الجزء 62

23.6K 495 148
                                    

-
~ بعد أسبوعين ، أوروبا
أبتسم سعود من جات هي ، ومن كان بيدّها كوب قهوة واليدّ الثانية كان فيها قُرآنها كانت تحاول تستمر عليه من بعد توصيات سلمى لها ومن بعد توصيات خديجة الكثيرة بأنها ماتتركة ولا يوم وفعلًا نفذت طلبهم وكانت بكل مره تحس فيها بالأختناق تلجأ لربي بصلاة الوتر أو بالقرآن ، وكانت تستمر على هالشيء لأنها تحس براحة عظيمة بعد كل صلاة تصليها وبعد كل صفحه تقرأها ، هم قبل يجون أوروبا زاروا مكة واعتمروا فيها وبعدها صارت أوروبا أرضهم ..
جلست جنبه وأبتسم هو من لمّحها ، وقفل جواله يصبّ كامل تركيزه ونظرة لها ، وثبت راسه بعدها على فخذها وغمض عيونه يتمتم بهدوء ؛ أقري علي طيب
نزلت نظرها لملامحه بأستغراب ، وأبتسمت غصبّ تمرر سبابتها على وجهه ، تحاول تغيّر موضوعه وأبتسم هو يفتح عيونه من فهمها ؛ جعتي؟
هزت راسها بالنفي ، وأبتسم هو يعدل نفسه بحيث يكون متمدد على ظهره وأنظاره عليها بدون مايعيقه شيء ؛ طيّب أقري علي أبغى أسمع صوتك
تنهدت هي لثواني ، تقفل القران وتنزله على الطاولة ، وأخذت كوب قهوتها بعدها ترتشّف منها وشتت نظرها عنه بعدها ، هي تمثّل عليه بأنها بخيّر ، وهو يسايرها وما يسألها أبدًا ، يعرف أنه يضغط عليه بهالأسلوب ومتأكد بعد ، لكنه مُجبر ودّه يسمعها وده ترجع له الحياة من جديد ، رفّع يدّه ناحية راسه يمسك يدها  اللي كانت تلعب بشعره وتمتم بعدها بهدوء ؛ لتين ونايف بيملكون اليوم تدرين؟
هزت راسها بالنفي ، وأبتسمت تمّثل الفرح وهي داخلها ميّت تمامًا ولا تحس بشيء أبدًا ، وكمّل هو يحاول مايركز عليها أبدًا لأنها بتزيد محاولاتها بالتمثيّل بهالشكل وهو ماودّه بودّ تمثّل مشاعرها وشعورها أبدًا يبغاها تكون صادقه ونابعة من قلبها ؛ طلبت تولين تصور لنا كلّ التجهيزات نشوفها أنا وانتِ لحالنا.
هزت راسها بالايجاب ، وأبتسم هو يجلس ويسحبها له يصير راسها على صدره ، هو مو من إهتماماته سوالف الملكة أبدًا ولا هي من أجواءة لكنه يأخذ البسيط عنده يمكن يكون كبيّر عندها ، عقد حواجبه لثواني من حسّ بيدّها ترتجف ، ومن حس فيها تشدّ عليها تحاول تخفيها عنه ، ومدّ يدّه يخلل أصابعه بأصابعها يشدّ عليها ، وزفّرت هي من حست بـ سكين تُغرس بصدرها ، من حسّت بنفسها يضيّق عليها ، ووقفت بسرعه ، تسرّع بـ خطواتها للبلكونه ، تحاول تاخذ نفس ، وتشبّ نار سعود عليها ، هو من شاف حالتها ومن شافها كيّف وقفت بفزع وكيف راحت ركّض للبلكونه عرّف بأن فيه شيء ، بأن قلبّها به شيء ، وركض لها ، ينادي أسمها بالرغم من أنها ماتسمعه أبدًا لمُر شعورها بهاللحظه ، كانت تمسّك سوّر البلكونه بيديّنها وتشدّ عليها ، وتحسّ بنسايم الهوى الباردة تداعب وجهها وشعرها ، هي هنا حست بالحياة ، هنا حست بأن ضيّق التنفس اللي مرّها ماعاد بها ، ودّها تتكلم تحكي عن شعورها أقلها لكنها مو قادرة أبدًا مو قادرة، تحسّ بأنها نسّت معاجم اللُغة العربية بأكملها ، نست الحروف ونست الكلمات ونست كل مايخصّ الكلام ، حضنت نفسها من حسّت برعشة برد بداخلها ، وسرعان ما أختفت هالرعشة تمامًا من حست فيه يحضنها من الخلف ، من حست بيدينه فوق يدّينها ، ومنّ حست بالدفى، وتمتم هو بتنهيدة ؛ ودّ
كان مُصر وللآن يكلمّها يرتجي منها حرفّ ، يرتجيها تردّ له الصوت بدون أدنى فائدة ، ماخرج منها حرف وما أعطت أي ردة فعّل ؛ ودّ أبيع روحي ، عشان حرف منك ، لاتسكتين لا تسكتين أرجا عينك أرجاها لا تسكتين ردّي لي الصوت ردّيه !!
كان يرددّ لها هالكلمة من أول زواجهم ، من أول حُبهم وللأسف إنه رجع يكررها رجع لنفسّ موضوع صمتها اللي يقتله تمامًا ، خصوصًا لو كان منها هي ، أخذت نفسّ عميّق ورفعت يدّها تمسّح دموعها ولفت له ، تدخل جوا حضنه وزفّر هو من عرف جوابها ونزّل راسه على كتفها ، يخبي ملامحه بشعرها ، يجبر نفسه ولا يعصب ، يجبّر ناره تهدى ولا تحرقها .
-
~ وسطّ بيّت باسل ، وتحديدًا غُرفة لتين
كانت واقفه قدّام المرايه ، تتأمل شكلها لآخر مره قبّل لا تنزل عندهم ، كانتّ تلبّس فُستان أسود ومُزين بكرِستالات صغيرة بأطرافة ، كان عاري الأكمام وكانت تلبّس قفازات شفافه باللون الأسود ، وشعرها كان على طبيعته ستريت ، ويزينّ عِنقها عقدّ باللون الفضّي ، أبتسمت لثواني من أنفتح الباب ومن دخلّت هتّان وربكتها واضحة عليها من تمتمت ؛ يابنت ! وينك وينك ! أهل زوجك صار لهم ساعة يسألون عنك!!!
ناظرت شكلها للمره الآخيرة بالمرايا ، وتوجهت بعدها لهتّان تمسّك يدها وتخرج معاها ؛ تدرين السيدة النبيلة تجيّ متأخر وتُذهل الحضور بجمالها !
ضحكت هتّان بسخرية تهز راسها بقلّ حيلة ؛ الغريّب أن ملكتك اليوم ! ليه مانتي متوترة؟ وين وين الخجل والربكة والتوتر؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وتمتمت بهمّس من صارت رجولها على الدرج ؛ التوتر مايصيبني ! اللي تمّسك سلاح بيدها مايجيها توتر صدقيني وجربّي!
هزت راسها بالنفي بخوفّ ؛ لا تكفين أبعديني عن شغلك وأسلحتك خليني براحتي !
تنحنحت لتين لوهلة من صارت قريبة منهم ، وقدّام نظرهم ومن اللتفت كلّ الأنظار لها يوقفون لها والأبتسامه تعبّي وجوههم ؛ يامرحبًا والله ! يامرحبًا !
أبتسمت لتين بخجّل من ترحيب أُمه فيها وتقدمت تسلّم عليهم وتمتمت بـ ذات أبتسامتها ؛ يامرحبًا فيك ، شلونك؟
أبتسمت أُم نايّف لثواني ، وهي داخلها مُعجب تمامًا بفصاحتها ومن إنها ماتلعثمت بكلامها من خجلها ؛ الحمدلله الحمدلله بخيّر وإنتِ بخير الواضح !
هزت راسها بالايجاب وأبتسمت ملاذ لثواني من منظرهم وهم واقفين مُقابل بعض وتمتمت بهمس ؛ ماشاءالله
وكمّلت بعدها بصوت مسموّع لـ لتين ؛ لتين ماما سلمّي على الباقين وأرجعي هِنا .
هزّت راسها بالأيجاب وتوجهت بعدها تسلّم على الباقين من أهله بخجّل لذيذ !
-
~ بعد نصف ساعة ، عند لتين وهتّان بداخل المطبّخ
كانت واقفة مع هتّان ، تحاول تخفّي ربكتها عن هتّان ، لكن هالمرة ماقدرت تخفي توترها مثلها قبل نصف ساعة ، ووضح توترها لهتّان ، اللي أبتسمت تشدّ يدها ؛ كنت خايفة عليك لأنك مو متوتره لكن الحمدلله تطمنت الحين ، ترى مافيه شيء يوتر بس يسلم عليك ويلبسك الخاتم وتطلعين
ضحكت لتين بذهول ؛ نايف مايسوي شيء؟ تكفين أبغى أخذك معانا تكفييـن
أبتسمت هتّان لثواني ، ولفت نظرها بعدها للباب ولـ ملاذ اللي دخلّت وأبتسامتها تعبّي وجهها ؛ لتين وينك؟ يالله العريّس ينتظرك
هزت راسها بالنفي وتراجعت للخلف ؛ لا! لا! ماما تراجعت مابغى اتزوج خلاص أقعد بالبيت معززة مكرمة بدون ملكة وزواج وقرف تراجعت خلاااص!!
وصدّت بعدها تسوّق خطواتها للباب تهربّ منهم ، على دخول باسل ، ووقفت خطوتها تعدّل شعرها بربكة من صار هو قدّامها يناظرها بأستغراب ؛ رايحه مكان؟ ليه تركضين؟
أبتسمت بحرج ، وضحكت ملاذ من خلفها ؛ الواضح أنها مستعجله عندك شيء مهم ياماما؟
عضت شفتها تلف لأمها تناظرها بغيّض لأنها تعمدت تحرجها بهالكلمة بالذات، وقصدها كلَه أنها مستعجله على شوفته ؛ لا بس كنت أبغى...
قاطعها هو من هز راسه بِمُجاراة لها ومن حاوط كتفها يمشيها معاه للمجلس ؛ طبعًا طبعًا نعرف ما يحتاج تبررين ! قررت أوصلك له اليوم
غمضت عيونها من مدّ هو يدّه لمقبض الباب يفتحه ، هي ما ودّها تقابل عيونه أبدًا من طغيان الشعور ، ماودّها أبدًا بوجود أبوها ، وأبتسم باسل لثواني يكلّم نايف اللي فز على دخولهم ؛ البنت بأمانتك لين أرجع !
أبتسم هو بربكة وتمتم بعدها بهدوء ؛ البنت صارت زوجتي وأمانتك صارت لي ، الحين أنا أستأمنك عليها لين أرجع !..
توسعت عيُونه بذهول وهو توقع كلّ ردّ إلا هالرد بالذات ، وسرعان ما أنتشر رنيّن ضحكته بالمجلس ، يجبّر لتين المذهوله بأنها تبتسم معاه ؛ الله عليّك ، بس هذا مايغير إنها لي قبل ما تكون زوجة لك
ضحك نايف لثواني يهز راسه بالايجاب وقرب من لتين يريّح كفّه على ظهرها ؛ أكيد! أكيد !
أبتسم باسل لثواني يناظرهم وتمتم بعدها بهدوء ؛ الله يسعدكم ويزيدكم أُلفة ومحبّه ، عن أذنكم !
أبتسم نايف ينزل نظره لها ، وتمتم بهمّس بعدها ؛ آمين ياعمّي آمين
رجع يبتسم من جديد من سمّع صوت تسكيرة الباب ، وتنحنح يلف للطاولة جنبه ، واللي كان فيها هداياهم لها ، وسحبّ من بينهم علبّة الخاتم ، وأبتسم يناظرها يبغى يشوّف ملامحها لحد مايشبّع خصوصًا ملامح الأنبهار بس تشوف الخاتم ، فتح العلبه واللي كان داخلها خاتم ذهب ووسطّه قطعة لؤلؤ متوسطة الحجم ، عضّ شِفته لثواني من شاف ملامحها ، من شاف إنبهارها ومن شاف لمعة عيونها ، ورفعت يدّها تغطي شفايفها لشدّة أعجابها بالخاتم ، ماكانت قادرة تشيّل عيونها عنّه أبدًا ، وأبتسمت ترفع نظرها له من تذكرت هالخاتم ؛ هذا نفسه الخاتم !
أبتسم هو يهز راسه بالايجاب وأخذ الخاتم من داخل العلبة يمدّ يدّه لها ؛ عطيني يدّك
تنحنحت هي لثواني تتدارك نفسها وخجلها وطاغي شعورها ومدّت يدّها له ، كان هالخاتم ذاته اللي شافته بأحد أسيّاب مركز الشرطة ، وقت ماكانت هي عندها مُهمة هناك وكانت أول مُهمة لها بحياتها كلّها ، تتذكر كيف أنها شافت لمعانه على الأرض من بُعد مسافة ، وكيف شدّ إنتباهها الشيء اللي مُلقى على الأرض ويلمّع وكيف توجهت له بأستعجال خوف من أن هالجمال يختفي أو يكون حلم ، وكيّف أنبهرت وقت شافت إنه خاتم وانحنت تاخذه تتأمله بذهول من جمالة وبريّقة ، وتمتمت بـ إنبهار ؛ يالله ! معقولة فيه شيء بهالجمّال وطلع بطريقي؟!!
وأبتسمت تلبسّه ، كانت كل ثانية وأُخرى تناظر يدّها والخاتم اللي يزيّنها ، تتأمله بإنبهار شديّد ... لحد ما قاطع حبّل تاملاتها اليّد اللي أنمدت ليدّها واللي كانت تضغط عليها ، وكيّف أنتزع الخاتم بعنف من يدّها ، وتأكد من سلامة الخاتم ومن أنه هو ذاته خاتمه ، ورفع نظره بعدها لها بملامحة المُتجهمة والغاضبه جدًا ؛ كيف تسرقين شيء ماهو لك !!!!!!
عقدت حواجبها بذهول تناظرة ، هي ما أستوعبت طريقة سحبه للخاتم عشان تستوعب إنه يتهمها بسرقته ، ومن أستوعبت كلامه وأستوعبت أن يدّها باقي بيدّه سحبتها بقوة وتمتمت بعصبيه تامّه ؛ وكيف تتهمني بالسرقة وأنا ماسرقته !! الله وخاتمك ذا يالمريض أذلف عن وجهي !!
ضحك هو بذهول يثبت الخاتم بداخل جيبه ؛ انا مريض؟ ولا إنتِ سراقه وتبغين تشتتين أنتباهي بكلامك ذا ! وش عندك بمركز الشرطة إذا أنك مو حراميه؟؟؟!! فهميني!
ضحكت هي بسخرية وصدت تاخذ نفسّ لأنها ما بتتحمّل كل هذا ؛ أقول عاد وخرّ عن طريقي لا أدخلك بنفسي للنظاره ! خاتمك أنتبه له زين مو ترميه بكل مكان وأي أحد يسوي خير وياخذه صار سارق ! ناس مريضه صدق توكل!
رفع حواجبه بذهول من أنهت كلامها ومشت ماتعيره أي أهتمام أو تعطيه أعتبار ، وعجل هو خطوته لها يوقف بطريقها وتمتم بغضب ممزوج بذهول ، ذهول مافارقه من ساعة ماهي نطقت بكلامها بكل غضب ؛ الحين تقولين إنك ما سرقتيها طيب أقنعيني وش جايبك مركز الشرطة!
زفرّت هي بغضب ؛ يمكن جاية ابلغ على أمثالك؟ ويمكن أبغى أقتل أمثالك الله أعلم عاد !
ضحك هو بسخرية ، وتنهدت هي تمشي وتتركة خلفها يتبعها بنظرة فقط ، وبداخله فضول شدّيد ناحيتها وكيف أنه عرفها بذات اليوم وبنفس المكان وقت أجتمعوا بغرفة الأجتماعات بمركز الشرطة ، وقت دخلت وهو كان موجود ، وكيف تصنمت بمكانها وكانت عيونها بتخرج من مكانها لشدّة ذهولها من أنه هو موجود ، وعضت شفتها بغيض لأنه هو رئيسها والمسؤول عنها كونها جديدة ، كيف بتتحمله وهي تكرهه! كيف بتتأقلم وفيه شخص تركها تعصب من أول يوم؟ هي كلها خوف من إنه يصير يضايقها بسبب هالموقف ولذلك  تغيّر أسلوبها معاه بشكل فضيّع  ، تغير أسلوبها وبشكل يعجبه وجدًا وكيف صارت تحترمه خوفًا منه ، لكن ما طال إحترامها كونه كان يستفزها بكل مره يشوفها ...
وعت من حبّل ذكرياتها على صوته من أبتسم يخلل أصابعه بأصابع يدها ؛ يزهاك كلّ شيء يزهاك .
أبتسمت هي لثواني تناظر يدّها ونعومتها وسط يدّه وضخامتها ؛ الخاتم هذا كان غاليّ عليك لدرجة أتهمتني بالسرقة ، ليه كل هالقد غالي وراه قصة؟
هز راسه بالايجاب ؛ كان لجدتي ، وقبل تتوفى أهدتني أياه وقالت لي "هالخاتم أشتريته لك ، تعطيه حرمّك ويصيّر هدية مني لها لو توفيت قبل أشوف زوجتك " وتوفت وكرهت طاري الزواج وظنيت أني بموت وهالخاتم مالبسته حرمّي لحد أول يوم لقاء لنا ، ولحد ماصرتي شغلي الشاغل وكلّ إهتمامي الله يجازيك بس
ضحكت هي بذهول تناظره بعدم تصديق ؛ الحين أنا اللي الله يجازيني؟ بدل ماتحمد ربك علي !
تنهد هو لثواني : الحمدلله عليك الصدق أني احمد الله كل يوم
ولف بنظرة بعدها للمجلس وتمتم بـ أبتسامه ؛ يالله هالمجلس فيه ذكريات حلوووه وش رايك نجددها؟
توسعت حدقة عيونها بذهول ، وأبتسم هو من عرفت هي أي ذكرى وأنحنى لها يقبّلها ويجدد ذيّك الذكرى اللي ما ينساها بحياته كلّها...
-
~ عند ودّ وسعود ، أحد المقاهي
أبتسم سعود لثواني يتكي على يدّه وأنظاره ما أنزاحت عنها ، كانت جالسة بالكرسي المُقابل له ، تتأمل الشارع وعلى ثِغرها أبتسامه جانبيه ، كانت تتأمل جمّال الشارع اللي كان على رصيّفه ورود ، بكل الألوان اللي تحبّها ، تتأمل المباني البُنية ، والأشخاص اللي يتمشوّن ، كان منظره آسر تمامًا لها ولأي عيّن تحب التأمل ، عقدت حواجبها لوهله من حسّت بنور يزعج عيونها ، ولفت بنظرها ناحية مصدر هالنور ، وعضت شفتها من كان من جوال سعود ومن إنه يصورها ورفعت يدّها تغطي ملامحها فيها ، وضحك هو يتمتم بتساؤل مُحبب ؛ ليه ؟ خليني أصورك
هزت راسها بالنفي وسحبت شنطتها من على الكرسي وتوجهت للخارج ، وأبتسم هو يوقف بأستعجال ينزل الفلوس على الطاولة وأسرع خطوته لها ، كانت واقفة قدّام الباب ، تنتظره ولأن السماء تمطر بهاللحظه وما معها مظله ، وقف جنبها ولفت هي له تناظره لثواني ، وغمز هو لها بطريقة هي فهمتها ولذلك هزت راسها بالنفي بشدّة ، وضحك هو يهز راسه بالايجاب ؛ ماعندي رفض ودّ !!!
وأخذ يدّها بعدها يسحبها معاه تحت المطر بدون مايهتم لرفضها ، وأبتسم يحاوط خِصرها يشدّها له ونزلت هي راسها على صدره تحتمي من المطر فيه ، وأبتسم هو يقبّل راسها لثواني طويَلة وتمتم بعدها بتنهيدة ؛ ليه ؟ المطر زين أرفعي راسك
هزت راسها بالنفي وأخذ هو نفس وشدّ بحضنه عليها وأكتفى بالصمّت ، ولا عنده كلام غير رغبتها ، أبتسم لثواني يناظر حوالينه يشوف الناس إللي يدخلون المحلات يهربون من المطر ورجع نظرة لها ينتهز الفرصة ؛ ودّ شوفيني
رفعت نظرها له ، وفزّ قلبّها من أنحنى هو بدون مُقدمات يقبّلها ، لثواني طويـلة ، شعور غريّب مرها ، شعور فضيّع ، هي كانت تحس بأن داخلها أنغسل من المطر ، تحس بأنها أنولدت من جديد ، بدون حزن ، بدون دموع ، وبدون شعور ، لحد مارفعت راسها له ، ولحد ماتخالط روجها النودّ مع شفايفه ، لحد ما أحياء فيها شعور ، كان موجود قبل حزنها ، بعدت عنه وضحكت برِقة تاكل قلبّه من سمع رنينها اللي يداعب قلبه ؛ تضحكين! تضحكين وأنا وقلبي ناكلها!!! تعالي !
هزت راسها بالنفي وركضت ناحية الفُندق اللي همّ فيه ، واللي كان قريّب من هذا المقهى ، تنفست الصُعداء من صارت داخل الفندق ، ولفت بنظرها بعدها للباب ولدخوله وأبتسمت لثواني يخرج صوتها بدون وعيّ منها ؛ سعود!
ذهول عظيم صابه ، صاعقه قوية صابت قلبّه ، ورجف كونه بأكملة ، من سمّع صوتها ، من حسّه يدخل ويغلي داخله ، ترجف حتى خطوته من عدّم أستيعابه توسعت حدقه عيونه ولا كان قادر يسويّ شيء غير أنه يثبت نظره عليها ، نسى كل الناس ، كل من حولّه وكل شعور مُمكن يمنعه عنها بهاللحظه ، ومشى لها مشى بهدوء لعدم أستيعابه ، ومن مدّت هي يدّها لقلبها من الغرابة اللي حسّتها وقت شافته ركض هو لها ، ركض يسحبها لحضنه تتراجع للخلف من سرعته ومن أنه ماوقف خطوته إلا سحبها لحضنه ، يضيّع عليها نفسّها من طريقته بأحتضانها ، ومن شدّه عليها ، نبّض قلبها فاق الطبيعي وصارت تحسّه بيخرج من مكانه بيّبين حُبه أكثر من أنه ينبض بداخلها ويكتفي بهالشيء هي تحسّه بيوصل لأقصى حد من النبض الطبيعي وفعلًا !! هذا اللي حاصل ، هي تكلمت؟ تكلمت !! تأكدت من أنها تكلمت وقت هو حضنها بهالشكل وقت ذهوله طغى على ملامحه ووقت سابق الزمّان وصارت بحضنه ، عض شفته يخفي ملامحه بعنقها من حسّ بدموعه بتفضح داخله ، مسّحها بأستعجال وأبعد راسه نصّف متر عشان تكون هي واضحه له فقط ، وحاوط وجهها بكفوفه يبتسم بذهول يوزّع نظرة بين بحر عيونها ؛ ودّ....ودّ
ما كان قادر يصدّق أبدًا ولذلك صار يكرر أسمها إلى ماله نهاية ، وأخذ نفسّ من نزلت دموعها من أحرقت داخله ؛ يشهد الله ماحبيّت أحد كثرك ، يشهد الله ماهوى قلبّي غيّرك ، يشهّد الله أن منطوقك أهم عندي من ألفين قضية وراها ملايين
هي كيف بتتحمّل كل هالطغيان بوقت واحد؟ كيف بتعيّش شعور كلامه بوقت واحد ذهول عظيم صابه ، صاعقه قوية صابت قلبّه ، ورجف كونه بأكملة ، من سمّع صوتها ، من حسّه يدخل ويغلي داخله ، ترجف حتى خطوته من عدّم أستيعابه توسعت حدقه عيونه ولا كان قادر يسويّ شيء غير أنه يثبت نظره عليها ، نسى كل الناس ، كل من حولّه وكل شعور مُمكن يمنعه عنها بهاللحظه ، ومشى لها مشى بهدوء لعدم أستيعابه ، ومن مدّت هي يدّها لقلبها من الغرابة اللي حسّتها وقت شافته ركض هو لها ، ركض يسحبها لحضنه تتراجع للخلف من سرعته ومن أنه ماوقف خطوته إلا سحبها لحضنه ، يضيّع عليها نفسّها من طريقته بأحتضانها ، ومن شدّه عليها ، نبّض قلبها فاق الطبيعي وصارت تحسّه بيخرج من مكانه بيّبين حُبه أكثر من أنه ينبض بداخلها ويكتفي بهالشيء هي تحسّه بيوصل لأقصى حد من النبض الطبيعي وفعلًا هذا اللي حاصل ، هي تكلمت وتأكدت من أنها تكلمت وقت هو حضنها بهالشكل وقت ذهوله طغى على ملامحه ووقت سابق الزمّان وصارت بحضنه ، عض شفته يخفي ملامحه بعنقها من حسّ بدموعه بتفضح داخله ، ومسّحها بأستعجال وأبعد راسه نصّف متر عشان تكون هي واضحه له فقط ، وحاوط وجهها بكفوفه يبتسم بذهول يوزّع نظرة بين بحر عيونها ؛ ودّ ، ودّ...
ما كان قادر يصدّق أبدًا ولذلك صار يكرر أسمها إلى ماله نهاية ، وأخذ نفسّ من نزلت دموعها من أحرقت داخله ؛ يشهد الله ماحبيّت أحد كثرك ، يشهد الله ماهوى قلبّي غيّرك ، يشهّد الله أن منطوقك أهم عندي من ألفين قضية وراها ملايين
هي كيف بتتحمّل كل هالطغيان بوقت واحد؟ كيف بتعيّش شعور كلامه بوقت واحد؟ كيّف كيّف وأسئلة كثيرة ومالها نهاية عندهاا..
-
~عصر اليوم الثاني ، عند فِراس
كان جالس على الثيّل بحديقة بيتهم وقدّامه كان فيه طاولة صغيرة جدًا ، وفيها اللابتوب الخاص فيه ، كان يكتّب مثل عادته بأنسجام تام ، ولاهي عن حولّه ، رفع حاجبه لثواني من سمّع صوت رنين جواله جنبه ، ووقفت أحرفة يأخذ جواله من على الأرض ، وفزّ قلبّه من شاف الأسم ، ووقت يتنحنح يضخم صوته وتمتم بعدما ردّ ؛ سلام عليكم عمّي ! أمرني
أبتسم أصيّل لثواني ؛ وعليكم السلام فِراس وشلونك؟
عض شفته لوهلة ، مو هذي الكلمة اللي يبغاها أبدًا ، وهو الحين يحرّق أعصابه بهالأسئلة وخاطره يبغى كلمة وحدّه وبس ؛ الحمدلله الحمدلله بخير !! ....وأنت وش أخبارك؟
ما كان ودّه حتى يسأله عن حاله لأنه ماودّه يطول هالموضوع وودّه بزبدة الإتصال لكنه مُجبر يسأل عن حاله ولذلك سأل ؛ الحمدلله بخير تعرف ليه أنا متصّل عليك صح؟
هز راسه بالايجاب وهو يكرّه وجدًا أن أعصابه تنشد بهالشكل يكره يكون بموضع توتر وجدًا ؛ أعرف ياعمّ عسى الخاطر يبغاني؟
تنهد أصيل لثواني ، تنهد بشكل نفضّ قلب فراس تمامًا ، وتمتم أصيل بجمود ؛ الخاطر يا فراس يبغاك موافقين لكن ...
شدّ يدّه بقوهّ ، يحاول يشدّ على نفسه ولا يصرخ من فرحته يحاول يهدي كونه بهالطريقة ، بدون فايده وداخله يبغى يصرخ ؛ الملكة بتكون بيّن الرجال بس ! ماودنا بالكلافة وحنّا تو معزين ، لو تجي أنت والمأمور وشهودك بالوقت اللي تحددة إنت أفضل ، وش رايك؟
أبتسم هو غصب ، بس هذا؟ هذا اللي يبغاه؟ ماعنده مُشكلة أبدًا حتى لو ما يصير الزواج الا بعد سنين المهم هي له المهم فيه شيء بيجمعهم بالحلال ولا تصيّر هواجيسه ماترضي الله ؛ غالي والطلب رخيص ياعمي ! موافق على طلبك والله
كان يعرف بأن سبب هالطلب العزاء عندهم ولا ماكان بيوافق عليّه أبدًا ، وأبتسم بأحراج يسأل عن السؤال اللي يراوده ؛ بس ياعمّي البنت موافـ..
ماسمّح له يكمّل كلمته من ضحك هو ؛ لو تدري أن هالطلب منها ، ماودّها نسوي شيء كبير بهالفترة أبد
هز فراس راسه بالايجاب ؛ تم أجل أنسق مع المأمور ونجيكم !
أبتسم هو يقفل المُكالمة ، ولف بنظره بعدها للي نزلت من الدرج بخموّل تام والواضح بأنها تو تصحى من النوم ؛ حنين! تعالي
عقدت حواجبها لثواني تلف لمصدر الصوت وأبتسمت من كان أبوها جالس لوحده بالصالة وتوجهت له تجلس يمينه ؛ سمّ يبه؟
أبتسم هو بتشتت يريّح يدّه على ظهرها ؛ بلغت فراس بموافقتك ووافق على طلبك
شتت هي نظرها من حسّت بحرارة خدودها ومن عرفت بأنها بتتلون من خجلها ، وهزت راسها بالايجاب وودّها تهرب بهاللحظه ؛ حنين صارحيني
عقدت هي حواجبها بأستغراب تلّف بنظرها له وتمتمت بربكة ؛ أصارحك بوشو ؟
أخذ هو نفسّ عميّق يجمّع كفوفه ، ويحني ظهرة بعدها ؛ اللي بينكم ماهو خطبة عادية ، الولد عيونه بها شيء ، صارحيني باللي بينكم حنين !
ماء ساخن أنسكب عليها وأحرق داخلها بأكمله ، حروفها تبعثروا ولسانها تصلبّ ، رجفّة سرت بجسدها بأكمله ، وبدون شعور منها تجمّعت دموع عينها ، من كمّل هو ؛ لاتظنين أني فارغ وماعرف عن اللي حولي ، وعن الخافي ، لاتظنين أني غبّي وما ألاحظه ، أنا خايف عليك وعلى سمعتك ياحنين ، خايف عليك أكثر من أي شيء ثاني لو صار شيء بينكم علميني
هزت راسها بالنفي وأجهشت بكي ، تمسك كفوفه ؛ لا واللي خلقني ما صار بينا شيء والله ماصار بينا شيء
لف هو بنظرة لها ، نظرته الراجيه ، وتمتم برجفة خوَف ؛ أجل وشهو وشهو اللي بينكم! ليه الرجال بايع الدنيا وشاريك ؟ ماني مقتنع أنه يبي القرب منّا و بس ماني مقتنع ياحنين !!
مسحت دموعها ونزلت نظرها للأرض ، وتمتمت بتلعثم بينما هي تشدّ على يدّها ؛ كنت ... كان هو بيصدمني عند المدرسة ،ووو ، وانا عصبت وتلفظت عليه ، وبعدها بمده كنت أتمشى قريب المزرعة وما استوعبت اني ابعدت لين شفت حديقة ورحت أشوفها وهناك شفته ، بس ماصار شيء ماكلمني بس من بعيد شفته واصلًا انا هجيت وهو ماكلمني والله ماصار بينا شيء والله .
عضّ هو شفته بغضب ، وركل الطاولة برجله تطيح هي وكل اللي عليها ، ووقف بعدها بكّل غضب يخرج من المكان وشياطينه معاه ، وأجهشت هي بكي وراه أجشهت بكي وكلها خوَف من انه يصير له شيء
-
خرج من البيت وتوجه لسيارته ، هو كان عنده شكوك كثيرة ووقت سمّع كلامه زادت شكوكة ولذلك سألها وياليته ما سأل ياليته ما سأل ولقى منها هالجواب ، كان يسوقّ بسرعة جنونيه ، يطوي الطريّق من مزرعتهم لحد بيّت فراس ، ونزل من السيارة يضرب الباب خلفه ، وتوجة بعدها للبيت يرن الجرس بدون توقف ، لحد ما شاف باب البيّت ينفتح ، ومن شاف فراس بذاته خارج له ، شدّة مع ياقته ، يلكمّه يهد فكة ، وتساوى فراس بالأرض من قوة اللكمّة ، كانت يدّه ترجف بشدّة لغضبه ؛ أنت وش طينتك! وش طينتك علمني !!! ناويها أنتقام؟ ناويها حرقة قلب!! أنا أقول أن أجتماعك بنا ماهو الا لغايه ! وظنيت غايتك أنك عاشق وبس ! ظنيتك عاشق وآخرها تبغى تنتقم !! تبغى تنتقم من الضعيفه عشان كم شتيمه !!
ماكان مستوعب شيء أبدًا ، هو كان غاضب من هالشخص اللي هز البيّت بصوت الجرس ، وتحول غضبه لذهول من شاف أصيّل الغاضب قدّامه ومن اللكمّه اللي هدّت فكة ، ومن التُهم اللي تحولت له !! مايلحق يستوعب كل هذا أبدًا ، كيف بيبرر ؟ وكيف هو بيقتنع بكلامه أصلًا؟ ..
-
"نكمّل بوقت ثاني وعطوه حقه❤️‍🩹"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك Where stories live. Discover now