الجزء 23

32.9K 660 348
                                    

-
~غرفة المستشفى الصباح
تنهد لثواني وهو يوقف بألم ، يحس جسده مُتصلب من نومته على الكنبه ، ابتسم لثواني وهو يتذكر بأنه نام وهو يتأمل ملامحها من بعيد ، كان هو على الكنبه الطويله بالجهه اليسار من سرير عبدالله وبالجهه المُقابله كانت ودّ نايمه وسرير عبدالله حاجز بينهم ، ظل يتأملها بهدوئه وهي نايمه حتى انه ماتحرك ابد ألا لما أذن الفجر كلّه خوفّ من انها تصحى وهو باقي ماشبّع شوف ، وغلبّه النعاس غصب وأخر شيء شافه ملامحها ، وزع انظاره على الغرفه يدور عليها ، وسرعان ما أبتسم من انفتح الباب بهدوء وكانت هي وراه وبيدها كوبين قهوه ، تنحنح يشتت انظاره ويبين عدم الإهتمام بوجودها ، وتقدمت هي ناحيته بأبتسامه ؛ قهوتك !
ظل لثواني يستوعب بأنها تبتسم له وظل لثواني يتأمل أبتسامتها اللي تلعبّ باخر عصب فيه ، تنحنح يستدرك نفسه وسحب كوب القهوه منها ، وارتشف منها وابتسم بعدها بذهول بأنها نفس القهوه اللي هو يحبها ، ولاحظت هي ذهوله وعرفت سببه وتمتمت بربكه وهي تتحسس عُنقها من الخلف ؛ جبت لك نفس القهّوه اللي انا احبّها ان شاءالله تكون نفس ماتبي
هز راسه بـ أيه بهدوء وتمتم بعدها بخفوت وكأنه كان يتوقع شيء وخاب ظنه ؛ شُكرًا تعبتي نفسك
عقدت حواجبها باستغراب من نبرته لكنها رفعت كتوفها بعدم معرفه وهي تتوجه للكنبه اللي كان جالسه عليها
وزفر هو من اعماق قلبّه ، وتمتم وهو يخرج ؛ عندي شغل اذا بغيتي ترجعين دقي علي !
هزت راسها بـ زين وهي تستغرب كثير افعاله لكنها فضلت التجاهل بهالوقت بالذات
-
~ سيارة بسام المغرب
لف بأنظاره المُتفحصه لها للمره الالف طول الطريق ، فيه شيء متغير لكنه مايعرف وين ، فيه شيء غلط ولاهو قادر يعرف الغلط وين ، لمح سكونها ونظراتها للفراغ وبالها المشغول طول الطريق وطول ماهو يكلمّها ماتعيره اي أهتمام نظراتها له نظراتها اللي تحسسه بوجود غلط كبير ، لكن ماودّه ابد بأنه يواجهها بالغلط ماودّه يسبب تشتت بينهم ، ولذلك تمتم بهدوء وانظاره على الطريق ؛ تبغين شيء؟ بخاطرك شيء؟ زعلتك انا بشيء؟
بلعت ريقها لثواني وهي تلف له ، قطع عليها سرحانها وفض كل شيء كانت تفكر فيه بصوته ، تأملت كل شيء فيه وركزت بكل شي فيه حتى نبرته اللي مالت للتردد لاحظتها لاحظت مسكته للدركسون بيساره وشدّه عليه ومُدركه بأنه مايبي يواجهها بعيونه ابد ، رجعت انظارها للشوارع وتمتمت بعدم إهتمام ؛ مابي شيء ولابخاطري شيء
هز راسه بـ أيه ؛ يعني زعلتك بشيء ؟
اجهشت هي بكي بهاللحظه وجاهدت نفسها بأنها ماتسمّعه او تحسسه بِبُكاها ، لكنه حس بوجود غلط ولذلك ضغط الفرامل بقوه يوقف بنص الطريق وبمكان ماحوله احد لأن مزرعة محمد بمنطقه بعيد عن السيارات وبعيد عن اي مبنى او اي شيء وكانت هي المزرعه الوحيده بهالمكان كلّه ، لف بنظره لها وصدت هي عنه وهي تجاهد دموعها ، اخذ نفس عميق وزفّره بعدها ؛ ناظريني !!
عض شفته بغضب وتمتم بنبره مالتّ للحده ؛ هتّاان !!
عضت شفتها تحاول بعضتها منع دموعها لكنها فاضت وامطرت بدل لاتوقف ، وزاد صوت شهقاتها ، وهالشيء اثار جُنون بسام وزاد غضبه وزادت حيرته وألف سؤال براسه لكن اي واحد يبدأ فيه ؟ مايعرف نزل من السياره بسرعه يتوجه لبابها يفتحه وسحبها من السياره يحضنها ويشد عليها وبالرغم من مُقاومتها الشديده له وبالرغم من ضربها على صدره الا انه ما ازاحها ولا سمح لها تبعد عنه ابد ، ضربت صدره بقوه وهي تترجاه يتركها ، وبوسط توسلها تشتمه لكنه سكت يسمح لها تفرغ اللي داخلها ، ولما حس بسكون حركتها وسكون جنونها فكها من حضنه وحاوط أكتافها يسند ظهرها على السياره ويفك لثمتها بهدوء وتمتم بعدها بنبره متفحصه وعيونه وسط عيونها بالتحديد ؛ الحين ياهتّان الحين تقولين وش فيك !
هزت راسها بالنفي لاكثر من مره وهي تنزل راسها لتحت ، وتنهد هو لثواني يبعد شعرها اللي نزل لما نزلت راسها ، ورفع راسها بسبابته وانقض على شفايفها يقبّلها بتعمق لحد ماحس فيها تشاركه القُبل ، وبعد دقائق ماهي بسيطه لهم ابد ، دفته هتّان ومسحت شفايفها بعنف شديد وهي تصد عنه ، وعقد مابين حاجبيه بأستغراب منها وهو مو جاي يفهمها مو جاي يفهم تصرفاتها وماهي راضيه تشاركه بشيء ، فتحت الباب تدخل بدون ماتنطق بالحرف الواحد ، وتأفف هو بغضب ومسح على ملامحه بتوتر ، هو بدأ يصيبه الجنون والغضب من تصرفاتها ، خلل اصابعه بشعره يبعثره وتفكيره بالاسباب تصيبه بالجنون ، مستغربها وحيل ، لكنه يعرفها ويعرف ان الغصب مايمشي عليها ، ويعرف بوجود شيء بخاطرها ، تأفف وتوجه بعدها للسياره جنبها بهدوء مُعاكس للعواصف بداخله، لف لها وتمتم بتفحص ؛ هتّان ؟
عضت شفتها بغضب وهي تشتت انظارها للبعيد وتمثل عدم الاهتمام له ، وزفر هو بغضب يشغل السياره ويتمتم بعصبيه ؛ مارح تنطقين يعني !! مارح تنطقين باللي فيك !!
-
~ مكتب سُعود
زفر لثواني وهو يترك الاوراق اللي بيده ويوقف يرد على الاتصال اللي وصلّه ، مسح ملامحه بهدوء ؛ وعليكم السلام والرحمة
الطرف الاخر ؛ سعود
تنهد لثواني يمسح على شنبه ؛ نعم؟
اجهشت بكي بهاللحظه واعتدل سُعود من سمع صوت شهقاتها ؛ جنى؟ فيك شيء؟
زفر بغضب ، لانها ماتسمعه من صوت شهقاتها سحب مفتاحه وتمتم بغضب مكبوت ؛ جاي!
-
~ بيت سليمان
اعتدلت بجلستها من دُخول أمها اللي تمتمت بغضب ؛ لَدَن!
بلعت ريقها بتوتر وكل سيناريو حياتها مّر قدامها الحين ؛ هلا ماما
عدلت شعرها بغضب وحطت يدها على خصرها وتمتمت بانفعال ؛ الى متى !! الى متى بتخبين علي !!!
رمشت بذهول وعدم استيعاب وخوف من انها عرفت بالشيء اللي جاهدت انها تخبيه لايام كثيره ؛ وش يمّه ! فهميني أول!
جلست على الكنبه وهي تفرك راسها من الصداع اللي داهمها ؛ ليش مابلغتيني انك انطردتي من الشغل ! ليه ؟ عاجبك وجهي كذا وانا اتصل بمكتبك ! واسأل عنك وبكل دم بارد بقولون بنتك انطردت !!! وين تروحين من الصباح للعصر؟ ، عاجبك كذا ؟ اعرف من الناس اخبارك! تعبتيني يالَدَن تعبتينيي!!! قولي لي ياماما انا مقصره معك بشيء؟ انا اعاقبك اذا بلغتيني بمشاكلك ؟ ليه تخبين علي ليه !!
بلعت ريقها بتوتر ووقفت تتوجه ناحيتها وجلست على ركبتها ومسكت يد امها تشد عليها وتمتمت وهي تحاول تواجهها بعيونها ؛ ماما اسمعيني انا .. انا
نفضت يدها منها وتمتمت بغضب ؛ انتِ ماتعرفين وش تبررين به! لأن ماعندك تبرير !!
هزت راسها بالنفي وهي تذرف دُموع ؛ ايه ماعندي تبرير انا غبيه اصلًا بسبب غبائي انطردت لاني غبيييه!!!
واجهشت بكي بعدها بشكل ارعب غيداء وتركها تندم للحظات على غضبها ، سحبتها من يدها تحضنها  وتمسح على ظهرها بحنّيه ، كانت تسمع تمتمات لَدَن وماتفهمها كلامها كان غريب ، ماستوعبته ولا فهمته اللي فهمته بأنها ندمانه على غلطها وانها ماكان لازم تسوي كذا وكلام كثير كثير ماكانت قادره تفهمّه
-
~غرفة المستشفى
تنهدت بضيق لانه مايستجيب لا معها ولا مع الدكاتره والمُختصين اللي يجونه ماكانت قادره تغير شيء بحالته ابد وحتى كلامها اللي تقولّه له ماجاب نتيجه ، ولذلك فرشت سجادتها وابتدت تصلي الوتر وتدعي مثل كل يوم ، دُعائها كان محصور فيه هو وماسمحت لنفسها تدعي لاحد غيره ، خلصت من الصلاة وتنهدت براحة بعد مافرغت اللي بداخلها وهي تطبّق السجاده وتوقف ، وسرعان ماشهقت وطاحت من يدّها السجاده من اللي شافته ومن الذهول العظيم اللي تحسّه ، حراره تسري بجسدها وانربط لسانها عن الكلام
ماقدرت تعبر حتى ولو بحركة وماقدرت ترمّش من ذهولّها
-
~ عند سُعود
نزل من السياره بعجل وهو يشوف رجُل كبير بالسنّ يحاول يكسر باب الشقّه توجه ناحيته بكُل سُرعه وغضب يدفه للخلف وينزل يلكمّه بدون وعي منه ، والغضب سيطر عليه بشكل مجنون وهالشيء ارعبها وخوفها وفتحت الباب بسرعه تخرج من البيت تمنعه عن الغلط وصرخت بعالي صوتها وهي تبكي ؛ بسس!! خلاااصص!!
عض شفته بغضب وهو ماقدر يلكمّه زياده بسبب صوتها وضرب الارض قريبّ من راسه ووقف بعدها ينفض يدّه منه ، وتوجه ناحيتها بعجل يتطمن عليها بانظاره خوفّ من أنه مسها بشيء ؛ صار لك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وسط دموعها ونظراتها الخايفه تجاه هالشايب المرمي على الارض ، وقف الشايب بقوه وهو يكح من الغبّره اللي جاته وهو بين يدين سُعود ، تفل الدم من فمّه وتوجه ناحيتها بعجل ونيته سيئه وبشكل خوفّها وتركها تتراجع وتحتمي خلفّ سعود ، عض شفته بغضب وتمتم بحدّه وانظاره الحاده تتوزع مره عليها ومره على سعود ؛ من هذا يابنت ال*** مايكفي اللي سويتي وطيتيي راسي وطيتي راسي انتِ وامك عساكم تموتون وافتك من همكم !!
حس فيها تمسك ظهره من الخلف وحس بخوفها ورجفتها خلفه ويعرف لو ظلت زياده بينفجر فيه ومارح يسمح لها تمنعه ، تمتم بهدوء وهو يلف لها ؛ روحي داخل
هزت راسها بالنفي بخوف وزفر هو بغضب ؛ قلت رووحي!!
بلعت ريقها بربكه وتوتر ودخلت للداخل وبكل خطوه تخطيها تسرقّ النظر لهم تنرعب تنرعب حيل من وجوده بحياتها ، قفلت الباب بتردد وركضت للشباك تراقبهم منه فتحت طرف الشباك لانها ماقدرت تسمع اي كلمه من اللي يقولون
-
مسح سعود على ملامحه يحاول يخفف الضغط اللي يحسّه ويحاول يستوعب ان اللي قدامه شخص بعمر ابوه ، هو جنّ جنونه من شافه يحاول يكسر الباب ومايدري بأي سرعه صار عنده وماكان مستوعب انه يلكمّه الا لما سمع صوتها ، صوتها وهي تترجاه يتركه ، صوتها ونبرتها اللي تجبّره يهدي غضبه ، وتمتم بهدوء ؛ وطت راسك صح؟
عض شفته بغضب ؛ انت وش تبييي وش تبي اتركني اقتلها اتركني اغسل شرفي
صاح فيه بغضب ويده بدت ترجف من الافكار المجنونه اللي براس هالظالم تجاه جنى ؛ تخسى تخسى !! انت ..
قطع حروفه وسّكت لأنه مايبي يغلط ولاهو بوضع يسمح له يغلط فيه ابد ، لو جنى تتركه يسوي اللي براسه ، كان زجّه بالسجن ولا سأل ، ولذلك هو بيهدي الموضوع بيهدي الموضوع بطريقته وتمتم بعدها بخفوت وبدون تردد ؛ بتزوجها ، ابيها على سنّه الله ورسُوله ابي بنتك جنى زوجة لي ، اذا تسمح
ضحك بذهول من طلبّه اللي تسبب بصدّمه له واللي تركه يراجع افكاره ويحلل الموضوع ويحسب ربحه من خسارته ، وماطال تفكيره وتمتم بهدوء وسط انظاره المتفحصه ؛ انت رجّال مايعيبك شيء بس هي يعيبها هي وطت راسيي انت فاهـ..
قطع حروفه بأشاره منه وتمتم بعدها بهدوء ؛ مايهمني كل شيء قلته انا ابيها بتزوجها
بلع ريقه بتردد كبير ، ومسح على ملامحه بعدها يفكر بالموضوع ، هو مارح يخسر شيء لو زوجّها منه ، بالعكس رح يخسر لو قتلها لذلك هز راسه بالايجاب بعجل وخوف من انه يغير رأيه اذا تردد زياده ؛ جاتك البنت جاتك
هز راسه بـ زين بعدها وهو ياخذ جواله من جيبّه ؛ الليّله بتصّل على المأذون الحين يجي
هز راسه بالايجاب وهو مذهول من تصرفه ومصدوم منه كيف شخص كامل برأيه ، يتزوج وحدّه ضيعت شرفها؟ كان هذا اللي يدور بعقله وكله ذهول لكن هو اللي ورط نفسه هو اللي ورط نفسه لما قرر يتزوجها ، وصل المأذون خلال نص ساعه ووصلوا معه عمّار وسلمان أكثر أثنين يثق فيهم ولايبي ابد يدخّل احد من عائلته بالموضوع وهو يعرفّ جنونّ ابوه بخصوصه ويعرف انه مارح يخفى عليه شيء لكن لحد مايتزوجها مايبي احد يعرف ، كان استغراب سلمان واضح عليه وواضح على نظراته لسُعود وكذلك عمّار لكن عمّار أقل استغراب ، كان يدّور بأفكار سلمان خيالات وتحليلات كثيره ودّه يمنعه عن هالقرار لكن يعرفه ويعرفه اشد المعرفه مدامه قرر كل شيء وجاب المأذون حتى ؟ مستحيل يتراجع ويغير رأيه ، اكثر الناس معرفه فيه هو
همس قريب من أذنه بنبره وكأنه يذكره فيها باللي بقلبّه ؛ سعود انت متزوج وتحبّ زوجتك
عض شفته بغضب وهو يوجه له نظره حارقه تركت سلمان يشتت انظاره للبعيد ويندم لأنه تكلمّ يندم اشد الندم
-
~ قبل بوقت عند ودّ
بلعت ريقها بتوتر وهي مو جايه تستوعب اللي تشوفه وماهي قادره تتحمّل زياده صدمات وأمل كذاب ، ولاهي قادره توقف على رجولها من هول ذهولها وصدمتها ، تداركت نفسها وتوجهت للسرير بكل سرعتها تتفحصه وتتاكد من اللي تشوفه وأنه حقيقه ماهو خيال ؛ بابا !! بابا
اجهشت بكي وهي تحضنه وتقبّل راسه وخده وعينه ويدّه حاوطت وجهه بكفوفها وسط دموعها اللي تمنع عنها الرؤيه ، رمشت ونزلت دموعها بعدها تسمح لها تشوفه بدون وجود دموع ؛ بابا !
طول هالفتره ماقدرت تنطق بكلمه غير - بابا - ولاقدرت تجمع حروفها ، ضاعت منها حروفها ونست كل الكلام وكأنها ماتدربت غير على كلمّة بابا ، مسحت دموعها بسرعه وعدلت شعرها ترجعه خلف اذنها ، وتجبر نفسها على الابتسام وتمتمت بتلعثم ؛ بـ بنادي الدكتور دقيقه
هي بهاللحظه داهمها شعور انها تتخيل او انها تخيلت بأنها ممكن تفقده من جديد لو ماطمنت نفسها قبل تفرح زياده وذلك تمتمت بهالكلام ورمت الشيله على وجهها تركض للخارج تنادي الدكتور وقلبها مو راضيه توقف دقاته ، شخص وأحد من بيهم جميع طرى على بالها بهاللحظه شخص وأحد ودّها تبلغه قبّل الكل وودّها تشاركه بالفرحه ، دخلت للغرفة مع الدكتور وانفاسها مُضطربه ودقات قلبها تزيد وبالرغم من برودة الجو تحس بالدفى بهاللحظه وكأنه برجوعه رجّع لها كل الحنيّه وكلها شوق له وكلها حنين له ، تنتظر لحظه سماع صوّته بفارغ الصبّر اشتاقت لأبسط حركه منه ولأبسط كلمّه منه ولو كان يشتمها فيها ، داهمّها شعور بأنه يتذكر اخر شيء صار له وأنه زعلانّ منها تفحصت نظراته بينما الدكتور يتفحصه ، وكلها استغراب من أنه مانطق بالحرف الواحد يهدي جنونها ويطمنها بأنه راضي عنها وبأنه مشتاق لها وكثير مثل ماهي مشتاقه ، بلعت ريقها لثواني ولفت بأنظارها للدكتور اللي صار له مدّه يكلمها لكنها مشتته بتفكيرها وما انتبهت له ، ابتسم الدكتور لأن صدمتها نستها العالم حولها وابتسم لأنه يحمّل أخبار سارة لها ، وينتظر يشوف فرحتها ؛ الحمدلله كل مُؤشراته الحيوية سليمه ولله الحمد ، لكنه..
هي كانت تبتسم مع كل كلمه يقولها لكن دبّ بقلبها الرعب بسبب هالكلمه وتوترت تنتظر منه يبتسم او يبين لها ان الامور بسيطه وهو لاحظ هالشيء لاحظه ولذلك كمّل وهو يجبّر نفسه يبتسم ؛ لأنه كان بغيبوبة لفتره ماهي بسيطه عضلاته تصلبت ويحتاج وقت عشان يرجع يمشي بشكل طبيعي ويتكلم
زفّرت براحه بعد ماخلص كلامّه مايهمها متى بيرجع يمشي ويتكلم ، اللي يهمها انه باقي معها وانه مارح يتركها من جديد ، نزلت الشيله على أكتافها بعد ماخرج الدكتور ، وتوجهت عنده بتردد ، وربكه تخافّ يصدها ويصدمها بأنه مايبيها ، تجمّعت الدموع بمحاجرها مع كل خطوه تخطيه قريّب منه ، وسرعان ما اجهشت بكي من شافت دموعه تنزل بكل هدوئها ، بلعت ريقها لثواني ورفعت انظارها للسقف لعل تخفّ دموعها ونزلت انظارها له بعدها ونطقت بصوتها المتحشرج والمتردد ؛ بابا ؟ كلمني ! إشتقت لك وأشتقت اسمع صوتك وأشتقت لعتابك حتى
حاول يتكلم وحاول ياخذها بأحضانه لكنّه يحس بعضلاته متصلبه يحس انه بحلمّ وأنه ماصحى ودّه يحضنها ويمسح دموعها وكلّه يقين بأنه سببها ، يحس بضغط كبير وهو يحاول يرفع يدّه يحس بأنه مُقيد بسلاسل تمنعه من الحركه ، يحس لسانه ثقيل ولاهو قادر يطلبها تحضنه ، لكنها فهمته وفهمت من نظراته بأنه يحتاج تفسير للي يحسه وبأنه يحتاج لحضنها وتقدمت تعدل المخده خلف ظهره وترفع السرير من عند ظهره بحيث يكون جالس وقربت منه تحضنه وتقبّل راسه ، ولاصابها ملل ابد تحتاج حضنه أكثر من أي شيء ، كانت تبكي بحضنه وتحاول بأنها ماتبكي وتضحك بدال دموعها لأنه هو مايحب يشوف دموعها ابد ، تمتمت بهمس وهي للحينها بحضنه ؛ فترة وبترجع نفس قبل فترة بسيطه وبتحضنّي ومارح اسمح لك تبعد عني ثانيه وحده !!
بعدت عنه وابتسمت تمسح دموعه ، ماتعرف وش الخطوة الجايه ولاتعرف وش بتقول ، مسكت يده ترفعها لملامحها تتركه يتحسس ملامحها بهدوء ، وقبّلتها بعدها وتمتمت بغصه ؛ أسفه ، أسفه لاني غلطت أسفه لأني استهنت فيك وأسفه لأني خفّت من ردة فعلك ، مازعلتّ مني صح؟
هي تعرف بأنه مايقدر يبلغها لكنها ظلت تبرر له موقفها وظلت بحضنه تبكي وتعتذر ، ودّه يشد عليها ويطمّنها بأنه مايقدر يشيل بقلبّه عليها ، وانها هي أغلى مايملك لكنه مُقيد مُقيد وهالقيد يتعبّه ويسبب له بحزن كبير ، ويحسسه بالعجز قدام أبسط شيء
-
~ مزرعة محمد
نزلت هتّان بعجل وهي تمشي بدل الخطوه خطوتين ، لانها ماتبي تسمع صوته ولا تبي تشوفه ودّها تفض هالزواج كلّه وتنهيه لكن شيء بداخلها يمنعها وشيء بداخلها يبرر له
زفر هو بغضب ماتعطيه مجال ولاتسمح له يقرب منها بكّل خطوه يخطيها قريب منها تتراجع هي بكل قوتها ، وقفت قدام عتبه الباب تنتظره يدخل معها لأنها تعرف لو دخلت قبّله بيصيب الكل ظنون ناحيتهم ، وهي بغنى عن هالظنون
عضت شفتها برجفه من حست فيه يخلل اصابعه بأصابعها ويفتح الباب بيده الثانيه ، ابتسم من سمع ضجيج اصواتهم وتنحنح يعلن وجوده ، وبلحظه قام المجلس كله يرحبّ فيه ويستقبله الكل كان موجود بـ بيت الشّعر ، الا شخص واحد ، شخص واحد كان بسام يدوره بأنظاره ولمّح هالشيء مُهند اللي همس قريب لأذنه لما قربّ يسلم عليه ؛ ماهو موجود ريّح
ابتسم هو لأنه عرف اللي بخاطره وعرف بأنه يحتاج سعود مثل كل مره يكون فيها متشتت وبكل مره ينجح سعود بأنه يوخر هالتشتت كله ، هز راسه بـ أيه وهو يتوجه لمكان جلوس أبوه يجلس يمينه بعد ماسلّم على الكل
-
لاول مره تحس انها غريبه عنهم ولأول مره تحس بطغيان المشاعر وتحس بأنها ماتنتمي لهم  ، كان هاللقاء غريب عليها غريب وحيل ، تغير وصفها بليله من هتّان ، ألى زوجه بسام ، وهالشيء يحسسها بالغثيان ، فزت من صوت ابوها اللي لاحظ تشتتها وضياع افكارها بدون قصد منه خوفّها ؛ بسم الله عليك ، تعالي عندي
هزت راسها بالايجاب وهي توقف تتوجه ناحيته وكلها ربكه وخوف وماتعرف سببه ، ابتسمت غصب من لمحته يوسع لها مكان بفروته جنبها وكأنه يجمع شتاتها بقُربه منه يقربها منه بشكل مايسمح لخليه فيها تفكر بشيء سلبي او سيئ ، هو احق الناس معرفه بها ويعرف نظراتها نظرات التشتت والضياع ، ويعرف انها بين أيادي أمينه ، بسام تربى قدام عينه ولاطلع منه غلط بسيط ، ولذلك ماصابه الظن ناحيته ابد ، كل ظنونه أنها متشتته بسبب التغيير اللي صار بحياتها وهي ماهي مستعده لكل هالتغيير
-
كان يسرق النظر لها بكل مره ، ويتشتت تركيزه ولايسمع حواراتهم اللي يحاورونه فيها ، بوسط كلامهم تسرق عينه النظر لها غصب ، شكلها ماكان عادي وهي بأحضان ابوها تشد على يدّه ويبتسم لها ويضحك معها ، للحظه صابته الغيره ، بالرغم من معرفته بأنه ابوها لكنه غصب عنه داهمه هالشعور وكل ودّه انها الحين عنده ووسط حضنه
هز راسه بالنفي يطرد الافكار اللي تداهمّه واعتدل بجلسته لعل عينه ماتزيح لها من جديد
-
~ عند ودّ
ابتسمت وهي تناظر ملامحه ، وهدوء نومه ، قبلت راسه بحنيه توقف بعدها ، وتوجهت للطاولة تاخذ جوالها من شنطتها وتخرج للخارج ، تنحنحت لثواني وهي تهيئ نفسها ونبرتها للي بتقوله وبدت تتخيل ردود افعاله على الخبّر اللي بتقوله ، وابتسمت وسط تخيلاتها وهي تتصل بتوتر رجفت يدّها للحظه من رهبّه الشعور ، وغرابته لأول مره تفكر بشخص غير ابوها وتالا ، تفكر تبشره بأخبارها السارة قبل غيره ، تأففت بغضب لأنه مايرد عليها ، ورجعت تتصل من جديد ، عقدت حواجبها باستغراب من عدم ردّه ، وللحظه ساورها الخوفّ ، تعرف بأنه بيرد ولو كان بوسط أنشغاله ووسط أجتماعه لكنه مايرد ، هزت راسها بالنفي تطرد الافكار المرعبه ناحيته ؛ مستحيل ماصار له شيء مخلص شحنه اكيد
-
~ عند سُعود
قفل باب الشقه ولف لها ، تمتم بهدوء وانظاره على الشنطه اللي بيدها ؛ جمعتي كل اغراضك؟
هزت راسها بالايجاب وهي تشد على شنطتها بربكه وبلعت ريقها لثواني من سحب شنطتها من يدها يدخلها السياره ويأشر لها تركب جنبه ، اخذت نفس عمييق وزفرته تستعد لحياتها الجديدة جنب أول شخص يحرك مشاعرها ونزلت الدرج بخطوات سريعه تتوجه لسيارته ، وركبت وعلى ثغرها ابتسامه شغف وحُب لأول مره تحسه ، شعور يحسسها بأنها تستحق العيش وتستحق الحب مثلها مثل غيرها ، لفت له بأبتسامه تتأمل عروق يدّه اللي تشد على الدركسون ، تتأمل ملامحه وعضلات كتفه وأنفه ورموشه ، وأكثر شيء يجذبها فيه كثافة حواجبه ، نفس الشيء اللي جذب ودّ قبلها ، هي تعرف بأنه متزوج وبلغها بكل شيء يخص حياته واخذ بشورها بالرغم من انه عارف ردها ، هي تعرف بأنه تزوجها لأن رجولته جبرته يساعدها ومايهمه هالشيء ، ومقرره تبدأ معاه صفحه جديده وتنسى ماضيها كلّه ، تبدأ معاه وترضيه بكل طريقه هو يحبّها وبتستكشفه حبّه حبّه ، تخيلت حياتها معاه وسط تأملاتها له وداهمها شعور غريب شعور بالأمان لأول مره تحسّه
-

" عطوه حقّه 🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن