الفصل الثالث والعشرين "ماقبل الآخير"

2.8K 488 89
                                    

رواية/ 28 حُزَيْرَان

"ماقبل الآخير"

‏قال الشيخ سليمان الرحيلي:

‏أنت جالس ما الذي يمنعك أن تقول :
‏سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
‏سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
‏ما الذي يمنعك؟ لا حائل يحول بينك وبين ذلك!
‏ولاتحتاج لأن تقوم،ولا تحتاج لأن تتوضأ،ما تحتاج إلى شيء،من أسهل مايكون!
‏شرح الوصية :١٥٣
================================

بسم الله نبدأ

في المدرسة.

كانت الفتيات جميعهن يقفن أمام "منيرڤا" لا يصدقن ما تفوهت به ويسخرن منها وكانت "ماجي" و"شيروت" أكثر منهن سخرية منها، لم تبدِ "منيرڤا" اكتراثًا لسخريتهن بل مسكت يد "شيروت" وقالت بترجي:

ـ أرجوكي صدقي كلامي ياشيروت إحنا لازم نهرب من هنا فورًا! المكان هنا كله جن وأشباح وكمان ڤيڤيان وفاطمة ملهمش أثر لازم نخرج ندور عليهم!

ضحكت "شيروت" بصوت عالٍ ثم نظرت للفتيات وقالت بسخرية:

ـ فاطمة! فاطمة مين دي كمان! وإيه اللي هيجيب بنت اسمها فاطمة مكان زي ده؟ اوعي تكون شبح وإحنا منعرفش!
هههههه.. منيرڤا اتجننت يابنات!

علا صوت الضحكات الساخرة منهن في أرجاء المكان فكزّت "منيرڤا" على أسنانها بغضب مكبت وقبضت على يديها بشدة قائلة:

ـ أنتوا مش مصدقيني! طيب مااشي أنا هثبت لكم إن كل كلامي حقيقي.. تعالوا شوفوا أبلة تريزا ميتة تحت، شوفوا شكلها عامل إزاي ووشها اللي كله جروح ورجليها اللي كلها دم.. تعااالوا معاايا!

صمتت الفتيات ونظرن إلى بعضهن وقد انتابتهنّ الحيرة، استجبن لرغبتها كي يتخلصن من ثرثرتها وإزعاجها لهن، خرجت "منيرڤا" وهي تركض بسرعة وخلفها الفتيات ليشاهدن ما قالته تلك المجنونة للتو!

صدع سحب السماء الحالكة التي غمرتها برقًا أثار صوت رعده الرهبة في قلوب الفتيات، لكن فجأة وقفن كلهنّ متصلبات موضعهنّ حين رأينَ شيئًا خفيًّا يتجه بجثمان "تريزا" إلى داخل المرحاض وأوصد الباب بقوة!
تحرك بندول ساعة الحائط وأصدر صوتًا مخيفًا و اهتزت الأشياء حولهن، حينها صرخت كل الفتيات من الرعب وفررنَ هاربات إلى حديقة المدرسة.

ركضت "منيرڤا" وسط البرق وعواء الذئاب وهي تشير إلى الفتيات أن يركضنَ خلفها ويمسكن بيدها حتى يخرجن جميعهن من جدار سور المدرسة إلى العالم الخارجي، لم يصدقها الفتيات وكِنّ خائفات منها، وفي وسط ترددهن صرخت فتاة كانت تركض حتى ارتفعت وحلقت في الهواء، دفعها شيء بقوة إلى أن اخترق أحشاءها جذع شجرة وماتت في الحال، ركضت "شيروت" بهلع وهي تشعر بأن شيئًا يركض تحت الأرض خلفها لارتفاع وانخفاض حركة الأرض كالموج، ركضت "منيرڤا" لتنقذها ولكن سرعان ما جذبها هذا الشيء إلى باطن الأرض واختفت "شيروت"، كانت "ماجي" فزعة وصدقت "منيرڤا" وفكرت سريعًا للخروج من تلك المدرسة بأمان وسرعان ما انقضت على "منيرڤا" وانهالت عليها ضربًا؛ محاولة أن تنزع منها القلادة لتحمي نفسها مضحية بالأخري دون اكتراث لها، دفعتها "منيرڤا" مدافعة عن نفسها وصرخت بها قائلة:

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now