الفصل الخامس

3.6K 492 241
                                    

رواية 28 حُزَيْرَان

‏"رفَعتُ للهِ في الآفاقِ أُمنِيةً
حاشاهُ يحرِمُ قلبي ما تمنّاهُ
سأُحسِنُ الظنَّ مهما طالَ بي أملي
كم مُستحيلٍ بحُسنِ الظنِّ نِلناهُ"
================================

بسم الله نبدأ

        وقع نظر "فاطمة" على عنق "ڤيڤيان"  فتساءلت بتعجب:

- ڤيڤيان! إيه الخربشة اللي في رقبتك دي؟

تعجبت " ڤيڤيان" و صُدمت من سؤال رفيقتها، فهبت متجهة إلى المرآة لتتفقد عنقها، وحين نظرت وجدت جرح غريب الهيئة، لم يكن على شكل أظافر ولا حتى أسنان ولا تشبه نصل السكين الحاد، انه غريب حقا،ولكن مهلًا أنه طازج و لا ينزف.

ظلت تحدث حالها في ذهول:

- ماهذا الجُرح يا تُرى ومتى حدث؟ أنا لم أتذكر شيئًا، مالذي أصابك ڤيڤيان أصبحتِ تُحدثي نفسك كثيرًا منذ عدة أيام؟

اقتربت "فاطمة"متسائلة:

- مالك يا ڤيڤيان سرحتي في إيه! مش هتقولي إيه الخربشة دي؟ شكلها غريب أوي.

وقبل أن تتحدث أصيبت "ڤيڤيان" بسُعال شديد  متتالي.

أسرعت "فاطمة" بجلب كأس من الماء و أعطته لها قائلة بقلق:

- امسكي اشربي شوية ماية واهدي خالص!

أخذت رشفة ماء و أغمضت عينيها لتنظم أنفاسها.

دلفت "حميدة" قائلة:

- فاطمة يابنتي، ست تحية بتقولك انزلي علشان والدك بعت أخوكي سي حسن أفندي واقف قدام البيت.

انصاعت "فاطمة"  لطلب والدتها، و ودعت رفيقتها وذهبت على الفور.

جلست "ڤيڤيان" على الفراش وهي شاردة بأمر هذا الجُرح، وضعت يدها على عنقها فوجدت دماء طازجة تنزف منه، تعجبت من أنه ينزف الآن.

فتحت درج الكمود وأتت بمِحرَم من القماش و وضعته على الجرح، شعرت بالنعاس وهي تفكر في أحداث اليوم الذي لا تتذكر شيئًا به، ثم ما لبثت حتى غطت في نوم عميق.

بقلم/ مريم نصار.

بعد مرور بضعة أيام، تحسنت "ڤيڤيان"  و التأم جُرحها غير المعلوم من أين أتى تاركًا ندبة في عنقها.

قامت العمة "روز" أخيرًا بتوصيل خط  الهاتف الأرضي للمنزل، منتظرة أخيها أن يجلب هاتف أرضي أيضًا لكي يستطيعا التواصل أسرع من الخطاب البريدي.

في تمام الرابعة عصرًا بمنزل "روز"

جلست "روز" بجوار صغيرتها في شرفتها الخاصة متحدثة بسعادة:

- ها يا ڤيڤيان يا حبيبتي قولتي إيه؟ أبعت تلغراف لعادل أخويا و أفرحه بعروستنا الحلوة و أقوله إن جالك عريس.

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt