الفصل السادس عشر

3.1K 473 127
                                    

رواية/ ٢٨ حُزَيْرَان.

*تذكير*.
بدأ اول يوم من الأشهر الحُرم :
" ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب" وفيها تُعظّم الحسنة والسيئة كذلك، " فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسكم".
‏فرصة عظيمة لاتفوتها على نفسك أَقبِل على الله بقلب طاهر وبتوبة صادقة تمحو التي قبلها : " عفى الله عمّا سلف".
*ارتكاب المعاصي حرام،ولكن ارتكابه في هذهِ الشهور أعظم وأدهى !*
================================

بسم الله نبدأ

مساءً في حديقة المدرسة.

           كانت "ڤيڤيان"  تجلس بمفردها على الأرجوحة وهي تنظر إلى هدية عمتها، و التي كانت عبارة عن ساعة يد أنيقة، ارتدتها فكانت جميلة جدًا في يدها، وهنا خطر بوجدانها الأب "دانيال"، تذكرت إعجابه بتلك الساعة، وتصريحه لها بأنها حقيقة مثلما هى حقيقته الوحيدة، فدق قلبها بسعادة عارمة لا تعلم ما الذي يحدث لها؛ فمنذ فترة كان فارسها ممثلها المفضل، ولكن الآن تحول كل تفكيرها بل وانحصر "دانيال"فهل هذا يحق لها ذلك؟
رغم اعتراف عقلها بأنها تقترف خطأ فادحًا بإعجابها بالراهب ويزجرها عن الانجراف وراء مشاعرها، إلا أن قلبها أطلق لها العنان للاستمتاع بمشاعر الحب والعشق التي اقتحمت قلبها و اخترق روحها دون استئذانها، نعم فهي حقًا تحبه وأصبحت غارقة في بحور حبه حد الثمالة؛ لذا فهي لن تستطيع التخلص من حبه بعد أن استحوذ على فِكرها.
أخذت تفكر في نظراته الحنونة لها،اهتمامه بها دونًا عن باقي الفتيات الموجودات بالمدرسة، فهي أصبحت على يقين أنها المفضلة لذلك الراهب المتعبد الحنون الذي وقعت أسيرة بين أغلال عشقه.

كانت تتأرجح وهي سعيدة، ظانّة أنها جالسة بمفردها دون شريك أو أحد يراها، لاتعلم بأن شيطان خبيث مثل "آنورام" ينظر إليها من خلف نافذة مكتب المدرسة ويلتهمها بعينيه.

كان "آنورام" يراقبها وهي سعيدة، متفحصًا كل إنش بها بتمعن كبير، شرد في شعرها الذي يتطاير على كتفها بسبب الهواء، ظل يفكر بها إلى مالا نهاية غارقًا في بحر بُنيتيها اللتين أسرتاه، إلى أن سمع الملكة "سميدرا" تدعوه للحضور أمامها في الحال، فاختفى ملبيًا أمرها وذهب إليها في باطن الأرض حيث موطنه.

ـ ممكن أتمرجح معاكي؟

وجهت لها هذا السؤال "منيرڤا"، فضحكت "ڤيڤيان" قائلة:

ـ ممكن قوي! بس مش هينفع إحنا الاتنين.. المرجيحة مش هتاخدنا.

ابتسمت لها منيرڨا قائلة:

ـ خلاص تعالى نتمشى و ننام تحت الشجرة اللي هناك دي، الجو النهاردة حلو اوي.

وافقتها "ڤيڤيان" على الفور وذهبتا سويًا وتمددت كل منهما بظهرها على الأرض تحت شجرة تحجب نصف ضوء القمر.

نظرت "منيرڤا" لها بصمت ولم تتحدث؛ فقط ظلت تتأملها وهي شاردة في أمر ما، لاحظت ذلك "ڤيڤيان" وتعجبت من صمتها فسألتها:

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Место, где живут истории. Откройте их для себя