الجزء 64

27.6K 663 159
                                    

-
~ عند تولين

ماسمحت له يكمّل حروفه من ثبتت سبابتها على شفته من نزلت دموعها غصب عنها ؛ لاتسوي شيء ... يبعدني عنك

عضّ شفته يمنع غضبه يمنع حروفه لاتخرج بالشتايم بهاللحظه وقدّامها ، وصدّ يمسح ملامحه يحاول يهدأ ، ووضحت محاولاته لها وزفّرت لأنها تعرف بأنه مستحيل يهدأ بهاللحظه ، تقدمت ناحيته ومسكت يدّه تسحبه معاها لعند لوحتها اللي ما أكتملت لحد الآن ..
أبتسمت لثواني قبل ماتسمّح له يشوف اللوحه وظلّت تتأملها ؛ أبغى أوريك شيء .

أبتسم هو غصبّ وسط غضبه لأنها الحين تبتسم تحاول تبين له أن الوضع طبيعي وتركت يدّه تلف اللوحه له
ذهول عظيم صابه بهاللحظة ، ماتوقع ولا واحد بالميّه بأن بيمره مثل هاليوم وبيشوف مثل هاللوحه وأبتسم وسط إنبهاره يناظرها لثواني وضحكت هي خجّل تغطي ملامحها ؛ هذا متى؟

ميّلت شفايفها ومسكت يدّه تتأمل اللوحة معاه ؛ وقت كنت فـ بيت سعود ، صح إنها كانت لمّحات بسيطة بس ماراحت عن باليّ

ضحك هو بذهول يشدّ يدها يتأمل اللوحه قدّامة كانت رسمه له لنصفه ، وقت كان جاي لسعود وهي كانت هناك ، وقت رن الجرس وطلعت هي له ، وقت كان واقف يسار الباب وكان متكي بيدّه على الجدار بثوبه النيلي وشعره الكيرلي ، كانت مهتمه بأدق التفاصيل بالرغم من أن اللوحه ماخلصت للآن ، كانت راسمه حتى البيوت اللي خلفه والسيارات راسمه ظلام ليلتهم وقمراها وإبتسامته اللي ماكانت تشوفها كامله كونه كان لاف بوجهه للجهة الأُخرى ، كانت راسمه حتى السبحة اللي بيدّة ، مبهور وجدًا من المستوى اللي وصلّت له ، لدرجة بأنه حسها صوره حقيقية مأخوذه بكميِرا ، أبتسم يلف بنظرة لها لأبتسامتها الخجولة ولتورُد خدودها ، ورفع يدّه يحاوط وجهها بكفّه ، وتنهد هو يتمتم بهمس؛ كان الله في عونّي أي والله .

عقدت حواجبها بعدم فهم وتمتمت بأستغراب ؛ قلت شيء؟
هز راسه بالنفي وأبتسم يرجعها لحضنه ويتأمل اللوحة اللي يعرف بأنه مهما تأملها ماراح يشبع خصوصًا إنها منها هي ...
-
~ عِند ودّ وسعودّ
رمت المخدة بغضب ووقفت تناظر له ؛ ما أبغى ما أبغى مو غصب !! ما أحتاج لا تسويني مجنونة سعود!!
عقد حواجبه بذهول من تفكيرها ومن إنها تظنه يشوفها بهالشكل ؛ ودّ ! مافهمتيني زين مافهمتيني ماكان قصدي كـ..
ماسمحت له يكمّل كلامة من رجعت ترمي المخدة بجهتة ومن تمتمت بغضب شديد ؛ أطلع !! أطلع صرت أكرهك سعود صرت أكرهك !!
هي مانطقت بكلمة عاديه والسلام ! هي رمت سكين لقلبه رمتها مع كلامها ومافكرت بعمّق هالكلمة وبوقعها لقلبه ؛ تكرهيني؟
هزت راسها بالإيجاب وسرعان ما أجهشت بكي تجلس على السرير خلفها ورفعت يدّها تغطي عيونها ، بالرغم من أنهيارها بهاللحظه إلا أن ماودّها عيونه تشوف دموعها ماودّها تلمّحه أبدًا ، شدّ على قبضة يدّه يتأملها لوقت طويّل ، لجلوسها وتجمُعها على نفسها ، لكفوفها اللي تغطي ملامحها ولنحيّبها اللي تحاول تخفيّه عنه ، تقدم ناحيتها بخطوات مترددة ، هو أساسًا باقي ما أستوعب كلمتها وباقي ماخرج من صدمته ، تمتم بهمّس ؛ ودّ
مارفعت نظرها له ولا أهتمت لوجوده وظلت على حالها ، وتنهد هو يحاوط أكتافها بشكل تسبب برجفة بكامل جسدها ، ووقفت تبعده عنها ، تثبت نظرها وسطّ عيونه اللي كانت مذهوله من تبدّل حالها ومن إنها وقفت بسرعه تصدّه تبعده عنها وتبعد يدّه ولا يلمسها ، لأول مره يشوف بعيونها هالنظره ، نظرة إنكسار؟ ولا خيبّة هقاوي؟ ماقدر يحدد أبدًا ولا ودّه يدقق ويتعب قلبّه زيادة ، نزلت دموعها تنطق بتحشرج ؛ أنت ماحبيتني ماعمرك حبيتني لاتعطيني دور الزوج المهتم الحين ! لاتعطيني هالدور لأنك ممثل سيئ وبقوة!! لاتمثل أنك مهتم لي وأنت بتدخلني مستشفى لأني فقدت أبوي؟!!! سعود خيبت لي ظنون ظنووون كثيرة كسرت قلبي كسرت شيء كبير بداخلي ياسعود
رجفت نبرتها ولا قدرت تنهي كلامها ، ورفعت يدّها تمسح ملامحها تقوي نفسها ورفعت نظرها بعدها له تنطق بغضب ؛ أتركني!! أتركني وروح !!
ماشال عيونه عنها أبد ، من ساعة دخوله لهاللحظه ، مذهول لأبعد حدّ ولا عادت عنده طاقه أكثر من كذا ، آخذ نفسّ عميّق وقربّ منها بهدوء بدون ماينطق بالحرف كانت منزله راسها وأناملها تتحسس جبينها لشدّه صُداعها ، وبلحظة وحدّه سحبها له لحضنه ، يحضنها بهدوء ، هو أستغربه ، لكنه مالحق يستغرب لأنها ما أستوعبت هالحضن ووقت أستوعبت ضربت صدره بكفوفها ، ضربته تحاول تبعده ؛ أبعـدد !! أبعد عنيي !!
ماكان يسمّع لها أبدًا ، أو سامع لكن مايبغى ينفذ أبدًا ، هي وقت تضربه توجّع صدره لكنها ماتركها وزاد تمسكه فيها مايسمح لها تبعد بالرغم من صراخها عليه وبالرغم من ضربها المستمر ومن دموعها اللي تجرّح خدها ، ماقدرت تكمّل ضرباتها من تعبت من أنهد حيلها وماعادت تقدر تقاومه أكثر من كذا ، ونزلت يدينها بهدوء ، ترخيّ جسمها كأنها بيغمى عليها خلال ثواني بسيطة ، لكن هالشيء ما أبعده مثل ماهي تظن زاده تمسّك زاده لحد ماصار الوضع هدوء إلا من صوت قلبه وصوت أنفاسها ، ماتكلم لدقائق طويلة ينتظرها تهدى ينتظر شعورها يخفّ ينتظرها تستوعب اللي صار ومن مر وقت ماهو بسيط تمتم بهدوء أشبه بهالمّس ؛ تبين تعاتبيني عاتبيني ، تبين تضربيني أضربيني ، تبين تصارخين بوجهي صارخي ، لكن لاتكرهيني لاتوجعين قلبي بهالكلمة ، أنا ما أمثل عليك حُبّي ولا أعطيك أياه صدقه ، أنا ماكنت أعرف وشهو الحُب لين طلعتي لي ، من بعدك بس صرت أعرف الحُب صرت أشتاق صرت أتضايق لو ظليت بعيد عنك ، ماصرت أحب أروح لدوامي ، كله عشان ماتغيبين عن عيني ، أرضى منك كل شيء كل شيء أرضاه لو هو موتي لكن لاتكرهيني لاتهزميني بهالكلمه وأنتِ تدرين بغلاتك بهالقلب .
عجزت حروفها عن الردّ ، عجزت تتحرك حتى ، هي ماتعرف كيف نطقت بهالكلمة ، ماتعرف كيف كرهته ، ولا تعرف وش تسوي بهاللحظه ..
أبتسم هو يرفع يمينه لشعرها يمسح عليه وقبّل راسها بعدها ؛ ماودك نروح مستشفى مانروح ، عمري كله ما أعتبرتك نفس ماوصفتي نفسك ، لأنك أسمى من كذا ، من خوفي عليك شاورتك بس فكره هي جتني لكني بنهيها من الوجود مدامك ماتبغينها ولا تحتاجينها المهم أنتِ ودّ المهم روحك جنبي .
-
~وسط سيارة سلمان
كان نظرة عليها أكثر من إنه يناظر طريقة ، وهالشيء وترّها بشكل مجنون ؛ سلمان الله يخليك ناظر الطريق لايصير شيء !
ضحك هو يهز راسه بالايجاب وتنحنح يعدّل أكتافه ويناظر الطريّق ؛ تم أبشري ، أتصلي عليّ كل وقت طيب؟
رفعت حواجبها بأستغراب تلف له ؛ ليه ؟؟ مابتجي معانا؟ حسبتك بتخلص كم شغله وتجي !
آخذ نفسّ عميّق وزفرة ؛ ودّي أتبعك ، بس أخوك المُحترم سلمني الشغل ، كله وراء ظهري ما أتركه وأروح
أبتسمت هي لثواني ترجع نظرها للطريق ؛ ماعرف ليه قرروا كذا فجأه نروح ، أحس ودّ باقي تحتاج تبقى لحالها .
هز هو راسه بتأييد ؛ صحيح والله ، والظاهر حتى سعود مايدري
آخذت نفسّ عميّق وتنهدت بعدها من تذكرت حالهم قبل يمشون ، وحال ودّ بالذات ؛ الله يصبّر قلبها ، أقوى أنسانه شفتها هي ، لو كنت مكانها والله لا أموت من قهري !
عقد حواجبه لثواني ، يلف بنظره لها يمثّل الغضب ؛ فال الله ولا فالك ! أنا أقول نغير الموضوع ، وش رأيك بالطقس اليوم؟
ضحكت هي بذهول تعدل طرحتها على شعرها ؛ جميلٌ جدًا ! كـ جمالك !
أبتسم هو غصب عنه يلف بنظره لها يتأملها لثواني ورجع نظرة لقدّام ؛ يوه ياجمالي جايب راسك وااضح ، الله يستر عليّ من البنات تعرفين زوجك وسيّم وبيئة العمل مختلطة
رفعت حواجبها بذهول ولفت بنظرها له ، وضحكت بسخرية من لفّ هو نظرة لها يبغى يتأكد من ملامحها ، ورجعت ظهرها للخلف وتمتمت بسخرية ؛ أيه الله يستر عليّ وعليك ، يعني حتى أنا الله يحفظ عيوني تعرف أنت المناظر الجذابّه هناك واللي ماتقدر تقاوم النظر فيها .
كان مقصدة يثيّر غيرتها لكن صار العكس تمامًا ، وعض شِفته يحاول يخفّي ناره ، حاول نفسه وأبتسم يلف بنظرة لها ؛ أن شاء الله أنك نقصدين المباني والطبيعة .
ضحكت هي غصبّ وهزت راسها بالإيجاب ؛ طبعًا ! فيه مناظر حلوه غير الطبيعة!
هز راسه بالإيجاب وتمتم بـ أبتسامة ؛ أنتِ!
-
~ بيت أصيل .
نزل نظارته على الطاولة ووقف يتمتم بدون مايناظر بعيونها ؛ حنين بعد ماتخلصين تعالي المكتب !
هزت راسها بالأيجاب وداخلها ينبض من ساعة ماوقف ، نبرته ماوصلتها عادية ، وصلتها وفيها من الزعل كثير ، وصلتها غريبة جدًا لقلبها ، هي ماتلاحظ أي تفصيل بالحياة إلا تغيير أحد عليها ، نبرته ، أسلوبه ، نظراته كلها تفاصيل ماتهتم لو كانت لشخص آخر ، أخذت نفس تحاول تصفيّ ذهنها ووقفت بعدها تناظر وسط عيونه ؛ خلصت !
هو رفع نظرة لها وقت وقفت ، نظرة ماطالت مُدتها وبمجرد ما أنهت جُملتها صد هو يتوجه للأعلى ولمكتبه ، كانت نظرات الأستغراب تدور بين الكل ، ومن ماقدرت رولا تتحكم بـ فضولها تمتمت بهمس بعد ما تاكدت أن أصيل راح فوق ؛ وش فيه بينكم!؟
هزت راسها بالنفي وتمتمت بـ أبتسامة واضحة وجدًا بأنها ماتليق لوجهها من كثر ما أنها ماتبغى ولا عندها رغبة تبتسم ؛ مافيه شيء !
رفعت حاجبها لثواني من ردها أو من نبرتها بالذات وكيف أنها وصلتها كأنها تهاجمها ، بشكل أستغربه كل من كان جالس على الطاولة ، تبعتها بنظراتها المُستغربة لحد ماصعدت فوق عنده ..
-
بالأعلى
كان جالس بكرسي مكتبه منزل راسه وكفوفه على راسه ، كان مثل اللي عرف بـ خبّر وفاة أحد من أهله ، كان منظرة بائس وجدًا ، حسّ بوجودها من سمع صوت تسكيرة الباب الخفيفة هو يعرف أنها حاولت ماتطلع صوت عشان هو لايعصب أكثر من كذا ، كان واضح توترها له بدون مايشوفه ، واضح لأنها للآن تجر خطواتها عنده واضح من كفوفها اللي كانت تشدهم ، من نظرات عيونها اللي يحسّها مثل الرصاص ترتمي له ، جلست على أقرب كنبة لها من حسّت رجولها ماتتحمل تمشي مسافة أكثر من كذا ، ونزلت نظرها ليدّها بعدها ماودها تقابل عيونه أبدًا ، وبدت تضغط يدّها بقوة علّ التوتر يخف شوي .!
أخيرًا قرر يقطع الصمت ويقطع تفكيرها من تمتم بتنهيدة ؛ كل عمري أجتهدت وتعبت أربي وأكبر فيكم ، تعبت وأمك تعبت معي ، سهرنا عليكم لما تعبتم ، وديناكم للمستشفى كل ماحسينا أنكم تعبانين ، وديناكم أحسن المدارس وشرينا لكم أحسن الملابس ، وبالنهاية ؟ كنت بطيح بغلط غلط كبير وأزوجك لشخص بينهي حياتك بينهي كل تعب تعبته عليكم !!
ماكانت قادرة تناظر عيونه طول هالمده وغصبّ عن عينها تتجمع دموعها ، ماقدرت تسكت وقت قال "بطيح بغلط" بس فِراس ماهو غلط ! ماهو غلط عشان يقول عنه كذا ! ماقدرت تجبّر حروفها ، وخرجت منها كلماتها راجفة ومتبعثرة ؛ بس هو مـو غــلط! ، بابا هو...
ماسمح لها تنهي كلامها أبدًا لأن غضبه بدأ يفوق كل شيء ، حاول يهذب نبرته ولاتخرج قاسية لكن الواضح أنها بتتركه يراجع قراراته ، ضرب الطاولة بكفه وبهالطريقة هو بتر حروفها ؛ لاتتكلمين ! لاتتكلميــــن! لاتبررين له ! تبين تهدين ظهري بأخر عمري ! أزوجك لرجال ماهو كفو !
هزت راسها بالنفي تناظر له تتجرأ وترفع عينها له ، وتمتمت براجف الصوت ؛ بابا أنت فاهم كل شيء بطريقة ثانيه ، أسمعني لحد آخر نفس الله يخليك .... ظهرك مابينهد إذا ما حرمتني منه ظهرك بينهد إذا حرمتني يابابا !
بابا كان يقدر يوصل لي بطريقة ثانية يقدر ياخذ رقمي لأن اخته تعرفني ! يقدر يابابا بس هو ماجاني من طريق ماهو حلال ، جاني من طريقك أنت بابا ولا مره طول لقاءاتنا اللي كلها بالصدفه ماحاول يقرب مني ولا مره ماحاول يقلل أدبه يابابا ...
كلامها أكبر بكثير من أنه يستوعبه دفعه وحده ، وكلماتها كانت تتدافع وراء بعضها ، كانت تاخذ نفس بين كل جُملتين من الجهد اللي تبذله بكل مره وقت تنزل دموعها وتتكلم بنفس واحد وغير مُنقطع رغم رجفتها ورجفة صوتها حتى ، كانت صدمته تبريراتها له ، صدمته أنها ماخافت منه ماخافت من غضبه رغم أنه يحس بخوفها لكنها تكلمت ! تكلمت ولا سكتت ؛ بابا كل وقته معاك ولا مره طلع منه غلط وأنا متأكدة ولا ماكنت وافقت أول ماطلبني ماكنت عطيته كلمتك ، لأنك تعرفه تعرف مايجي منه غلط بـ..
ماسمح لها تكمّل كلمتها من رجع ظهرك للخلف ومن تنهد بأسى وضح لملامحه ولتقلبها ، وتمتم بنبرة يائسة وجدًا ومنطفيه ؛ من الآخير تحبينه؟
كان يناظرها وسط عيونها يحاول ياخذ منها شيء ، ياخذ منها جواب لسؤاله لأن جوابه بعيونها ماهو باللي ينطق لسانها
من وقت ما سأل بسؤاله وهي متغير حالها ، وقفت دموعها ونظرات الذهول تخرج منها ، كانت خايفة وكثير من الجواب خايفة يكون هالجواب ضد اللي تبغى خايفة وجدًا يكون هالسؤال مصيري ويكون أختبار منه هي ماتعرف كيف بيكون ردة عليه ... ملامحها كانت واضحه له جوابها كان بعيونها ، بنظرة عيونها ، أبتسم هو بهاللحظه لأنه مايحتاج يعاني ويعرف جوابها وصلّه الجواب من عيونها ومن سكون ملامحها ، من تبريرها عنه ؛ أطلعي
كانت هذي آخر جُملة حكى فيها ، ووقف بعدها يتوجه للشباك يلقيها ظهرة ، تجمعت دموعها ، وأجهشت بكي من شافته كيف وقف وكيف راح للشباك بدون مايلف بنظرة لها ، ماتعرف كيف حملوها رجولها للخارج ماتعرف كيف صارت أرضها بعيدة عنه ، سكرت الباب خلفها وغطت ملامحها بيدها تبكي بدون ماتخاف أحد يشوفها ..
-
~ الليّل عند أيهم
كان راجع من دوامه بذات الوقت المُعتاد ، نفس الروتين اللي يتكرر عليه كلّ يوم ، هدوء سيارته ، الا من أصوات السيارات اللي توصله من شباك سيارته ، وصوت الهوى اللي يحبّه وجدًا ، ريحة الأشجار اللي تكون ماليه الرصيف واللي توصله مع هالهوى تنعش داخله وتصفي ذهنه ولذلك كان يفتح الشباك بكل مره يسوّق فيها سيارته ، رفع يدّه يتكيها على الشباك ويخلل أصابعه بعدها بشعره ، سرعان ماوصلّه صوت الأشعار من جواله ولف بنظرة ناحية جواله اللي كان موجود على التكاية جنبه ، ومن شاف إنها رسالة من رقم غريب ومن إنه مايقدر يشوف مُحتواها غير وقت ياخذ الجوال وهو ماوده ياخذه وقت سواقته ، وقف السيارة جنب أول موقف صادفه ولا يعرف هالموقف وين ، فتح حزّام الأمان ونزل المرتبة للخلف ياخذ جواله بيمينه يفتحه ويقرأ هالرسالة اللي كانت من رقم غريب عليه " عندي شيء مهم لود " ماكان رح يهتم بكلمة مهم أبدًا لكن لأن الموضوع فيه ودّ هو صابه إهتمام غير معهود ، وخوف أكثر ، ماقدر يرد برسالة أبدًا وأتصل بدون تفكير على هالرقم ، لكنه رفض المُكالمة وأرسل رسالة بذات اللحظه " لاتتصل عليّ الرسالة بورقة مهم أشوفك " .......
-
~ بريطانيا
كان واقف على الشُرفة الخاصة فـ شقته ، بيدّه دخانه يسرح بتفكيره أو بهواجيسه بمعنى أدق ، هو طول هالمدة ماكان يشغل باله غيرها ماكان يهتم لغيرها حتى خروجه لأي شغلة ولو هي بسيطة ياخذها معاه مايتحمل التفكير القاتل اللي يصيّبه وقت هي تكون مو قدام عينه ، وقت ماينبض قلبها بمكان قريب منه عشان يحس إنها للحين تنبض للحين عايشة ومعه ماتركته ، نفثّ الدخان يتكي بكفوفه على سِوار الشُرفة ، كان هادي تمامًا لحد ماحس بكفوفها الرقيقة على صدره ، من حسّ بها تريح راسها على ظهره ، رمى سيجارته على الأرض عنده وشدّ كفوفها بعدها ، يحضن كفّها بالأصح ، ورسم إبتسامه من شدّت هي يده بالمثل ؛ كيف الحال؟ .
رجع يبتسم من جديد وقت تمتمت هي بتنهيدة ؛ الحال بخير لكن زعلان .
يعرف هي ليه حالها زعلان ، يعرف إن باقي فيها آلم من الموضوع اللي فتحه معاها ، موضوع أختيار لها دكتور نفسي ، هي ماتحتاج أبدًا ويعرف إنها ماتحتاج لأنها قوية لأنها بتتحمل وبتصبر ، بس تحتاج الوقت تحتاج الظروف والمكان اللي ينسيها أو يخفف عنها ، وفعلًا حصلت هالمكان وقت نزلت دموعها فـ بيت الله ، وقت دعت لهم بالرحمة وقت دعت ربي يصبر قلبها بعده ، هي تقدر تتحمل موت جنينها لأنها باقي ماتعلقت فيه بالشكل الجنوني ، لكن موت عبدالله ماتقدر عليه أبدًا ماتقدر تتحمله أبد ومهما حاولت باقي بخاطرها هو باقي ببالها هو باقي ذكرياته معاها وصوره وشماغه وساعته وكل شيء يخصه تحتفظ فيه ولو كان مو بيدها بذاكرتها ، شافته كثير وأكثر من الكثير وعشان كذا صعب صعب تتناساه فقدت شخصين بذات الوقت ، وكل هالشخصين أقرب من القريب لقلبها ، كل الخوف إنها تفقد غيره مابتتحمل مابتصبر ، مثل مافقدت جنينها من صدمتها بتفقد نفسها لو صار وخسرت شخص زيادة لو أخذ الموت شخص زيادة ، لف لها يتكي على سِوار الشرفة ويقربها بعدها له يحاوط خِصرها ، يتأمل عيونها ورفع يدّه يرجع شعرها للخلف ، شعرها اللي بدأ يزعج عُيونها من نسايم الهوى ؛ نرضي الخاطر؟ تبين بطريقتي ولا بطريقتك؟
عضت شفتها لوهله لأنها خمنت طريقته وهزت راسها بالنفي بدون تردد للحظه ؛ طريقتي طبعًا طريقتي!
هز راسه بالنفي ينزل راسه لها ؛ نجربها كلها ؟
رجعت تهز راسها بنفي وإصرار أكبر وبعدت عنه تدخل للداخل تاخذ البرد حجه لها وتمددت بسريرها تغطي نفسها عنه ، وضحك هو يتبعها يبعد اللحاف عن بدايات وجهها ؛ كيف نراضيك الحين طيب؟ مـ..
بترت حروفه من بعدت اللحاف عنها ومن عدلت جلوسها تأشر على المكان الفاضي جنبها ؛ نام معي والصباح رباح مثل ماتقولون
ضحك هو غصب لأنها تتحجج بكل شيء ، وتوجه بعدها للحمام -يكرم القارئ- ينزل تيشيرته ؛ تتحججين عشان ما أبوسك؟ ماليّ ألا رغبتك ..
خرج من الحمام يقفل الباب خلفه ، يسكر الأنوار وتوجه ناحية سريرهم بعدها ، يتمدد جنبها يرفع اللحاف ويقربها منه ، ضحك غصب لأنها " نامت" وغرقت تمامًا بالنوم ؛ لو قلت لك نامي والله ماتنامين بهالسرعة لكن صبرك عليّ
-
~عند أيهم
وقف سيارته قدام المكان المقصود والمكان اللي مهما فكر فيه مابيتوقعه مابيخمنه بحياته كلها ، ولا بيتوقع هالشخص ، رفع نظرة للبيت اللي صار يحفظه كثيـــر لأن جياته هِنا كثيرة وجدًا حتى لو مالقها قبل لا حتى تعرف به ، كان يجي هنا يوقف بالساعات ، يتأمل البيت ينتظرها تخرج ، أو يحرسها مابيفرق لأنه بكل الحالتين يضل ساعات كثيرة معاها بدون علمها حتى بساعات خروجها يتبعها ولا مره تجرأ يقرب منها لحد ذيك اللحظه ، ذيك اللحظه اللي ماقدر فيها يصبر وقت أنهى عبدالله آخر أمل له بلقياها وقت شافها بعد مافقد الأمل وحسّ وجودها هِنا لسبب وما تنازل عن فُرصة معرفتها به أبدًا ، آخذ نفسّ عميق يستعد فيه للي جاي وللي متأكد ماراح يعجبه لأنه من شخص هو صار يكرهه وجدًا ، نزل من السيارة يقفلها خلفه ورن جرس البيت بعدها ، ماعاد يصبر ولو كان الموضوع حيلة جديدة ماراح يتحمّل أبدًا ، أنفتح الباب وتمتم هالشخص الموجود خلف هالباب ؛ أدخل
هز راسه بالنفي ولا رفع عينه لها ؛ مايحتاج أدخل رسالتك عطينيها أوصلها أنا !
هزت راسها بالإيجاب وتمتمت بنبرة مُترجيه أكثر من إنها نبرة عادية ؛ أطلب منها تسامـــحني ! الله يخليك يا أيهم أطلبها تسامحني والله ندمانه ندمانه بس الطمع لعب فيني لعب فيني لين أنعميت ليـ..
ماتركها تكمّل جُملتها من تمتم بأندفاع وأنفاسه بدت تتصاعد من غضبه ؛ لو تبين السماح أطلبيه من ربي أول أطلبيه وأعتذري منها أعتذري لطفولتها اللي عاشتها بجحيم منك ، ماتخافين ربـــك!!!! ماتخافين يجيك العقاب من ربي عن طريق صحتك ! عن طريق أهلك !! ماتخافين يامرّه ماتخافين!!! قلبك وينه يوم تشوفين ورع صغيرة تبكي تبغى حضن أم حضن دافي ولا أحتويتيها ! ماحسستيها بدورك !! عبدالله تزوجك عشانها هي عشان هي ماتعيش بدون أم !!...
كانت تسمع كلامه اللي يتقاذف وراء بعضه بدون مايرتاح لو لثانية بالرغم من إن نفسه بدأ يضطرب إلا أنه ماسكت ماسكت وكلامه دفعه وحده خرجت من لسانه ، دفعه وحده تصيبّها من جرحها من مكان وجعها وأجهشت بكي ماقدرت تصبر أكثر تجبره يقطع حروفه ماهو لجلها كثر ما أنه مابعمره جرب يبكي بنت مهما كانت كبيرة ولا صغيرة ، كانت هي أول شخص يبكي بسببه ؛ يا أيهم والله أنك ماتدري بحالي ماتدري بضعفي ماتدري باللي عشته تجرعت الآلم كل يوم وأنا صغيرة كل يوم ، هي كان عندها أب يحبها وأنا كان عندي أب ماهو مهتم بزوجته وبناته الخمس ماهو مهتم لنا أكلنا شربنا عندنا مويا كهرب ماكان يهتم لنا عكس ود عكس حياتها والنعيم اللي هي فيه واللي تمنيته طول عمري ، أمي ماكانت كبيرة سن لكن ماتركها مرض ماجاها من تعب نفسيتها من ضربه ومن صراخه وتكسيره لكل شيء بالبيت لما مايعجبه شيء ! ماكان عندنا فلوس أنا وخواتي عشان نجيب تكاليف علاجها ماكان عندنا ولما ماتت بسبب هالمرض حلفت ما أعيش بفقر زيها ماعيش نفس خواتي بدون فلوس بدون مصدر دخل بدون عيشه مريحه ، وكلمت خطابة ماكان يهمني لا شكل ولا عمر ولا جنسية كان يهمني فلوسه ولقيت لقيت عبدالله هو الوحيد اللي كان يملك فلوس ، ولما شفته ماتوقعت أني بلقى شخص كامل مثله شخص مرتفع فووق كثير عن القاع اللي أنا فيه تزوجنا وشفت نعيم بحياتي ماشفته على أنه ماكان يهتم لي لكنه يجبر نفسه ويجيب اللي أبغى ، أتفقنا بعد الملكة أن الزواج يكون منافع متبادلة بيني وبينه هو يدفع لي وانا أربي بنته وأحطها بنت لي أخفي عنها أني ماني بنتها ، حاولت حاولت كثير لكن بكل مره أشوف حبهم لها أغار أغار وأبكي وصرت أأذيها بدون قصد وتطور الموضوع وصرت أأذيها بقصد لكن ماكنت أحس لأني حبكتها صح أحبها قدام عبدالله وأكرهها لما يغيب .... عاقبني الله يا أيهم عاقبني ،أنا فيني سكر ورجلي فيها جرح خفيف ماحسيت فيه تلوث وبتروح بتروح بعيش بدون ...
ماقدرت تنهي كلمتها من دموعها من أختناقها ومن ضعف نفسها بهاللحظه من تتذكر موعد عمليتها من تتذكر رجلها اللي بتروح بسبب بسيط مثل هالسبب ...
ماكان يعرف بحالها أبد مايعرف لا أهلها ولا طفولتها مايعرف اللي عاشته ولا وده يعرف لكن وقت هي تكلمت ماقدر إنه مايسمع وسمعها لحد آخر كلامها سمعه كله ، هو مابيغفر لها مابيغفر ولو ماتت لكن يعرف ودّ يعرف إنها بتسامحها من أول ماتعرف بندمها بتسامحها لكن ماراح تبادر الا وقت هي تعتذر بتهد كل جبال الحزن اللي تحسها لها وبتسامح لأن قلبها طيّب طيّب جدًا ، هو يعرف أن الله مايضيع حق أحد ولو بعد حيّن وهذا هو يشوف قدّامه قدرة الله قدرة القادر ، هو ما أدرك أن دموعه نزلت ألا وقت وصلت لثوبه مثل قطرة ماء وأنتشرت داخل ثوبه ، رفع يدّه يمسح دمعته وأخذ نفس بعدها نفس يثلج صدره وتمتم بقلّ صبر ؛ عطيني الرسالة .
هزت راسها بالايجاب ووقفت تمسح دموعها تعدل عبايتها اللي أنزاحت عن راسها وقت هي طاحت من دموعها ، رتبت الورقتين بيدها لأنها تجعدت بدون قصد منها وقت هي نزلت تبكي على ركبها ؛ هاك هاك وحده مني لها لو خايف أني أسوي شيء أقراها راضيه والله بس تكفى أطلبها تسامحني والله ندمانه نـ..
رجعت حروفها لداخلها وقت سمعت صوت سيارته دليل أنه راح وتركها ، وأبتسمت بضيق ترجع لداخل البيت اللي صار فاضي من بعده ، هي الحين أدركت قيمة ودّ ، لو مازعلت منه ودّ ماكان هو مات بسريرها من حزنه من شوقه من تراكم مشاعره بداخله ، ومن بعد موته تغير كل شيء بحياتها واللي كانت تخافه صار مصدر دخلها توقف ، لكن مالحقت تحزن على الفلوس من عرفت بهالخبر ، خبر فقدها لأعضائها لأهم عضو بحياة الأنسان ، هنا هي عرفت أن الفلوس ماهي كل شيء مثل ماتظن وأن صحتها مهمه بعد رضا ربي مهم وأن كل ظالم بيتجازئ ، هي للحين تتذكر ذاك اليوم اللي شافت فيه بيدّ ماري ورقه ، بعد ماخرجت من غُرفة ودّ ، وتوجهت لها تاخذ منها الورقة بعنف كانت تخاف أن الورقة فيها الورث وحق الورث لكنها صُعقت من محتواها تمامًا وبكت بكت كثير لأول مره يتغير شعورها تجاه ودّ لأول مره يروح نصف بغضها هذا ، رفعت نظرها للأعلى تنطق بتنهيدة تعبّ تنهيدة ندم تنهيدة تاخذ من كل شعور سيئ مثقال كبيـــر ؛ يـــارب أرحمني يارب أغفر لـــي.
-
~ اليوم الثاني .
؛ تسمّح لي ياعمّي أسرق زوجتي اليوم؟..

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك Where stories live. Discover now