الجزء 56

25.6K 499 177
                                    

-
وقفت السيارة تُصدر ضجيج من خلفها ، ونزل هو منها بكل غضب يستعجل خطوته لمكانهم ، لمكان جلوسهم بينما كانو هم جالسين والخوف يوضح على ملامح إيلان .... إيلان اللي بالرغم من محاولات غيداء الكثيرة بأنها تهديها إلا أن هالخوف ما راح أبدًا وزاد خوفها من لفت وشافته متوجة ناحيتهم والغضب واضح من لُغة جسده وهو يمشي ناحيتهم ، كيف أنه كان يسابق خطواته ويمشي بدال الخطوه خطوتين وكيف أنه كل ثانيه واُخرى يرفع يدّه لجبينه ، ولما قرب منهم هي شافت شدّه على قبضة يدّه شافت تعقيدة حواجبه ، و وقفت بسرعه توقف غيداء معها ؛ جاء والله جاء
عضت غيداء شِفتها لوهله تحاول تقوي نفسها بالرغم من أنها أدركت بأنها مستحيل تكون بهالقوة قدام هيبته ، وبلحظه وبينما هي تغرق بتفكيرها صار هو قدّامها
وقفت خطوته قدّامها يناظر وسط عينها لثواني ، وهي بالمثل تناظره لكنها ماتناظر عينه تناظر الكدمات بوجهة ، تقدم ناحيتها لحد ماصار مُلاصق لها تمامًا الا من شبر واحد فقط ، كان بينطق بيشتم لكنها ألجمته تمامًا من تمسكت بعضده عشان تقدر ترتفع على أصابع رجولها بدون ماتطيّح ، ورفعت بعدها يدّها لأعلى جبينه للـ جرح اللي فيها ؛ كنت بتروح شوي وبترجع لي ! رجعت لي وأنت كلك كدمات! لو دريت بس ما خليتك تروح ، تعورك؟
وأبتسمت بعدها تقبّل الجرح اعلى جبينه بعدما حاوطت عِنقه ؛ تتذكر لما كنت تقولي أن الجرح يطيب إذا احد باسه؟ !.
غصب عنه يبتسم ، غصب من تذكر هالذكرى بذاتها الذكرى اللي كانت بطفولته واللي ماتوقع ولا واحد بالميه أنها بتنذكر وهو اساسًا كان ناسيها ، وهي رجعت تجدد هالذكرى بحركتها
كان غارق بعُيونها يتأملهم ولا يشبع ، ولما هو حس بأنه طوّل وكثير طول لف يناظر يمينه لمكان وقوف إيلان اللي كانت ترتجف بشدّه خوف منه ، يعز عليه هالمشهد وكثير يعز عليه رجفتها وتجمع دموع عينها بهاللحظه يعز عليه شدّها على عباتها وأنظارها اللي كانت مليانه خوف منه ، أبتسم يرفع يدّه ناحيتها بذات اللحظه اللي ابعدت هي تحط يدها على وجهها تحمي نفسها من ضربته ، تحمّي نفسها وتعور قلبّه ، نغزه قويه وغريبه حسها بصدره من سوت هي حركتها ذي تحمي نفسها من الشخص اللي مفروض يحميها؟ يكون سندها ؟ تحمي نفسها لسبب وهالسبب خوفها منه ، الخوف اللي هو سببه ، زم شفايفه لوهله يلف بنظره ناحية غيداء ورجعها بعدها عليها يسحبها من يدّها لحضنه ، لأول مرة بحياتها تجرب هالحضن لأول مره تحس بالدفى بعد ماكانت تحس بالبرد طول حياتها وطول غياب أبوها عنها ، لأول مره تجرب هالحضن اللي ياليتها جربته قبل ياليتها حست بالدفى من قبل ، يحضنها هي ؟ يحضنها بعد ماكان بعيد عنها بعد الشمال عن الجنوب؟ ، أبتسمت لثواني تلف بنظرها لغيداء اللي كانت تبتسم وتناظرهم فقط ؛ تعالي.
كانت هذي الجُملة اللي نطق فيها إيهاب يناديها فيها ، وقربت هي خطوتها له ، تسمح له يحضنها ويحضن إيلان معاه
-
~ عند ودّ
كانت تجلس معهم وبالها مشغول حاضرة جسد فقط ، كانت أنظارها على الإسوارة اللي بيدها واللي كانت تلعب فيها بيدّها الثانيه لحد ماسمعت صوت الأشعار اللي وصلّ جوالها ، اخذت الجوال بيدّها وهِنا كان ذهولها كلّه كانت رسالة من عبدالله ، يطلبها فيها يطلبها تجيه وفعلًا ردت هي بقولها "طيب" تستأذن الموجودين بالخروج من عندهم وتوجهت بعدها لمكان الخيّول لأنه طلبها هناك ، دخلت الأسطبل وكان هو واقف هناك أنظاره على الخيّل الحمراء ويجمّع كفوفة خلف ظهرة لحد ماصارت هي جنبه لحد ماحس فيها ولف عينه لها يرحب فيها بعيونه قبل لسانه ؛ ياهلا واللهِ يامرحبًا ودّ
عضت شِفتها لوهله تمنعها لاترجف لأنها فعليًا أشتاقت للترحيّب منه أشتاقت لندائه بأسمها ؛ تعرف أني اشتقت لك ؟ وأشتقت لترحيبك فيني ، لكن الشوق بدأ يموت لأنك تأخرت علي !
هز راسه بالنفي يلف لها يلف بكامل جسده ؛ مايموت الشوق مايموت لو أني تأخرت عليك أنا أعرفك! أعرف بنتي أعرف ودّي أعرفها أنا ماجيتك بدري لأني أدري بك أدري أنك شايله حمل ثقيل من الزعل بقلبك ، شديّت وأصريت على نفسي وماجيتك كلّه عشان يكون وقتي مُناسب لك أنتِ ..أنتِ بنتي حتى لو حاولوا يغيرون هالحقيقة ، الأب هو اللي يربي ياودّ هو اللي يربي ويكبر وأنتِ بــنـتـي ياودّ ! بـنـتـي !
هزت رأسها بـ إيه فقط ماتبغى تقابل عينه ابد ماتبغى لأنها تدري أن دموعها بتفيّض لو لاقت عِينها عينه ، أبتسمت وسط محاولاتها لرد دموعها من شافته يفتح ذراعه لها يطلبّ حضنها ، تقدمت له تحضنه ويشدّ هو عليها ، صار الموّقف حنون جدًا بالنسبه لها لدرجة نزلت دموعها اللي حاولت تردها نزلت تغرق ثُوبه ، مرّت دقايق بسيطة وبعدت هي تبتسم وتمسح دموعها ؛ بابا
أبتسم هو من نادته من وضح له بأنها رضت وخلاص ، وكمّلت هي ؛ تصيّر جدّ لولدي؟
عقد حواجبه لوهله يستوعب كلامها ونطق وسط ذهوله؛ جد لولدك؟ حامل؟
أبتسمت تهز رأسها بالايجاب ، وضحك هو يمسح ملامحه ويتقدم بعدها لها يحضنها من ماقدر يسيطر على نَفسه
ما كانت تقدر تردّه بعد ما جاء لها ماتقدر تبعده أكثر وهي تتمنى منه الكلمة خصوصًا بعد ما صارت حامل بعد ما صارت حساسة زيادة ، تبغى الكل حولها الكل يدور رضاها ماتقدر تقضي شهور حمّلها وهو بعيد عنها وهي تزعل عليه ودّها تفرح معاه تشوفه قريّب منها وزيّن ، زين أنه هو اللي بادر برضاها زين لأنها من سابع مُستحيل تكلمة
-
~عند سعود
ظل جالس بمكانه وجنبه مُهند على نفس وضعه ماتحرك ومرّت الحين ساعة بعد أخر شيء دار بينهم ، لف بنظرة المُتفحص ناحيته كيف كان يشد على يدّه وأنظاره على البحر قدامه يشوف الدموع اللي تتجمع بمحاجره يشوفه كيف مارمش خوفّ من أنها تنزل ، وزفّر بعدها يوقف يشدّ نظر مُهند له ؛ قم بس قم
عقد حواجبه لوهله وأنحنى سعود لمُستواه يمسك يدّه ؛ تعال مشينا
هز راسه بـ طيّب ووقف معاه ، يركب هو بسيارته وركب سعود بسيارته يرجعون للمُخيم
-
~ عند إيهاب
كان جالس على كنبة مكتبة ، يدّه على خدّه ويغرق بتفكيره ، يغرق بليلة أمس ، وبحضنه لهم ليلة أمس ، أبتسم لوهله من حس بأن مُبالغته بالخوف طول هالسنين ما كان لها داعي أبدًا وأن الحياة بتكون حلوة جدًا لو كان قريب منها ، هو كل اللي يتذكره طول هالسنين صدّه لها وعجرفته معاها أسلوبه الجاف والحذر معها ، هو مايتذكر أبدًا أنه قال لها " صباح الخير" مايتذكر إذا أنه سألها عن حالها بمره ! مايتذكر إذا أنه قد أبتسم بوجهها مرة  ، كان غارق تمامًا بتفكيره و ما حس أبدًا على اللي دخلت من الباب اللي سلّمت من بعيد ماحس ولا ردّ السلام ، تنهدت لثواني تجلس جنبه تنتظره يحس بوجودها بدون فائدة ، ثبتت يدّها على كتفه تنطق بتردد ؛ إيهاب؟
أبتسمت من لف لها و من حس بوجودها ؛ سمّي؟؟
رجعت تبتسم أكثر ؛ ما تتخيّل قد أيش إيلان مبسوطة من أمس !، جيتك من عندها تغيرت يا إيهاب كثير تغيرت صارت تبتسم ! تلون وجهها بالسعادة ! شايف كيف المواقف البسيطة وش تسوي فينا ؟ ليت هالحضن جاء من زمان صدق
رفع حاجبه لوهله يلف بنظره لها ؛ إيلان تبتسم؟
هزت راسها بـ إيه ورجعت ظهرها للخلف تتكتف ، تناظره كيف رجع يسرح بتفكيرة ، هي لو عندها مشكلة معاه فهي إيلان ، هي ماتحب تعامله معها ماتحب خوفه الغيّر مُبرر وهي فعليًا قدرت تسيطر على غضبه البارح قدرت تمحيه بالرغم من أنها ماتوقعت ولا واحد بالميه أنه بيهدى وبيحضنها حتى ! هي شافت أثر هالحضن على إيلان وشافت أثره عليها لذلك هي بتتغاضى عن جميّع تصرفاته بالماضي وبتشتغل عليها بالمُستقبل ، هي وعدت نفسها أنها بتغير تعامله هذا بتغير شخصه بتخليه حنون أكثر ، هي وعدت نفسها لما خطبها لما صار كل شيء واقع وعدت نفسها لأنها تعرف أن موضوع الطلاق صعب صعب جدًا عندهم خصوصًا أنهم مخطوبين من صغرهم ، عضت شِفتها بتردد تبغى تربت على كتفه لكنها متردده وكثيّر ، وبلحظه وحده وبدون وعي منها أعتدلت تصير يدّها على كتفه ، ولف هو بأستغراب لها يُلقي نظره على يدّها ورفع بعدها نظره لعينها ، وكأنه يسألها "وش تسوين؟" زمت شفايفها تمثل الطبيعية وقربت منه أكثر تبين له بأن الوضع طبيعي وأنها متعودة تكون بقربة ؛ نتعشى مع بعض اليوم ؟
ماكان منه الرد فقط رجع نظره للمدى وكمّلت هي تمثّل الزعل ؛ بتتركني مثل دايم ؟
تنهد يمسّح ملامحه ويوقف بعدها ، يوضح لها بأنه بيتجاهلها من عادته وبيخرج وزفرت هي ترجع ظهرها للخلف بقل حيلة
؛ ما راح تجين ؟
كانت هذي الجُملة اللي نطق بها ورفعت هي نظرها ناحيته ناحية الباب كيف كان واقف وموجه نظره لها ينتظرها تجي معاه ، وأبتسمت هي تستوعب بأنه ما بيتركهم مثل دايم وأنه بيجلس معاهم ووقفت بعدم تصديق تتوجه له تمسك يدّه بدون تردد منها وبدون صد أو تمنُع منه وخرجت معاه للخارج .
-
~ عند ودّ
كانت فرحتها واضحه للكل ، واضحه تمامًا ، كانت عينها تبكي بدون دموّع كانت ملامحها تعكس الهم اللي فيها ، والحين؟ اختفى كل شيء وماعاد له وجود ، أبتسمت من شافت تالا خارجة من الغرفة وبحضنها سُلطان ؛ تالا !
رفعت نظرها لها تبتسم من أبتسامتها وتقدمت ناحيتها بعدها ؛ وين رحتي؟
أبتسمت ودّ تشيّل سلطان اللي كان يرمي نفسه عليها ؛ رحت لبابا
ضحكت تالا بذهول ؛ تصالحتوا ؟ خلاص ماعاد فيه صدود؟
هزت راسها بـ أيه تناظر سُلطان اللي كان يتكي راسه على كتفها والنعاس واضح عليه ؛ شوفي كيف سلطان ينام على كتفي
ميّلت تالا شفايفها تمثل الزعل ؛ سلطان مضيع يحسبك أُمه لكن ماعليه تروحين عنه ياخذك منه سعود ساعتها بيعرف قيمتي
ضحكت ودّ لثواني وتمتمت وهي لا زالت تناظره ؛ ماودّك بأخ لولدك ؟ أو زوجة مثلًا؟
عقدت حواجبها بـ أستغراب ؛ إلا أكيد ودّي ! إذا منك ؟ أكيـد!
أبتسمت ودّ تكمّل بدون ماتناظر لها ؛ أجل تم أصبري علي خمس شهور وبيكون عندك! عاد أخ او زوجة مُستقبلية مادري
عقدت حواجبها لوهله تحاول تفهم ، وسرعان ماعضت شِفتها من فهمتها وفهمت اللي تقصده ؛ تمزحين ؟ لالا تمزحين !
هزت راسها بالنفي تقابل عُيونها ؛ ما أمزح خمس شهور أن شاء الله
أبتسمت تالا تثبت يدّها على شفايفها بذهول ، ورفعت يدّها الثانيه تشدّ ودّ من يدّها تقربها لها وتحضنها ؛ ما أصدق والله ما أصدق !!
-
~ مجلس الرِجال ، العِشاء
دخل سعود وبجنبه كان مُهند اللي بالقوة وافق يجي هِنا يجي يشوفهم بعد اللي صار ، سلّم على الكل وجلس بعدها بجانب سَلمان ، اللي أبتسم من جلس جنبه ونطق بهمس له ؛ أقول الحمدلله على سلامتك الحين ؟ ولا بعد ماتصيّر زوجتك رسميًا
لف بنظره المذهول له ، يناظر وجه سلمان وضحكتة الغريبه وهمس له ؛ من وين تعرف ؟
رجع يبتسم سلمان ويتكي ظهره للخلف ؛ أهل الحُب يعرفون بعضهم ما يحتاج
رفع مُهند حواجبه بـ إعجاب يتكي جنبه ؛ أجل تقولي أهل الحُب يعرفون بعضهم ؟
هز راسه بـ إيه وتمتم مُهند بقوله ؛ طيب علمني سعد مين يحب ؟
عقد حواجبه بغضب يلف بنظره لمُهند ، هو يستفزه؟
هو يعرف؟ ولا لا ؟ ، ماكان يعرف عن حُب سعد أبدًا لكنه أول شخص طرى لبالة حاليًا من شافه قدّامه ، هو أستغرب حال سلمان من نطق بـ أسمه أستغرب تقلب ملامح وجهه ورجع يهمس ؛ ما قلت لي ؟
كان يشدّ على ثوبّه بغضب وأنظاره كانت على سعد قدّامه سعد اللي كان يقابله بالنظرات طوال جلساتهم يحسسه بأن فيه شيء ودّه يقوله ، وبلحظه وحده وقف سلمان بغضب يستأذنهم بالخروج ، هو يبرز فكّة لشدّة رصه على أسنانه ، لشدّة غضبه وودّه لو بهاللحظه يروح لهم ويسحب سعد من بينهم يهد فكة ويهد عظامه معاه لكنه يعرف بأن الموازين كلها بتنقلب لو سوى كذا ، وقفت خطوته عند سيارته بالخارج يركل كفر السيارة برجله ، ولف بنظره بعدها للخلف من سمّع صوت الخطوات ، وهنا كان ذهوله كله ذهوله الممزوج بغضبه ، أخذ نفس عميّق قبل مايعتدل يصير مُقابل له ، وتمتم بعدها بحدّه ؛ تبي شيء أنت؟
هز رأسه بـ إيه يتقدم خطوة ؛ أبي شيء شيء كثير ماهو بسيط
عض شِفته غضب يتحسس حاجبه ويتقدم خطوة بعدها ؛ إيه قلِ وش تبي؟
بلع ريقه لوهله يجمّع كفوفه خلف ظهره ويثبت نظره بعدها بوسط عين سلمان يمثلّ القوة ؛ أبي أكلمك بخصوص موضوعنا اللي تخبره وتعرفه
هز راسه بـ إيه ينتظره يكمّل ، وفعلًا كمّل هو بعد ما بلل طرف شِفته بلسانه ؛ تخبّر كلامي كله ؟
هز رأسه بـ إيه وهو بدا يفور من غضبه ومن أنه يعيد الموضوع ذاته ، الموضوع اللي حاول جاهد ينساه ؛ كله كان كذب بكذب وأدري ومتأكد أنك ما شكيت فيها وما صدقت كلامي ، ببري ذمتي وبقولك أني كذبت عليك ، يشهد الله أني كذبت من خوفي أنها تروح لغيري ومن حُبي لهـ ..
ماكمّل كلمته من قرب سلمان ناحيتة بغضب يمسك ياقته ويرفع يدّه الأخرى ناحية فكه ناوي يهده لكنه تراجع باخر لحظه وقبل ماتوصل يدّه لفكة ؛ أهد فكك والله أهده لو عدت هالموضوع ! أنا ماصدقت ولا أخذت كلامك بعين الأعتبار عشان تبري ذمتك ! ولو تبي تعتذر أعتذر للشخص المعني ! لكنك ماراح توصل للشخص المعني تدري ليه ؟ أكيد ماتدري بعلمك لاتشيل هم! الشخص المعني لي واللي لي لو تحب سابع سماء ماوصلت ماطى رجله ، لا تعيد وتزيد بكلامك ! لاتعيد تظهر لي قلة رجولتك !! وخر عن طريقي وأكفني شرك دامني كافيك خيري مع شري ! سامعني ؟
عض شِفته بغضب ، وهو كان ناويها سلام لكن الواضح أن ماحوله سلام أبدًا ، ونفض يدّ سلمان يبعده ويتراجع خطوته للداخل ، وقبل مايدخل للداخل كان يلقي نظرة عليه ، على غَضبه الشديد وعلى حاد نظراته ، رجع يركل كفر السيارة من أختفى هو عن نظره علّه يهدي شوي من غضبه .
-
~ فجر أخر يوم بالمُخيم ، عند تولين
كانت جالسة على أحدى الكَنبات الموجودة بالخارج ، وأنظارها على جوالها تنتظر منه رد على رسالتها اللي صار لها خمس ساعات مُرسله له ولحد الآن مافتحها ولا رد عليها ، تنهدت بضيّق للمره الآلف لهالساعة ؛ نام يعني؟
هزت راسها بأسى ووقفت ونيتها تتوجه للداخل تنام ، لحد ماضج بمسامعها صوت الرِسالة ، أبتسمت تفتح الجُوال ، وتقرأ رسالته يطلبها فيها ( تعالي لي عند الأسطبل والبسي زين !) عقدت حواجبها بأستغراب من أخر كلامه ، تلبس زين عن البرد ؟ ولا تتغطى زين ؟ رفعت كتفها بعدم معرفه ورفعت شيلتها على شعرها تتوجه للمكان اللي هو ينتظرها فيه
-
كان واقف قدّام خيلها يمسح على رقبته وتفكيرة محصور فيها وبذيك الليلة اللي من بعدها ما صار قلبه له لحاله ، وعى من ذكراه من حس بيدّ تثبتت على ظهره ، ولف يناظر لها ؛ جيتي !
هزت راسها بـ إيه تتقدم تصيّر جنبه ، هي حست بأن فيه شيء لما ما رد عليها وتأكدت الحين من سرحانه ومن ملامحه اللي مهما حاول يخفي ما بداخله عنها هي تفضحه تقدمت زيادة تصيّر مُقابله له وتشدّ نظره لها غصب ، مايقدر يشتت نظره عنها وهي قدّامه تمامًا ؛ وش مخبي عني؟
رفع حاجبه لثواني يبتسم ؛ أنا أخبي عليك شيء ؟ ما تصير هذي ما تصير
ضيقت عُيونها تركز نظرها فيه وكأنها بتلقى الجواب بهالحركة ؛ متأكد؟ ترى كل شيء يظهر لي
عقد حواجبه لثواني ونطق بسخرية ؛ وكيف يظهر لك ؟
زمّت شفايفها لوهله ترفع يدّها تلمس فيها عُيونه ؛ من هِنا يوضح لي كل شيء عُيونك هي كتابي المفتوح
أبتسم بأعجاب يعض شفايفه لوهله ؛ كتابك المفتوح؟ وش قريتي من كتابك المفتوح طيب؟
أبتسمت بغرورّ تلعب بخصلة من شعرها ؛ قريت اللي تخفيه عني ماهو بصالحك لو عرفته قبل تقولي
سرعان ماشهقت بخوّف من سحبها هو يشدّها من خِصرها له تصيّر قريبّه منه لدرجة أنه يسمّع صوت قلبها من هِنا ، أبتسم يرجع شَعرها للخلف يناظر وسط عيِنها ونطق بهدوء غيّر معهود من يصير بقربها ؛ قلبك يزيد نبضه بقربي لحالي! لو بمره زاد عند غيري أعرفي ساعتها إنه عند ولدنا ولا بنتنا غيرة مافيه .
كانت هادية قدّامه بشكل كبير هادية الهدوء اللي يعجبه وقت يكون بقربها هاديه خوف من إنها بإية حركة منها هو مايصبر أكثر ويقبّلها ، لذلك هي تشدّ على نفسها وماتتحرك ولا تتكلم ؛ أشوفك صرتي هادية؟
هزت راسها بالنفي تحاول تبعد عنه ؛ مو هادية ! مو هادية أبدًا ! بس إنت خوفتني ! صدمتني مو بيدي أبدًا مو بيدي
هز رأسه بـ إيه يتركها بـ إرادته ويفتح بعدها الأسطبل ؛ نتمشى عليه؟
هزت رأسها بـ إيه وتقدمت تربط السرج على ظهر الخيّل ؛ تعرف ؟
أبتسم يهز رأسه بالايجاب ويأخذ اللجام المعلق على المسمار الموجود على الخشب خلفه ؛ أعرف أعرف
أبتسمت لثواني تبعد عن الخيّل تترك كل شيء له وتكتفت تناظره ؛ طيب أنا مابتدخل سو كل شيء أنت وأنا بشوفك من هِنا
رفع حاجبه لوهله يناظرها يناظر التحدي بعُيونها وتقدم يكمّل الشغل اللي هي تركته ، ثواني بسيطة ونفض يدّه بعدها يسحب لجام الخيّل ويطلعه للخارج ، ما أن صاروا بالخارج حتى ركب هو على ظهر الخيّل يمد يدّه لها ؛ تعالي .
هزت رأسها بـ طيب تمسك يدّه وتثبت قدّمها اليمين على الركاب يساعدها تركب قدّامه ، وأبتسم هو يمشيّ الخيّل معاه ؛ هاه أعرف ولا ما أعرف؟
أبتسمت بأعجاب تناظر يدّينه وعروقها اللي يمسك فيها اللجام ؛ تعرف تعرف ونص .... وين بتودينا ؟
أبتسم يتوجه للباب الخلفي الخاص بالنساء يخرج منه للخارج عشان يظمن بأن الرِجال ما بيشوفونها ؛ نروح للبحر ماودك؟
-
~ وسّط أحدى الجلسات الخارجية
تنهد بضيّق يمدد رجوله ويتكي بعدها على المركى خلفه ؛ مافيه شيء زي ما أبغى أموت أحسن؟ أريح الدنيا مني وأرتاح أنا من الدنُيا .
أبتسم بسخرية على نفسه ؛ وين وين سعد اللي يحب الدنيا ؟ وينه اللي يصحى والضحكة تملى وجهه؟ لا عاده الله من قلب دامه يختار الشخص الغلط دايم لا عادة الله
أخذ نفسّ عميّق لحد ما أمتلأت رئتيه ، يحاول يصفي ذهنه بهالطريقة يحاول ينهي هالحب اللي يعرف ومتأكد بأنه مُستحيل يورح ، أعتدل بجلستة من شاف فِراس يتقدم ناحيته ؛ هلا أبو عبدالإله هلا والله أرحب
أبتسم فِراس يصافحه ويجلس بعدها جنبه ؛ البقى .. جالس لحالك تهوجس؟
أبتسم يهز رأسه بالايجاب ؛ اي والله أهوجس يا فراس تهوجس معي؟
أبتسم يهز راسه بالايجاب يتكي على المركى ؛ افا عليك بالخدمة وش ودّك تهوجس به علمني ؟
رفع نظره للسماء يسرح فيها لثواني ؛ نبداها بالحب؟
رجع يعبي ثِغرة بـ الإبتسامه ؛ أهل الحُب يتعللون مع بعضهم
أبتسم سعد لثواني ينزل نظره له ؛ أنت من أهل الحُب؟ مادريت والله
مانطق بالحرف وظل ساكت ، ولو نطق وش بيقول؟ اللي ضمني لأهل الحب أختك؟ أبتسم لثواني من تذكر بأنها إخته ومن تذكر بأنه صار قريّب من الأب وبيصير قريّب من الأخ وبيصير قريّب من كل أقاربها بعد
؛ اللي أحبها ما تحبني و لا ودّها بقربي لا وأزيدك من الشعر بيت؟ متزوجة
كانت هذي الجُملة اللي نطق فيها سعد يشكي بها ، ميّل فراس شفايفه يناظره يناظر وسط عيِنه يناظر الخيبة اللي فيه هو حس بنغزه بقلبّة من تخيّل إنه مكان سعد من تخيّل بأنها ماتحبه وماتبي قربه ومتزوجة بعد ! ؛ شلون عرفت أنها ماتبيك؟
أبتسم بسخرية يوجه نظره له ؛ لأني ما أستاهلها هي أقرب لي من حبّل الوريد قريبة قريبة يا فراس حيّل وصعب مُنالها، لو أني جيتها من الباب طلبتها من أبوها ما كان هذا حالي ، لكني أخترت الردى وحاولت أقرب منها ، أنا متأكد لو ماسويّت كذا ما كانت كرهتني
عَض شِفته ندم ، من رجعت له ذكرياته ومن رجعت له صدودها معاه ، بعد ماكان يمون عليها و تمون عليه ؛ الحمدلله على كل حال ، أدركت غلطي متأخر والله ، أدركت غلطي بعد ماعرفت أنها مع الشخص المُناسب واللي مُستحيل يمسها أو يمس طرفها بدون شرع الله
كان طول ما سعد يتكلم هو يناظره يناظر الندم اللي يخرج من عُيونه يناظر ملامحه اللي تتبدّل مع كل كلمة يقولها ، هو كيف قدر يتحمل ؟ كيف قدر يصبر وهو يشوفها تتزوج قدام عينه وهو قلبه معها ؟ لو كان مكانه وياليته مايكون مكانه ما تركها تتزوج غيره وحاول بكل طريقة ياخذها ؛ الله يعيّنك ويعيّن قلبك خيّره أن شاء الله خيّره
-
~ أحد المُستشفيات
كانت بمكتبها و راسها بين كفوفها ، تحس بصداع شديد من تتذكر اللي صار لها أمس ، تتذكر من كانت بحضنه ! و هِنا مقتلها كله !! كانت بحضنه ! عضت شِفتها بغضب ؛ كنت بحضنه !! ياخذ عمرك يا آمل قلت الأماكن! ياخذ عمرك الحين كيف بتروحين طبيعي لغرفته ! ياخذ عمرك !
ضربت الطاولة بغضب ، وسرعان ماتنحنحت تعدّل وضعها وتعدل حجابها من صوت الطرق على الباب ؛ تفضل
أنفتح الباب يدخل منه أكثر شخص ما ودّها بشوفته هالفترة ومو بس لهالفترة لسنين قدّام ، أبتسم ينطق بعد ما دخل ؛ زاد فضلك دكتورة آمل
عضت شِفتها ندم من صار هو قدامها وتمتمت بهمس لنفسها ؛ ينقص لسانك يا غبيه يالله كيف أرجع الزمن وراء !
كان واقف قدّام مكتبها وبينهم طاولة مكتبها وإنظاره عليها ؛ قلتي شيء؟
هزت راسها بالنفي تعتدل للمره العاشرة ؛ لا أبدًا ما حكيت شيء ! تفضل ؟
رجع يبتسم ، يجمّع كفوفه لخلف ظهره ؛ زاد فضلك زاد فضلك ! بغيت أسالك يعني أقدر أمدد جلوسي هِنا زيادة؟ أحس جرحي للحين يحرقني !
هو لما بدأ يتكلم عن جرحة نزل نظره له يرفع طرف بلوزته ومن خلص كلامه رفع نظره لها ينتظر جوابها ، أبتسمت هي بسخرية ترجع ظهرها للخلف ؛ نقدر ! نقدر نمدد لك بس الحين بـ فلوس ! لأن الواضح أنك بتسكن عندنا ماهو بس فترة علاج وخلاص !
أبتسم لثواني يناظرها بطرف عينه ؛ بـ فلوس؟ ما فيه خصم لرجال ألوطن ؟ أكيد عندكم خصم أو أستثناء لنا
هزت راسها بالنفي ؛ فيه خصم لرجال ألوطن اللي يكونون فعلًا تعبانين وأنت ماشاءالله عليك مثل الحمار اا أقصد مثل الحِصان ماتحتاج رقابه أكثر من هالمُدة
ضحك لثواني يثبت نظره على عُيونها ؛ وصلّ وصلّ جرحك ماعليه تمونين ! أكيد تمونين !
أبتسم بعدها يوضح لها بأن لكلامة مغزى ، وميّلت هي شفايفها بعدم إعجاب من فهمت قصدة من فهمت بأنها تمون بعد حُضنها له ليلة أمس ؛ لا ما أمون على مرضاي إنا !
هز رأسه بـ إيه يسلك لها ، وجلس بعدها على الكرسي ، يأشر على مكانه بعد ما جلس ؛ جلست قبل أستاذن أمون صح؟
غمضت عُيونها لثواني ترجع تفتحهم وترجع نظرها له ؛ إنتَ جاي تستفزني صح؟ عندك شيء صح ! مُستحيل تكون طبيعي ! وجاي تطلب نمدد جلوسك هِنا !
قوس شفايفه يحط رجل على رِجل ؛ أبدًا !! لية أستفزك ؟ أبشري ماتبين أمدد جلوسي ؟ على هالخشم ، صراحة جيتك أقولك شيء ، إذا ودّك تسمعينه بقوله لك ، وإذا ماودك بمشي ولا عاد بتشوفيني من غير شرّ أن شاء الله
-
"عطوة حقّه🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك Where stories live. Discover now