الفصل السابع و الأربعون : الرحلة المدرسية (الخيانة)

2.2K 286 293
                                    

نظرا للتعب الذي بلغته أجسادهم، فقد كانت المجموعة راغبة في أخذ قسط أطول من الراحة داخل الكهف، إلا أن ويليام حال دون فعلهم لذلك. إذ عبّر لهم عن رغبته في العودة سريعا للمخيّم بسبب قلقه حول نشوب فوضى من جديد!

أليكس كان آخر شخص قد يعارض ويليام، فصحيح أن نزيف جرحه لم يتوقّف بعد، إلا أنه حتى لو كان يحتضر فلازال سيلحق به و ابتسامة عريضة على وجهه.


و في نفس مرتبة جنونه كان يقبع يوداليت كذلك،  هو الآخر لم يمانع قائلا أن ذراعه و رأسه هما ما يؤلمانه و ليس قدماه، فلذلك هو لازال قادرا على استعمالهما .


بالنظر إليهما هما من يكونان مصابان أكثر منه، فشيلّينغ أيقن أنه لا يملك حق الإختيار و قرر الانصياع أيضا و مرافقتهم لمخيّهم هذا الذي حدّثوه عنه.


طوال طريق العودة، ويليام كان من يقود الطريق هو و شيلّينغ.  بينما يوداليت و أليكس متخلّفان عنهما ببضعة خطوات...


صاحب الشعر الأبيض لم يكن مركّزا و لا مهتما بما يدور حوله، حتى أنه لم ينتبه أن أليكس هو من يمشي بجانبه!  و كل ذلك راجع لغرقه وسط بحر أفكاره أثناء استعادته لذكريات بعيدة من ماضيه...


ذكريات تتخلّلها ضحكات بريئة أثناء لعبه هنا و هناك مع طفل آخر مميّز...طفل يكون نسخة طبق الأصل عنه.


و عند طرف نهاية حبل هذه الذكريات، حصل يوداليت على استنتاج واحد لا غير، '...أظنني ارتكبت خطأ جسيما'.


"إذن؟  لما كذبتَ علي و قلت أنك لا تستطيع العزف على الناي؟"، أخيرا افتتح أليكس موضوعا مع الأصغر، و بفضل ذلك ذكّره بنايه فأسرع بتفحّص خصره حيث كان يعلّقه خشيةً من فقدانه.  و من حسن حظّه وجده لازال مكانه لم يمسسه سوء..


بالتفكير في أنه رغم كل ما تعرّض له من سقوط و إصابات و رؤيته للخط الفاصل بين الحياة و الموت لمرات عديدة إلا أن الناي معه كان لازال سليما، فلم يسعه إلا الابتسام متمتما، "شيولين حقا أتتني بناي أكثر حظا مني.. "


يوداليت شارد يفكـّر في جهة، و أليكس يسعى بحديثه قاصدا جهة أخرى، "ما الذي علي فعله لتعزف لي لحن حياتي؟"


يوداليت الذي كان منشغلا بأمور أخرى لم يلقي بالا للفخ الذي يحاك له و أجاب منزعجا فقط، "اغرب عن وجهي، لا أعرف كيف أعزف مثل هذه الأشياء"


"أنت تقول هذا فقط لأنك لا تحبني، أنا متأكد أنه لو طلبت منك سَحَر أو صديقتك ساحرة الماء تلك عزفه لهما لوافقت!"


"لا أعزف لأحد و لم أعد أستطيع سماع شيء أصلاً،  فاهدأ فقط و أرِح بالك"



على شفتي أليكس ارتسمت ابتسامة جانبية، ثم ألقى بآخر مصيدة له مترقّبا، "أظنني أفهم وجهة نظرك، بعد كل شيء العزف الخاطئ لألحان الحياة قد يؤذي المستمع كثيراً.. "


أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن