الفصل السادس

3.1K 542 181
                                    

رواية 28 حُزَيْرَان

رسالتك اليوم 💛

‏"ثم يُرسِل الله لك يدًا ترفعُك من ظلماتِ بئرك كما رفع يوسف، وينصُرُك كما نصَرَه، ويُرسِل لقلبِك نُورًا كالذي أرسَلَهُ لعَينَيّ يعقوب، فقط طمئِنْ قلبك وثق بربك واستبشر خيراً"💛
================================
     
                          بسم الله نبدأ


مساءًً في منزل "فاطمة الزهراء".

         كانت "فاطمة" تجلس على الفراش الخاص بغرفتها تنظر إلى الأعلى وهي تشعر بالضيق والحزن معًا؛ لأنها علمت من والدتها أن "ڤيڤيان" ستغادر غدًا إلى تلك المدرسة.

وعندما علمت بأن والدتها ذاهبة إلى منزل العمة "روز"  برفقتها لتودع رفيقتها نهضت إلى فراشها ودثرت حالها بالغطاء و أغمضت عينيها متصنعة أنها غطت في سُبات عميق؛ فهي لا تستطيع إخبار أسرتها بما حدث بينها وبين "ڨيڨيان" و انتهاء صداقتهما.

وحين عادت السيدة "تحية" من منزل العمة "روز " دلفت إلى غرفة "فاطمة" لتجدتها جالسة على فراشها، وجلست بجوارها واتبسمت متسائلة:

- الله! صحيتي إمتى يافاطمة يابنتي؟

اعتدلت "فاطمة" احترامًا وخوفًا من والدتها، ثم أجابتها متلعثمة:

- أاء.. احم صحيت من شوية ياماما وكنت لسه هكمل نومي، حضرتك كنتي محتاجة مني حاجة؟

ربتت براحة يدها على ذراعها مردفة بحنان و لطف:

- لأ يابنتي أنا بطمن عليكي وكنت عايزاكي تروحي معايا عند الست روز، أصل أخوها عادل أفندي رجع من الفيوم النهاردة و بنته فيفي هتروح على مدرستها من بكرة ويعالم هنشوفها تاني ولا لأ؛ حاكم بيقولوا المدرسة دي ممنوع فيها الزيارة غير كل سنة فواجب نروح نسلم عليهم، ولما لقيتك نايمة يانضري روحت أنا وسي عبد المنعم ولسه جايين من عندهم.

زفرت "فاطمة" و قد بدا الحزن يغمر وجهها كحال قلبها؛ فهي كانت تتمنى أن تودع رفيقتها قبل أن تغادر هي الأخرى، ولكنها شعرت بأن "ڤيڤيان" تغيرت كثيرًا في الآونة الأخيرة.

نهضت "تحية" لمغادرة الغرفة قائلة:

- أنا هروح أشوف سي عبد المنعم وأنتي كملي نوم يابنتي، تصبحي على خير!

حاولت "فاطمة" أن تبتسم ثم ردت برقة وهدوء:

- وأنتي من أهله يا ماما!

رحلت "تحية" من الغرفة بعد أغلقت الباب خلفها، فنهضت "فاطمة" و وقفت في شرفة حجرتها بعض الوقت، أخذت تنظر إلى  منزل رفيقتها بحزن شديد، ومن ثَم عادت إلى فراشها ودثرت حالها بالغطاء، تنهدت بحزن و أغمضت عينيها متمنية أن تتحدث مع "ڤيڤيان" مرة أخرى.

بقلم/ مريم نصار.

في فجر اليوم التالي، قرابة الخامسة والنصف صباحًا.

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now