رواية/ ٢٨ حُزَيْرَان.
لن يشافي المريض إلا الله ، ولن يقضي الدين إلا الله ، ولن يكشف الكرب إلا الله ، ولن يزيل الهم إلا الله ، ولن يجلب الرزق إلا الله ، ولن يحقق النجاح إلّا الله ، فـ كل شيء عند الله ، ومن الله ، وإلى الله ، وعلى الله ، فأكثر من يا الله ، يا الله ، واسأله سبحانه ما شئت إن الله على كل شيء قدير
================================
بسم الله نبدأ.
تحت الأرض، في سجن الملك "بوشتاي".
كان الحرس المجندون من الجن يقومون بتعذيب كل الأسرى -باختلاف ألوانهم وأشكالهم وقبائلم وعباداتهم- وهم مقيدون بأصفاد مُحكمة، تلك الأصفاد التي تحتوي على قوة سحرية تنزع من كل أسير قوته؛ وذلك بسبب امتلاك الملك "بوشتاي" جيشًا كبيرًا وقويًّا زاده كبرياءً، قوةً، طغيانًا، وجبروتًا.
كانت "تاديلان" تصرخ بأعلى صوتها -وهي تتألم من العذاب الذي تتلقاه- طالبةالعفو والسماح لها، فأتت الملكة "سميدرا" على ضجيجها وأفسح لها كل الحرس الطريق وانحنوا جميعًا لها حتى المسجونين عدا أسرى بني اصلوان وهذا سيجعل "سميدرا" تضاعف لهم العذاب.
رأتها "تاديلان" فاستغاثت بها هاتفة بصوت عالٍ:
ـ ملكة سميدراااا! اعفي عني مولاااااتي!
تقدمت نحوها وبسحرها دخلت إلى حجرتها، وقفت أمامها بغضب مكبت ثم قالت وعلى محياها ابتسامة شريرة:
ـ اعفو عنك! تاديلان بنت أمير سحر الأشجار أوبيشنو بتطلب العفو!
شدت "تاديلان" الأصفاد بقوة كي تتحرر من قيودها وهي تقول بغضب شديد:
ـ من حقي أعرف أنا مسجونة هنا ليه؟ وبأي حق تسحبي مني قوتي.. ده أكيد من خوف عشيرتك مني!
رفعت "سميدرا" عنقها ويدها ثم نظرت إليها وألقت عليها سحرًا جعلها تتألم أكثر، فشهقت "تاديلان" واحمرّ وجهها أكثر حتى جحظت عيناها فلم تستطع التحمل، أردفت "سميدرا" بهدوء:
ـ ملكة الڤودو العظيمة سيدة العرش وسيدة كل عروش القبائل متعرفش يعني إيه خوف، و تسجن أي جان وشيطان مهما كان وقت ماتحب وبدون أي تبرير، ويقدم قربان وقت ما الإله يأذن لي!
حلقت "تاديلان" لأعلى -رغم تقييدها بالأصفاد- وازرق وجهها وشعرت أنها تحتضر.
ضحكت "سميدرا" و أنزلت يدها و عنقها تاركة لها مجالًا للتتنفس، سقطت "تاديلان" أرضًا وظلت تأخذ شهيقاً كى تنقذ حالها، ثم قالت "سميدرا" بحزم:
ـ أنتي بتخوني الأمير آنورام بالاتفاق مع يوكيم!
نظرت لها الأخرى وهى تلتقط أنفاسها وضحكت بسخرية وهي تقول:
ـ خيانة! الملكة سميدرا ملكة الخيانة بنفسها بتتكلم عن الخيانة!
قبضت "سميدرا" على يديها بغضب من حديث "تاديلان" التي تابعت حديثها بحنق:
YOU ARE READING
28 حزيران بقلم/ مريم نصار
Fantasyأنتِ قرباني وبدونك لن تكتمل قواي! سأجول ظاهر الأرض وباطنها لكي تكوني لي، فهل أنتِ آتية؟ هذه قصة مستوحاة من وحي خيالي وهي قصة مصرية على التراز الأجنبي!
