الجزء 59

29.3K 587 155
                                    

-
~عند بندر قبل بوقت
نزل من سيارته يدخل للبيت وسرعان ماتعبى ثِغرة بإبتسامته من شاف أُمه واقفه عند الباب ، هز راسه بإسى يقرب خطوته منها يقبّل راسها ؛ وش بك تنتظريني هنا؟
إبتسمت لثواني تحضن جنبه ؛ وليه ما إنتظرك؟ ضناي إنت !
وحبيبي وأول فرحة لي ! أنتظرك بكل وقت وكل زمان المهم أنك تجي لي !
إبتسم هو غصب بدون ماينطق الكلمة ودخل معاها للداخل ، يجلسون ويتقهوون وتشدّهم السوالف لدقائق طويـلة ، لحد دخُول عُمر اللي أستهل وجهة بشكل كبيـر من شافه وشاف إنسجامهم بالسوالف ، ووقف بندر وسناء يستقبلونه يقبّل هو راس أبوه ، وجلس بصدر المجلس بعدها يتمتم بينما هو يأخذ فنجال قهوته من يد سناء ؛ وش تسولفون به؟
أبتسم بندر ينطق بدون مُقدمات ؛ ناخذ علوم بعض ، وعندي لكم علم لكني ماحكيت به الحين ودّي أحكي به بوجودكم كلكم
بلعت ريقها بشبّه توتر وسكنت ملامحها تتمتم بتردد ؛ وش موضوعك اللهم إجعله خيرًا
إبتسم هو بـ توتر يشدّ على يدّه ؛ كل خير صدقيني كل خير ، عمري وصل الـ ٣٣ شيّبت وانا باقي ماشفت عيالي
راحة عظيــمة سكنت صدرها راحة ممزوجة بفرحة عظيمة وخرجت منها تنهيدة فرح ترجع ظهرها للخلف بدون ماتنطق بالحرف فقط تناظره تنتظره يكمّل ؛ الصدق إني مانويت أتزوج ومبيّت النية ، لكن وقت تصاوبت تغيرت كل الموازين عندي ، إختلفت مبادئي وتبدل حالي كلّه ، يمــه يـبـه إنا لقيت لي العروس لقيت اللي بتطمن لو كملت باقي عمري معاها .
ماكانت إبتسامتة غايبة عشان تتجدد وماكان هدوئه ذا لسبب كثر ما إنه مِن إنبساطه لأن نية بندر واضحه من البداية ؛ الله يبشرك بالخيّر ويطمن قلبك ، حدد يوم وحنا معاك نروح لهم جماعة المهم إنت
إبتسم هو يناظره بإمتنان ولف نظره بعدها لأُمه يناظر ملامحها الساكنه ، ملامحها اللي إستغربها هو وتمتم ؛ يـمه؟
هزت راسها بالايجاب تعدل جلوسها ؛ من عندي تم ! تم وتميّن بعد ودّي نمشي الحين مايمدي؟
ضحك هو يهز راسه بالنفي ، وإبتسمت هي تسأله عن اللي شاغل بالها ؛ كم عمرها؟ صغيرة
إبتسم لثواني يرفع يدّه لعنقه من الخلف ؛ دكتوره هي قد عمري تقريبًا
عقدت حواجبها لثواني تناظره بذهول ، ذهول ممزوج بغضب شديد ؛ تبغى تتزوج وحده أكبر منك؟ صاحي إنت !
عقد حواجبه بذهول يلف بنظره لها وإختفت إبتسامتة تتبدل بعصبيه ؛ ماهي أكبر مني ! بعمري ! والعمر ماله دخل أبد يمه !
عقدت حواجبها تناظر زوجها لثواني تنتظر منه رد على كلامها لكنه كان ساكت ويناظر فقط ولذلك عصبت هي توقف ؛ اللي عندي قلته ! تتزوج وحده أكبر منك مافيه ! شيل الفكرة من بالك وخلني أزوجك من بنات خواتي مدامك مولّع بهالزواج لهدرجة!
عض شِفته لثواني يزفّر بغضب وضرب يدّه بالكنبة جنبه يوقف بعدها ، يخرج ويترك المكان لهم وسط ذهولهم ..
-
~ عِند أيهم
لازال بمكانه يتخبط وسط إفكاره ، هو كان ظنه بإن فيه شيء بداخله تحرك لها ، لكن وقت تكلمت روان ووقت تكلم فارس هو تغيرت كامل ظنونه ، وصار بداخله سؤال وحيّد ، إنا حبيتها؟ ، ولو كان هو يحس بشيء تجاهها ليش هم قالوا كذا؟ ليه هم حسوا بشيء غير اللي هو يحسه؟ ، أسئله كثيرة ولا لها جواب عنده ، تنهد بضيّق ورجع ظهره للخلف يناظر الفراغ قدّامه ، لدقائق طويــلة ، لحد ماغمض عينه ، لحد ماصارت هي قدام عينه ، هي وقت شافها هو قبل كم يوم ، منظرها وشكلها ذاك ، هو وقتها ماكان مركز تمامًا أو هذا اللي يظنه، منظرها كامل  قدامه من غمض عيونه، يتذكر خوفها اللا مُبرر ناحية ودّ وملامحها اللي كانت تميّل للجدية بذاك اليوم ، إبتسامتها الخفيفه اللي ظهرت وقت حست بإنها بخيّر ، وبدأ تركيزه بعدها يوصل  لشعرها اللي كان طويـل ومموجة إطرافه ، هو كان يشوف نصفها ، وهالنصف سبب هلاكه بإكملة ، سبب بنبض قلبه بهاللحظه ، وسبب بتعرق جبيّنه بهاللحظه ، طولها ومشيتها ، ويدّها وأبسط تفصيل يتذكره ، تبدل سؤاله الأولي بسؤال آخر ، إذا كنت إنا ماحبها ليه حفظت شكلها؟، لازال مغمض عيونه يتذكرها وكأنه بهالطريقة بتظل هي قدامه وبيشبع براحته ، عقد حواجبه لثواني ، يوقف من مكانه ينفض غباره ولا وده يجلس لحاله وقت أكثر من كذا كلّه خوف من إن أفكاره توديه لدنيا ماهي بدنيا ، وعشان كذا هو وقف يسحب نفسه بهدوء لداخل البيت ، لغرفته اللي ماتغيرت من وهو صغير ، الغرفة ذاتها اللي تذكره بأمه وتذكره بمعاناته وتعبه وهدة حيّله بغياب أبوه عنه، كان يحاول ينزل نظره ولا يلمح شيء بداخل الغرفه كلّه خوف ، خوف من الذكريات اللي تدمي قلبّه بكل مره يتذكرها ، تنهد بتعب يرتمي على السرير ، تنام عينه بعد تعبّ تفكيرة وتعب ذكرياته ،
-
~ بريطانيا ، وسِط أحدى المقاهي
كان جالس على الكرسي الخشبي بكل هدوء ، إطراف أصابعه تتحرك بهدوء على لوحة المفاتيح الخاصه باللابتوب ، وعينه على شاشة اللابتوب ، مركز بشكل كبيـر ولاهو مستوعب من حوله؟ كانت هالاته توضح تحت عيونه بشكل كبير وأي إحد يشوفه بيعتقد بإن هالشخص يقضي يومه كامل بدون راحة وبدون نوم ، هو صحيح إنه يقضي أيام بدون نوم ، وصحيح إنه مايحصل وقت راحة ، او يحصل لكن ماوده به ، لأنه يعرف وشديد المعرفه بإنه بيتذكر شيء لها ، وهو ماوده يرجع لدوامة الأكتئاب ، واللي اخيرًا فكت عنه بعد ماتقرب أكثر من ربه ، عقد حواجبه لثواني من صار غلط بـ بحثه ، ورجع ظهره للخلف يمسح على عيونه ، وهو هنا حس بالنار اللي تخرج من عيونه ، وأبعد يدّه عن عينه يشوف الساعه اللي كانت بيدّه ، زفّر بغضب يوقف وياخذ كُتبه واللابتوب يرتبهم بشنطتة الخاصة ، وخرج بعدها ، كانت الدُنيا ظلام بالخارج
وإبتسم هو لثواني يرفع نظره للسماء يتأمل النجوم ؛ تحب النجوم هي
ضحك لثواني ينزل نظره للأسفل ماوده ترتفع عينه ماوده تمره ذكراها ، تنهد بعدها تنهيـــده طويـلة تخلص آخر نفس هو تنفسه بلحظه وحده ، وركل الحجر برجله بعدها ، هو حصلّ له غُرفة بعد يوم من طلبه لأن أحد الأشخاص تخرج وراح لمدينة أُخرى يدور على وظيفة ، ووقت حصل هو غرفة مانتظر ولا ثانية عندهم وترك الشقه يروح لشقته الجديدة ، وماكان يغيب عنه سامي أبد بكل مره يسمع صوت مفاتيح شقته يخرج له ، وهو اساسًا كان قادر يسمع أي صوت له لأن الباب على الباب ، والحين وقت هو رجع ما أستغرب أبد من سمع صوت سامي خلفه ، وفتح الباب يدخل ويلف بنظره لسامي اللي كان يبتسم ؛ حيّاك! إدخل
إبتسم سامي بإتساع يأشر على نفسه ؛ إنا إدخل؟ مروق شكلك ماطردتني نفس امس
ضحك غيث لثواني يتحسس جبينه ؛ أمس ماطردتك قلت لك تعبان اليوم
إبتسم سامي لثواني يدخل ويقفل الباب وراه ؛ مهما كان تعتبر طرده بس ماعليك إنا إعذرك ، تبغى تتسبح؟
هز راسه بالايجاب يدخل لغرفته وتمتم بعدها بصوت مسموع كون الغرفة قريبه من المجلس وبيسمعه أكيد ؛ ماني مطول خلك هنا وسو لك قهوة قهو نفسك
إبتسم سامي يوقف ؛ وين إكرام الضيف يالسعودي؟ وين الكلام اللي إسمعه عنكم!
وتوجه بعدها للمطبخ اللي كان مكشوف على الصالة وصغيّر جدًا ، الدروج فيه قليلة وكانت باللون البيج ، اللي يزعجه وجدًا كونه يظهر أي بُقع مُمكن تجيه ، تنهد لثواني من وصلته رساله ، وأخرج جواله من جيب بنطلونه " طلعت من البيت وما قلت لي؟، كنت إنتظرك لاني مسويه عشاء !"
إبتسم هو لثواني يسجل لها فويس ؛ التمسي لي العذر يارتيل شفت غيث راجع وقلت أشوفه
رجع يبتسم من جديد من أرسلت صوره للأكل وكتبت أسفلها " وهذا مين بياكله كله؟"
رد عليها بجُملة بسيطة " كولي وأشبعي وان بقى إنا باكله لاتشيلين هم " ، تنهدت بضيق تسند ظهرها للخلف ، كان بخاطرها إنه يجي وتسمع إخباره خصوصًا إنه بأخر فتره مشغول جدًا بـ جامعته وبـ غيث ، إبتسمت لثواني من ذكرت إسمه ومن تذكرته بعدها ، كان مُختلف تمامًا عن باقي الرِجال العرب اللي تشوفهم هِنا ، شافت إنواع وإشكال لكن مثله ماشافت ، كيف إنه ماكان ينظر لها ولا يهتم حتى لوجودها ، وكيف إنه يصد بإي لحظة تمر هي من قدامه ومايسمح لعينه تروح لها ولو بالغلط ، وهالشيء يزيد إعجابها له لأنه"ماينظر لها بنظرة شهوانيه مثل بقيتهم" هي عاشت هنا سنين كثيرة ، كانت مع أبوها بسفراته كلها ، ووقت هو نقل نصف شغله هنا وصار يتردد كثير على المكان ، هي قررت تعيش هِنا تكمّل دراستها هنا خصوصًا بإن تخصص إحلامها هنا، وهي تحب هالمدينة بشدّة ، وماكان أبوها قادر يتركها بمّكان لحالها ، لحد ماقالت هي له عن حي العرب وعن العوائل الكثيرة فيه وعن الأمان فيه ، وبعد بحث كثيـر وافق ، والحين وبعد ماقضت ٤ سنوات بـ هالمدينة ، جاءها سامي واللي مايكون إلا أخوها الأصغر ، والمدلل واللي ماكان ينرفض له طلبّ، حتى إنه مايجلس بمكان واحد ويعشق شيء إسمه "السفر" ووقت أقترحت هي عليه بإنه يجي عندها ويعيش معها ويدرس طيران جذبّته وجدًا الفكرة ، هو وقت يسافر لجل شيء واحد وهو "جمال الطبيعه بالخارج" سافر لكل مُدن السعودية وصار وقت المُدن خارج السعودية !
~تعريف لـ عائلة "طلالّ "
رجُل إعمال من الدرجة الأولى ورجلّه ماتستقر بدوله ، والواضح بإن هالطباع إنتقل لولده الصغير "سامي"
واللي كان بإول سنة جامعية وعُمره ٢٠ سنة
وأول ضنا له "رتيّل" واللي كانت تشابه أبوها بحُبها للشغل وضغط الشغل ، هي من صغرها وكان حلمها واحد "إنها تكون صحفيه" وهالشيء ماهو صعب كون أبوها رجل غني وكل طلباتها أوامر ، ولأنها تبغى تشتغل على نفسها صح ماسمحت له يتدخل بأي شيء يخص جامعتها وقررت بإنها تبدأ من الصفر وفعلًا بدت ونالت مِرادها ، وقريبّ تخرجها حتى ، وعُمرها ٢٢ سنة .
-
~ بـ الشقة المُقابله لهالشقه
ثبت كوبّه السوداء على الطاوله ورفع رجوله بعدها على الكنبه يتربع ، يفتح جواله أو بالأخص لعبة "ببجي" يقضي وقت لحد مايخلص غيث ، وماقدر يبدا باللعب من خرج غيث وبيدّه مِنشفته ينشف شعره ، وأبتسم لثواني ؛ تأخرت عليك ؟
هز راسه بالنفي يقفل جواله وينزله بعدها جنبه ؛ تبغى قهوه؟
هز راسه بالنفي يرمي المنشفه على الكنبه قدّامه وجلس بعدها جنبه ؛ عليك بالعافية ، أيه وش العلوم؟
أبتسم سامي لثواني ؛ أبد العلوم عندك ماهي عندي من تطلع من الجامعة ماشوفك ! وبين كل بريك والثاني تختفي ! وبوسط الكلاس ماقدر أكلمك ! قول الصدق تتهرب؟
ميّل شفايفه لثواني يناظره بسخرية ؛ أتهرب وإنا مشرع لك باب بيتي؟
تحسس طرف إنفه وتمتم بعدها بتنهيده ؛ اوه صح ! يالله ماعليه أمون
هز راسه بالايجاب ورجع ظهره للخلف يثبت نظره على هالشخص قدّامه واللي كان واضح من ملامحه إن خاطره يحكي بـ شيء ، وفعلًا صدّق قوله من لف له ومن تمتم بأنفعال ؛ إيه صــح! بتصير صديقٍ لي رسميًا وإنا ماعرف عنك غير إسمك وجنسيتك ! وين عهد الأخوه !
ضحك غيث لثواني يمسح ملامحه وهو فعليًا ماله خلق ؛ وش رايك تترك التحقيق عنك وتهجد وتعين من الله خير مو أحسن؟
ميّل شفايفه بعدم إعجاب يهز راسه بالنفي ؛ نو نو نو !! ماعجبني كلامك إبدًا تمنيتك تقول علمني وش تبي تعرف! بس ماعليه إنا ببدأ يمكن تتشجع ! اسمي تعرفه وعمري تعرفه ترعرعت بالرياض لحد عُمر ١٦ ومن بعدها وإنا من ديرة لديرة مع أهلي ولما وصلت للسن القانوني صرت أروح لحالي ، ماعندي غير أختي رتيل اللي شفتها وهي مثلي تقريبًا لكنها لها هنا خمس سنوات على حد علمي وتدرس صحافه قريبه تتخرج على فكره !
زفر غيث لثواني يرجع ظهره للخلف ؛ باقي كرت العائله وباقي اسماء جدانك وعيال خوالك وخالاتك وعمانك وباقي طولك ووزنك ! يرحم أهلك وش ذا !! بدقيقه سردت لي كل شيء يخصك !
أبتسم سامي لثواني يتحسس عِنقه من الخلف ؛ تبغاني اكون بس ساكت زيك؟ إمانه صارحني ماتختنق! ياخي إنا جلست معك شوي وأختنقت كيف تكون هادي وكتوم كذا؟؟؟
أبتسم بسخرية ؛ لو أقولك ماكنت ساكت بزماني تصدق؟
ضحك بذهول لثواني ، وهز راسه بالنفي بدون تردد ؛ إنت؟ لا والله وأبدًا مابصدق !
إبتسم غيث يشبك إصابعه ببعض ؛ كنت أحب أسولف وأحب أسمع سوالف ، وكنت أحب! ، وخربت حياتي وحياتها بيدي .
عقد حواجبه لثواني يناظرله يناظر عيونه اللي كانت على البُخار الخفيف اللي يخرج من كوب قهوته ، كيف كان حاني ظهره وأصابعه ببعض يضغط عليهم ، وإبتسامته الجانبية واللي ماكانت أبتسامه مريحه كثر ما إنها إبتسامه ضيّق ووراها سوالف كثيره ، كان ساكت تمامًا ويخاف لو تكلم يتراجع غيث عن قراره ، لكن الواضح منه بإنه بيموت لو كتم أكثر ؛ إنا أحقر إنسان على وجه الأرض تدري؟
كان بينما هو يتمم جُملته يناظر سامي وعيون سامي المذهوله تمامًا ؛ لا محشوم ! وش هالكلام؟
إبتسم بسخرية يهز راسه بالنفي ؛ ماتعرفني ماتعرف اللي سويته ، مسيّت وطعنت بشرفها كله عشان تكون زوجة لي ! كله رغمًا عنها ، وليتني أستفدت شيء ليتني مِت ولا كنت سبب دموعها... دايم أسأل نفسي لو ماتزوجتها أنا بتصير عايشه للحين؟ بتكمل حياتها وبتنبسط؟ طيب لو ماطعنت بشرفها وتزوجتها بالطريقة اللي هي تستاهلها ماكنت بتعاقب عن طريقها وقتها؟ طيب لو ماعاملتها بهالشكل وكنت لطيف من بدايتها كانت راح تحبني؟ لو طلبتها من عمي بدون ما أقول عنها هالكلام كانت بتوافق ؟
رفع نظره بعدها لسامي ، نظره كانت كفيلّة بأنها توتر أخر خليه بعقله وزاد هالشعور من تمتم بسؤاله ؛ لو بيوم حبيت وحده بكل مافيك و عرفت أنها تحب أقرب شخص لك وش بتسوي؟
بلع ريقه بتوتر يرجع ظهره للخلف يبتسم بتوتر ويشتت نظره بعدها ؛ وش هالسؤال؟
أخذ نفس عميّق وتمتم بعدها بجمود ؛ جاوبني ؟؟
زمّ شفايفه بتفكير لثواني طويلّة ولف بعدها بنظره له؛ ماعرفت لهيب الحب عشان اجاوبك لو عرفته بيوم بجاوب سؤالك .
أخذ نفس عميّق يرجع ظهره للخلف ويرفع نظره للسقف بعدها ، يجذب نظر سامي له ، هو وقت رفع راسه بهالطريقة لجل شيء واحد ، لجل دمعته ولجل ماتطيح بلحظه ضعف منه ، ولأنه يدري بإنه لو نزلت وحده بتتبعها ألف وحده ولا بتوقف دموعه لساعات طويلة وهو ماعنده وقت ولا طاقه يتحمل.
-
~ فجر اليوم الثانيي عند تولين
مسحت ملامحها لثواني ترفع البطانية عن جسدها ، وجلست بعدها تسحب جوالها من على الطاولة جنبها تناظر الساعة لوهله وطاحت عينها على الأشعارات الكثيرة اللي وصلتها ، وكانت كلها من شخص واحد ولا غيره لكنها ماودها أبدًا تشوف وش مُحتواها ماودّها تكلمه حاليًا أبدًا ، توجهت للحمام -يكرم القارئ- وتوضت وخرجت تصلي الفجر وظلت على سجادتها لثواني تدعي بأدعية كثيرة كلها تخص أهلها وحبايبها وداخلها كلّه إطمئنان بأن هالدعوات كلها بإذنه راح تُستجاب ، وقفت بعدها تطبق جلالها وتنزله على الكنبه اللي كانت موجودة قريب الشباك ، ورجعت بعدها تكمّل نومها ، أو تحاول تنام لأن داخلها فضول يعرف محتوى رسائله اللي أشغلت تفكيرها وجدًا ، بداخلها وبخاطرها ودّها تحاكي أحد بهالموضوع لأنها هي تشوف أن معها حق أكثر منه ، وودّها تكلم طرف آخر بعيد عن هالموضوع تمامًا ومُمكن يفهمها وأول شخص خطر لبالها بهاللحظه "ودّ" خصوصًا إنها ماودّها إبدًا تشغل أمها بهالمواضيع ولا ودّها أساسًا أحد من أهلها يعرف عن مواضيعه هو بالذات ، رجعت تتمدد على سريرها وبدون إدراك منها نامت...
-
~ بيت سعود الصبّاح
توجهت للمطبخ للمره الثالثة بهاليوم ، ماتعرف هي ليه صارت تعطش كثير؟ ليه صارت تشرب باليوم أكثر من لتر مويا؟ وهي قبل كانت بالقوة تشرب سبع أكواب يوميًا ، فيه أسئله كثيرة براسها ولا هي عارفه لها جواب إبدًا ولا هي عارفه مين تسأل ، فتحت الثلاجة وأخذت منها قارورة مويا ، ولفت بعدها تجلس على الكرسي الخاص بـ طاولة الطعام الصغيرة الموجودة بالمطبخ ، أرتشفت نصف القارورة وسجت بعدها تناظر الفراغ ، تتخيّل لو كانت أُمها عايشه تفرح لحملها تعلمّها عن الموانع للحامل تعلمها بالتغييرات اللي بتصير بجسمها تهون عليها كل شيء سلبي هي تفكر فيه ، تختار معاها أسم للبيبي لو كانت بنت ولو كان ولد ، تسمع دعواتها لها بالتيسير والتسهيل ، تنتظر منها إخبار تتصل عليها بكل مره تكون هي تحتاج مساعدة بشيء يخص حملها ، هي ما أنتبهت أنها سرحت إلا من اليدّ اللي صارت على كتفها ومن لفت لمكان اليدّ ماحست إلا بـ القُبلة اللي أنطبعت على خدها ورسمت شِبة إبتسامة وهي ترجع شعرها للخلف ؛ صباح الخير
إبتسم هو يتقدم ويجلس بالكرسي مُقابل لها ؛ إنتِ الخير والله ، علميني ؟
عقدت حواجبها بعدم فهم تناظرله ؛ وش أعلمك به؟
ميّل شفايفه لثواني يتكي بيده على الطاولة ؛ مثلًا وش تفكرين فيه قبل أجي؟ تعلميني وش يضايق خاطرك ؟
كانت تحاول تبتسم تبين له إن الوضع طبيعي لكنها ماقدرت إبدًا ماقدرت ترسم حتى نصف إبتسامه! ونزلت نظرها للقاروره بيدها واللي كانت هي تضغط عليها من ربكتها اللي تحسها ، هي ماودها تقوله شيء يخص هالموضوع لأنها ماتبغاه يتأثر من هالموضوع مثلها ولا ودّها تشوف محاولاته بأسعادها ولذلك هي ألتزمت السُكات فقط ولا رفعت عينها له تشتت نظرها لكل مكان بالطاولة ولا عيونه
؛ تشتتين عيونك عني تحسبين مابدري عن اللي بك؟
هذي الجُملة اللي نطق فيها سعود ، يزيد ربكتها ورفعت عينها له لثواني بسيطة وشتتتها بعدها ، ماودها تقابل عيونه ولا ودها تكون بهالموضع يشوف اللي بها من عيونها ، رجفت شفايفها لوهله من زفر هو وقام بعدها يتوجه للباب خلفها ، هي ظنت إنه خرج لان صوته إختفى ولذلك نزلت راسها على الطاولة وتنهدت بقوه
؛ قومي البسي بنتظرك
فزت بخوف ترفع راسها وتلف له هي خافت لأنها ظنته راح ومن نطق هي خافت ، كان واقف عند الباب وملقيها ظهره ويدّه كانت على الجدار متكي عليه ، هزت راسها بالايجاب ووقفت تصعد معاه للأعلى تلبس عبايتها ويخرجون بصمّت شديد..
-
~ بيت أصيل ، الصباح
كان جالس بالحديقة بيدّه جواله وقدامه دلة قهوته السعــودية ، يتصفح تغريدات التويتر ، وتنهد لثواني من تذكر شيء من تذكر شيء كان غايب عن باله ، غايب أو هو يتناساه مايدري ، رفع نظره للسماء يناظرها لثواني وكلّه توتر كيف بيقولها؟ كيف بيقولها وهي صغيرته؟ كيف بتتقبل هي الموضوع وهي لساتها بهالعمر؟ هو مايتحمل يودع بناته الثنتين بنفس الوقت ، لكنها هي بالذات ماوده بالموادع معها ، يخاف ترد الرجال ويخاف توافق ، عض شفايفه لثواني من صارت هي قدامه وكأنها حست بأنه يفكر فيها ، وجلست قدامه تسحب فنجال من على الطاولة وتصب لها ولأنها شافت فنجاله مليان ماصبت له ؛ صباح الخير
أبتسم هو بتوتر يتحسس حاجبه يعدل جلوسه ؛ صباح النور
بلعت ريقها لثواني تناظره تناظر توتره وإن فيه بقلبه شيء ؛ بك شيء إنت؟ تهوجس بشيء؟
إبتسم لثواني يثبت نظره وسط عيونها ؛ واضح لك إنا ولا إنتِ تحسين؟
ميّلت شفايفها بعدم معرفة تتكي ظهرها للخلف ؛ ماعرف لكن إحساسي مايخيب صح؟
هز راسه بالايجاب يعتدل يقرب أكثر وشبك إصابعه ببعض ينزل يدينه على الطاولة ؛ جاييك عريس حنين !، لاتقولين شيء الحين خليني أخلص كلامي
هو مايحب يلف ويدور ويدري بها بتقاطعه وتأكد من شاف ملامحها والذهول اللي صار فيها ولذلك نطق بأخر كلامه يحذرها تقاطعه ، وكمّل هو ؛ تعرفيني تعرفين إبوك ماكل من طق الباب لقى الجواب ، لكن اللي طق بابي هالمره شخص إنا إعرفه إعرف ناسه وأهله إعرف اللي بقلبه واللي يعيشه وإدري إنه بيعيشك دنيا ماعشتيها ، خذي وقتك بالتفكير أختاري اللي تبينه والوقت اللي تبينه ، إذا بتقولين مستقبلي ودراستي بقولك تم وحاضر وبرد الرجال ، بتقولين اللي تشوفه إنت بقولك عين العقل وبعلّم الرجال يجيب أهله وجاهة ويتعنى لك ، إرتاحي من ناحيتي ومن ناحية قلبك اللي يريحك يريحني ولاتفكرين إنك لو رفضتيه بتفشليني مع الرجال بالعكس اللي يهمني إنتِ إنتِ وبس .
عضت شفتها لثواني هي ماودها تكون بهالموضع إبدًا وتكره هالشيء جدًا تكره هالكلام وتكره هالحنيّه اللي تكون عن فراقها هي تستوعب كل شيء إلا طاري الزواج والحُب وهالأشياء هي قرارها واضح واضح وجدًا وهو "الرفض" ولا غيره جاء ببالها من أول كلامه
؛ فِراس اللي خطبك فِراس اللي زرنا بيته وزارنا تعرفينه أكيد .
هي من نطق بهالكلام تبدلت كل أحوالها ، أنقلبت كل الموازين وشتتت نظرها ماودها تكون واضحه له ، ماودها يشوف حالها ، إرتبكت وبشكل فضيع وواضح جدًا من لُغه جسدها ومن رجفتها ، ووقفت تعدل شعرها ترجعه للخلف ونطقت بتردد ؛ أ أنا بروح باي !
وهربت بعدها تسابق خطاويها ، وإبتسم هو من لمح خجلها اللي هو يحبه عليها لأنها ماتخجل كثير ، سرعان ماضحك من شافها كيف لفت له تسرق نظره له ومن لمحت إن عينه باقي عليها ركضت للداخل ؛ الله ينور بصيرتك ياحبيبتي
-
ماوقفت خطوتها إبدًا من ساعة دخولها للبيت ماوقفت إلا وقت ماصارت بغرفتها تجاهلت نداء رولا لها ولا إهتمت حتى ، وقفلت الباب وراها تسند ظهرها عليه وغطت شفتها بيدها من صدمتها ، مرتبكة؟ مصدومة؟ خجلانه؟ ماتدري ولا ودها تدري ، ليه صار كل شيء فجأه؟ وبدون سابق إنذار؟ ليه ماتوقعت هي طيب؟ ليه وليه كثيرة ، وودّها تحصل جوابها لكن الجواب ماهو عندها أبد ، تنحنحت لثواني تحكم إقفال الباب وتوجهت بعدها تجلس على طرف سريرها تسرح بالفراغ وكلها تفكير بخصوصه ، تتذكر أول لقاء واللي توقعته إخر لقاء ، وثاني لقاء اللي هي خافت منه فيه ، هي دايم قراراتها واضحة ، دايم ماتتردد بخصوص شيء ، لكن هالمره؟ ترددها وتناقضها كبيــر ، هي ولا مره حكت عنه ولا مره جابت سيرته حتى عند تولين ، وماتدري ليه هالشيء؟
هي لو بتتذكر شيء يخصه بتتذكر عيونه وإبتسامته وقت هي تكون قدامه ، أخذت نفس عميّق تتمدد على السرير تناظر السقف وتتذكر وقتها معاه تتخيّل شكلها بجنبه ..
-
~سيارة سعود
هو مايعرف وين يروح؟ مايعرف هي وين ودّها وكانت نيته يروح لدوامه لكن من شافها كذا ومن شاف حالها مُستحيل يرتاح له بال وهي لحالها ، هو ظنه كله بإنها تشتاق لأبوها ولذلك هو راح لبيته ، لكنه يحس بشيء مختلف ، يحس بإن خاطرها به شيء ثاني...
وقفت سيارته قدام بيت عبدالله يلف نظره لها يوقف يدها اللي كانت بتفتح الباب ، ولفت بنظرها له ؛ تبين شيء؟
ناظرته لثواني تتردد ، وزفرت بعدها تهز راسها بالنفي ؛ مابغى شيء روح وتعال لي بسرعه ، أو أقولك؟ لاتروح تعال معاي
أبتسم هو لثواني يأشر على عينه ؛ على عيني يالله
إبتسمت لثواني تفتح بابها وتنزل ، تدخل معاه لبيت عبدالله
وإبتسمت من صاروا بالحديقة اللي كانت شديدة الجمّال خصوصًا مع نور الشمس اللي يعطي كل شيء حقه ويوضح الجمال المخفي بداخل هالمكان ، وقفت خطوتها ووقفت خطاويه معها ونزلت هي شيلتها تصير على إكتافها وإبتسمت من كانت إنظاره عليها ورفعت يدّها تعدل شعرها تنزل عبايتها وتثبتها على مِعصمها ؛ تنتظرني هنا؟ بس أتأكد مين موجود وأجيك؟
هز راسه بالنفي وعقدت هي حواجبها بإستغراب ، وأنحنى هو يصير بمتسوى قريب منها ؛ إنتظرك العمر كله لو تعطيني بوسه الحين
بردت ملامحها لوهله تناظره وكيف هو قريب منها بهالشكل ، وعضت شفتها توزع نظرها بالمكان ، وإبتسمت بعدها تقبّل خده لثواني قليّلة جدًا وبعدت بعدها ، لكنه ظل بمكانه مغمض عيونه ورجع يتمتم من جديد ؛ تكفيني هذي لكني طماع عندك عجلي
غطت ملامحها بيدها لثواني ماتستوعبه إبدًا ، وهي تعرفه وتعرف بإنه مُستحيل يسمح لها تمشي لو ماهي سوت اللي براسه ، وتقدمت بعدها بتردد تقبّل خده من جديد لثواني أطول من قبلها ، وأعتدلت بعدها تناظر له ولإبتسامته على لونها لون وجهها اللي صار أحمر ، بلعت ريقها لثواني تأشر على الداخل بمعنى "إنها بتدخل" بدون ماتنطق بالحرف وهز هو راسه بالايجاب وتوجهت هي بعدها للداخل ، تناظر ظلام البيت ، وهي متأكده مثل إسمها بأنه مُستحيل ينام هالوقت، نزلت عبايتها على ذراع الكنبة وصعدت بعدها لفوق ، كانت تمشي خطوه وترفع نظرها بعدها لفوق ، بدت تحس بثقل بطنها وصارت خطوتها أصعب بكثير من قبل رافعه طرف فُستانها خوفّ من إنه يعثر خطوتها ، أخذت نفس عميّق من وصلت لآخر درجّة ، ورفعت نظرها بعدها لفوق تحتار وين تروح؟ وين تدوره؟ بمكتبه ولا بـ غرفة النوم؟ هي ماودها تدخل غرفة نومهم لآنها تدري بوجودها هناك ، زمّت شفايفها لثواني تتقدم لـ مكتبة فتحت الباب تناظر الداخل لثواني ومن ماحصلت أحد بالداخل تنهدت ترجع خطوتها لغرفتهم ، ووقفت خطوتها من صارت مقابل بابهم ؛ ماتدخلين ودّ ! يمكن نايمين !
ميّلت شفايفها لثواني تتوجه لغرفتها ورسمت شِبة إبتسامه من شافت المكان اللي طاح فيه أبوها ، المكان اللي كانت تهرب فيه من عُدي ، ماودّها تتذكر الماضي ولا ودّها ترجع تعيشه ولذلك ساقت خطاويها لغرفتها ، هي من بعد آخر ليلة لها هناك مارجعت لها ومامرتها حتى ، فتحت الباب تستغرب برودة الغرفة ، ومدت يدها بعدها تشغل نور الغرفة ، تبتسم لثواني وتقدمت تدخل للداخل بعدها ، وإنظارها تتوزع على كل مكان بهالغرفة كأنها تستكشفها من أول وجديد ، عقدت حواجبها لوهلة من شافت شخص مُمدد على سريرها وتوجهت للسرير بخطوات مترددة وخايفه بعض الشيء ، كانت تحاول تحبس إنفاسها عشان مايظهر صوت أنفاسها ، بلعت ريقها من صارت مُقابله لهالشخص تمامًا ، وانحنت بعدها ترفع طرف اللحاف عن وجه هالشخص اللي كان نايم بهدوء عظيـــم ، هدوء هي تستغربه لكنها إبتسمت من شافت هدوئه ومن إنه نايم بمكانها ، وللوهلة الأولى عورها قلبها لأنها تدري به نايم بمكانها من شوقه لها ، عضت شفتها لثواني تلف بنظرها للطاولة عند سريرها وجلست عليها ، ورجعت نظرها بعدها لـ عبدالله ، جمعت كفوفها لثواني ، تثبت نظرها عليه ، شعورها غريّب جدًا لأول مره تشوفه بسريرها لأول مره تشوف منه هالهدوء ، هي ماتعرف وش تسوي؟ تخاف تتحسس ملامحه وتخاف يصحى نزلت يدها بتردد لملامحه ، تمسح على وجهة لثواني ، وسرعان ماعقدت حواجبها بخوف من برودة ملامحه ، ووقفت بفزع تبعد اللحاف عنه ، تجلس جنبه وتمتمت بفزع وهي تتحسس ملامحه ؛ بابا؟؟ باااباا؟؟؟
حرارة عظيمه سكنت صدرها وإنتقلت لأكمل جسدها ، مويا حااره انكبت على جسمها من تصور لبالها بأنه ودعها ، هزت راسها بالنفي ترفع راسه تثبته بحجرها ، وأجهشت بكي بعدها كانت دموعها تنزف بغزاره تنزف بشكل يمنع عنها الرؤيه وكانت ترفع نظرها لفوق كأنها بهالطريقة بتبعد دمع عينها ، عشان تشوفه وتتأكد ، هزت راسها بالنفي وحاوطت ملامحه تمسح عليها برجفه عظيمه ، هي لما نزلت راسها له نزل شعرها معها وصار يغطي ملامحها ، صار وجهها مُلاصق لملامحها بسبب دموعها ، كانت ترفع يد وتمسح فيها دموع عينها وترجع تنزلها بعدها تحتضن وجهه فيها ، هي ماهي مستوعبه شيء ماتعرف وش تسوي ، كانت بتشتت عظيم ، مابين دموعها ورجفة يدينها ومابين ملامحه اللي بحجرها ومابين برودة وجهة ، وجسمه ، هي كان عندها آمل ولو إنه قليل كان عندها إمل بإنه للحينه عايش ، وأبتسمت وسط دموعها تمسح دموعها اللي تشوش رؤيتها ولا هي راضيه تنزل ، ونزلت أصبعها بعدها ناحية إنفه تتأكد بأن فيه نفس ، ماكانت تحس بإن فيه هواء يخرج من إنفه ماكانت تحس بشيء ولذلك غمضت عيونها بوجع ترفع راسها لفوق وبلحظه وحده ، بلحظه وحده بس تبدل الهدوء اللي كان من ثواني تبدل وصار يضج بصوتها صوتها اللي أخترق جدران البيت ، صوتها المغبون ، صوت الألم كانت يتحشرج صوتها من كل صرخة تصرخها ، كانت تصرخ بشكل متواصل وما إنقطع نفسها ولو للحظه ، كانت تصرخ من جوفها تصرخ وكأن روحها تتصارع مع ملك الموت ، كانت ترتجف بشكل كبيــر وهو بين إحضانها ، أنحنت تحتضن راسه تثبت جبينها على جبينه تملي وجهه بدموعها وصوت شهقاتها العاليي ماخف ولو للحظه بتفقد شخص ثاني؟ بتتعذب من جديد؟ ليه الموت يختار اللي هي تحبهم ولا يختارها هي؟ ليه ماتموت هي وترتاح من هالعيشه اللي كلها فقد ؟
-
كان واقف بمكانه وماتحرك ، مجمع كفوفه خلف ظهره وإنظاره على الحديقة قدامه، ماكان مُبالي بالمنظر قدّامه إبدًا وكل تركيزه على اللي صار من دقايق ، كان يبتسم بكل مره هي تطري فيها على باله ، يبتسم بشكل يفضحه ، ويرفع هو يدّه يتحسس عنقه من الخلف ، كان يبتسم للحد اللي وصلّ لسمعه ، وصل الصوت اللي كان مثل سهم مُلتهب أنغرس وسط صدره ، هو يعرف هالصوت زين يعرف هو خاص بمين ، لكنه مايعرف وش سببه ، شبت ضلوعه بلحظه ورجفت خطوته مايدري من وين هالصوت ويارب ماهو منها يارب يخيب له ظنه هالمره ، ركض للداخل بدون مايهمه مين موجود ركض ولا يدري هي وين مايدري وين يروح ! كان يسمع صوتها يسمع صراخها يدمي قلبه وماوقفت خطوته ولو للحظه ، كان مثل المجنون يسابق خطوته وإنظاره بكل زاويه تدورها ، ركض للأعلى وللحظه كان بيتعثر لكنه تدراك نفسه من مسك بـ سور الدرج ، يرفع نظره لفوق ويكمل خطاويه بنفس سرعته ونفس نبض قلبه اللي ماخف للحظه، وقفت خطوته قدام بابها ، وقفت من المنظر اللي شافه من المنظر اللي صب بُركان بصدره ، كيف كانت جالسه على طرف السرير وبحضنها كان فيه شخص أو رأس شخص ، منحنيه عليه وتحتضنه ، كانت تهز راسها بشكل بائس، تناديه وتنتظره يرد لها الصوت بدون فايده ، كانت تشهق بكل ثانيه ، عض شفته لثواني يتقدم ناحيتها بكل سرعه ، يوقف قدامهم ومارتفعت عينها له إبدًا وماحست بوجوده حتى ، لحد ماتمتم هو وإنظاره للحينها على ملامحها ؛ ودّ عيني وش فيك؟عمّي وش ..
ماكمل كلمته من رفعت هي راسها له ، من شاف ملامحها اللي تحرق قلبه ، كيف كانت عيونها شديدة الحُمره ، خدودها أنفها وشفايفها ، كأنها كانت بحمام بُخار وتوها خرجت منه ، كان يحس بحرارة غريبه ومايدري مصدرها هو من قلبه ولا من قلبها؟ كان شعرها يلاصق وجهها ، بلع ريقه لثواني من شاف دموعها اللي تنزل وحده وراء الثانيه كأنها كانت حبيسه لسنوات واخيرًا لقت من يطلق سراحها ، رفع يدّه بتردد ناحيتها يبعد شعرها عن وجهها ونزل نظره بعدها للي بحضنها ، مايحتاج يعرف أكثر مايحتاج دليل أكثر ولذلك حاوط كتفها يحضنها له يبغى يبعدها عنه لكنه كانت تتمنع تتمنع بشدّه ونزلت نظرها له ، تُجهش بكي من جديد وهزت راسها بالنفي تنظر له تستنجده ؛ سعود تكفى خليه يصحى سعود هو ماتركني سعود والله هو كان بخير هو وعدني ! وعدني مايتركني !
كانت تقول كلام كثــيـر كلام غير مفهوم ، كانت بين كل كلمه وثانيه تناظر ملامح الشخص الموجود بحضنها ، الشخص اللي كان عباره عن مُكعب ثلج ، أرتعش جسدها من هب عليها نسيّم الهوى البارد ورفعت نظرها تشوف الشباك المفتوح خلف سعود ، ورجعت نظرها للي بحضنها ، وصرخت تهد أضلع سعود قبل ماتهد جدران البيت بصوتها ؛ ســـعـــود !!
-
~عند نايف
كان هاليوم ثاني يوم يصحى فيه مروق ، أولها كان يوم خطوبته لها ، وثانيها هو هاليوم ، لأنه نام على صوتها ، بالرغم من إن نصف المُحادثه كانت سكوت منها ، ونصفها الآخر كانت ردود بارده منها ، إلا أنه مبسوط وشديد الإنبساط بعد ، كان قدّام المرايه ، لاف المنشفه على خِصره ويسرح شعره ، يبتسم بكل مره يتخيّل بإنها بتجي بهالغرفه وبإنها بتتجهز قدام هالمرايا ؛ الله يعجل بقربك
عض شِفته لثواني ينزل نظره لجواله يناظر الساعه وإبتسم لثواني لأنه تأخر عن دوامه وماهي عادة له إبدًا هالشيء ، توجه لدولابه يبدل ملابسه ويتوجه بعدها للمرايا يسحب جواله من عليها ويتصل فيها ، بدون مايهتم إذا هي نايمه أو لا ، ثواني بسيطه وأنفتح الخط بدون مايخرج منها صوت ؛ السلام عليكم
إبتسم لثواني من ردت هي السلام بصوت ناعس جدًا ؛ صحيتك من النوم ؟
زفرت بغضب ترفع اللحاف عن ملامحها وجلست بعدها تسند ظهرها على السرير ؛ إنت دايم تختار أكثر الأوقات اللي أكرهاا !! مين يتصل الصباح ! مين يرحم أهلك خليني أنام !
ضحك لثواني يمسح على حاجبه ويتأمل نفسه لآخر مره بالمرايا ؛ قلت أصبحك على صوتي يمكن أخليك مروقه طول اليوم !
رجع يبتسم من جديد ، من وصله صوت ضحكتها الساخر ومن نطقت هي بسخرية ؛ مزعجني من نومي وتبغى اروق من صوتك؟ ماعندك دوام إنت ؟ تأخرت تراك
هز راسه بالايجاب يقفل باب غرفته وراه ؛ والله سبب تأخيري واضح لو ما إني نمت وأنا أكلمك ماصار كذا
عقدت حواجبها لثواني توقف من على السرير ؛ إنت مستوعب إنك باقي ماصرت زوجي شرعًا ؟ وش القرابه بيننا عشان تكلمني ؟
إبتسم هو غصب ؛ الصلة اللي بيننا قلبي وقلبك ولو ماسولفنا مع بعض قلوبنا تسولف ولا؟
عضت شفتها لثواني ومانطقت الحرف ، وإبتسم هو يحرك من بيته يتوجه للدوام ؛ كنت بقفل لو أني بشوفك بالدوام وبما إني مابشوفك بسولف معك لين أوصل
أبتسمت بسخرية تفتح ستاير الشبابيك بغرفتها ؛ تسولف معي؟ إنا باقي ماصحصحت مع السلامة
إبتسم هو لثواني ينزل جواله من قفلت هي وتمتم بهمس ؛ إستودعتك الله
-

"عطوه حقه لانزعل من بعض🫵🏻"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن