-
~ بعد مرور يوم ، عصر اليوم الثاني
نزل من السيارة وهو يعدل شماغه ، كان يحتاج شخص واحد يكون معاه ، وصاروا ثلاثة ، أخوانه وأمه ، وحتى تولين معاه ، مدامهم يأيدون قرارة مابيهتم للباقين ، وأبوه بيرضى بالواقع مثل مارضى بزواج سعود ؛ يارب يسّرها يارب .
آخذ نفس يحتاج له أربع رئات وزفرة يرن الجرس جرس بيتهم ، أنتظر ثواني بسيطة ، ورجف قلبّه تمامًا من أنفتح الباب ، وكُل مناه يكون هالشخص أبوها ولا هو هايف ، لأنه متأكد بأن هايف بيطرده قبل لا حتى يحكي باللي عنده ، وتحقق مُناه من كان سليمان اللي يفتح الباب والواضح بأنه مان ناوي يمشي ، وماغابت عليه الصدمه اللي أنرسمت على ملامح سليمان ، وكيف أبتسم من ذهوله ؛ لحقت أحلامي ياعمي ، الليلة بيتحقق أكثر حلم أودّه بسنيني الماضية والجاية ، أذا وافقت أنت وهي طبعًا .
تبسم بذهول وهو أبدًا ماكان متوقع أبدًا بأنه بيجي وبيترك كل شيء خلفه ، فتح الباب وأبعد له وهو يأشر له بالدخول ؛ حياك حياك !
أبتسم وهو يدخل للداخل بأستعجال يخاف هالسرور اللي بملامح سليمان يكون كذب وماهو حقيقة ، توجهوا للمجلس وتمتم سليمان بمجرد جلوس مُهند على الكنب ؛ بجيب الضيافـ..
ماسمح له ينهي الجمله من أشر له بالنفي بيدة ؛ صدقني الضيافه أخر شيء ودّي به حاليًا ، بكلمك بموضوع أنت تعرفه .
هز راسه بالإيجاب وهو يتوجه ناحيته يجلس بجنبه ؛ وش عندك ؟
تنهد بتوتر وهو يمسح تعرُق يده بـ ثوبه ، تنحنح لثواني علّ ربكته تخف ، لكن مستحيل تخف وهو يناظرة بهالشكل ؛ مقصد هالزيارة واضح ، وأنا آسف لأني جيت لحالي ويدي فاضيه لكن كل شيء يتعوض ألا هي ، ماعرفت بموضوع بنت عمي غير منك ياعمّ وماتخفى عليك صدمتي ، أنا جايك لسببين ، الأول أني أطمنك ، لأن موضوع زواجي من بنت عمي منتهي من سنين من الطرفين ، والموضوع الثاني أني بملّك عليها اليوم ، بملك على بنتك ياعمّ
الصمت اللي صار وحاد النظرات اللي توجهت له توتره وتزيـــد ربكته بشكل جنوني ، ماتجرأ يحط عينه بعينه لأن حرارة أنظاره وصلت له من مكانه ، كيف لو ناظرة؟ كيف لو ألتقت عيونه بنار عيونه؟ بيحترق لكنه مابيستسلم ؛ لو وافقت أنت كل الأمور منتهيه ، والباقي عليّ ، المهم ياعمي يرتبط أسمي بأسمها .
ماكان يعرف يصفف حروفه بشكل ينفهم صح ، لأنه يخاف ، وشديد الخوف بأنه ينطق بكلمه وتنفهم بمقصد بعيد عن مقصده تمامًا لكنه مُضطر ومُصر بأنه ينهي المواضيع الليلة ؛ لو أرتبط أسمي بأسمها كل شيء بيكون سهل علي وعليـ
قاطع حروفه من تنهد ومن تمتم بهدوء وأنظاره ما أنزاحت ولو لثانية عن ملامحه ، خصوصًا بأنه مذهول من قدومه ومن إصرارة اللي ينفي كل كلمة أنرمت بحقه ؛ أزوج بنتي لواحد أهله مايبونها ؟ والمشاكل اللي بتصير؟ لازم نحسب حساب لكل شيء
هز راسه بالنفي وهو وأخيرًا تجرأ حط عينه بعينه ؛ لا ماهو أهلي اللي مايبونها ، صدقني كلهم دعموا قراري ، ولو قصدك عن أبوي وجدي والباقين ، مابنعيش بنفس البيت ، ولو ودك نعيش قريب منكم ، أسوي كل اللي يقربني منها ، كل شيء وكل شرط تحطونه أنا راضي وأتم الرضاء .
تنهد وهو يرجع ظهرة للخلف ، وهو يمسح على شنبه بتفكير...
-
~ بالأعلى
جلست على السرير بذهول وصدمه ، اللي شافته صدق؟ وماهو حلم ؟ هو جاء؟ جاء لها؟ يعني هو عكس كلام أبوها كله؟ وأثبت له قبل لايثبت لها بأنه يبغاها وبأنه شاريها؟ ماتستوعب أبدًا ، ولذلك صرخت برِقه من ذهولها ومن الرغبة اللي أجتاحتها "الرغبة بالصراخ" وفعلًا نفذتها لكن بشكل رقيق ، الحين صار لها خُلق تتأمل شكلها بالمرايه صار لها خُلق تغير البجامة اللي عليها من أمس الليل ولا فكرت تغيرها بسبب نفسيتها اللي صارت بأسفل سافلين ، توجهت ناحية الدرج وهي تتنقى من بين ملابسها شيء يناسب شعورها الحين ، هي للآن ماتعرف وش الموضوع لكن توتره وأبتسامه أبوها وأنه قلّطه بالمجلس يطمنها ، يطمنها بشكل كبييير .. ثواني بسيطة وأنتهت من تبديل ملابسها ووقفت قدّام المرايه تتأمل طلّتها ، تبتسم لأنها ماتكلفت أبدًا ومع ذا جميــلة بشكل يهلك القلب ، ألتفتت بنظرها للباب اللي كان ينطق وتمتمت بهدوء ؛ أدخل؟
دخل هو وتوترت هي بمجرد دخوله ، وأبتسامته اللي تخرج غصب منه كأنه جاي يقول لها خبر بس خايف من ردّها ، سحب كرسي التسريحه الخاص فيها وجلس عليه بهدوء ، رفع نظرة عليها وعلى توترها اللي ماوضح له للآن ؛ بكلمك أجلسي
هزت راسها بالإيجاب ورجعت للخلف لحد ماحسّت بأطراف السرير تلامس فخذها وجلست وأنظارها المستغربه عليه ، يعني لو كان جايب لها خبر حلو ولو أنهم وصلوا لإتفاق ماكان هذا وجهه ماكان مُتجهم بهالشكل ، ثبتت نظرها عليه وتنهد هو يشبك أصابعه ببعض ونزل نظرة لوهله كأنه يفكر بالموضوع ولما حسّ بأن الوقت صار ولازم يحكي رفع نظرة لها يتنهد لثواني ؛ عكس كلامي كلّه وأثبت لي إنه يبيك وشاريك ، لازم ياحبيبتي تتنازلين عن بعض الأشياء ، عشان تعيشين سعيدة ..
هزت راسها بالإيجاب وهي من توترها نطقت بدون وعي ؛ وش أتنازل عنه؟
كانت تظن بأن قصده تتنازل عنه وتعيش حياة بعيدة عن الأحلام به ، تنهد من جديد وهو يكمّل كلامة ؛ بزوجكم بعد شوي لحد مايجي المأذون ، اللي أبيك تتنازلين عنه هو حفلة الملكة ؟
كان يعز عليه وجدًا بأن بنته ماتعيش الفرحة والشعور والخجل اللي يعيشونه بنات جيلها ، ولذلك ملامحه مُتجهمه بهالشكل لأنها لازم تتنازل عن شيء لو هي تبغاه فعلًا ؛ جاوبيني لا تستحين .
كان دايم يحاول يحسّسها بأنه قريب منها للدرجة اللي تتخلى هي عن خجلها بحضوره ، أو على الأقل بمواقف مُشابهة ماتخجل منه أبدًا ، نزلت نظرها ليدّها اللي تغير لونها تمامًا لأنها ماتركتها من ساعة جلوسها على الكنبة ؛ موافقة أتنازل.
أبتسم هو براحة سكنت آيسرة بمجرد ماهزت راسها وزاد تأكدة لأنها تمتمت بلسانها ، وقف بعد ما أطلقّ تنهيدة راحة ؛ أجل توكلنا على الله ، شوي وبتصل عليك تنزلين لي تحت .
رمى بجُملته اللي كانت مثل طلب أكثر من كونها أمر وخرج من الغرفة يترك ألفين شعور داخلها ، ألفين شعور يختلطون ببعض .
-
~ بريطانيا
من بعد ماخرجت من عنده وهو باقي على حالة جالس على الأرض وأنظارة على الدولاب قدامه ، يده تستند على الأرض ويفكر غارق بتفكيرة ، كلامها للآن ينعاد بمسامعه صوت الكف ملامحها وغضبها ، نبرتها وكل شيء كل شيء ينعاد بمُخيلته ، مرّة شريط حياته كامل ، وكيف كان بأكثر قرارتهم يتدخل هو ، وكيف كان ينسمع كلامه بحذافيرة منهم كلهم ، لحد ماكبروا وصار القرار بيدهم ، لحد ماكبروا وصاروا يثنون كلامه ، لكن كل القرارات اللي هم تجاهلوها هو الحين يعرف ويتأكد بأنها خطأ ، حطأ تمامًا ، أول القرارات هو طلاق وِدّ من سعود ، ولو طلقها ماكان عرف بوجود بنت وولد أخوه الكبير ، ماكان عرف بوجود نسله وبأنه باقي ، وقرارات كثيييييـرة غير هالقرارات تخص الشغل وحياتهم مستقبلهم وكل شيء ، هو الحين حس ووعى على نفسه ، الحين أنشال الغشاء عن عيونه ، يا الله كيف هو بعيد عن عياله ، يا الله كيف هو يكسرهم ولو بنبرة صوته ، توه يستوعب المصير اللي كان بيربط بنت أخوه قبل ولدّه فيه ، كيف لو تزوجوا بالأجبار ؟ كيف لو جوهم عيال ؟ كيف لو تربوا العيال على مشاكل الأم والأب؟ وأحتمالات كثيييرة تراود خياله ، سحب جواله بجيب بنطلونه ، وهو يتصل على أرقام مُهند كلها ينتظر جوابه ..
-
~ بعد ربع ساعة
أهتز الجوال بيدّها دليل على وصول إتصال لها ، آخذت نفس لحد ماحسّت رئتها أمتلت تمامًا وزفرته على دُفعات بسبب توترها ، شدّت على الجوال أكثر وهي تفتح الباب وتنزل للدور الأرضي لعنده ، تبسّم بمجرد مالمحها نازله من الدرج ؛ يالله يابابا بسرعه
هزت راسها بالإيجاب وهي تنزل ، كان جاي لها ومعاه جِهاز البصمة ، وقفت قدّامه وأبتسم هو يأشر بنظره على جهاز البصمة ؛ حطي السبابة هنا
هزت راسها بالإيجاب وهي تنفذ مطاليبة ، لحد ماداهمهم دُخول أمها وخلفها وجدّ وخلف وجد كان هايف ، وملامح الذهول والإستغراب تظهر عليهم ؛ وش اللي صاير يا أبو هايف؟
كان هو ملقيهم ظهرة لأنه واقف قدام الباب وأنظارة على لدن اللي كانت بالداخل كان بيساره الإيباد اللي كان يخص المأمور وفيه المعلومات اللي توثق زواجهم وباليد الثانية كان يمسك القطعه الصغيرة اللي تثبت هي أصبعها عليه ، هو عرف من المأمور الخطوة اللي بعد بصمة يدّها ونفذ كلامة بحذافيرة ، ألتف بكامل جسدة للي خلفّه. ماينكر أبدًا بأنه أرتعب لكن تبدد هالرعب بسبب السكينة والراحة اللي يحسَها بصدرة ؛ مثل ماتشوفون
كان واقف خلف وجد ومن شاف وقوفهم تقدم بخطوات بسيطة بيعرف وش اللي يسوونه ، أنصعق تمامًا من لمح الجهاز اللي هو يعرفه وحق المعرفه ، وهذا سبب ثورانه الآن ؛ بتزوجها لمن يبه؟
تنهد هو يمثلَ الغضب لأن مستحل يتركونه براحته لو مامثل الغضب والإستعجال عليهم ؛ تعرفون بعدين أتركونا الحين!
هز راسه بالنفي وهو يتعدى وجد وأمه ويدخل عند لدن ، رفع ملامحها له وتمتم وعيونه بوسط عيونها يحاول يقرأ شيء ، أنظارة كانت توضح الترقب لجوابها واللهفه القاتلة له ؛ سويتي شيء يشيبَ روسـ..
قطع كامل حروفه صوت سليمان الغاضب خلفه ؛ أختك ماتسوي العيب يا أخوها ! أحشم نفسك وأحفظ لسانك وأتروكــونا خـــــلاص!
أرتعشت وأنكمشت بمجرد ماسمعت نبرته الغاضبه والحادَة ولهالسبب تعدتهم كلهم وصعدت فوق لغرفتها ، ماتعرف وش صاير ومايهمها أبدًا وبقولها فيه أشياء أهم بكثييير من هالأمور خصوصًا بأنها تعرف أن رأيها ينحط على جنب ومستحيل يشاورونها بشيء ، رمت العباية على جسمها وهي تتنهد بضيّق ، كان عندها فضول ناحية مكتب جدّها ناحية الأدراج الكثيرة اللي حوله لدرجة ماكفته أدراج المكتب وجاب أدراج ثانيه والأغلبيه كان لها قفل خاص فيها ، ماقدرت تحاول بكل الأدراج بسبب خوفها وتوترها بسبب الظلام وبسببه هو ؛ أكرهه أكرهه !!
-
~ مجلس الرِجال
كان يهز رجله بتوتر ، وتوتره أربك هالمأمور معاه وفاض صبره وماعاد يتحمل، والدليل من تكتم بنبرة موزونه وهادية ؛ ياولدَي ماله داعي التوتر، دام النصيّب جامعكم ليه تتوتر؟
لف بنظرة له وعلى ثِغرة نصف إبتسامة ؛ توتري ماهو لشيء ياشيخ ، توتري مثلي مثلّ كل عريس
توسع مبسمه بمجرد ماسمع رنين ضحكات المأمور بجنبه ، هم أنهوا كل شيء ومابقى غير بصمتها ، وصار له مُدة من راح ولحد الآن مارجع ، لهالسبب بدأ يدخله القلق ، بأنها رفضت أو حصل شيء يمنعه ، لكن كل ذا تبدد تمامًا وأختفاء بمجرد ماشاف دخوله وخلفه كان هايف ، هو بمجرد مالمح ملامح هايف وطريقة دخوله عرف بأنه ماهو راضي أبدًا باللي يصير وواضح بأن عنده مشكلة ومشكلة كبيرة معاه ، ليه ماهو راضي ؟ مايعرف ولا يهتم المهم هو سليمان المهم هو يوافق الباقي مايهمونه ولو بمِقدار شعرة
أنتهت ليلته بهالشكل وخرج بمجرد ما تمم المأمور كل شيء كان يحس بأهتزاز جواله بجيبه ومافكر يشوف ميّن المُتصل لأن حدّة يكفيه لهالليلة يكفيه الأمور اللي صارت هو بيرجع يتصل بالشخص مين من كان لكن ماهو الحين أبدًا ماهو الحين ، ركب سيارته وخاطرة ودّه بشوفتها على الأقل يكلمها يعلمها بأنه يتخلى عن الكل ومايتخلى عنها تنهد وهو الشامّه الموجودة أسفل عِينها وأعلى خدها ، تفاصيلها كلّها مانساها بالرغم من أنها مره وحده لكن ذاكرته محتفظه فيها لأبعد حد يمكن يتصوره ومثل العادة أي تفكير يبدأ فيها ينتهي بـ أبتسامة من ثِغرة .
-

"عُذرًا لو وجدت أخطاء ، عطوه حقه🩶"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك Where stories live. Discover now