بارت 2

3.2K 126 7
                                    

متربع على كرسيه يحدق في الفراغ متجهم الملامح و في يده كأس من النبيذ يحتسيه في صمت .. حرك رأسه ببطء عند سماعه لصراخ سليم الذي لم يلبث طويلاً حتى صمت و عاد الهدوء إلى المنزل ، أغمض عينيه يتأمل الظلام داخل عينيه  حتى سمع صوت الباب يفتح بسرعة و خطوات شخصين يقتربان من كرسيه الموجه نحو النافذة ، لم يحاول الإلتفات أو الحركة للمعرفة من تجرأ على مقاطعة تأمله و سكونه الصامت ..

شاكر : أتريد الموت بهذه السرعة ؟!

لم يجبه لتكمل نورهان بأسى : أنت مصاب عليك أن تتعالج .

لم يأتيهم أي رد و لو حركة منه كالعادة و لم يهتم أصلاً بما يقولانه حتى شعر بتلك الأنامل توضع على صدره العاري و بذلك الجسد الصغير يغطي البقعة المضئية بضوء القمر  التي كان يتأملها ، رفع رأسه في ذلك الظلام ليقابل شعرها الغجري المنسدل على صدره بينما تحدق في الطاولة و تعبث بشيء ما لتتوهج أضواء الغرفة و تظهر أمامه ببيجامتها البنفسجية ..مدت يدها لتلمس المنطقة التي أصيب فيها لكنها توقفت بمجرد أن تحدث بصوته الخشن الذي جعلها تقشعر و تحدق في وجهه الذي نست حتى أن تناظره ، ملامح باردة و متجهمة جعلتها تغوص في تفاصيله و لم تشعر بالوقت يمر و هو ممسك بيدها و عينيه الحادتين يناظرانها ببرود .
_ إياكِ . أردف محذراً .

لتعود إلى أرض الواقع و تناظره بعدم استفهام لكنه أفلت يدها و نهض من على كرسيه ليقابله كل من شاكر و نورهان ..
_ لن أعيد كلامي لا أريد أياً منكم في غرفتي .

و دخل إلى حمامه تاركاً إياهم يحدقون فيه في صمت و كل منهم ما يجول داخله من أفكار لكن سرعان ما قطعت أفكارهم دخول سالي بصينية فيها مقص كبير و بعض الكمادات و ماء ساخن .

_ لما كل هذه الأشياء ؟! تساءلت نورهان .

لتجيبها سالي قائلة : إنها لسيد مايكل لقد طلبها مني قبل قليل  .

تركت الصينية على الطاولة و خرجت لتكمل عملها بينما خرج مايكل من الحمام و على كتفيه منشفة و شعره مبلل بالكامل .

_ لازلتم هنا . أردف بنبرة حادة .

_لن تستطيع إخراج الرصاصة لوحدك . أردفت كايلي بجدية .

حدق فيها و لم يجبها حتى لتشعر بالإهانة و تكمل بحدة : أنا جراحة و يمكنني مساعدتك لذا دعني أقوم بعملي .

_ لا أحتاج مساعدتك . أجابها ببرود .

_ لن أنتظر إذنك . أجابته بتسلط ليرفع رأسه بسرعة ويناظرها لتأخذ قفازيها متناسية نظرته الحادة المخيفة .
إقتربت منه و قلبها ينبض بقوة مما تفعله .
لم يمنعها و ظل يحدق فيها بينما صُدم كل من شاكر و نورهان من صمته .

تناست كل شيء في هذه اللحظة و أخذت مُعِداتها لترى مدى عمق الجرح لتوقف النزيف بينما تقعنه ليذهب معها للعيادة لأنه من المستحيل معالجته هكذا بدون معقماتها و حتى أن المكان لا يسمح بذلك لكن توقفت لبرهة مصدومة تحدق فيه .

SCORPION OBSESSIONحيث تعيش القصص. اكتشف الآن