بارت 4

2.8K 107 14
                                    



كان جالساً في مكتبه يحتسي قهوته المجمدة كالعادة حتى سمع طرق الباب و بدون أن يناظر من قال ببرود : ٱدخل .
ليدخل بجهامته و هالة البرود و الوقار تحيطه ، رفع مايكل رأسه ببطء ليفاجئ به أمامه بعد غياب سنوات طويلة لم يره .
_ قيس ؟! تساءل باستغراب .
_ مايكل إدريسي آخر العنقود .
إبتسم مايكل بدون أن يشعر و نهض ليتصافح معه بطريقتهما المعتادة أو نقول غير العادية .
ناظره قيس بتفحص رغم أنه أصبح يرى صوره في الجرائد فقط أو وفي المقابلات لم تسنح له الفرصة أن يلتقي به منذ زمن طويل .
_ كم من سنوات مضت على اخر مرة تحدثا فيها ؟! أردف قيس بينما يناظره .
أغلق مايكل الملف و ناظره بتفحص مماثل ليجيبه بشبه إبتسامة : منذ وفاة الوالدة كل منا إتبع طريقاً مخالفاً .
حدق قيس في النافذة ثم ناظره مجدداً و بنظرة مختلفة كأنه يحن حقاً لتلك الأيام ليقول بإشتياق : أيام ولت.. اه المهم كيف حالك و ما هي أحوال عمي منذ آخر مرة في مؤتمر الأخير في باريس لم أره .

تغيرت ملامح مايكل إلى الجدية و أجابه بحدة : كالعادة يكون في أحد بقاع العالم لا أعلم .
_ إذًا ما سمعته صحيح . أردف قيس بجدية .
_ ماذا تقصد ؟! تساءل مايكل باستغراب .
_ أملاك يوسف الإدريسي كلها ستعود إليك بما فيها أملاك جدي .
إبتسم بسخرية ليجيبه : اتظن ذلك حقاً ؟! و هل هذا سبب مجيئك إذاً أتخاف أن تضيع ثروتك ؟
ابتسم قيس و أجابه بعفوية : يبدو أن الزمن غيرك يا صديقي أتظن حقاً أنني مهتم بهذه الترهات ، لدي ثروتي و ممتلكاتي التي جنيتها بنفسي لا يهمني إرث العائلة .
_ ما هو سبب مجئيك المفاجئ إذا ؟! تساءل مايكل بفضول .
_ حسناً بما أنك سألت ، بعد أسبوع سيكون زفاف محمد و أريدك أن تحضر . أجابه منتظراً ردة فعله .
_ محمد من ؟!
قهقه قيس بخفة ليجيبه بعد أن أخرج هاتفه الذي يرن : إنه إبن خالتك .
ثم نهض : إعذرني لحظة .
حدق فيه مايكل باستغراب ثم حدق للخارج عبر النافذة يفكر في هذا التغير المفاجئ في قيس الذي كما كان يذكره لا يبتسم حتى لكنه الآن يضحك و بصوت مرتفع ..
قطع عليه حبل أفكاره مجيئ قيس مرة أخرى .
حسناً ما الذي كنت أقوله ؟! تساءل قيس .
ليقول مايكل بنبرة غريبة : احقاً أنت قيس ؟
_ كما غيرك القدر غيرتني الحياة أيضاً .
_ أنا لم يغيرني القدر أنا من غيرت من نفسي . أجابه مايكل ببرود ليكمل : لن استطيع القدوم إلى الزفاف لدي الكثير من الأعمال الأسبوع المقبل .
ناظره قيس بشيء من الأسى ليجيبه : حسناً كما تريد ، لقد كنت اريد لم شمل العائلة التي تفككت لكن إن كان ذلك يزعجك فلا بأس .
نهض و صافحه قائلا ً : لكن سنكون بانتظاركّ.
أومأ له مايكل  بشبه إبتسامة ليخرج قيس تاركاً إياه مع بؤرة من الأفكار المتناقضة ، فدخلت جهينة بسرعة قاطعة أفكاره مرة أخرى .
_ سيد مايكل إنه قيس قيس الادريسي بشحمه و لحمه هنا .
_ أجابها بينما يحدق في ملفاته : إنه إبن عمي .
شهقت بصدمة : أنت من عائلة الادريسي ؟!
رفع رأسه و ناظرها باستغراب : هل طرقتِ الباب قبل دخولك ؟!
تمالكت نفسها و أردفت بتأسف : آسفة لكنني تحمست قليلاً .
أرجع نظره إلى الملفات لكي تفهم نفسها و تخرج بسلاسة من مكتبه قبل أن ينفجر غضباً فيها .
_ بعد غياب 15 سنة يريدون مني العودة إلى العائلة . أردف بصوت خافت .
ثم رفع نظره يحدق في الساعة ليتذكر قول والده " عند التاسعة أريدك في القصر " .
تنهد بقلة حيلة و أكمل عمله بينما ذهنه في مكان آخر تماماً .

SCORPION OBSESSIONDonde viven las historias. Descúbrelo ahora