الفصل الحادي والعشرون

3K 506 105
                                    

رواية/ 28حُزَيْرَان.

القوة لا تأتي إلا من "القوي" ، والقوي هو الله ؛
!.فمن استقوى بغير الله وهن.!
================================
بسم الله نبدأ

       بعد ذهاب "يوكيم" تاركًا "ماري" في انكسارها أخبر أخته -زورًا وبهتانًا- أنه قد تصرف بحكمة وأنه سوف يروّض الإنسية لتخضع لعشقه، ضحكت "نوهندرا" بشر كبير واستعانت بصديقة لها لتلقي عليها تعويذة تجعل كل من يراها يظن أنها مريضة؛ حتى لا ينكشف أمرها وتُقدم للمحاكمة، مرضت وكان "آنورام" مشغولًا بها أكثر الوقت.

أشرفوا الآن على نهاية شهر حزيران فكان "آنورام" سعيدًا للغاية، أخذ "نوهندرا" إلى السرداب الأحمر ليبدأ في الطقوس لأول مرة، ثم حدث شيئًا لم يفهمه أحد جعل "آنورام" غاضبًا بشدة وانقض على "يوكيم" ضربًا وأحرق السرداب الأحمر بأكلمه لانتهاء حلمه المنتظر بالفشل، استاءت "نوهندرا" وعادت إليه معتذرة واعدة أياه أنها ستبحث عن "ماري" آخرى من جديد.

خرجت "ڤيڤيان" بسرعة من تلك الغرفة وهي ترتجف وتتنفس بقوة، حدث المثل مع "فاطمة" التي سألتها:

ـ إيه ياڤيڤيان مكملتيش ليه؟

هزت "ڤيڤيان" رأسها وقالت بشرود:

ـ ماري! أنا فاكرة إني سمعت الاسم ده كويس، وشكلها.. شكلها مش غريب عليا، وباباها ومامتها وكلهم شوفتهم قبل كده، في لغز مفقود!
إيه اللي حصل مع ماري؟ وليه دان... إحم آنورام ضرب يوكيم وحرق السرداب؟

فكرت "فاطمة" قليلًا ثم أجابتها:

ـ مش يمكن نعرف حكاية ماري وكل حاجة من الباب بتاعها؟

أيّدت "ڤيڤيان" حديثها وقالت:

ـ أيوة فعلًا! عندك حق؛ تعالي نشوف باب ماري ونرجع نكمل هنا.

وقفتا أمام باب "ماري ملاك" وعائلتها وفتح بنفس الطريقة وذهبتا لتُشاهدا سرد الأحداث المصورة.

عند بزوغ فجر يوم الثامن والعشرين من حزيران الذي يوافق ذكرى مولدها التاسع عشر، كانت "ماري" مقيدة في غرفتها تصرخ وتهتف بأنها لا تريد سواه، ولج الأب "ملاك" غرفتها غاضبًا وأخبرها بحزم أن هذا الشاب لا يصلح أن يكون زوجًا لها بالإضافة إلى أنها صغيرة وغير مدركة لخطورة الأمر وعليها التفكير جيدًا ، ازدادت بكاءً من حديث والدها فضعف لدموعها و دنى إليها مزيلًا عَبراتها وقبل رأسها ثم ذهب تاركًا إياها وأوصد الباب بإحكام، كانت "چانيت" تنتظر زوجها بالخارج غاضبة من كل شيء، وعندما خرج زوجها ذهبا لغرفتهما ليكملا نومهم.

بكت "ماري" بكاءً أليمًا ينفطر له القلوب وظلت تهذي باسم "چورچ" إلى أن استغاثت به باسمه الحقيقي "يهوذا" -كما ادّعى- ثم استمعت إلى همس وصوت رخيم أخذ يوسوس لها بأن "يهوذا" لم يكن سوى شيطانًا، أعرضت "ماري" عمّا سمعته واقتنعت نفسها بأن كل شيء كذبًا، اغتاظ "يوكيم" ودخل إلى عقلها وأخذه معه إلى باطن الأرض بمساعدة وحماية "تاديلان" لترى كل شيء.
فجأة، رأت بعينيها كل شيء وعلمت الحقيقة؛ رأت المراسم التي تتم لقتلها تحت سابع أرض والغرض من كل هذا هو دمائها فقط وسيقتلونها بعد ذلك، جن جنون "ماري" عندما رأت "چورچ" يتحول لجني وأضحت صدمة لها، لكن ليس لديها الكثير من الوقت لتظل في صدمتها؛ فاليوم بعد شروق سيتم أخذها بالقوة، أغمضت عينيها واستعادت وعيها شعرت بأن روحها تُسحب منها وانتبهت أنها جالسة مكانها في غرفتها، فزعت لرؤيتها قيودها تحل عقدة تلو الأخرى  دون تدخل من أحد ودق قلبها رعبًا، ولم تفكر في من الذي يحل لها تلك القيود بل همست بوجل:

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now