بارت 14

1.7K 74 2
                                    

"وحده العائد من حرب أليمة يعرف معنى الفقدان " ...

ما هو شعورك بعد فقدان أعز الناس إليك ، شيء ما يفارق جسدك و روحك و قلبًا كان يهواه و عقلًا كان مسيطرًا على فكره ، فكيف لك أن تنساه ؟ ما يؤلم في الأمر أنك لم تقصد حبه و هل كان الحب يومًا مقصودًا ؟ لا مستحيل فهو يقتحم حياتك بدون أن يطرق بابك و في لحظة تجد نفسك تقدم نفسك تدريجيًا لشخص لا تعلم إن كان يستحق كل تلك الضحية أم أنه ككل شخص آخر سيأخذه حاجته ثم يتركك في منتصف الطريق ضائعًا لا تعرف هل تعود إلى أول الطريق أم تكمل الطريق فإن كنت إخترت العودة فإن ألم الفراق سيجعلك تعاني و ستكمل طريقك وحيدًا منسيًا تحاول العودة إلى نقطة الصفر أينما كنت سعيدًا و قلبك لازال على أفضل حال و إن إخترت إكمال الطريق فستجد أشباح التجاهل و ألم الحب الملعون ينتظرك بحثًا عن إهتمام الطرف الآخر بلا جدوى و في كلتا الحالتين أنا آسفة لحالك يا صديقي ....

فتح عينيه على ألم في كتفه و إستوعب ما الذي حدث و ما الذي تجرعه الليلة الماضية من ألم فنهض بسرعة يبحث عنها و عقله لا يقبل فكرة أنها هربت و تركته أو أنه لا يقبل فكرة أنه لن يراها .
جلس على الأريكة مرة اخرى و أردف مخاطبًا نفسه : إنها لا تريدك لما تركض ورائها بما أنها ذهبت لما تريد البحث عنها ؟
- لكنها ملكي و من يدخل غرفة العقرب لا يخرج منها إلا بأمر منه .
أقنع نفسه بهذه الفكرة و نهض يبحث عنها و كلف جميع رجاله بالبحث في كل مكان حتى رجال شاكر و إستعان بهم المهم فقط أن يجدها قبل أن يصل إليها شخص غيره فقد أصبح معروف أنها خطيبته ... توجه نحو غرفته ودخل إلى الحمام و فتح صنبور المياه ليبقى تحته مغمض العينين يفكر في ما سيحدث و ما الذي عليه فعله متناسياً بذلك جرحه الملتهب و لحسن الحظ كان سطحيًا فقط ..

في مكان آخر كانت قد إستقلت حافلة عائدة نحو قريتها الصغيرة في القبائل حيث يتواجد منزلها القديم و الذي لم تجرأ يومًا بعد جنازة كل من والديها و أخيها حتى أنها لم تسأل يومًا جدتها عنه أو ما فعلته به ، و بعد ليلة طويلة من السفر وصلت الحافلة إلى قريتها التي كانت تبعد عن العاصمة ب 115 كم ، لكن تذكرت أنها لا تحمل نقود بحوزتها فبدأت تقلق و من عادتها عن القلق تحك عنقها و تغمض عينيها تفكر حتى شعرت بشخص يلمسها من الخلف حتى إستدارت فوجدت شابًا وسيمًا يناظرها و على وجهه إبتسامة ، إبتسمت له بدون شعور من كثرة توترها ثم إلتفت لينزل الشاب قبلها و لاحظ أنها لازالت جالسة و لا تتحرك رغم أن الجميع يهم بالنزول ليعود و يسألها بفضول باللهجة القبائلية  : يا آنسة هذه آخر محطة للحافلة .
أومأت له بتوتر ليعلم أن هناك خطب ما فأردف بتساءل : أهناك أي مشكلة ؟
ليس من عادتها طلب المساعدة من الغرباء لكن في حالته هذه لا حل آخر لتقول بتوترنعم بالدارجة دون شعور ثم حاولت تذكر لهجتها القبائلية لتكمل : لقد ضيعت محفضتي و ليس لدي حتى ما أدفعه للسائق .
إبتسم الشاب و أردف بهدوء: أقلقتني كنت أظن أنك خائفة أو هاربة من مافيا حسنًا سأدفعها عنك لا تقلقي .
- أحقا ستفعل ذلك ؟!!
- نعم بالطبع لما لا ، إن لم بساعدك أولاد بلادك من سيساعدك إذًا ؟
إقشعر جسدها للحظة فكم إشتاقت لقريتها و ناسها اللطفاء ، إبتسمت له و أجابته بإمتنان : لن أنسى أبدًا معروفك هذا معي .
- لا شكر على واجب .
نزلت من الحافلة معه و ناظرت المكان تتفحصه و تتذكر طريق منزلها حتى سألها قائلًا: أظللت طريقك ؟ لم أركِ من قبل هنا يبدو أنكِ ليست من القرية .
- الحقيقة أنني كنت أقيم هنا فأمي كانت هذه القرية مسقط رأسها و حتى بعدما سافرت عادت مع أبي إلى هنا لتقيم لكن للأسف في أحد الليالي تعرضت لحادث هي و أبي و أخي و بقيت أنا وحدي لم أجرأ للعودة إلى هنا حتى اليوم .
- أنا آسف لك و لكن ما إسم عائلتك ؟
- آدامز .
إتسعت عيناه بصدمة و أردف بدهشة : أنت كايلي آدمز ؟
- هل تعرفني ؟
- لا لكن أمي دائمًا ما كانت تخبرني عن أمك لقد كانتا أعز أصدقاء حتى أخوك لازال يزورنا عندما يأتي إلى منزلكم للإستجمام و نسيان فوضى المدينة .
إبتسمت و أردفت بهدوء: لا مستحيل لقد شبهت بيننا فقط لأن أخي أنا ميت .
- هذا مستحيل هناك عائلة آدامز واحدة في القرية و هي أنتم .
- لكن أخي ميت و قد كان مع أمي و أبي في الحادث .
- هذا ما أستغربه الآن لكن لنذهب إلى أمي و نسألها حتى أنني أملك رقم أخاك يمكنني الاتصال به الآن ليحضر .
أومأت له بعدم إستيعاب و مشت بعده تحاول هضم كل ما قاله و هذه الحقيقة التي لا يمكنها تصديقها .

SCORPION OBSESSIONWhere stories live. Discover now