الجزء 73

30.4K 575 127
                                    


-
~ بيّت عبدالرحمٰن

كان الهدوء سيد هالبيت طول الأسبوع اللي مرّ عليهم ، لأن الكل كان يجهز من جهة الكل كان يرتب ويساعد بترتيبات زواج سلمان وتولين ، وفِراس وحنين ، هم قرروا الزواج بنفس اليوم لأن فِراس حدد هاليوم بدون مايعرف أن زواج مُهند بنفس هاليوم ، ومن عرف مُهند طلبّ يصير زواجهم سوا ، ومن سابع أكيد ماراح يرفض فِراس لأن ودّه بها ولا ودّه يحصل أي تأخير مهما كان بسيط لأنه صار يخاف وماينكر هالشيء ، كان باب الغُرفة مردود ودخل هو بيتطمن عليها ، أبتسم من كانت جالسة على كرسيها الخشبي قدّام لوحتها ، هو يعرفها ويعرف معنى هالجلسة بالذات ؛ ضعتي؟
أبتسمت تولين ترفع نظرها لمُهند وأعتدلت بجلوسها تهز راسها بالإيجاب ؛ وصلت لنقطه مقدر أكمل الرسمة عندها
رسم شِبه إبتسامه على ثَغرة وهو يلف اللوحة له ؛ أتركيها الحين وتعالي كلميني
هزت راسها بالإيجاب ووقفت تتوجه للكنبه اللي تتوسط غرفتها ؛ يلا تعال
توجه لها يجلس جنبها ، وآخذت هي المخدة تثبتها على وسطها ؛ أيوه وش الأخبار ؟
أبتسم أو جبر الإبتسامة تخرج ، وآخذ نفس يرجع ظهره للخلف ؛ سألتك إذا ضعتي والحقيقة أني أنا الضايع
رجع ياخذ نفس من جديد يرتب مشاعرة وشدّ قبضة يدّه ماتعود على هالشعور شعور الغربة وسط وطنه ومكانه ؛ تشافيت من قربها وأقفى أبوي ، بين نارين نارها وناره
إبتسم بسخرية يلف بنظرة لها لثواني ؛ أختار مين ؟ وأحتار بقرب مين ؟ كل مامريت هنا سجيت أفكر فيها ، وكل ماكلمتها تذكرته مدامه راضي مثل ماقالت أمي ليه صاد ؟
ماكانت متعودته كذا ماتعودت هو يشكي ، ومالقت حرف يواسيه ومهما حاولت مابتلقى أصلًا ، لأن راعي جرح القلب هو اللي يداويه وماحد بيداوي مثله ، آخذ نفسّ من جديد ودّه يحكي لأنه أختنق وتفكك من هالشعور ، وماودّه يحكي لا لأمه لأنه يدري بتشيل هم فوق همها ولا ودّه يحكي لـ لَدَن عشان ماتضيق ، أبتسم بسخرية لأنه ماستوعب إنه حكى لها وهو يعرف إنها بتحصل شيء تفكر فيه بدال زواجها فيه شيء بتشغل نفسها فيه بدال توترها من زواجها اللي قرّب وجدًا ؛ حكيت لك يمكن يسرح تفكيرك بشيء غير زواجك
رمى بآخر كلامه وكان بيوقف لو ماهي مسكت يدّه ، تتركه يتراجع عن الوقوف ويقعد بمكانه ، يلتف بنظرة لها للمعة عينها وأبتسم ؛ بتكسرين حاجز دموعك الحين ؟ أنا مابكيت تبكين أنتِ ليه ؟
أخذت نفس ترفع نظرها لفوق تحاول تبعد رغبة البكاء عنها ؛ من قالك أني بكيت ؟ مابكيت بس الهواء الحار دخل بعيني
ضحك هو ، ضحك مجبور وسط حزنه وماتحملت هي تحضنه ، تربت على كتفه ، وريحت راسها على كتفه ؛ أنت تدري كيف أبوي يحبنا كلنا وتدري إنه يحاول يسوي كل اللي يرضينا بس المهم حنا نكون مبسوطين ، وتدري إنه مايعرف يعتذر غير بالأفعال وتدري كيف هو يتردد كثير وقت بيسطر لنا أعتذاراته التمس له العذر هالمره وكون أنت أول الوصل ، لاتصير القاطع
أخذت نفس توقف دموعها وأبتسم هو يمسح على ظهرها ؛ كملي رسمك
تمتم بكلامه ذا ووقف يتركها لحالها يقفل الباب وراه ، وأخذ نفس من صار خارج الغرفة ، يدري بكلامها لكنه يتذكر الموقف بأكمله يتذكر الكف وكل شيء ، وماودّه يعيش نفس الشعور من يشوفه ، رفع نظرة للسقف لثواني وجرّ خطواته بينزل من الدرج ، ووقفت خطواته عند أول الدرج من سمع الصوت من خلفه ؛ مهند
وقف وظل ساكن بمكانه ما ألتف بنظرة لمصدر الصوت أبدًا ، وتقدم أبوه ناحيته ، يوقف قدّامه وأبتسم من رفع مُهند نظرة له ، هو سمع حوارهم كلّه ولهالسبب هو جبر الخطوة ومشاها له وجبر لسانه ينطق بأسمه بهاللحظه  ، شاف كيف يدّه أنتقلت من جيب ثوبه للخارج ، وشاف الظرف اللي كان بيدّه ، نقل نظرة بين الظرف وبين ملامح أبوه يحاول يقرأ شيء فيهم ، لكن بدون فايدة ، كان يجاهد نفسه ويجاهد لسانه بدون فايده ماقدر ينطق بالكلمه اللي يحاول سنينه ينطقها من يخطي بحق أحد فيهم ، وبكل مره يحصل نفسه عاجز أكثر من قبلها ؛ خذه !
هز راسه بـ طيب وأخذه من يدّه يفتحه ، وذاب كل شيء فيه من قرأ المكتوب ، أرتخت أكتافة بشدّة ورفع نظره المذهول ناحية أبوه ؛ أدري بك عجول ودّك العرس اليوم قبل بكره ، التاريخ ذا أنسب تاريخ لنا
كان مُبتسم طول ماهو يتكلم ، وزاد مبسمه إتساع من ملامح مُهند وكيف كان ثغره يبتسم لوهله والوهله الثانيه يرجع يسكن فيها ؛ عندي شغل أنا بحفظة
رفع نظرة من على الظرف لأبوه وأبتسم مايعرف وش يقول وماخطر لباله شيء الحين غير الحضن ، الحضن اللي بيكون هو الجواب وهو البداية ، ضحك عبدالرحمٰن من حضن مهند له ، ضحك لعظمة شعوره وربت على ظهره هذا اللي يقدر يسويه
يكفيه هالحضن وتكفيه هالنظرات تكفيّ أثنينهم عشان ينسون كل شيء كل شيء ضيّق الخاطر

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك Where stories live. Discover now