الفصل التاسع و العشرون : المتعاقد (1)

2.9K 292 652
                                    

"ارتفعت الحصيلة لأربعين قتيلا و مئة و ثمانين جريحا مصابين إصابات متفاوتة الخطورة، و تنهى مصادر خاصة أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف ساحة المدينة خلال ليلة الاحتفال كان من فعل ساحر هواء.  يقول رئيس قسم شرطة العاصمة في تصريح له أن..."


على شاشة العرض المسطّحة، معلّقةٍ على واجهة مبنى ضخم، كانت تلقي المذيعة ما استجد من الأخبار. من المارّة من يصرفون انتباههم عنها و يفضلّون التركيز على الوصول إلى وجهاتهم، و منهم من لديه ما يكفي من الوقت ليقف و يشاهد.


و هناك نوع له وجهة عليه بلوغها بسرعة، لكنه رغم ذلك وقف يشاهد غير مكثرت بأمر تضييعه للوقت، و هاؤلاء كانوا سَحَر و أليكسيس برئاسة يوداليت.


ثلاثتهم مرتدون لبدلاتهم المدرسية و ثلاثتهم يحملون حقائبهم المدرسية، سَحَر نظرا لأنها معتادة على دفئ كالتريس، فلم تستقبل الأجواء الباردة برحابة صدر مثل يوداليت و أليكس، لهذا كانت الوحيدة التي ترتدي معطفاً شتوياً. بينما يوداليت اكتفى بوشاح حول عنقه، ليس لأنه يشعر بالبرد، بل ليخفي الضمادات فقط.


"وقت كنّا عالقين أسفل الرّكام أرواح كانت تُزْهَق في المدينة، لاتخبراني أن تلك كانت مصادفة! دون أدنى شك أولئك اللعناء كانوا من خططوا لكل هذا!" انفعلت سَحَر عند تذكّرها أمر الملثَّمين، شرر أصبح يتطاير من عينيها بينما أليكس قربها يسخر "اهدئي قليلا أيتها المحققة، أنا متفاجئ كيف استطعتِ حل قضية وطنية لنيوسايبورغ بسرعة! حتى رئيس الشرطة و المحققون لازالوا يعانون في الكشف عن هوية المجرمين بينما أنتِ أقفلتِ القضية بالفعل!"


مستنكرة التفتت إليه هو من صار يقهقه، بينما يوداليت تمتم بصوت مسموع و عيناه على الشاشة "يلومون ساحراً مجددا... "


عندما سمعه أليكس لم يستطع منع نفسه عن السخرية منه أيضا "و ها هو ذا السيد العبقري الثاني! رغم أن مسرح الجريمة انقلب رأسا على عقب و كاميرات المراقبة سجَّلت تيّارات هوائية تشكلت من العدم و قامت بخلط الجميع ببعضهم بعضا، إلا أنه يستطيع رؤية ما لا يراه الناس و يؤكد أن الإعصار تشكّل من سوء الأحوال الجوّية فقط!"


سخريته المتتالية، و التي للأسف ليست تحمل إلا حقائق صحيحة ، جعلت سَحَر تنفعل في وجهه "اااااه!  اخرس فقط لقد فهمنا فهمنااا!"


قبل يومين، و بعد وصولهم للمستشفى اكتشفوا الكارثة التي حلّت بالمدينة خلال الوقت الذي غابوا فيه. كلاي و ويليام غادرا بسرعة، و منذ ذاك اليوم لم يتسنّى ليوداليت اللّقاء بهما أو الحديث إليهما مجددا. فقد تمّ استدعاؤهما كلاهما للقصر، و لم يعودا للمنزل منذ ذاك الحين.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن