في قلق.

"هذا يجعلنا أمام احتمالين." تدخل المدير هامسا هو الآخر "إما أنهم قرروا دون سبب تغيير موعد قدومهم، أو أن جاسوسا قد أطلعهم عن خطتنا!"

همسهم كان لتفادي سماع التلاميذ نقاشهم. فالمدير و كلاي و الوزير بمثابة أبطال يعلِّق عليهم كل الطلاب آمالهم، فلو أظهروا قلقا أو ارتباكا قد يعم الفزع ثم الفوضى ! لهذا وجب عليهم تمثيل السيطرة على الوضع.

"شخصيا لا أظن أن الأمر متعلق بجاسوس، فبيانكوسيغلا مملكة بعيدة جدا، عادة ما تحتاج سفنهم لشهر أو أكثر للوصول إلى هذه الجزيرة الصغيرة. مايعني أنهم انطلقوا في رحلتهم قبل أن أكتب لكم الرسالة و قبل أن تصلكم حتى! " طرح الوزير رأيه فوجده الآخران مثيرا للاهتمام و منطقيا جدا.

و بينما هم في نقاش هامس، فُتِحت أبواب القاعة و دخل الأساتذ شون أخيرا على عجلة، برفقة الثلاث أفراد من الطاقم، و الذين سارعوا بشق طريقهم نحو كلاي.

صعد شون المنصة و وقف أمام مديره و الآخرين، قد أدار ظهره للطلاب و حاول الهمس بصوت منخفض حتى لا يسمعه أحد منهم، لكن بدأ القلق بالفعل يتدبدب داخل نفوس الطلاب، فواضح من ملامح أستاذهم أنه أتاهم بخبر قبيح.

"عدد جنودهم يقدر بخمسمئة جندي، يترأسهم أربع جنرالات، واحد منهم يكون فردا من عائلة "دي لاجينور" !!"متوتر النبرة همس الأستاذ شون. ويليام كان على اطلاع بهوية عائلة "دي لاجينور" ،إنها من العوائل النبيلة المقربة جدا من ملك بيانكوسيغلا، أفرادها جميعا يعملون في المجال العسكري، تعطشهم للدماء مقرف، و قوتهم جبارة أسطورية، و الأسوء أنهم جميعا فرسان.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن