الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

ظلوا يسحبوا بقوة ولكن وقف هكذا لثانية يلقي سمومه على هذا الجالس قائلًا:
_ أتظن أن الفتاة خاطفة الأنظار لم تمر على عيني من قبل؟! أنت تسئ لي ولكن لم تنظر لأفعالك الدنيئة فأنا لست برجل يأخذ فتيات للعيش معهم، هذه المرة أوافقك الرأي كم جسدها رائع يجعلك تتخلى عن مبادئك!

لم يستطع إكمال الكلمات البشعة الدنيئة التي تتساقط من فمه وكأنها كلمات عادية ينطق بها، أطلق "فراس" رصاصة واحدة بساقه جعلته يتلوى من الألم مع سحب هؤلاء الرجال له أختلط عليه الأمر تمنى لو كان ميتاً الآن أفضل من الشعور بهذا العذاب السئ، ماذا كان يظن؟  هل سيسمح له "فراس" بإخراج حرف زائد عن تلك الصغيرة المتعجرفة؟!

يرغب أن يذهب لتفريغ سلاحه بموضع قلبه ولكن للأسف يريد هذا الحيوان أن يظل على قيد الحياة، أغمض أعينه بشدة وهو يتخيل أشياء بشعة برأيه فأين رآها من قبل ذلك الحقير هل هي سيئة؟ ولكنه أوقف تلك الأفكار البشعة عنه لايريد أن يظن عنها هكذا فهي لا تبدو من هذه الأنواع اللعينة.

أصبحت الخامسة فجراً وبدأ النهار بالبزوغ وهو قد أنتهى من عمله وعاد إلى المنزل ككل يوم يستريح قليلًا حتى يستيقظ بالصباح الباكر للذهاب الى شركته، كان يصعد على الدرج وهو يتمنى أن لو يرى ملامحها الهادئة وهي نائمة مرة ثانية إلى أن فتح الباب و وجد هذه الجميلة مُستلقية فوق الأرضية بفوضاوية لا يوجد صوت يخرج منها، صرخ بقوة وهو ينادي لإبن عمه ليأتي ويتصل على طبيب إلى أن يضعها فوق الفراش.

_ إيما أستيقظي أيتها الصغيرة.

كان يردد هذه الجملة بأذنها متمنياً أن تستيقظ ولا تظل نائمة هكذا إلى أن أتى "آسر" ورآى هذه التحفة الفنية يحقد على "فراس" أنه حصل على هذه اللؤلؤة كان يختلس نظرات تخترقها حتى رمقه "فراس" بحدة صارخًا به قائلًا:

_ آسر لم أحضرك إلى هنا لتنظر هكذا، هيا أتصل على الطبيب بسرعة ليأتي ويرى ماذا حدث لها؟

أومأ له مسرعاً وهو يعبث بهاتفه متصلاً على طبيب العائلة خاصتهم، وقف بجانب "فراس" يحاول أن يهدئه قليلاً فهو يرى شعور الخوف هذا بأعينه لأول مرة قائلًا:

_ ستكن بخير يا فراس.

تنهد "فراس" بضيق وهو يشعر بالخوف عليها إلى أن آتى الطبيب وأخبرهم بالخروج من الغرفة ليفحصها جيداً ومعه مساعدته الخاصة، خرج بعد وقت وهو يربت فوق أكتاف "فراس" قائلًا:

_  لا تقلق، هي لم تأكل منذ أيام وهذا يظهر على وجهها أنا وضعت لها محلول الجلوكوز، عشر دقائق وتستيقظ ولكن يجب أن تأكل بشكل جيد، زال البأس عنها.

أبتسم للطبيب بهدوء مصطنع وهو ينظر ل"آسر" ليصل به إلى باب القصر ويدفع له مايريد، أمتثل له وذهب مع الطبيب، دلف "فراس" مسرعاً إلى الداخل يرى هذه العنيدة ويطمئن عليها ولكن لم تستيقظ إلى الآن، جلس على طرف الفراش بجانبها يتفقد معالم وجهها البريئة التي ظُلمت كونها إبنة رجل عديم الأخلاق، تنهد بضيق وهو على يقين أنه السبب الرئيسي بحالتها هذه، عُلق المحلول فوق حامل معدني موضوع بجانب الفراش يصل إلى الأوردة بكفها الصغير وهي كالميت بعالم آخر لم تشعر بشيء.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now