بارت 22

1.6K 71 2
                                    

خرج من غرفته مرتديًا ملابسه الرسمية كالعادة و سيجارته في يده و نزل الدرج ليخرج من المنزل حتى سمع صوتًا خفيفًا في المطبخ فإلتفت و توجه نحوه ليجدها جالسة قرب الطاولة تحتسي قهوتها و لم تشعر به مطلقًا لأنها كانت تحدق إلى النافذة ، إقترب من الثلاجة و أخذ قارورة مياه ليرتعش جسدها قائلة: كيف دخلت ؟
حدق فيها و إبتسم قائلًا: صباح الخير .
لتستدرك و تبادله الابتسامة قائلة: صباح الخير.
ثم جلس قربها ليقول : نهضت باكرًا .
- تعودت على ذلك أصبحت مناوبتي صباحًا لذا لا يمكنني النوم لوقت متأخر .
أومأ لها بتفهم ثم نهض ليكمل طريقه لكنها إستوقفته قائلة بتوتر : مايكل .
إلتفت إليها ينتظر ما الذي ستقوله لكنها حدقت فيه ثم أكملت بينما تلعب بأناملها : لا تتأخر.
إقترب منها ثم نزل لمستواها وأبعد بأنامله خصلات شعرها المنسدلة على وجهها ثم أردف بهدوء: سأعود بسرعة لا تقلقي .
إبتسمت له فولى ظهره و خرج من المنزل لتغمض عينيها و تتنهد بتوتر قائلة: يا إلهي ما الذي يحدث .
أكملت إحتساء قهوتها ثم حدقت للساعة فوجدتها السابعة صباحًا ، أبعدت خصلات شعرها ثم أغمضت عينيها لوهلة تستذكر قربه .. إبتسمت بفرحة ثم نهضت تعاتب نفسها : كايلي أبعدي هذه الأفكار السخيفة من رأسك .
أتتها فكرة أن تجول في المنزل لتكتشفه فخرجت من المطبخ تجول في أرجاء المنزل حتى سمعت طرقًا على الباب لتتوجه نحوه مباشرة ظنًا منها أن مايكل قد عاد لتستغرب عند رؤية فتى يكون في العشرينات مع فتاة شقراء ممشوقة الجسد و ترتدي ثوبًا بالكاد يغطي فخذيها .. حدق فيها ألخندرو ثم وضع كل ما إشترى على الطاولة و إقترب من كايلي قائلًا بلهجته الايطالية : من أنت ؟
لم تفهم كايلي ما الذي يقوله لتقول مستدركة بالانجليزية: هل تتحدث الانجليزية ؟
لتقول الفتاة قربه : هو لا لكن أنا نعم ، من أنتِ ؟
أمالت كايلي رأسها محدقة في تلك الشقراء و أردفت بتفكير : أنا كايلي صديقة مايكل .
الشقراء باستغراب : صديقة مايكل ؟ منذ متى مايكل لديه صديقات .
ثم وجهت كلامها لألخندرو لتترجم ما قالته كايلي ، فاستغرب بدوره فمنذ أن أتى مايكل لإيطاليا لم يره مع أي فتاة من غير كارولين ( الفتاة الشقراء) .
لم تهتم لأمر كايلي و نزعت كعبها و إستلقت على الأريكة قائلة: أين هو مايكل .
قطبت كايلي حاجبيها و أجابتها بلامبالاة : لا أعلم .
همهممت كارولين بتفهم ثم أردفت بسخرية : على كلِ انا كارولين و أظن أنني صديقة مايكل أيضًا و هذا أليخاندرو يعمل لدى مايكل .
توجه أليخندرو نحو المطبخ ليعد الفطور بينما بقيت كل من كارولين و كايلي في الصالة تحدق كل منهما للاخرى حتى بادرت كارولين الحديث قائلة:
- أين تعرفتِ على مايكل ؟
فأجابت كايلي بسرعة و إنفعال طفيف : في الجزائر و كنا على وشك الزواج لولا أننا إنفصلنا .
إتسعت عينى كارولين لتقول بدهشة : زواج إذًا.
أومأت لها كايلي بنعم لتبتسم كارولين بسخرية قائلة: يبدو أنك لم تعجبيه في نهاية المطاف .
تمالكت كايلي نفسها و ابتسمت بسخرية قائلة بثقة : و من قال لك أنه هو السبب في إنفصالنا .
_ أفهم من كلامك أنكِ من أنهى هذا الزواج قبل أن يبدأ . أردفت كارولين بحدة .
أبعدت كايلي خصلات شعرها الأسود خلف أذنها و أجابتها بهدوء: نعم ، لقد كانت لدي ضروف خاصة .
رفعت كارولين حاجبها الأيمن و تساءلت بفضول : و ما الذي أتى بكِ إلى هنا ؟
شعرت كايلي بالغضب من نضراتها و كلامها المستفز لتنهض قائلة: أمر لا يعنيكِ و أرجوكِ لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ .
ولتها ظهرها لتذهب حتى توقفت بعد أن سمعت كلامها لتلتفت و تحدق إليها .
كارولين : مايكل أصبح لي لذا لا أريد رؤيتك تلفين حوله أتفهمين ذلك .
إبتسمت كايلي و إقتربت منها ثم إنحنت ناحيتها و أردفت بالقرب من أذنها : أريد رؤيتك تمنعينني .
ثم تركتها و صعدت لغرفتها قبل أن ترتكب جريمة فيها .
أغلقت باب غرفتها بقوة و يديها ترتعد من الغضب و لا تستطيع فعل شيء فأسقطت جميع الأغراض التي كانت فوق طاولة النوم و ضربت الأرض برجلها قائلة بغضب : اللعنة و ما شأني أنا ، فلتأخذها لعنة الله عليهما هما الإثنان .
لتحدق لنفسها في المرآة و تقول بضياع : هل حقًا سأتحمل رؤيته مع فتاة أخرى.
هزت رأسها بلا لتجلس على الأرض و هي في صراع مع نفسها .. أغمضت عينيها بتشتت لتضع رأسها على حافة السرير تفكر في ما عليها فعله بينما تشعر بأن قلبها يؤلمها كلما تتذكر أن تلك الشقراء كانت معه كل هذه المدة و الله أعلم ما الذي حدث بينهما .
ثم فتحت عينيها قائلة بصدمة : و إن كان هو أيضًا يحبها ؟؟
هزت رأسها بلا ،فهي لا تحتمل هذه الفكرة حتى سمعت صوت طرق الباب لتأذن له بالدخول فشعرت بنبضات قلبها تضطرب مع رؤيته أمامها .
- كايلي أنت بخير ؟ لما كل هذه الأغراض في الأرض.
لم تعلم ما تجيبه ليستدرك قائلًا: تعالي لتتناولي الفطور ثم سنتحدث عن أمر عودتك للجزائر.
أومأت له بنعم ليبتسم لها ثم يعود أدراجه بينما دفنت رأسها في السرير قائلة داخلها بحرقة : لا أريد العودة لا أريد ، أريد أن أبقى معك .
تنهدت بحرقة ثم نهضت و حدقت في المرآة و أردفت بحدة : كايلي واجهي الأمر أنتِ لا زلتي تحبينه ، أنت حتى لم تنسيه أبدًا.. لذا إسترجعيه و لا تدعي تلك الشقراء تأخذ رجل مافيا خاصتك .
حدثت نفسها بهذه الكلمات ثم دخلت لدريسينغ روم غيرت ملابسها و إرتدت فستانًا أسود يصل إلى ركبتيها و ضيق من جهة صدرها و خصرها و بلا أكمام ثم صففت شعرها على شكل ذيل حصان مع ترك بعض الخصلات من الأمام .. وضعت بعض أحمر الشفاه و ماسكارا و إرتدت حذاءاً بكعب عالي كان أسفل الدرج .. حدقت في المرآة بثقة و تمتمت ببعض الكلمات تشجع نفسها ثم فتحت الباب و خرجت بعد أن وضعت اللمسات الأخيرة و رشت القليل من عطر وجدته مع أغراضها .
سمع صوت كعب يتقدم نحوهم فرفع رأسه حتى صُدم بها نازلة من الدرج بكل أنوثة و بفستان أسود يشهر بجمالها .. لم يستطع نزع عينيه من عليها لاسيما أنها مرتدية لونه المفضل و الذي لطالما أراد رؤيتها به .. إبتسم بحب عند رؤية إبتسامتها التي جعلته يقع في حبها .
نهض و جذب لها الكرسي قربه لتبتسم له و تجلس بكل أناقة لكن بمجرد أن سقطت عيناها على عيني كارولين تلاشت إبتسامتها الهادئة و تحولت نظرتها لنظرة حادة .
حدقت لمايكل فوجدته يحدق فيها فابتسمت قائلة بالدارجة حتى لا تفهم كارولين : لم تعرفني على صديقتك الجديدة أليس كذلك ؟
تمالك نفسه ثم حدق في كارولين قائلًا بهدوء: نعم كارولين تعرفت عليها هنا في إيطاليا تعمل لدي في الشركة و تسكن قربي .
أومأت له بتفهم لتقول بفضول : إذًا علاقتك بها محدودة بالعمل ؟
قطب حاجبيه و إستغرب سؤالها فأردف بتساءل: نعم لكن لما تسألين ؟
إستدركت كايلي ما الذي تقوله لتخاطب كارولين قائلة: سررت بالتعرف إليك آنسة كارولين .
لتجيبها كارولين قائلة: الشرف لي آنسة أم سيدة كايلي ؟
ضحكت كايلي و حدقت في مايكل قائلة: لا لازلت آنسة لكن ليس لوفت طويل .
لم يفهم مايكل نظراتها ليشعر بيد كارولين تحتضن يده قائلة بينما تحدق في كايلي : الأمر نفسه بالنسبة لي .
عضت كايلي شفتها السفلية بتوتر و السكين في يدها تحاول إبعاد الأفكار الشيطانية عن ذهنها لتبتسم قائلة بحدة : مايكل منذ متى أنت تعرفها .
نزع مايكل يده عنها ثم حدق في كايلي و أجابها بهدوء: منذ سنة على ما أذكر .
هزت رأسها ثم أكملت وجبتها تحت أنظار كارولين و مايكل .. حتى أتى أليخاندرو و في يده كعكة ليمون ليضعها على الطاولة فإتسعت عينى كايلي بفرحة و جذبت الملعقة لتأكل منها فإعترضتها كارولين قائلة: لكنه أعدها لي أنا من طلب ذلك.
حدقت فيها كايلي باستغراب ليقول مايكل بحدة : كارولين دعيها تأكل ما هذا التصرف ؟
لتقول كارولين باعتراض : لكن لا يمكنها أخذ كل شيء تراه هكذا بسهولة ، لا تنتظر أن أدعها تمتلك كل شيء يخصني...
- كارولين . أردف بحدة . لتقاطعه كايلي بحزن : لا عليك دعها و شأنها .
نهضت من الطاولة و صعدت لغرفتها فنهض مايكل بدوره لكن كارولين أمسكته من يده قائلة بالايطالية : أستذهب ورائها .
نزع يدها و أردف بحدة : لا أفهم ما بكِ اليوم ، ما هذه التصرفات الطفولية .
نهضت و أردفت بينما تحدق فيه بغضب : أنا أيضًا لا أفهم لما هي هنا ، أرجوك دعها تعود من أين أتت أنا لا أتحمل رؤيتها معك .
أمسكها من ذراعها بقوة و أردف بهدوء: لا شأنك لكِ بها و كم مرة علي إخبارك أن تدعيني وشأني .. لا علاقة لكِ بحياتي أو المقربين مني .
- هل أصبحت هي من المقربين إليك إذًا ؟ تساءلت كارولين بغضب .
- إنها أكثر من ذلك . أجابها بحدة . لتبتعد عنه و هي لا تصدق أنه حقًا يقول هذا الكلام لتقول باستغراب : تحبها ؟
حدق فيها و تردد للحظة لأنه لا يريد أن يجرح مشاعرها .. يعلم جيدًا أنها تحبه و لكن هو لم يحبها يومًا و لطالما رأها كصديقة لا غير .
أبعد الكرسي خلفه و أردف ببرود : أظن وقت رحيلك قد حان . أكمل طريقه لغرفة كايلي ثم توقف بعد أن سمعها تقول : كنت أظن أنك تتجاهل جميع الفتيات و أنك بعيد عن العلاقات و هذا ما دفعني لأن أتقرب منك و أحصل على حبك لكن على ما يبدو اليوم فقط فهمت أنك تتجاهل الفتيات من أجلها هي فقط .
أخذت حقيبتها و خرجت فتنهد بقلة حيلة و أكمل طريقه .
دخل غرفتها فوجدها جالسة على حافة السرير تحتضن جسدها و شعرها مرمي بالكامل على وجهها فإقترب منها و جلس قربها ثم أبعد خصلات شعرها ليجد وجهها محمراً بالكامل و عينيها منتفخة من البكاء ليتساءل بخوف : كايلي ما بكِ .
و بدون مقدمات عانقته بقوة و زادت وتيرة بكائها لتقول بتلعثم : أين كنت ؟ لما ذهبت و تركتني و لم تعد مرة أخرى ؟ أتعلم كم من مرة عدتي للقصر باحثة عنك ؟ إشتقت لك و إشتقت لمحادثتك .
تنفست بعمق ثم أكملت بأسى : ذهبت و تركتني مثلهم ، كنت أظن أنك مختلف عنهم ، لما جعلتني أحبك و أتعلق بك ثم ذهبت ؟
صمتت لبرهة فوضع يده على رأسها و ربت على كتفها قائلًا بتفهم : لم يكن لدي طريقة أخرى يا صغيرتي ، كنت خائفًا من قربك ، كنت خائفًا أن لا أقدر على حمايتك ، كنت مشتتًا فبعد وفاة أبي إختلطت الأمور علي .
رفعت رأسها و حدقت إليه بعينيها النائمتين و المنتفختين و أردفت بحزن : و الآن ماذا ؟ أستتركين مرة أخرى و تجعلني أبقى وحيدة ؟
مسح الدموع من على وجنتيها و قبل جبينها قائلًا: لا هذه المرة لن أسمح لكِ بالذهاب من بين يدي .. من اليوم أنتِ لي كما كنت قبل سنتين و ستبقين لي للأبد .
ضحكت من أعماق قلبها ليقبل جبينها قائلًا بحب : أتقبلين أن تكوني زوجتي ؟؟
أغمضت عينيها لتسقط آخر دمعات عالقة على مقلتيها ثم فتحتهما و أومأت برأسها ليعانقها قائلًا بفرحة : أحبك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

SCORPION OBSESSIONNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ