الجزء 40

49.1K 772 158
                                    


-
~ بيت سعود
عضت شفتها بخجل ووقفت خطواتها قدام الباب وانظارها على أيهم يلي كان يريّح ظهره على الكنبه وانظاره على التلفزيون وتعرف ومتأكده بأنه مايفكر أبد بالتلفزيون وباله مشغول ، شدت على الصحن بيدها وجرت خطواتها غصب له بالرغم من خجلها الا أنها مثلّت الطبيعية وجلست جنبّه بكل هدوء ، تنحنحت لثواني وهي ترفع شعرها لفوق بمشبك الشعر ، وبسطت كفوفها بعدها على فخوذها ؛ أيوه ؟ وش نوع الفلم ؟
ابتسم غصبّ وقطعت هي كل تفكيره ولف لها ينطق بصوته الرجولي والمبحوح ؛ فِلم رُعب تخافين؟
ضحكت بذهول وهي تلف له وتأشر على نفسها ؛ أنا ودّ تخاف ؟ مستحيل ياحبيبي أنا ما اخاف !!
ضحك بذهول وهو ياخذ الريموت ؛ كفو عليك بنت أبوك
عضت شفتها لثواني من تذكرت " عبدالله " وتذكرت بأنه ماهو أبوها وللحظه أجتاحتها رغبه بالبُكاء لكنها تعرف لا المكان ولا الزمان مناسبين ، هي تعرف بأنه غلطان لكن تعرف بأنه يحبّها ولذلك ماحبّ يبلغها بكل ذا ويدمّر حياتها حتى مُمكن هو نسى بأنه ماهو ابوها لشدّة تعلقه ولمشاعره ولامره حسّت بأنه ماهو أبوها وولا مره شكّت بهالشيء كلها تعلّق فيها وكلها شُوق له لكنها تكابر على قلبها ومستحيل ماتحسسه بغلطه ، ماكان يرسل لها ولا رساله وماتعرف وش السبب ، هل هو يخاف بأنه يزيد المُشكله ؟ او أنه يعرف بغلطة وماعنده شيء يقوله؟ أو انه ينتظرها هي ترسل بعد ماترضى من نفسها وتقتنع بأنه عبدالله ابوها اللي كبّرها ورباها أحسن تربيه ، رباها على القوة ، وعزّة النفس ، رباها وماتركها تحتاج احد ولا تفكر تحتاج أحد ، رمشت لثواني تستوعب هي وين وصلت بتفكيرها ! ، وتستوعب اللي جلس جنبها واللي حاوط خِصرها بيده اليمين ، رفعت يدها تمسح دمعتها يلي نزّلت بضعف منها ، وسرعان ماعضت شِفتها بغضب وهي تبعده يدّه عن خصرها بعصبيه وغيض منه ! ، كيف يرجع يمسكها قِدام أيهم ؟ بعد ماشافهم بوضع ماكان لازم يشوفهم فيه بالمطبخ ؟
تمتمت بهدوء وهي تغصبّ نفسها على الإبتسام ؛ خلصت مُكالمتك ؟ الضروريه !!
هز راسه بالايجاب وهو يرجع جسده للخلف ويتكتف ، تنحنحت ودّ لثواني وهي توقف وتسكر النور وترجع بعدها لمكانها بينهم ، أيهم جالس يمينها وسعود يسارها ، ليّله ولا بالاحلام سعود وأيهم معها هي ؟ ماتستوعب كل هذا ماكانت مركزه بالفلم كثر تركيزها على شعورها بهاللحظه والواضح حتى هُم من نظراتهم لها ، يهتمون لراحتها ويتسابقون عليها وكأنها بهالطريقه بتفضل شخص عن الأخر ، كان الفشار بحضنها طول الفلم ، ومرت نصف ساعه ولذلك ظنوا بأنها ماهي مرتاحه بوجوده بحضنها وأنهم بكل مره ياكلون وأكيد بيضايقها وجودة ، عقدت حواجبها باستغراب من يدّ سعود اللي تمسك الصحن من جِهتها اليسار ومن يدّ أيهم اللي تشدّه من اليمين ! ، عضت شفتها بغضب وغمضت عيونها وتمتمت بقّل صبّر ؛ انا مرتاحه كذا ممكن تتركونا نركز بالفلم ؟
تنهد سعود لثواني ورجع ظهره للخلف بعد ماتطمن بأن ايهم رجع لمكانه ، زمت شفايفها تمنع الإبتسامه يلي غصبّ عنها تبغى تخرج ورجعت ظهرها للخلف بنفس وضعيتهم عشان ماتبين لهم ضحكتها ، بلعت ريِقها لثواني وهي تنزل كفّها قريّب من كفّ سعود ، وتخلل أصابعها بعدها بأصابعه ، بالوقت يلي رفع هو حاجبه فيه مايستوعبها ولما يقول بأنها مُتناقضه بحُبها مايكذبّ مرّه تجيه بالطريقة يلي هو يبيها ويحبّها ومرّه تصدّه بطريقة هو مايتحمّلها ولا يستوعبها ومابيده شيء ولا ودّه يصدّ زيها لأول مره يحس بالضعف قِدام شخص ومو أي شخص قدام " ودّ " لأول مره يطغى عليه شيء بهالشكل لأول مره يحبّ حتى صدّها ويحبّ حتى تناقضها مرّت نصف هالدقايق كلها وهو غارق فيها يتأملها ولا يشبّع ويعرف بأنه لو مد يدّه بشكل بسيط يتحسس ملامحها هي بتعصب منه وبتسحب يدّها ولذلك هو يشدّ عروقه ولا يبعدها عنه ، يتأمل جانبها الأيسر فكها البارز ورموشها الطويلة والكثيفه ، عيونها المسحوبه واللي تلمّع بشكل يجيبه من أقصاه شعرها اللي مرفوع فوق والخصل اللي تنزل منه ويدّه يلي تشد عليه وتترجاه يبعد هالخصل عنها لكن كله تمنُع عنها ، تأملها لحد ماهي نامت مستغرب راحتها بالرغم من أن الفِلم مُرعب يستغربها ولكنه لما يتذكر بأنها ودّ تختفي كل علامة أستفهام براسه ، اخذ نفس عميق ووقف بعدها يحمّلها ، تحت أنظار أيهم يلي أبتسم غصبّ عنه لأنه يعرف بمقدار الحُب المتبادل بينهم وهو لو بيسكت بخصوص أشياء كثيرة لو عرفتها ودّ بتنهي علاقتها معاه ، بيسكت لأنه يشوف بريِق عيونها جنبه يشوف حماسها ويشوف أنظارها عليه يشوف ملامحها اللي تتلونّ من يجي طاريه او من تشوفه ، بالرغم من أنها تتكلم بطريقه تخفي توترها لكنه يوضح له بشكل كبير ، تنهد لثواني وكان بيوقف لولا اليد اللي انمدت لكتفه من الخلف ترجعه مكانه ؛ أجلس !
لف أنظاره لمصدر الصوت ولخلف ظهره ورجعه بعدها قدام ، بالوقت يلي تقدم هو يجلس جنبه
لف أيهم بأنظاره الساخرة ناحيته وتمتم بسخرية مُطلقه ؛ ايوه يالنسيب فيه شيء ؟
اعتدل بجلسته ولف بكامل جسده ناحيته شبك أصابعه ببعض بعدها ووجه كامل أنظاره ناحيه أيهم ؛ ابغاك تتكلم لي عن حياتك بإيطاليا ؟
ضحك بسخرية وهز راسه بعدها بقل حيّله ؛ الظاهر أنك تبغى تحقق معي ؟ هِنا بيتك مو المحكمه ولا مركز شرطة ركز !
رفع حاجبه لثواني ورجع جسده بعدها للخلف ؛ تعرف أن اللي بينّا ودّ ؟
هز راسه بالايجاب وهو نسبيًا مو فاهم قصده ؛ بينّا ودّ صح بيّنا ودّ
وبوسط كلامه وقبل مايكمّل جملته وينهيها تقدّم بجسده قريب منه وتمتم بهمس وأنظاره تتفحص الدرج خوفًا من نزولها ؛ لو ما أشوف الحُب بعيونها كنت راميك بعيد عن حياتها من زمان
رفع حواجبه بذهول وغصبً عنه يبتسم بالرغم من الحريق يلي يشبّ بداخله الا انه يبتسم مايحسسه بالنار يلي تحرق ضلوعه ولا يحسسه بأنه أستفز كل خليه فيه ؛ الله الله ؟
هز راسه بالايجاب ووقف بعدها وقف يرسله سلام من بعيد ويلف بعدها ويدخل لغرفته بتجاهل تام له .
-
~ بالخارج عنده
ظل بمكانه لثواني طويلة ، ظل يستوعب كلامه ويفكر فيه هو لو مو ودّ لو مو عشان خاطرها كان ماسمح له يظل يوم زياده ، تنهد بضيق ووقف بعدها لغرفتهم ، فتح الباب بهدوء وحذر وسرعان ماظهر على ثِغره إبتسامه ، إبتسامة راحة وإبتسامة حُب ، إبتسامة تحمّل مشاعر كثيره ، كانت سانده ظهرها على السرير وأنظارها على جوالها يلي بيدها اليمين
ولما أنتبهت لوجوده قفلته ورجعت تتمدد بنفس الوضيعه يلي تركها هو فيها ، نزل جوالاته ومفتاحه على الكومدينة اللي بجهته ، وتوجه بعدها للحمام -يكرم القارئ-
بينما هي ظلت تشد على المفرش بقوة
كانت راح تبكي لو ما أنه دخل
كانت بتبكي " عبدالله " ماتنازل لها ابد ولا أرسل نُقطه حتى ، كيف تبدلت الأحوال ؟
كانت هي العتبانه كيف تبدلت الأحوال ؟
يُفترض بأنه هو ينتظر منها رساله هو يطلب السماح هو يحرق الدُنيا ويجيها
ليه هالأستسلام ؟ ليه يتركها بهالشكل ؟
رفعت يدّها الراجفة لجفن عينها ، تمسح عليه بهدوء بعد ماسمعت صوت باب الحمام دليل خُروجه ، قلبّها ينبض بشدّه ماتبغى ابد يلمّح دموع عينها ، ماتبغى تحسسه بضعفها لا هو ولا غيره ، بالرغم من أنها ضعفت وكثير قدامه ضعفت ولجأت لحضنه وكان خيرًا حُضن لكنها ماعادت تبغى تحس بهالشعور ماتبغى تجرب حُضنه بحزّن تبغاه بفرح ، تبغاه برُومانسيه بعيدًا عن القلق والتوتر ، والخوفّ وفعلًا حصل هالشيء من تمدد هو وسحبها بعدها لحضنه ، يدّه اليسار تحت عِنقها ويدّها اليمين على صِدره ؛ ودّ
تمتمت بالهمهمه بهمس ؛ همم؟
رفع يدّه اليمين تحت راسه وتمتم بعدها وأنظاره على السقف ؛ لو حصّل وبيوم صار بينّا زعل تسمعيني؟ تنتظرين جوابي وتبريري ؟
اعتدلت بجلستها ، بحيث تتربع قدام عينه وتمتمت بعدها بتفحص ووعيد ؛ لاتزعلني يكفيني
ابتسم غصبّ عنه ومدّ يدّه بعدها يسحبها لمكانها " وسط حضنه " ، ماتعرف كيف قدرت تنام ذيك الليله ، ماتعرف كيف حصّل ونامت وهي تسمّع نبض قلبه يختلط مع أفكارها وتشتتها العظيم فيهم ، تتأمل ملامحه تاره والتاره الاخرى تمرر اصابعها عليهم ، تتذكر لما راحت معاه للمستشفى وكان واضح من ملامحه ومن عدم ذهوله بأنه كان يعرف ، لكنها شتتت هالفكرة من راسها لأنها هي بنفسها قالت له بأن الجواب بيكون عند " جدك محمد " ماصابها ظن ابد ناحيته ولاتتوقع اصلًا بأنه كان يعرف قبلها ..
-
~ صباح اليوم الثاني
وقف قدام شباكة المُطل على مزرعته الكبيره ، وجمع كفوفه وراء ظهره
يتأمل المزارعين اللي يحضرون بأوقات مُعينه خلال اليوم ويهتمون بالأشجار والنباتات والفواكة والازهار وكل شيء بهالمزرعة يهتمون بالكبيره والصغيره ، يتأمل حلاله ويتذكر سبب إهتمامه بهالمزرعة اللي كانت أرض قاحله في أحدى السنين ، زاد الأهتمام بسبب " مُهاب " يلي كانت أحدى أحلامه مزرعة مملوءة بالاشجار والازهار والخيول ، كان هو سبب وجود هذا كلّه ، أخذ نفس عميّق يستعد لهاليوم يلي بتبدأ فيه حياته الفعليه ، بتبدأ بأفراد جُدد بهالعائله
يستعد للأسئله الكثيرة يلي بتنصب على مسامعه
تراجع للخلف وسحب جواله من على الطاولة ، ثواني بسيطه ورفع الجوال لأذنه ؛ صباح الخير
كان نايم بهدوء للحد اللي تبدل فيه هالهدوء الى ضجيج  جواله ، تنهد لثواني وهو يرفع جسدّه ، ويستند بظهره بعدها على السرير ، ورفع يدّه اليمين يمسح على جفونه واخذ الجوال بعدها يرد بجمّلته يلي يشدّ على نفسه ويقولها ؛ صباح الخير ؟ الصباح اللي يبدأ بصوتك ماهو خير صدقني
ماكان مستوعب كلامه لوهله ماكان مستوعب الرد الصادم يلي انصب على مسامعه الرد يلي بتر حروفه ولا قدر ينطق بالحرف ، ظل صامت لثواني طوييلة ، للحد يلي ترك أيهم يساوره الندم وتمتم بعدها بجمود يحاول يمحي هالشعور ؛ وش تبي ؟ ماخبرك تتصل هالحزه ؟
زفّر بضيق ، ضيق يتعبه ويعذبه وأيهم يزيد هالعذاب كلّه مايستوعبه أبد ؛ ابيك تجيني اليوم للمزرعة عمانك ينتظرونك
رفع جسده عن ظهر السرير من صدمته وملامحه يلي بدت تتبدل بذهول عظيم ؛ وشــو ؟ الواضح الحادث مأثر على سمعي ! بعد كل هالسنين  بتجمعني باخوان ابوي؟
هز راسه بالايجاب وهو يشد على قبضه يدّه ويعرف بأنه صعب وجدًا يقدر يقنعه لكنه بيحاول ؛ أيهم عمانك طايرين من الصبح يجهزون لأستقبالك وأستقبال ودّ صدقني لو تشوف فرحتهم بجيتك ماتردهم بهالشكل !
-
~ بيت سعود ، الجهة المقابلة
رفعت يدّها تحاول توصل للصحن يلي كان بأعلى الدرج ، وسرعان ماشتهقت من اليد اللي أستقرت على خِصرها ولفت له بذهول ، بينما هو اخذ الصحن ونزل نظره لها بعدها ؛ صباح الخير
عضت شفتها بخجل واخذت الصحن من يدّه ؛ صباح النور !
تبسّم لثواني واخذ بعدها حبّه زيتون من اللي هي مجهزته ؛ تسوين الفطور ؟
هزت راسها بالايجاب وهي تُلقي نظره على كل اللي هي جهزته قدامها ؛ ايوه !
رفع حاجبه بذهول وتمتم بعدم تصديق وهو يقربّ منها ؛ أنتِ تسوين الفطور ؟ من متى أنتِ تدخلين المطبخ ودّ؟
رمقته بنظره ولفت بعدها تاخذ الصينيه وتتوجه بها للصاله ؛ من زمان بس توني افكر اطلع مواهبي لك
ضحك بذهول ومسح على ملامحه بعدها ، وأخذ الصينيه الثانيه وتبعها بعدها ؛ ماظن هالمواهب تطلع لي بس الشكوى لله
مالحقت تتكلم من صوت الباب خلفّها ويلي خرج منه أيهم وعلى ثغره ابتسامه طلعت لما لمحها ، كان لابس ثوب وشماغ ولذلك تمتمت هي بتساؤل ؛ بتطلع مكان ؟
هز راسه بالايجاب وهو يقبّل راسها ويسحب الكرسي ويجلس بعدها وأنظاره عليها ؛ ايه
عقدت حواجبها باستغراب وتمتمت وهي تجلس بالكرسي جنبه ؛ مايصير ! ابد مايصير يدك ماتشافت للحين ! ورجلك بعد !
ابتسم غصبّ واركز نظره بوسط عينها ، ورفع يدّه بعدها لخدها ؛ لاتشيلين هم ! إنتِ بتكونين معي اساسًا
عقدت حواجبها بعدم فهم ؛ كيف يعني المشوار خاص فينا ؟
هز راسه بالايجاب ؛ انا وإنتِ والنسيب جدك قرر واخيرًا يجمعنا بالعايله !
توسعت حدقه عيونها بذهول كيف ممكن ترجع لهم بعد ماعرفت اسمها الحقيقي ؟ كيف بترجع وهي ودّ بنت مُهاب ؟ كل شيء بدأ يصير حقيقه كل شيء بدا يتغير مجراه لشيء أخر كانت تظن بأنها رح يظل أسمه مع أسمها لكن بدت تتلخبط كل الموازين عندها ، بدت تتوتر وتخاف من الجاي بدت تضيق عليها الدنيا ومافيها ، كل شيء بدا يطري عليها ، كيف بيكون اللقاء بينهم؟ بيتقبلونها ؟ بيحبونها ؟ بتقدر تمثل الثبات قدامهم ؟ كيف بيكون رد عبدالرحمٰن على الموضوع ؟ كانت تخاف من ردة فعله أكثر من كل شيء ، رفعت نظرها لسعود اللي وقف يمينها ويدّه على ظهرها ، وكأنه ينبهها بوجودة وبأنها مارح تكون لوحدها معاه ماتستوعب كل هالتغيير اللي يصير ماودّها بذا كلّه ، مُناها بأن حياتها ترجع طبيعي مُناها بأن عبدالله ابوها البيولوجي ، كانت تحاول تهدي رجفة يدّها ونبض قلبّها قدامهم لكنها أدركت بأنها فاشله وجدًا من يدّ ايهم اللي تحاوط يدّها ومن نزول سعود لمستواها ، وبلحظه ضعف نزلت دموعها واجهشت بكي بعدها اجهشت بكي من ادركت بأنهم لمحوا دمعتها وبأنها مابتقدر تخبي عنهم أكثر ؛ ماعندي أستعداد اقابلهم ما ابغى ما ابييي
نزلت راسها بعدها عن مدّى نظرهم ونزلت خُصلات شعرها تغطي ملامحها عنهم بالوقت اللي رفع أيهم يدّه لعنقها يسحبها لحضنه ويطبطب على ظهرها بيمينه ، بالرغم من أنه مايقدر يرفع يمينه بهالشكل الا أنه نسى الالم من لمّح دموعها ؛ ماودك ؟ ماودك خلاص مانروح بس لاتنزل منك دمعة لاتنزل !
ماكانت تسمع صوته ابد كانت تحس بأنها تغرق وسط بحر عميّق ولاتقدر تسمع اصوات اللي حولها ، ماكانت تقدر تستوعب الوضع اللي هي فيه من شهقاتها ومن دموعها ومن حضن أيهم ، تراكمت مشاعرها بلحظه وحده ونزلت دموع سنين كانت تمنعها
كان يعرف بأنها راح تبكي ولذلك ماضغط عليها ولاتكلم بالحرف أكتفى بأنه يحسسها بوجوده جنبها ، وسمح لأيهم بأنه يكون مكانه بالرغم من أن هالشيء يستفزه وجدًا لكنه لازم يستوعب بأنها ماهي له لحاله وبأنهم غصبّ عنه بيشاركونه فيها ، والحين منظرها وسط حضنه وانتفاضه جسدّها اللي تتماشى مع شهقاتها تشبّ ضلوعه ، تحرق جوفه وتزيد عصبيته ، تشدّ عروقه وتضيق عليه تنفسه ولما ضاق عليه تنفسه أدرك بأنه مالازم يجلس زيادة وخرج بعدها للحديقه ، يطلع البكت من جيبه ويحرق نهايه السيجارة بعدها ونفسه مع كل وحده يضيق ، يحس بالثقل على صدره مايعرف سببّه ، زفر بغضب من صوت رنين جواله ، ومن صوت الرسايل اللي تجيه ، كان مخصص جوال لشغلة بحكم لزوم وجود تواصل بين المُوكلين والموظفين والرقم الثاني يخصّ فيه أهله ، الرسايل والمُكالمات على جوال الشغل ماتوقف أبد ، ورساله من جواله الثاني تركته يتجاهل كل الرسايل وكل المكالمات اللي وصلته ، رساله تخصها رسالة ماكان لازم توصله ، رساله أستفزته وهزت توازنه كله " لو حصّل وعرفت ودّ عن خطط زواجك منها وش بيصير بينكم؟ ، طلاق ؟ خُلع ؟ "
شدّ على الجوال بيده ورفع نظره بعدها عن الجوال يستوعب التهديد غير المُباشر اللي يوصله من الشخص اللي ماكان لازم يظهر بهالوقت أبد
-
~ غُرفة حنين
سحبت المخدّه من على السرير ونزلتها بعدها بحضنها وأنظارها على البنات قدامها ، الذهول اللي يتفجر من ملامحهم ، والافكار اللي تدور بخيالهم ، اللي وضحت لها من شرودهم العظيم ومن الصمّت اللي يحصل ، كانت مستغربه نداء جدّها للعائله كلها لأول مره ، ودب بقلبها الرعب وأول شخص راود خيالها " رجُل الملعب " اللي ماعرفت أسمه لحد الأن ، تخيلت بأنه نفذ كلامه وبأنه تقدّم لها ، وماتنكر أبد بأنها أصيبّت بخيبة أمل لما عرفت بأن الموضوع شيء ثاني ، وخيبة أملها ماتركتها تستوعب الخبّر اللي وتّر العايله كلها ،  هزت تولين راسها بالنفي ووقفت بعدها بقل صبّر وعدم فهم ؛ الحين اللي يقوله جدي صح ؟ وانا ما اتخيل ؟ ودّ تكون بنت عمّي؟ وعمّي اللي ولا مره انذكر اسمه عندنا ؟؟؟ احتاج تبرير الان احتاج افهم كل هذا لانه كثير على قلبّي كثير والله
تنهدت رولا وهي تسحب قلم من على المكتب يلي كانت هي جالسه بكرسيه ؛ اذا اللي سمعتيه نفس اللي انا سمعته صح ، وبصراحة انا اتوقع كل شيء من هالعايله كل شيء كل كبيره وصغيره وما بنصدم لو بيوم قالو بأني ماني بنت هالعايله
لفت تولين لحنين ، اللي ماكانت تشاركهم الحِوار وبالها ماهو معها أبد ، أنظارها المُشتته ، رفعت يدّها لخصرها وتمتمت بسخرية وبصوت عالي ؛ حنـيـن !! معنا ؟؟
فزّ جسدّها وشهقت بخوف ، ولفت بنظرها لتولين الواقفه قدام الباب واللي تهز رجلها بقل صبر ، رفعت المخدة وبلحظه وحده وصلت لراس تولين ؛ عمى أن شاءالله ماتشوفين أني سرحانه وماني معكم تصرخين كذا ليه ؟ شلتي قلبي من مكانه !!!
ضحكت تولين وهي تنحني وتاخذ المخده من على الارض وترميها عليها بعدها ؛ بالك مشغول بمين طيب ؟ ليه ماتسمعين الموضوع المهم اللي يدور بينا ؟
زفّرت بضيق وتربعت على السرير بعدها ؛ لأن هالشيء مايهمني مايهمني مايهمني !!!
عقدت حواجبها بذهول وأنظارها مره على حنين ومره على رولا والبرود اللي يقطر منهم ؛ بـنـات مـسـتـوعبـيــن ؟؟؟ سمعتوا جدي وش يقول ! ردة فعلكم تحسسني بأنكم ماسمعتوه او ما انتبهتوا !!!
زفرت حنين بغضب وهي تنزل من على السرير وتفتح الباب بعدها ؛ عادي تتركوني لحالي ؟ بديت أصدع وموضوعكم مايشدني للأسف !!
هزت راسها بأسى ورمقتها بنظره تجاهلتها حنين وصدّت عنها ، بينما غطت تولين ملامحها بالشيله ونزلت بعدها تحت ، بالوقت اللي وقفت رولا وهي تتكتف ؛ عائله غريبه
ضحكت حنين بسخرية وتعرف سبب برود رولا وتعرف بأنها تحس بالغيض تجاه العايله اللي منعوها من السفر منعوها عن حلمها وعن تكمّيل دراستها خارج السعودية
جرت خطواتها لمكتبها وجلست وسطه ، ظلت لثواني تتأمل يدّها وزفرت بعدها بغضب من الدموع اللي تنزل غصبًا عنها ؛ ليه ابكي انا الحين ؟؟؟ انا اللي هدمت كل شيء ليه ازعل الحين؟؟؟
هزت راسها بالنفي وضربت الطاوله بكفها بعدها ؛ لا هو ماكان صادق بكلامه ولو كان صادق ماكان أستسلم حتى ولو رديته بهالشكل
-
~ حديقة المستشفى
شدّت على يدّه اللي تحاوط يدها ورفعت راسها بعدها تاخذ نفس عميّق تستنشق فيه الأكسجين بعيد عن روائح المستشفيات ، ريحة الطبيعة اللي اشتاقت لها واللي بدت تنساها من ريحة المستشفى اللي تضيق عليها تنفسها واللي تزيد كئابتها لولا الله ثم وجودّه كان ضعفت ، مصدومة منه مصدومة من كل تصرف هو يسويه تجتاحها رغبة كبيـــره بأنها تحضنه ، تبكي بحضنه وتحكي له عن مشاعرها ، بدت تقتنع بأن عوض الله كان أجمل وأجمل بكثير من اللي كانت تتمناه ، بكل مرة تشوفه فيها تشوف تصرفاته وخوفه ومُداراته لها تحمد الله ، قطع عليها سرحانها صوته ولفت له وكالعادة لما يكون معها يعبي ثِغرة أبتسامه واسعه ، كانت تحس بيده اللي تشدّ على خصرها واللي تسندها بنفس الوقت وتعرف بأنه يحاوط خِصرها بهالشكل لأنه يخاف يختل توازنها لكنه مايوضح لها هالشيء ؛ الجو حلو اليوم
هزت راسها بالايجاب ورجعت تناظر قدامها ، ترتبك من نظراته وترتبك زياده لو التقت عينه بعيونها ، تحب تحس بوجودة لكنها ترتبك من نظراته ، عقدت حواجبها وعضت شفتها بعدها من الالم اللي حسته يقطع بطنها وشدّت على يدّه لاشعوريًا مثل كل مره تحس بالالم فيها ، وكأنه منجاها ، بينما هو أدرك بأنها تتألم ولذلك تمتم بخوفّ ؛ يوجعك صح ؟
عقد حواجبه لثواني وهو يرفعها لحضنه وشهقت هي بذهول منه ؛ غيث اقدر امشي نزلنــي !!!!
هز راسه بـ إيه وتمتم وأنظاره وسط عينها ؛ ايه تقدرين بس ابغى اشيلك تمنعيني ؟!
عضت شفتها وهي تحاوط عِنقه بعدها وتغطي ملامحها بعِقنه ، ثواني بسيطه ودخلوا المستشفى ؛ بس يكفي غيث مابغى احد يشوفنا تكفى !
زفر لثواني ونزلها ، وسحب بعدها الكرسي المُتحرك من جنبه وأشر لها تجلس ؛ يلا !
هزت راسها بالنفي وتمتمت بذهول ؛ اقدر امشي ترى !!!!عقد حواجبه بعصبيه ؛ بتركبين ولا أشيلك؟
تأففت بغيض وجلست بطواعية ؛ ليه تحب تمشيّ رأيك علي؟ لو كنت بقوتي كان عرفت أتصرف معاك صح
ابتسم غصبّ وهز راسه بـمساراه لها ؛ صح صح
ثواني بسيطه ودخلوا بعدها لغرفتها رفعت حواجبها بسخرية من شافته وقف الكرسي ووقف قدامها ؛ بتشيلني لايكون ؟
هز راسه بالايجاب ، وعضت هي شفتها بغضب ؛ أبعد عني !
تنهد لثواني وهو يبعد عن السرير ، ووقفت هي من على الكرسي ، وسرعان ما أبتسمت بأنتصار من صارت وسط سريرها وتمتمت وأنظارها عليه ؛ شفت ؟ اقدر انا بنفسي !
كان بيتكلم لو ما أنه سمع صوت الباب مسح ملامحه بهدوء وتمتم بعدها بخفوت من غطت هي ؛ ادخل
دخل الدكتور اللي كانت ملامحة جامده واللي كان بيده ملف يخص حالتها ، فحصها لدقائق طويلة وبكل مره يزفر تزفيره ماكانت تطمن غيث كانت ترعبه وتزيد توتره ، سألها اسئله كثيرة عن اللي تحسّه وعن شعورها وعن الاعراض اللي تتعبها وعن كل شيء خلصت اسئلته ورجع يفتح الملف بعدها وملامحه مالانت ابد نفسها الملامح المتجهمة لف لغيث ونظر فيه لثواني وتمتم بعدها ؛ ممكن تتبعني ؟
بلع ريقه بربكه ، وماينكر بأن ماودّه ابد يروح معه ولا ودّه يسمع باللي عنده وكلّه خوف من أنه يفقدها ويعرف بأنها تشعر بنفس شعوره ، شعور الخوف ، التوتر من الموت يفضل بأنه يخرج ولا يقابلها بهالخوف ، سكر الباب خلفه ولف بعدها بنظره للدكتور اللي كان واقف قدام الباب وينتظره ، اشر له يبعد عن الباب ويتبعه بعيد عن مسامعها ، تنهد غيث و توجه بعدها له ، ماودّه يسأله ابد لكن غصب عنه لازم يسمع وش بيقول الدكتور ، وغصبّ عنه لازم يسمع منه ، تمتم الدكتور بتزفيرة ؛ السرطان أنتشر بكبدها بشكل كبير والكيماوي ماعاد يفيد لأنه يضعف كبدها ويضعف جسمها بكل جلسة
عقد مابين حاجبيه وتمتم بغضب وهو يأشر بأصابعه بتعديد ؛ والكيماوي ؟ وشعرها اللي طاح منه كل هذا وين راح ؟ لاتقولي كذا وتحبطني ! ولاتحبطها قبلي ! مستحيل أنت بنفسك قلت بأن نسبة العلاج ١٠٠٪ وش تغير الحين ؟ وش تغيــر ؟؟؟
تنهد الدكتور بضيق ورفع يدّه بعدها يحك جبينه ؛ افهمني لو سمحت الموضوع ماهو بيدي ! السرطان انتشر بشكل كبير مانقدر نسيطر عليه لازم استئصاله وعشان نستئصله لازم ناخذ من الكبد جزء كبير ، والكيماوي تسبب بمضاعفات للجزء الثاني من كبدها ولازمها متبرع لازمها بشكل عاجل ولا بتروح من يدينا
ظل لثواني يحاول يستوعب ويرتب كلامه يحاول يدرك خطوره الموضوع وتمتم بعدها بخفوت وبداخله أمل كبير أمل مايتركه يستسلم أبد حتى ولو كانت نسبه العلاج واحد بالميه مارح يستسلم ؛ كم نسبة نجاح العمليه ؟
تنهد الدكتور ورجعت ملامحه تضيق بشكل كبير ، بشكل وتره ولعب بأعصابه ، تمتم بعدها بهدوء وبنبرته اللي تهتز بكل مره يبلغ أحد المرضى عن خطوره مرضه ؛  بالنسبة لحالتها ٥٠ ٪ والنسبه كبيرة ولاتفقد الأمل لا أنت ولا هي
رمش بالايجاب ورفع الدكتور يدّه يربت على كتفه
كان الدكتور يحاول بكل مقدرته مايتسبب بخيبة أمل للشخص المُتلقي للخبر
وتركه بعدها يتوجه لمكتبه وينهار مثل كل مره يحس بأنه بيفقد مريض بكل يوم يقضيه بهالمشفى ، وعشرات الاشخاص يموتون باليوم الواحد ، وبكل شخص يموت ينهار هو وباقي الاطباء اللي يشاركونه بهالمهنه اللي تتعبهم وحيل ومع ذلك يحبها وجدًا يحب لما ينقذ حيواتهم ولما يشوف الاطفال وكبار السن وحبهم له وتعاملهم معاه وكأنه نجاتهم ، وأكثر شيء يوجعه لما يترجونه يعالج مريض او لما يطلبونه يرجع ميتهم للحياة وكأنه قادّر على هالشيء ، نزل نظاراته الطبيّه وبدأ يمسح على جبينه اللي صابته التجاعيد دليّل كبّر سنه ، زفر بضيق من سمع صوت الباب ؛ أدخل ؟
فتحت الباب ودخلت راسها للداخل وتمتمت بهدوء ؛ ممكن ادخل ؟
هز راسه بالايجاب وأبتسامه عظيمه أرتسمت على ثِغره أبتسامه يكافئ نفسه فيها بكل مره يشوفها فيه ؛ تعالي ياحبيبتي تعالي
ابتسمت ودخلت للداخل وقفلت الباب وراها وكالعاده بدت تسرد له أحداث اليوم وكم مريض عالجت يحمدّ ربه على هالنعمة وعلى القطعه الاخيره اللي تركتها له زوجته
" بنته أمل " اللي تسولف قدامه وتنسيه تعب اليوم كلّه تنشر السرّور بداخله وتنتشله من جو الحزن والكئابه ؛ مره انبسطت لما دعت لي أُمه كانت عيونها مليانه دموع كانت خايفه على ولدّها بعد عمري هي ، بابا لو حصل وطحت نفس ماهو طاح وصابني جرح كبير برجلي مثله راح تبكي علي مثلها ؟
عقد حواجبه بغضب ؛ تفاولين على نفسك ليه ؟ ياحبيبتي مايصير هالكلام والله مايصير ماتدرين أن القدر موكل بالنُطق ؟ الله يسعدك لاعاد تقولين شيء زي كِذا
عضت شفتها لثواني وملامحها بدت تتورد من شعورها بهاللحظه ؛ بس كنت اسأل سؤال عادي
هز راسه بالنفي وتمتم بضيق شدّيد ؛ لا لاعاد تسألين مثل هالاسئله
هزت راسها بالايجاب وتمتمت بعدها وهي توقف وكان مقصدها تتهرب من عِتابه ؛ عندي مريض بشوفه
هز راسه بالايجاب وأشر لها بعدها تروح ؛ روحي
بلعت ريقها لثواني وتقدمت بخطواتها عنده توقف جنبه وتقبّل راسه وتخرج بعدها ، رجّعت بسمته له بهالقُبله رجعتها وزادتّها أكثر ، نطق بإبتسامه وهو يشوف خروجها  ؛ الحمدلله ، الحمدلله  ، الحمدلله
كان يقولها بفترات مُتفاوته وكأنه بكل مره يتذكر موقف لها وتجدد رغبته بحمدّ الله
-
~ عند غيث
جلس على الكراسي الموجودة بالممر الخاص بالمشفى بعد ما اختفى الدكتور عن نظره وبعد ما استوعب الحِوار كامل ، ثواني بسيطه وانهارت حصونه وانحنى ظهره بعدها يخلل اصابعه بشعره ويشدّه ، دموع عينه غصب تنزل اللي خاف منه بدأ يصير قدام عينه بيفقدها بتتركه بيندم وبيتمنى الموت من بعدها ، بتتركه لوحده مع ظلام الدُنيا وسوداويه البشر بتتركه وتروح عند اللي ارحم منه ومن غيره ، رجع شريط حياته كامل معها كل موقف معها رجع يتكرر بخياله وكأنه يذكره بالنعيم اللي كان فيه واللي بيفقده بعدها
-
~ خارج مكتب الدكتور
قفلت الباب وسندت ظهرها عليه ، وثبتت يدّها بعدها على قلبها ؛ ياربي ! ليش اقوله كذا لـيـه ؟؟
تأففت بضيق وجرت خطواتها بعدها للمصعد ، سندت جنبها وراسها على حديد المِصعد اللي كان أشبه بالجدار ، والندم ياكل قلبّها ، وشعور الفقد يعذبها تشتاق وجدًا لأمها اللي ماتت وهي طِفلة وبالرغم من أنها ماكانت بالعمر اللي تحس فيه بمشاعر الا انها تشتاق لها وجدًا ، رمشت بأستيعاب واعتدلت بوقفتها من لمحت توقف المصعد ومن الكمّ الهائل من الناس اللي دخلوا بلعت ريقها بربكه ودخلت كفوفها بعدها لجيوب معطفها الطبّي شديد البياض ، سندت ظهرها للخلف وتكتفت بعدها وأنظارها على الاطفال قدامها وعلى أُمهم اللي تشدّ على كفوفهم ، واحد عن يمينها ويتمسك بيدها والثانيه بيسارها وتتمسك بيدّها ، لمعت عينها لوهله من تخيلت بأنها ترجّع طِفلة ويكون عندها أُخت وأمها تتمسك فيها مثل هالمشهد قدامها  من خوفها من ضياعها ومن فقدها ، رفعت راسها للسقف تمنع بريق عينها من النزول ، ورفعت يدّها بعدها تمسح طرف عينها من الدمعه اللي حبّت تخرج بهاللحظه ، وتسمح للشاب الواقف يمينها من رؤيتها واللي صابّه الفضول ناحيتها وناحيه السبب لنزول دموعها بهاللحظه ، شتت نظره من لفت هي ومن أدركت بأن فيه عيون تراقبها ، وبلحظه وحدّه توقف المصعد ، وخرجوا منه الأم وأطفالها بالرغم من أن هَذا الدور اللي هو يبغاه الا أنه مانزل ولايعرف السبب
فضول صابها مثل ماصابها هي من لمحت زيه العسكري ومن لمحت أن انظاره كانت عليها لكنها ماحبّت وابدا بأنها ترجع تنظر فيه ومثلت الانشغال بتأملها للمصعد لحد ماوصل للدور اللي هي تبيه واللي فيه كان مكتبها تنهدت لثواني وهي تجر خطواتها للخارج ، أخرجت من جيب معطفها جوالها ، ثواني بسيطه فتحت جوالها فيها وأتصلت بعدها برقم كان مثبت وكان اخر شخص أتصلت فيه ، رفعت الجوال لمسامعها وتمتمت بتزفيره ؛ تعبت ومليت وكل حاجه بالدنيا
ابتسمت لثواني وهي تتربع على الكنبه ؛ وش صاير ؟ تعرفين أنو هذي أول مره تتصلين فيها وماتكوني مبسوطه ؟
تنهدت تنهيدة عميقة تحكي حالها ورجع لبالها كل المُكالمات اللي دارت بينهم وأدركت بأنها فعلًا كانت مبسوطة بكل مره تتصل فيها الا هالمره ، كانت غير غير عن أي مكالمه ،
رفعت يدّها تتحسس جبينها وتمتمت بهدوء بعد ماحسّت بأنها تحتاجها فعليًا  ؛ أمل اجيك ؟
هزت راسها بالايجاب وهي تقفل الباب وراها وتفك نقابها بعدها ؛ تعالي
نزلت الجوال على الطاولة قدامها ورفعت يدها تمسح على ملامحها وتهف على وجهها تحاول تهدي رغبتها بالبُكاء
-
~ العصر ، بيت سعود
كان واقف قدام الباب وجواله عند مسامعه ويدّه تتحس جبينه اللي عاقده دليل على أن الموضوع اللي هو يخوضه يحتاج تركيزه ، لف بأنظاره ناحيه الدرج من سمع صوت خطواتها صوت كعبها اللي يجبّره يرفع أنظاره لها ، كانت كالعادة مُختلفه ، كانت رهيبه ومُذهله ، كيف تنزل بخطوات ناعمه ومتوازنه ، كيف أنها تنزل بثقة وأنظارها عليه كيف ترفع يدّها تبعد خصلات شعرها عن وجهها كيف تمسك اسوار الدرج بيمينها ، وكيف ترفع طرف فستانها بيسارها ، مارمش أبد مارمش من ذهوله ومن شدّة إعجابه بها من أبسط بتفصيل فيها ، من شعرها لحد كعبها ، فستانها اللي كان باللون الابيض وتتتوزع ورود وردية بعدة مناطق فيه كان ينساب على جسمها وكأن هالفُستان صُنع خصيصًا لها صُنع يناسب جسمها هي بالذات ، رمش يستوعب بأنها وصلت عنده ويستوعب الكلام اللي يسمعه من الشخص اللي يتكلم بالجوال ، تمتم بشرود عظيم ؛ خلاص خلاص بعدين اكلمك
وقفل بعدها يثبت الجوال بجيب بنطلونه ، ويوجه كامل تركيزه للواقفة قدامه ، واللي ابتسمت أول ماسكر المكالمة وأردفت بعدها وهي توزع نظرها على جسمها ؛ أول شيء كيف شكلي ؟
عض شفته لثواني ولف بعدها بنظره على المكان يتأكد من عدم وجود أحد يشوفهم أو يسمعهم ، وتمتم بعدها بهمس ؛ تعالي فوق وأعلمك كيف شكلك
شهقت بذهول وزمت شفايفها من الخجل اللي حسته وتمتمت وهي تضرب صدره ؛ وقح قليل أدب !
رفع حاجبه بذهول وتمتم وهو يمسك يدّها ؛ أنا وقح وقليل أدب؟
رمشت بالايجاب وهي تتراجع خطوه للخلف ، وسرعان مارجعت تشهق وتغطي ملامحها بكفوفها من سحبها هو مع خِصرها ، أردف بهدوء ومو عاجبه أبد عدم وضوح ملامحها له ؛ وريني وجهك
هزت راسها بالنفي وبداخلها خوفّ من أنه يقبّلها ، بينما هو زفّر لثواني وتمتم بعدها بقل صبّر وهو يشوفها كيف تغطي ملامحها بكفوفها ؛ بنت !
وسعت مابين أصابعها بحيث تسمح لنفسها بالرؤيه وباقي ملامحها مُغطاه عنه ؛ لاتكلمني بهالنبره ! ماحبها
ضحك بخفّه وشد بعدها على خِصرها بشكل أرعبها ولا توقعته ؛ وش تحبين طيب ؟
بعدت يدّينها عن ملامحها وبلعت ريقها بعدها وعيونها تتأمل كُل تفصيل بوجهه ؛ اممم وش احب وش احب ؟
رفع حواجبه بذهول وتمتم بعدها بإبتسامه ؛ لا والله ؟ ماصرتِ تعرفين وش تحبين ؟
هزت راسها بالايجاب وهي ترفع نظرها للسقف وتمثل التفكير ؛ يالله وش احب انا ، اوه صح ! أحب أيهم ايوه احبه
بلل طرف شفته بلسانه وسحب يدّه بعدها من خِصرها ؛ تقدرين تتراجعين عن كلامك معك ٣ ثواني ، واحد ، أثنين
مالحق يقول ثلاثه من ركضت هي بكل سرعتها للدرج ركضت وهي بكل خطوه تلف بنظرها له ، تخاف بأنه تبعها وتخاف بأنه قدر يوصلها ، وسرعان ماشهقت بخوف وهي تزيد من سرعتها من صار هو بلحظه وحده قريب منها ؛ ليه الخوف ؟
ضحكت بذهول وهي توقف خطواتها عند غُرفتهم الباب وراها وسعود قدامها لكنه بعيد عنها بكمّ خطوه ، وأردفت وهي تلهث من الركض ؛ لا والله ؟ أنت متوحش ينخاف منك ترى !
ناظرها بوعيد ورفع يدّه بعدها يخلل أصابعه بشعره لثواني بسيطه وبلحظه وحدّه أتجه لها بكل سرعته ، لدرجة هي ما أستوعبتها ، ما استوعبت الا لما حاوط خِصرها وتمتم بهدوء معاكس لداخله ؛ ايوه بتتراجعين عن كلامك ؟
بلعت ريقها بربكه ، ورفعت يدّها بعدها لعنقه تحاوطه بتمثيل للطبيعية ؛ طيب أنت سمعت أول شيء عندي ماسمعت ثاني شيء !
ابتسم بسخرية ونزل راسه بعدها لجبينها ، بحيث يكون جبينها على جبينه ؛ وش ثاني شيء ؟ بسرعة قولي
غمضت عيونها بربكة وماودّها تقابل عيونه أبد ، نبض قلبّها يزيد بالرغم من أنها عاشرته وقت طويل لكنها للأن تتوتر بقربه وينبض قلبّها بشدّة لو لمحته من بعيد حتى ؛ غيرت رأيي بنروح
رفع راسه عنها وذهول عظيم يكسي ملامحه ماتوقع أبدًا بأن هذا موضوعها ؛ صدق ؟ موافقة ؟
هزت راسها بالايجاب وهي تشتت انظارها عنه ؛ متى نروح ؟!
أبتسم لثواني ونزل نظره بعدها لساعة يدّه اللي تحاوط معصمه الأيسر ؛ لو نمشي الحين نلحقهم
هزت راسها بالايجاب وحررت نفسها من قبضته ؛ ثواني بس
هز راسه بالايجاب وظل بمكانه ينتظرها
-
~ مزرعة محمد
وقف بكل ثباته وثقته وهيبته وسط بيت الشعر وسط تجهيزاتهم ووسط النار والقهوه والشاهي ، وسط القهوجيين اللي يشتغلون بكُل جهد ، لف بنظره بعدها للمدخل اللي دخل منه عبدالرحمٰن بوجهه المتبسم واللي يحسس الشخص الواقف قدامّه بأنه يتشقق من الفرح
رجع نظره بتجاهل للهيب النار اللي يشع واللي تحركه نسمات الهوى ؛ كل شيء جاهز ؟
هز راسه بالايجاب ووقف جنبه بكل هدوء ؛ العيال مصدومين والحريم بعد محد مصدق
هز راسه بـ إيه وتمتم بعدها بخفوت ؛ ايه اكيد ماني مستغربهم بس لايفشلوني قدامهم حذرهم واحد واحد مابي هالليله تخرب !
رمش بالأيجاب وأردف بعدها ؛ أبشر
قطع عليهم هِذا كله صوت البوري اللي يضج بالخارج وأبتسامه واسعة ظهرت على ثِغره ؛ أستقبلوهم بسرعه
خرج عبدالرحمٰن للخارج ووقفت خطواته من لمّح سيارة سعود وجموع رجال العايله كلهم بالخارج من كبيرهم لصغيرهم واقفين بثبات وينتظرونه ، ماكأنهم كانو مصدومين من ساعات ما كأن الصدمه تشع من ملامحهم تبدلت ملامحهم لأبتسامه رهيبه من نزول سعود من باب السائق ومن نزول أيهم بعدها ، أيهم اللي لف يفتح الباب الخلفي لودّ ، ويمسك يدّها ، وبمجرد ماوقفت خطواتها جنبة تمتم بهمّس قريب من مسامعها ؛ لاتتوترين وكأنه يوم عادي مثله مثل أي يوم
هزت راسها بـ إيه ، بالرغم من أنها متوتره وكثير الا انها ماوضحت لهم ابد كيف هو فهمها ؟ بلعت ريقها لثواني وتقدمت بخطواتها تساير خطواته ويدّه على ظهرها ، كانت عينها مرّه تروح لسعود اللي وقف يمين ابوه وبدا يحاوره بعد ماسلم على الكل وسأل عن اخبارهم ، وسط سلامهم الحار له
وجّه نظره بعدها لها وأبتسم لأن عينها تروح له ، وقوفهم كِذا جنب بعض مُهيب لعينها وجدًا ، رهبّه سرت بعروقها من تقدم " جدّها " و" أعمامها " بعده غريب غريب عليها هالشعور وجدًا غريب بشكل ماينوصف حراره تحسّها بملامحها وبجسدها ، لكن وقت تحس بوجود أيهم يمينها ووقت تشوف سُعود قدامّها يتغير شعورها يتغير جدًا للراحة وتختفي كُل غرابها حستها لوهله ، وقفت خطواتها على وقوف جدّها قدامها يلي أبتسم بأتساع وتمتم وهو يمد يدّه اليمين بيصافحها ؛ ودّ ! ودّ بنتِي
بلعت كلمتها غصبّ عنها كانت بتنطق لكنها سكتت سكتت ومدت يدّها تصافح أطراف أصابعه تبين له بأنها ماهي مرتاحه لا بوجودة ولا بسلامه ، هو فهم حركتها لكنه مثل عدم الإنتباه ونزل راسه يقبّل راسها بخفة ، وتمتم بعدها وسط مبسمه ؛ وشلون بنت الشيخ ؟ عساها بخير
رمشت بالايجاب وتمتمت وهي تسحب يدّها من يدّه ؛ بخير
ولفت بنظرها بعدها لعبدالرحمٰن ولملامحه الجامدة ، وكأنه فهم تساؤلها الداخلي وتقدم ناحيتها يسلم عليها بحراره وبشكل طبيعي يجاوب عن تساؤلها بخصوص أخر حدث صار بينهم ولما هي ثارت عليه كانت ملامحها تسأله اذا هو عتبان عليها لكن بعد سلامه وضح لها العكس تمامًا ، مرّ اللقاء بينهم بشكل طبيعي وكان الحُب يوضح من ملامح أعمامها كلهم ماتستوعب الحب اللي تشوفه من عيونه‍م ماتوقعته ولا واحد بالميه ، عضت شفتها بخجل من سرقت نظره لسعود وسطهم ومن لمح هو نظرتها وغمز لها من بعيد يزيد أحراجها بالمكان الغلط ، انتشلها من خجلها صوت مُحمد الجهوري واللي تمتم بهدوء وبثبات ؛ حياك ياودّ ، حياكم ادخلوا
غصب عنها ناظرت سعود وكأنها تسأله اروح؟ وفهمها هو ، فهمها وأبتسم يجمع كفوفه وراء ظهره ويأشر لها بـ إيه
دخلت للداخل ودخلوا أعمامها جميع وسعود معهم ، بينما أيهم ظل بالخارج مع العيال يتبادلون أطراف الحديث جلست بصدر المجلس وحولها أعمامها سعود ومحمد ، كانت هي بهجة الجلسه كلهم يلفون بنظرهم لها وكأنها كنز وشيء عظيم حصلوه ، بينما هي تشتت نظرها لخارج بيت الشعر ولأيهم بالذات ، غصبّ عنها تبتسم لما تشوف أيهم يتبادل الحديث مره مع بسام ومره مع مُهند ، وتدخُلات سعد بحواراتهم ، وأبتسامه أيهم اللي تدل على راحة عظيمه وتوضح لها بأنه أرتاح لهم بشكل كبير ، ربت على كتف بسام وتمتم بعدها بإبتسامة ؛ الله يسلمك ياولد العم ! خيرك واصل
ابتسم بسام يحط يدّه على صدره ويُردف بعدها ؛ حق وواجب ! حياك الله بكل وقت
-
~ بالداخل وعند الشباك الكبير اللي يطل على بيت الشعر وعليهم كانوا البنات يوقفون البنات اللي صابهم ذهول عظيم من لمحوا أيهم وهيبته ، حضوره القوي ، وظهره المستقيم وقفته وطوله وجماله وكل شيء فيه يذهلهم  وجدًا
بلعت رولا ريقها وتمتمت وسط مبسمها الجذاب ؛ مو كأني تسرعت بالموافقة ؟ لو أنتظرت شوي يمكن يكون ذا من نصيبي !
شهقت حنين بذهول وضربت كتفها بقوه ؛ عيب عيب عيب ! توك ماصار لك ساعتين موافقه على العريس ! وحللتي المسكين حتى ! استحي ياخي !
توسعت حدقه عيونها بذهول كيف حنين ترمي مثل هالكلام الكبير ؛ إنتِ تقولين كِذا ؟ مُستحيل اعداداتك مضروبه واضح مو إنتِ حنين !
ضحكت حنين بذهول وتمتمت بعدها بصوت مسموع ؛ لا انا نفسي حنين بس صرت واعيه اكثر
هزت تولين راسها بتأييد ؛ فعلًا كلامك صحيح المفروض تستحين على وجهك شوفِ العسل الحامل وراك معقلها أخوي ولا كان تلاقينها الحين تطل معنا عليه
شهقت بذهول وتمتمت وهي تأشر على نفسها ؛ أنا ؟ بسام يعقلني انا هتّان انا ؟
هزت راسها بالايجاب وتمتمت بعدها وهي ترفع طرف فُستانها وتتقدم ناحيتها ؛ الله يصلحك ياتوتو لاتثور أعصابك توك حامل
عضت شفتها بغيض ووقفت بعدها تتوجه للمجلس الثاني واللي كان فيه حريم أعمامها ؛ اروح عند الكبار احسن لي !
هزت راسها بـ إيه ؛ ايوه ايوه روحي واطلبيهم نصايح زوجيه يمكن تقدرين تطبقينها وتغرين سوسو وقتها
شهقت بذهول ووقفت خطواتها تلف لها ؛ مو معقوله تولين مو معقوله !!!
عضت شفتها من أدركت انها جابت العيد وتمتمت بصوت خجول وهي ترجع شعرها خلف أذنها وتجلس ؛ أسفه
اخذت هتّان نفس عميق وزفّرته ومشت بعدها ، حاولت تكتم ضحكتها وقدرت تكتمها  ، للحد اللي  ابعدت فيه عن نظر تولين ووقفت خلف الدرج تختفي عن نظرهم  وانفجرت بعدها ضحك ، وسط رنين ضحكتها الجذاب سمعت صوت خطوات تقترب منها ، سرعان ما أعتدلت بوقفتها بدال ماتكون منحنيه من الضحك تكون واقفه بشكل مُستقيم ، تنحنحت بعدها تنطق بهدوء ؛ تبغين شيء ياخالة ؟
هزت راسها بالنفي وتمتمت بإبتسامه ؛ عساها دوم هالضحكه عساها دوم ياحبيبتي
ابتسمت هتّان غصب وتقدمت ناحيتها تحاوط كتوفها ؛ عساها معاك دايم يارب
ابتسمت سلمى تحط يدها اليمين على ظهرها ويدها الثانيه على بطنها وتمتمت بهدوء وهي تمرر أناملها عليه ؛ كيفه حبيب جدته ؟ يتعب أُمه ؟
ابتسمت هتان بخجل ورفعت يدّها ترجع خصلات شعرها اللي نزلت على وجهها لأنها كانت تناظر بيدّ سلمى اللي على بطنها ؛ طيّب الحمدلله وكل أموره تمام التمام
تنهدت سلمى براحة ورفعت نظرها بعدها لهتان وتمتمت بهدوء ؛ انتبهي على نفسك زين هالفتره لحد مايثبت الجنين ولاتجهدين نفسك أبد عندك بسام أكرفيه زي ماتحبين
ضحكت هتان بخفّه وتمتمت بعدها بتمثيل للحزن ؛ آخ ياخاله بسام مايتركني بحالي كل ما اجلس ابغى ارتاح يجيني هو سوي قهوه سوي أكل جوعان اغسلي ثوبي الله وكيلك ماني قادره اخذ راحتي ابد
توسعت عيونها بذهول وتمتمت وهي تحاوط كتوفها ؛ انا بكلمّه ولو عادها أتصلي فيني !
عضت شفتها بربكه هي كذبت هالكذبه وماحسبت حساب أنها بتعصب عليه وبتعاتبه  وماتقدر تحرج نفسها بهاللحظه وتحط نفسها مكان الكذابه قدام سلمى أحن قلبّ من بعد قلب أُمها تبعتها بأنظارها لحد مادخلت مجلس الحريم ، تلونت ملامحها وحست بالحراره بجسدها وللحظه حست بأنها ترجف ، يرجف قلبها قبل جسمها ، هزت راسها بالنفي ورجعت شعرها كامل للخلف وصعدت الدرج بعدها تتوجه لُغرفة بسام اللي هجرها من وقت ماتزوجوا ، فتحت الباب وابتسمت غصبّ من أثاثه ومن كل شيء يدل بأن هالغرفة له ، الواضح لها بأن سلمى كانت تهتم بالغرفة بغيابه هجرها وقت طويل لكنها مالمحت اي غبره فيه ، تنهدت لثواني وتوجهت بعدها لسريره تجلس وسطّه ومبسمها ماغاب هذي ثاني مره تدخل فيها غُرفته ، غطت ملامحها بكفوفها من رجعت لها ذكرى هالغُرفة ولما صابها الفضول ناحيته وناحيه اللي يحبّه ولكل شيء يخصه ، كان بيوم رجعته من سفرته رجع بدون علمّها ، كانت عند تولين او تتحجج بأنها جت مخصوص لها بينما داخلها كله ينتظر اللحظه المُناسبه اللي تقدر فيها تهدي شوقها وتزور مكانه مو مهم اذا كان مو موجود المهم تحس بأنها بمكانه مكان خاص فيه ، دخلت غُرفته وهي ترجف كُل جزء فيها كان يرجف بهستيريه وأول ماسكرت الباب وراها انقلب هالشعور كلّه لراحة عظيمه ماتجرأت تشغل النور حتى من خوفّها وأكتفت بضوء خافت من جوالها ، ابتلعت ريقها بربكه وجرت خطواتها وسط نظراتها المُستكشفه ماتجرأت ابد تقرب من سريره ولا حتى لأدراجه ساقتها خطواتها لمكتبه وتعرف بأن هناك كل شيء يخصه ومتاكده بعد ، سحبت الكرسي وجلست بهدوء وحذر ، ثبتت كفوفها بعدها على الطاوله وأنظارها على المكان اللي كان معدوم النور فيه وفقط نور القمر يتسلل من الشباك ، ثِغرها كان يرجف من الربكه اللي تحسها وكلّها خوفّ من أن يداهمها أحد بهاللحظه ، لكن شعور الحماسه اللي تحسه وهي وسط مكتبه يزيد جراءتها
ويزيدها إصرار على فتح الدروج العديدة والموضوعه فوق بعض بطرف من طاولة المكتب ، عضت شفتها السفليه ومدّت يدها بعدها لأول درج ، سحبته بحذر وخوفّ من أنه يصدر صوت ، تأففت بغيض لأنها ماتقدر تلمح الداخل ولذلك سحبت جوالها بيدها الثانيه وشغلت ضوء خافت منه ، ابتسمت غصب عنها ولانت ملامحها من شافت اشيائه الخاصه ، سبحته أقلام كثيره ومصفوفه بشكل مُرتب والواضح بأنها غاليه عليه من طريقة ترتيبهم ، دفترين صغيرات فوق بعضهم اخذت القلم الذهبي من وسط باقي الاقلام قلبته بيدّها لثواني بسيطه وسرعان ما اختلف هالهدوء كله وتبدل بخوف عظيم من سمعت صرير الباب دليل دخول أحد  وبكل سُرعه نزلت تخفي نفسها تحت الطاوله ، جمعت رجولها لصدرها وشدّت على القلم بيدّها لاشعوري ، ماكانت تعرف مين دخل لكنها تسمع صوت خطوات خفيفه وبعدها صوت وكأن فيه شيء انترك بالارض وبعدها صوت خطوات وتبعها صوت تقفيل الباب ، زفرت براحه من سمعت صوت الباب ودفت بعدها الكرسي اللي كان قدامّها وخرجت من تحت الطاوله بربكه ويدّها ترجف بشكل مجنون ، تقدمت بحذر ناحيه الباب وسرعان ماظهر على ثِغرها أبتسامه عظيمه من شافت شنطه كبيره قريبه من الباب وأدركت بأنه هو اللي دخل تو وأنه هو اللي نزل الشنطه وخرج بعدها ، رفعت يدها ترجع شعرها خلف أذنها لأنه يضايق ملامحها ، فتحت طرف الباب بهدوء وحذر وتنهدت لثواني لأنها مالمحت أحد قدامها أبد ، وبكذا قدرت تخرج من المكان وبيدها شيء يخصه ، كانت تكتب بقلمّه بكل مره تشتاق له وبعد ما قررت تترك مشاعرها خلف ظهرها جمعت كل شيء يخصه بصندوق واحتفظت فيه فوق درجها بحيث مايكون قدام عينها وبدون ماتتذكره
رجعت لواقعها على نفس الصوت اللي سمعته قبل كم سنه صوت صرير الباب ، لكن هالمره غير هالمره ماكانت تحس بأنها مُذنبه وماكانت تحس بأنها على غلط لأن هالغرفه
" لزوجها " واللي دخل بهاللحظه هو ماغيره ، عضت شفتها من شكله الرهيب ، طوله وهيبة حضوره كيف داخل بنصف جسده وأنظاره تدور بالغرفة وكأنه حس بوجودها ولذلك دخل يتأكد ، تمتم وسط مبسمه ؛ أنتِ هِنا ؟
هزت راسها بالايجاب ووقفت بعدها بالوقت اللي دخل هو فيه وقفل الباب وراه ؛ سمعتني أُمي حكي ماني متأكد من صحته
بلعت ريقها بربكه وبدت ترمش مثل كل مره تتوتر فيها ؛ وش الحكي اللي سمعتك أياه ؟
مسح على أنفه بهدوء وتمتم وهو يسوّق خطوته لها ؛ أنتِ اكثر من يعرف هالحكي تعرفينه زين
تراجعت خطوه للخلف من صار هو قدامها تمامًا ومايفصل بينهم الا خطوه وهالخطوه هي اللي أظهرتها ؛ خليني أفهمك أول
هز راسه بالنفي وهو يتقدم ناحيتها ، بالوقت اللي شهقت هي فيه بخوفّ ومسكت بطنها ، بشكل أرعبه بجنون أرعبه وبدل حالة تمامًا ؛ وش فيــك ؟ يعــورك شــيء ؟
هزت راسها بالايجاب وهي تجلس على السرير وتعض شفتها تمثل الالم بعضتها ؛ وخزه خفيفه ببطني
عقد حواجبه بغضب وجلس جنبها وأنظاره تتفحصها بخوف ؛ أوديك؟
هزت راسها بالنفي وتمددت بعدها على السرير ، ورفعت يدّها تسحب يدّه اليمين وتنزلها على بطنها برِقه ؛ يكفي تقرأ عليه
ابتسم غصبّ وبدأ يرتل آيات من القُران هو حافظها ، كانت تتأمله وسط ترتيله ، صوته الرجولي وسط قراءته للقُران بترتيل ، تسرح فيه بشكل مجنون ماتعرف توصف شعورها من لذته و من رهابته و من جماله ، كيف كان يبتسم بكل مره تلتقي عينه بعينها ، هي ماكانت تحس بألم أبد لكنها عرفت تنقذ الموقف بكُل بساطة
-
~بالأسفل عند البنات جميعهم
زمّت شفايفها لثواني وهي ماتعرف كيف قدرت تهرب من وسط جلستهم وماتعرف كيف دخلت هِنا لكن لما تشوف نظرات الكل لها ولما تشوف ملامحهم اللي توضح فيها الصدمه تندم بأنها هربت هِنا ، وعت من سرحانها على اليد اللي تثبتت على فخذها واللي كانت يدّ تولين ؛ وين وصلتِ؟
ابتسمت تمثل الطبيعية ؛ معاكم
هزت راسها بـ زين ولفت بعدها بنظرها تشارك أُمها والباقين حواراتهم العاديه ، كانت ودّ تلمح نظرات سلمى لها بكل فُرصه وكأنها تبغى تتطمن من وجودها لكنها ماقدرت تتحمّل هالجو أبد بالرغم من أن هالجلسه مشت طبيعي وماحسسوها بشيء يضايقها بكلامهم ابد الا انها ماقدرت ترتاح او حتى تتأقلم على هالوضع ، ولذلك وقفت بطولها تجبّر الكل على الاتفاف لها ، اردفت بهدوء وهي تجبر ثغرها على الابتسام ؛ أستاذنكم
تنهدت سلمى بضيق لأنها تعرف بأن ودّ ماتحس بالراحة أبد بالرغم من أنها حاولت وبكل ماتقدر تحسسها بالراحه لكنها ماكانت تشارك بأي حِوار يدور بينهم ولو حصل وأحد كلمها كانت ترد بجواب مُختصر وماتزيده أبد سحبت جوالها من جنبها وارسلت لسعود تبلغه بأنها خرجت من عندهم
بينما ودّ جرت خطواتها غصب للمطبخ لأقرب مكان تقدر تختفي فيه عن نظرهم ، بلعت ريقها لثواني وتقدمت بعدها للطاوله قدامها تثبت كفوفها عليها وتثبت نفسها لأنها تحس بالكتمه بهاللحظه تحس برجفّة يدّها وتحس بأنقباض بقلبها 
ارتعش جسدها بخوف من أستشعرت وجود شخص خلفها ولفت بكل سرعه وخوف وصدرها يعلو ويهبط وماوقف حتى بعد مالمحت سعود قدامها ، واللي من لمح خوفها رفع يمينه لخدها وتمتم وهو ينزل راسه لمستواها ؛ فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي ورفعت كفوفها بعدها ترجع شعرها للخلف ثواني بسيطه ماقدرت تسيطر على نفسها فيها أبد ورفعت يدينها تحاوط عِنقه وتدفن وجهها بعنقه ، عض شفته بقوه وحاوط خِصرها بعدها بدون ماينطق بالحرف كانت بحضنه بكل هدوء وهو كان هادي مثلها ، فقط صوت أنفاسهم هي الفرق الوحيد بهالمكان ، بلعت غصتها غصب عنها كانت بتنزل دموعها كانت بتُجهش بكي لكنها من أستشعرت وجوده أختفت رغبتها كامله وصارت كُل رغبتها بأنها تحضنه بكل قوتها ، وكأنها تستنجد فيه تطلبه الخلاص من هالمكان ، دقائق طويلة ظلت هي بحضنه فيها بدون ماتتحرك وبدون مايتحرك هو ، ظلت تستمد قوتها وطاقتها من حضنه ولما واخيرًا ادركت بأنها طولت بحضنه ابعدت عنه ورتبت شعرها اللي تبعثر نتيجه اللتصاقه بثوبه وفروته ، ماتجرأت أبد ترفع عينه لعينه ولا قدرت حتى مُمكن لأنها تخاف يشوف ضعفها ؟ او ممكن لأنها ماتبغى تشوف ملامحه اللي تتفحصها بهاللحظه ؟ ماتعرف أبد
ابتسم بخفّه وتمتم بعدها وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ؛ تبغين نرجع لبيتنا ؟
هزت راسها بالنفي ومسحت ملامحها بعدها ؛ لا ، لا نجلس أكثر
هز راسه بـ زين ورفع يده يحك حاجبه ، يبغى يحسسها بالراحة لكنه مايعرف كيف مايعرف أبد ، خلل أصابعه بأصابعها وسحبها بعدها معاه للباب الخارجي للمطبخ واللي دخل هو منه سحبها معاه للخارج وقبل لاتخرج ثبت الفروه على أكتافها ، خرجت معاه للحديقه ولجهة مخصوصه لمكان الورد ، ابتسمت لاشعوريًا من شافت الورود الكثيرة قدامها بأنواعها واشكالها شكلها كان رهيب رهيب بكل ماتعنيه الكلمه ، حنت نفسها بحيث تقدر توصل للورد ، وأستوقفها صوته ؛ لاتلمسينه كله شوك
هزت راسها بالايجاب ورفعت نفسها ، بينما هو انحنى وبدا يجمع لها ورد بنفس لون فُستانها يلي كان تحت فروته كان يجمّع وسط نظراتها ووسط أبتسامتها ثواني بسيطه وأعتدل بطوله ولف حول أغصان الورد شماغه ورفعه بعدها لها وسط أبتسامته الرهيبه ؛ بالرغم من صعوبه وغرابه أني اهدي للورد ورد لكن هذي لك أهديك وردّ وحُب
عضت شفتها بخجل وكُل مُناها بهاللحظه أنها تختفي تمامًا عنه حست بحرارة عظيمه بالرغم من برودة الجو وبالرغم من نسمات الهوى ، كانت تستشعر البرد لَلحظه اللي تمتم هو بهالكلام وعذبّها وزاد ربكتها ، رجفت يدّها لكنها رفعتها واخذت الورد بكل ربكه ، وماكان هو مركز على رجفة يدّها كثر تركيزه على شفايفها المُمتلئه ، شفايفها اللي تلونت بلون الكرز من برودة الجو ، كان يحاول يسيطر على ثِقلة قدامها لكنه ماقدر أبد وأنحنى وسط رجفتها ووسط تشتتها يقبّلها بكُل شاعريه ، وسط برودة الجو ووسط ظلام المكان وسط حقّل الورد ووسط نور القمرا ...
-
"أعطوه حقّه "
"قررت وبما أنو نظام التنزيل ماعجبني ولاعجبكم أني اغيره كل ٣ ايام بارت "

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن