الفصل الرابع عشر

3.1K 497 236
                                    

الفصل الرابع عشر.

رواية/ 28 حُزَيْرَان

إن لم يكن في صُحبتك من يُكثر من قول :

اتقِ الله، وحرامٌ عليك، ويتشاجر معك حتى لا تعصي وتُخطئ ويصيبه الحزن لأجلك ..
فصُحبتك بلاءٌ وخسارةٌ لك !

ابحث عن الصُحبة الصالحة وإن لم تجد كن صُحبة صالحة لنفسك ولا تحزن فـ الله معك "

================================

بسم الله نبدأ

         حولت "نوهندرا" نفسها إلى غراب، ووقفت أعلى البوابة و كانت عيناها تنظر إلى "آنورام" وهو يشرح إلى الطالبات، انتظرت الوقت المناسب لخروج الجميع و"آنورام" خلفهم، ثم ابتمست بخبث وحلقت طائرة في الهواء وهبطت على كتف "ڤيڤيان"، ففزعت "ڤيڤيان" وشهقت بخوف وكادت تركض لكن رأت أن الغراب مسالم.

غضب "آنورام" من تصرفات "نوهندرا"؛ لا يريد أحد أن يأذي "ڤيڤيان" حبيبته، هو فقط من له الحق في أن يأذيها كيفما يشاء، رأى أن "ڤيڤيان" تضحك وحملت الغراب بين يديها وهي سعيدة بأن الغراب لم يعد يريد أذيتها وتقبل منها القربان.

وفي لمح البصر دخل إلى عقلها وتساءل بغضب:

ـ نوهندرا! إيه اللي أنتي بتعمليه ده؟

اقتربت منه "نوهندرا" ووقفت خلفه و أخذت تداعبه بحبها له، ثم أجابت بخبث دفين:

ـ عملت إيه بس يا آنورام ياحبيبي، أنا قبلت القربان واتصالحت مع الإنسية.

ضحك بسخرية قائلًا:

ـ إيه ده معقول سامحتي ڤيڤيان كده بالسهولة دي؟

احتضنته وتحدثت بمراوغة:

ـ سامحتها علشانك.

ثم تابعت بتهديد:

ـ بس أنت لحد دلوقتي مش راضي تسامحني، لكن لو فضلت تتعامل معايا كده، أنا مش عارفة سحر الدُمى ممكن يأذي ڤيڤيان إزاي!

زفر "آنورام" بحنق وقال بنفاذ صبر:

ـ عايزة إيه بالظبط يا نوهندرا؟ ياريت تنسحبي فورًا من هنا!

هتفت بلطف:

ـ أنا هنسحب طبعًا بس قبلها عايزة أقولك أنت وحشتني آنورام، أنت رافض تقابلني وأنا عايزة آنورام يرجعلي، هستناك في مكاننا الخاص بعد ما شوية البشريين دول يناموا، ولو مجتش يبقى أنا شكي بيك صح آنورام، أنا دلوقتي هنسحب من بين إيدين الإنسية، لكن لو خيبت أملي أنا هرجع بس مش للسلام صدقني يا آنورام!

انهت تهديدها ثم حلقت في الهواء بعيدًا حتى اختفى طيفها، فزفر "آنورام" وذهب إلى مكتبه، بينما قطّبت "ڤيڤيان" جبينها مردفة بحزن:

ـ يا خسارة.. الغراب طار بعيد.

ربتت رفيقتها على كتفها وهي تقول:

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora