بارت 18

1.6K 68 1
                                    


تجرفنا الحياة لأفق جديدة تتغير فيها أقدارنا و نتعرف فيها على أشخاص جدد و نحظى بحياة مختلفة لكن لا ننسى الماضي رغم ذلك ،لنعود كل ليلة و نتذكر فيها ما مضى و نأمل أن نعود إلى أيام مضت رغم ما قاسينا فيها ، و رغم محاولات الإنسان الجسيمة لكي يطوي صفحات الماضي لكن آثارها لا تمحى و ستظل لآخر يوم في حياته مع كل ما فيها من ذكريات و مآسي و حتى عاهات فلا أحد منا يستطيع محو ما فات و لا حتى تخطيه لأن الماضي هو ما يجعلنا ما نحن عليه اليوم لذا من الصعب القول أن كل ما مضى قد مضى شئت أم أبيت ...

خارجة من المدرسة مرتدية ملابسها الرياضية و شعرها على شكل ذيل حصان و ممسكة بيد طفل صغيريكون في الثامنة من عمره ،فتوجهت نحو سيارتها ..فتحت الباب ليدخل فتى الصغير ثم دخلت بدورها بينما تناظر هاتفها ليناظرها الصغير قائلًا:
- لا أريد الذهاب إلى المنزل .
ناظرته كايلي لتبتسم على تمثيل الفتى الحزن لملامحه البريئة و عينيه الصغيرتان ليقول بابتسامة :
- إلى أين يريد صغيري الذهاب إذًا.
- لا أعلم لكن لا أريد العودة إلى المنزل . أجابها الطفل بحزن .
إستغربت كايلي من نبرة صوته لتقول بفضول : صغيري مايكل أأنت بخير ؟ هل تشاجرت مع أحدهم في المدرسة ؟
- لا و لكن أمي و أبي في المنزل يتشاجران كثيرًا و أنا لم أعد أحب البقاء معاهما إنهما لا يعاملانني كما تعاملينني أنت .
حدقت فيها كايلي بقلة حيلة ثم جذبت يديه قائلة: عزيزي حياة الأزواج هكذا ، لكن لا تقلق سأتحدث مع والدتك و سأعرف ما بها .
- لا أرجوك لا تخبريها سوف توبخني ، لكن أريد فقط البقاء معك اليوم .. صمتت قليلًا ثم أكملت : أريد الذهاب معك للعيادة .
- عيادتي ؟
-نعم . أردف الفتى بفرحة .
أومأت له كايلي بنعم و أكملت بهدوء بينما تشغل السيارة : لكن علينا مرور أولا للمنزل لكي أستحم و أطعم جاك ثم سنذهب للعيادة إن وعدتني أن تبقى مطيعًا .
صاح الفتى بفرحة و أجابها بهدوء: لا تقلقي سأكون مطيعًا .
إنطلقت السيارة و كايلي أحيانًا تحدق في الطريق و أحيان أخرى إلى مايكل الذي إحتل مكانًا في حياتها بسبب تعلقه بها و نفوره من والديه حيث أمه كانت تعمل معها في المستشفى لكن بعد أن تم طردها بلا أي سبب فلم يكن لديها حل إلا أن تقبل أخذ عيادة التي كتبها مايكل بإسمها و التي كان أحد من رجاله دائمًا ما يرسل لها المفاتيح لكي يلح عليها أن تقبل بها .. و إنتهى بها المطاف لكي تعمل فيها رفقة أم مايكل الصغير التي لم وقفت بجانبها في وجه مدير المستشفى الذي طردها .. حدقت فيه لتفكر كيف أن حياتها تغيرت 180 درجة بعد ثلاث سنوات لم تعد كايلي السابقة فكثير من الاشياء تغيرت و الآن أصبحت ناضجة عما سبق و حددت أهدافها و الحياة التي تريد عيشها ..
أدارت رأسها إلى السماء و تذكرته لتبتسم قائلة بصوت خافت :مايكل أين أنت ؟
ليقول الطفل الصغير أمامها : ماذا قلتي يا خالة ؟
-لا شيء يا صغيري لكن ما الذي تريده تناوله على الغداء ؟
- بيتزاااااااااااا .

في مكاااان آخر بعيد عن الجزائر و في قرية بسيطة أينما يجتمع ناس بسطاء و حياة بسيطة ما يقال عنها في قرية مانارولا الايطالية عرش المافيا لكن الاختلاف الوحيد أنه لم يقم هنا ليكمل أعماله بل يراقب فقط أعماله التي أصبحت محدودة بمناجم الألماس التي يملكها في كل من كولومبيا و أمريكا جنوبية و حتى مناجم للزمرد و التنقيب عن أندر أحجار كريمة و تسيير شركاته المرتبطة ببلدان من مختلف العالم ..نعم إعتزل عالم القتل  و المافيا التي كان يعيش فيها و اليوم جالس على مكتبه يناظر كتابًا بعنوان القواعد الأربعون لأحمد الشقيري حتى شعر بالجوع فنهض من كرسيه و إتصل على كريم الذي أتى بسرعة .
أليخندرو باللغة الانجليزية و التي يطغى عليها لهجته الإيطالية أردف بعدما إنحنى بخفة : نعم سيدي ؟
حدق مايكل في ساعته و قال بهدوء: حضر الطاولة لدي موعد على ثانية زوالًا.
إنحنى أليخندرو و أجابه كالعادة : أمرك سيدي .
لم يأبه مايكل بحركات أليخاندرو التي تعود للعهد الاستقراطي و كأنه هرب من تلك الحقبة بملابسه الغريبة و حركاته التي لا يفهم إن كانت عفوية أم أنه يختلقها.
خرج من منزله بعد أنهى غدائه و توجه نحو جزيرة مونتي ابرشية حيث سيلتقي بأحد أصدقائه القدماء من عالم المافيا و لكن لازال أعز أصدقائه .

خرجت من غرفة أحدٍ المرضى و توجهت نحو غرفة أخرى لتكمل مناوبتها بعد ذهاب مايكل للمنزل مع أمه ، أغمضت عينيها من التعب و تذكرت كلام تهاني فتنهدت بتعب فلا تريد من مايكل الصغير أن يتضرر من علاقة والديه خاصة أن تهاني تريد أن تطلق من زوجها حتى قاطع حبل أفكارها إتصال علياء لتجيب بسرعة .
-علياء أين أنت ؟
- كايلي إتصلت لأخبرك أنني في وهران الآن سأمضي يومين مع عائلة زوجي ثم سأعود .
-حسنًا إستمتعي جيدًا ، انا لازلت في المستشفى سأعود للمنزل بعد قليل .
-عندما تصلين للمنزل أطعمي كوكي و لا تنسي غدًا عليك أخذها للبيطري تأخرت على موعد مراجعتها .
- حسنًا حسنًا سمعت هذه الأسطوانة ألف مرة ، إذهبي و لا تأكلي أي هم .
- شكرًا حبيبتي إلى اللقاء.
أغلقت المكالمة لتحدق مباشرة نحو أحد غرف المستشفى بعد أن سمعت صراخًا للفتاة فركضت بسرعة لترى ما بها حتى توقفت لبرهة بعد أن رأت باب الغرفة مفتوحًا قليلًا و ظهر رجل طويل من خلفه يرتدي الأسود لتقترب ببطء و تحاول فهم الموضوع فإتسعت عيناها بعد رؤية الرجل يخنق الفتاة  بينما تحاول التملص منه و بدون تفكير ضربت الباب و إنقضت على الرجل لتبعد الفتاة لكن ما لم تحسب حسابه أنه كان مع شخص اخر فوضع الشخص الآخر شيئًا ما على أنفها فشعرت أنها تفقد السيطرة على جسدها ببطء حتى فقدت الوعي .
رجل 1 : ما الذي سنفعل بها هذه أيضًا ؟
رجل 2 : لقد رأت كل شيء و يبدو أنها طبيبة سوف تبحث في الأمر و سيُكشف أمرنا عاجلًا أم آجلًا لذا دعنا نأخذها مع الفتيات الأخرى ستنفعنا .
أومأ له الرجل بنعم ثم أخذ كايلي على كتفه و خرج من المستشفى بينما الرجل 2أخذ الفتاة الأخرى و توجها نحو السيارة التي تنتظرهما في الخارج و التي ستقودهما نحو الميناء و من ثم نحو مكان آخر تقام فيه أحقر و أنذل عملية تداول التي كانت قبل قرون عديدة و لكن الاختلاف الوحيد أن هذا تداول  سري لأجساد فتيات من جميع دول العالم .

لدى مايكل جلس يناظر البحر و ذهنه مشغول بأفكار عديدة حتى أردف كريس بلهجته الفرنسية : أتشتاق لأيام الخوالي ؟
ناظره مايكل ليبتسم بسخرية قائلًا: أتقصد أيام القتل و السواد ؟
_ لا أراها بتلك السوداوية انا . أجابه كريس بابتسامة .
_ ألازلت تتاجر بالناس ؟ تساءل مايكل بفضول .
_ كالعادة تعلم أنها هوايتي المفضلة ، كم من مرة دعوتك لتحضر أحد مزادات التي تقام لدي لكنك ترفض .
حملق مايكل فيه و أشعل سيجارته و أجابه بينما ينفث دخان نحو سماء : لا شأن لي بمزاداتك فأنا لا أتاجر بالبشر .
_ ستصل دفعة هذا الأسبوع من الخليج العربي أظن أنها ستعجبك .
_ لا أعيد كلامي مرتين تعلم ذلك . أردف مايكل بحدة ليصمت كريس و ينهض لإحضار كأس من فودكا بينما ظل مايكل يحدق لصفاء البحر من الباخرة و ذهنه غائب عن جسده بالكامل .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

SCORPION OBSESSIONWhere stories live. Discover now