الفصل التاسع

3.1K 498 151
                                    

رواية 28 حُزَيْرَان

: ‏اغرسوا في أبنائكم أنّ الباطل باطل ولو كثر أتباعه، وأنّ الحق حقٌّ ولو قلّ أتباعه، وإنّ راية الحقِّ قائمة وإن لم يرفعها أحد، وراية الباطل ساقطة ولو رفعها كلّ أحد،
والحرام حرامٌ ولو فعله كلّ الناس.

: زي ما بتجيب لابنك مدرس انجليزي وفيزيا هات مدرس قرآن وعلوم شرعية يعلّمه دينه وعقيدته.
================================

بسم الله نبدأ.

زاد صوت النقر فرفعت رأسها أعلى النافذة واتسعت عيناها لما رأته؛ كان غرابََا شديد السواد يقف على حافة النافذة ينظر لها بعيون لامعة أشبه بالبرق.

دق قلب "ڨيڨيان" هلعًا وتجمد جسدها فصرخت بصوت عالٍ، في نفس الآن الذي هجم فيه الغراب عليها بانتقام عازمًا على تمزيق وجهها.

أخذت تصرخ بخوف شديد و هي تَصُد هجماته وضرباته لها، لكنها لم تستطع الصمود أمامه، و ارتفع وتيرة صراخها و الذي من شدته انتفضت"منيرڤا" من نومها معتدلة بذعر، في حين فتحت "تريزا" الباب مسرعة، واتجهت إلى الصوت وفتحت باب المرحاض و هنا تسمرت من هول الصدمة!

رأت "ڨيڨيان" منطرحة أرضًا يعتليها غرابًا ينقر بوجهها وعنقها وذراعيها حتى غطى وجهها الدماء، انخفض صراخها وضعفت مقاومتها حتى استسلمت إلى الظلام الحالك فاقدة للوعي.

صرخت "منيرڤا" لبشاعة ما رأته، وعلى الصياح أتيْنَ الطالبات جميعهن مفزوعات من تلك الصراخات المدوية، وصدمنّ من ذلك المشهد المفزع.

أمسكت "تريزا" عصا خشبية وركضت مسرعة لتنقذ "ڤيڤيان"، وفي تلك الأثناء فر الغراب محلقًا في السماء حتى عاد ليقف مكانه أعلى بوابة المدرسة، أخذ ينظر أمامه بعيون لامعة ودماؤها يسيل من منقاره، وفجأة تغيرت عيناه بالسواد الداكن وتحول بؤبؤ عينيه من دائرة إلى شكل عمودي.

وبعد لحظات مرعبة، كانت"ڤيڤيان" نائمة على أريكة، شرعت تفتح عينيها ببطء فلم ترَ شيئًا بوضوح فكل شيء حولها مشوب بالضباب، إضافة إلى آلام جروحها؛ فكان غير محتمل.

ـ ڤيڤيان أنتي سمعاني!

كان هذا سؤال موجه لها من الكاهن الذي يجلس أمامها، وحين استمعت "ڤيڤيان" لصوت الكاهن، فتحت عينيها ونظرت حولها فوجدت أن تلك ليست غرفتها، ثم رأت شخصين بالقرب منها ولم تستطع رؤيتهم بوضوح وهمست بصوت منهك للغاية:

ـ أنا فين!

وضع الكاهن الضمادة على جُرحها وتألمت هي، أجابها " دانيال" بهدوء:

ـ أنتي في غرفة مكتبي الخاص يا ڤيڤيان، ولما تتحسني هترجعي على غرفتك.

بدأ الضباب يتلاشى تدريجيًا ومجددََا فتحت بنيتَيها المتلألأتين بالدموع ونظرت حولها مجددًا و وجدت أنها حقًا متواجدة في مكتب الكاهن لكن كانت غرفة بداخل المكتب ولم ترَها من قبل، كان الكاهن يجلس أمامها وتقف بجواره"تريزا" تحمل صينية تحتوى على طبق به ماء دافئ وبعض من القطن وشريط لاصق والأدوية الطبية، وكان الكاهن يحاول جاهدًا محو كل آثار الدماء من وجهها بواسطة المحارم القطنية وبعد انتهائه وضعه في سلة المهملات بجانبه.

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now