بارت 21

1.6K 64 3
                                    

حدقت إلى نفسها في المرآة بذهول ، مر زمن طويل لم ترى نفسها بهذا المنظر فلطالما كانت لا تحبذ الزينة و كل هذا اللمعان لكن اليوم أصبحت ترى نفسها بشكل جديد مع مصير جديد و تغيرات في حياتها صعب أن تتقبلها بهذه السهولة .. إلتفت إليه ليبتسم قائلًا بالإنجليزية : Glamorous Glamorous baby . (براقة حبيبتي ) .
لم تستطع كايلي كتم ضحكتها لتجيبه قائلة: رغم أنني أمقتك لكن شكرًا فمند زمن طويل نسيت الأنثى التي أخفيها بداخلي و إستسلمت تحت مأزر الطبيبة الذي عهدته .
نهض دايلي بملابسه الغريبة و قصة شعره المريبة و حدق فيها قائلًا بينما يلعب بخصلات شعرها المجعد و الذي إنسدل على جبينها بخفة : سحرك فريد من نوعه و هذا يعجبني .
لم تفهم ما يقصده فأكملت بتساءل: ما هو دوري الآن ؟ لما تريدني في طاقمك الذي للآن لا أفهم ماهو عمله .
جال في تلك الغرفة الواسعة و التي تبدو في حجم صالة في منزل كبير ثم أخذ أحمر شفاه من طاولة نومها و أردف بابتسامة : في ما يخص عملنا فهذا معقد قليلًا يا صغيرة لكن ما عليك أن تعلميه فقط أن وجودك هنا يتعدى حدود العمل .
كيف ذلك ؟! تساءلت بفضول ليحك أرنبة أنفه و يقول بخبث : أنت إنتقامي الذي كنت أنتظره و إن قمت بكل ما أخبرك إياه هذه الليلة يمكنك العودة لحياتك السابقة بلا أي مشاكل .
تقدمت نحوه و أمالت رأسها لتقول بعدم إستيعاب: هل حقًا ستطلق سراحي ؟
بالطبع فلا جدوى منك بعد الليلة .
لم ترتح لما يقوله لكن حاولت تهدئة نفسها و أكملت بابتسامة : حسنًا سأفعل كل ما تريده بشرط أن تعدني بأن أعود إلى منزلي بسلام .
مد يده و هو يناظرها بطريقة غريبة لتصافحه بدورها و يقولا في نفس الوفت : وعد .
لكنه ظل يحدق فيها بابتسامته الغريبة حتى سمع باب يفتح ليدخل كريس بمعطفه الأسود ، فإتسعت عيناه و هو يحدق في كايلي التي كانت عكس ما تخيله تماماً و لا تبدو كما كانت في الصورة ..تأملها فاغراً فاهه ..شعر مموج مجنون و بشرة تبنت لونها من الغيوم ،شفتان مكتنزتان و قوام نحيل بدايته عنق مستقيم أسفله نهدان تخللت الشق بينهما قلادة ذهبية .. تعتليها نظرة مفعمة بالجاذبية و إبتسامة ساذجة جعلته لا يصدق أن هذا الكيان ملك لمايكل لوحده فلا عجب أنه سيحرق كل شيء من أجلها و ما يخاف إلا أن يطيل ذلك الحريق بجسده أيضًا.. أخرجه من حبل أفكاره صراخ دايلي به فعاد إلى رشده و أردف بهدوء: دايلي هناك مشكلة .
دايلي باستغراب : ماذا هناك ؟؟
كريس ببرود رغم الصراع الذي يعيشه الآن و هو يحدق في عينيها و عقله لا يأبى وضع مخططات لما سيحدث الآن ليقول بسرعة : لا أعلم لكن عليك النزول فجاك يحتاجك .
أومأ له بإنصياع ثم أخذ يد كايلي و قبلها قائلًا باللكنة الإسبانية : إلى اللقاء يا حلوة .
إبتسمت له بصعوبة ثم حدقت في كريس الذي يناظرها ليقول بسرعة متناسياً التوتر الذي أصابه : أرجو منك مرافقتي يا آنسة .
مالت قليلًا مدققة النظر لمدة أخيرة و أردفت بلا جدال : حسنًا .
فتح الباب و مشى في ذلك الرواق الطويل و الذي على جانبيه يوجد غرف لجميع أهم الشخصيات الموجودة هنا فلا أحد من الاغنياء يمكنه أن يجد غرفتاً في هذا المبنى ما لم يكن يملك نفوذًا كبيرًا.
مشت ورائه و عقلها يحيك العديد من السيناريوهات في رأسها و لا تعلم ما ينتظرها حتى خرجت لمكان أجمل مما رأته في هذا المبنى بكثير فقد كانت عبارة عن بهو كبير تتخلله بعض الأشجار و وسطه نافورة كبيرة تحيط به الأضواء و لحن الموسيقى يسمع من بعيد و لكن لا أحد هنا سواها هي و كريس لتقول بصوت خافت و عينياها تجول في المكان : ما الذي سأفعله هنا ؟
إلتفت كريس إليها و قبل أن يجيبها تحدث مايكل ورائها : أنت هنا من أجلي .
سرت في بدنها رعشة ، و إبرقت عيناها بالدموع و راحت أطرافها ترتعش كساق وردة على شفير السقوط ، هذا الصوت تعلم جيدًا لمن يعود ، و كيف لها أن تنساه ؟
إلتفت بسرعة لتتسع عيناها و هي تراه أمامها شعره نوعًا ما طويل يعيده إلى الخلف ، طويل جسده صلب عريض المنكبين يبتسم و تظهر غمازة وجنتيه بفضل ذلك و عيناه أهم قطعة قد خطفها من عالم آخر .. إقترب منها بخطى ثابتة بينما لازالت تحدق فيه حتى وصل إليها و على وجهه نفس النظرة ليقول بابتسامة جانبية : مرحبًا بك يا عذرائي .
و على وقع كلامه لم تستطع التحمل فأمسك بها قبل أن تسقط لتضع رأسها على صدره تتنفس بصعوبة بينما أغمض عينيه من أنفاسها الحارقة و التي ترتطم بعنقه .. إبتعدت عنه بينما لازال يحدق فيها لتضع يدها على وجنتيه قائلة بعدم تصديق : أين كنت ؟
كانا بصمت يحدقان ببعضهما البعض ، ثم إبتعدت قليلًا عنه تحدق نحو النافورة التي كان الماء يتطاير من عليها بمنظر مذهل بينما كان هو يحدق في فستانها الذي كان يشهر كم أنها فاتنة و كم إهتمت بها آلهة الجمال ليقول بصوته الرجولي الخشن : من أي لوحة رومانية هربتِ ؟!
إلتفتت إليه و جففت دموعها و إبتلعت نفسًا محدقة فيه بضياع لتقول : ما الذي إتى بك إلى هنا ؟
- من أجلك ؟ أجابها بنظرة باردة كعادته .
- ما الذي تقصده ؟
-لا شأن لكِ في الأمر الأهم الآن أن عليكِ العودة للمنزل .
تنهدت بحزن ثم أردفت متناسية توترها : لا عليك سوف أعود و بطريقتي لا أحتاج مساعدتك .
حك لحيته بتوتر ثم أردف بينما يشعل غليونه : لا أظن ذلك .
شعرت بالإستفزاز من طريقة كلامه لتقول بينما تنظر إليه بتحدي : أستطيع حل مشاكلي وحدي فلا تلعب دور المنقذ الآن و إذهب دعني وشأني ككل مرة .
- لازلتِ عنيدة .
رمشت لوهلة ثم إقتربت منه و أردفت بينما تمسك بياقة طقمه : و أنت لازلت باردًا و قاسيًا متلبد المشاعر .
إبتعدت عنه و توجهت نحو الرواق لتعود إلى غرفتها فأدار يديها إليه و كوب وجنتيها رافعًا محياها الخاوي إليه قائلًا بصوت خافت: لازال لسانك سليط .
و قبل أن تجيبه أمسكها جيدًا و حملها فوق كتفه بينما تصرخ ليقول بهدوء: لا جدوى من المقاومة ستذهبين معي .

SCORPION OBSESSIONحيث تعيش القصص. اكتشف الآن